اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حسام والعصفور ... *نرجس عمران

رن ..رن ... رن
إنه صوت منبه حسام لقد أصبحت الساعة السادسة صباحا وحان الان موعد استيقاظه كي لا يتأخر في الذهاب إلى المدرسة ، نهض حسام من فراشه نظر إلى المنبه وقال باستياء: .. رن.. رن... رن

كل صباح ... رن....رن .. توقظني مرعوبا رن ..رن ..رن ..اصمت أيها المنبه المزعج سأنهض الأن .
ثم نهض وأمسك المنبه وأسكت صوت بتوتر نظر حسام من النافذة ، الصقيع يملأ المكان والأشجارالمحيطة بمنزله تبدو كما لوأنها لوحة صامتة رمادية لا حياة فيها ، وقبل أن يبتعد بنظره ، رأى عصفورا صغيرا على حافة النافذة نظر إليه باستغراب ، فتح النافذة بهدوء كي لا يوقظه فلقد اعتقد قائلا : ترى ماذا يفعل هذا العصفور هنا ؟ ! هل هو نائم ؟! هل هو متجمد ؟! هل هو ....
ولكن العصفور لم يبدي أية حركةٍ لحظة اقترب حسام منه وأدخله إلى داخل الغرفة .
بدا كما لو ميت منظره مؤسف للغاية لذلك اغرورقت عيون حسام بالدموع من حزنه على العصفور المسكين ، قال له حسام : كم أنت مسكين أيها العصفور ؟!
بالتأكيد السبب هو الصقيع ،
كم أنا أسف لأجلك ؟! وراح حسام ينفخ عليه هواء ساخنا من صدره ، ويلفه بكلتا كفيه لعله يعطيه بعض الدفء، لكن العصفور للأسف لم يتجاوب مع حسام أبدا ، وضع حسام العصفور على المنضدة بجوار السرير بعد أن جعل شاله الصوفي غطاء وشرشفا للعصفور ،
ثم نظر إلى المنبه وقال له : إنها المرة الأولى التي أتمنى لو أن رنينك كان أبكر ليتك أيها المنبه أيقظتني في وقت أبكر، لربما كنت ساعدت ذلك العصفور المسكين قبل أن يتجمد كليا ويفارق الحياة ، ليتك فعلتها أيها المنبه وأيقظتني باكرا وباكرا جدا.
وإذا بإم حسام تناديه هيا يا حسام لقد تأخرت عن المدرسة ، أسرع حسام دخل الحمام وغسل وجهه وارتدى لباسه المدرسي وهو يخاطب العصفور قائلا: الأن سأتركك وحيدا أيها المسكين لكن هنا لن تبرد أبدا وذهب مسرعا إلى المدرسة .
كان الجو باردا جدا حتى أن أذني حسام قد أصبحتا حمراويين من شدة البرد
قالت له المعلمة: ماذا بك يا حسام ؟
لماذا أنت شارد حزين محمر الوجه هكذا؟!
هل أنت مريض ؟
أجابها حسام بصوت هادئ حزين : لا أبدا أنا لست مريضا .
قالت له : حمد لله إذا هيا ضع شالك الصوفي على رأسك وأذنيك قبل أن تمرض الجو بارد جدا.
فقال لها حسام : لم أحضر الشال معي يا معلمتي .
سالته المعلمة : لكن لماذا ؟ والجو بارد اليوم
أجابها حسام : لقد وجدت عصفورا مجمدا من الصقيع لذلك أعطيته شالي عله يحس بالدفء .
قالت المعلمة بفخر : كم أنت نبيل يا حسام ؟
كي تفضل العصفور عن نفسك وتعطيه شالك ، لكن يا حسام ، أين هو العصفورالأن ؟
أجابها حسام : إنه في البيت
قالت المعلمة : إذا البيت دافءٌ يا حسام وليس باردا كما في الجو خارجا لن يبرد العصفور داخل المنزل وأنت من سيبرد ويمرض لكنك خرجت خارج المنزل .
لذلك في المرة المقبلة احتفظ بالشال لنفسك
وإذا كنت تريد مساعدة العصفور حقا بوسعك أن تغطيه بقطعة قماش أخرى .
قال حسام : نعم معلمتي سأفعل لكني حزنت جدا على العصفور لقد مات بردا، واغرورقت عيني حسام بالدموع من جديد
اقتربت المعلمة من حسام وقالت : هيا يا صغاري يستحق حسام الطيب صقفة طليعية لأنه طيب ويحب مساعدة الأخرين الإنسان والحيوان أيضا
صفق التلاميذ لحسام بحرارة .
ابتسم حسام والمعلمة تمسح دموعه قائلة له : ليتك تعود لتجد العصفور بانتظارك،
الحنان والحب يعطي دفئا كبيرا وحياة جديدة لا تيأس أبدا يا حسام
قال حسام : نعم لن أيأس أبدا .
انتهى اليوم الدراسي وعاد حسام إلى البيت مسرعا دخل غرفته اقترب من المنضدة أزاح المنبه قائلا له : ابتعد أيها المزعج ليتك ترن بالوقت المناسب .
اقترب بهدوء من العصفور أزاح الشال عنه وهو يتذكر كلام معلمته
(الحب والحنان يعطي روحا جديدة وحياة جديدة ) وهو يقول : يا الله
وبكل لطف ورقة وهدوء مسح بإصبعه على رأس العصفورالذي حرك ساقته حركة بسيطة .
إعتقد حسام أنه واهم أو أنه يتخيل ، فأعاد الحركة مرة أخرى حقا لقد حرك العصفور جناحه بهدوء ، يا إلهي صرخ حسام إنه حي!!! لم يمت الحمد لله
وأسرع إلى المطبخ وأحضر له الماء والخبز المبلل بالماء أيضا
وأسقط بضع قطرات من الماء على منقار العصفور ، وضمه أكثر ودفئه أكثر ، حقا إن سعادة حسام كانت لاتوصف حين بدأ العصفور يتحسن ويتحرك أكثر ،
حاول حسام في المساء وضع الطعام في فم العصفورالذي بدأ يتجاوب مع حسام قليلاويفتح فمه ،
وفي صباح اليوم التالي
رن.. رن ... رن... استقيظ حسام بسرعة ونظر إلى العصفور كم أسعده بأنه كان واقفا على قدميه !! لكنه سرعان ما سقط
قال له حسام : انتظر حتى تصبح أقوى يا عصفوري ، لن أحبسك أبدا لاعليك، ولكني سوف لن أدعك تطير قبل الشفاء التام ، ولفه مجددا لكن بقطعة قماش أخرى وارتدى شاله وذهب إلى المدرسة ، وعندما دخلت المعلمة قال لها حسام : فعلا معلمتي الحب و الحنان والدف ء يخلق روحا جديدة لقد عادت الروح إلى العصفور لكنه مازال مريضا .
قالت له المعلمة : حسنا ارعاه واعتني به وسيتحسن بكل تأكيد .
قال حسام فرحا: نعم طبعا سأفعل
وعند الظهيرة بدأ العصفور يزقزق ويستطيع الوقوف فترة أطول على ساقيه ويأكل بعض مايقدمه له حسام . نظر إليه حسام وقال له : أعرف أنك اشتقت للطبيعة ، كلنا نحب الحرية عدني أنك ستتعافى غدا وأعدك أن أطلق سراحك غدا إنشالله ، زقزق العصفور بهدوءٍ فقال له حسام ضاحكا : حسنا سأعتبر أنك وعدتني أيها العصفور .
في صباح اليوم التالي استيقظ حسام على زقزقة العصفور سُرّ كثيرا إنه صوت لطيف وعذب نظرإلى المنبه وقال له : ليس مثل صوتك الخشن
.. رن ...رن ...بكل إزعاج ....
ولكن لماذا لم ترن اليوم أيها المنبه ؟! ماذا أصابك ؟
أوه لقد تعطل المنبه إن عقاربه لاتمشي ، من سيوقظني غدا ؟
قال حسام بكل أسف وهو ينظر إلى العصفور لكن لا بأس يا عصفوري ، أنا فرحت حقا لأنك تعافيت وسأفي بوعدي وأطلق سراحك أتمنى أن تعود لزيارتي قريبا ، وفتح له النافذة
وقال له : إلى اللقاء أيها العذب ...
وتابع حسام يومه بكل براءة وفرح ، وقبل أن ينام تذكر أن المنبه معطل فذهب إلى أمه وقال لها : أيقظيني صباحا لو سمحتِ يا أمي كي لا أتاخرعن المدرسة فالمنبه معطل ،
أجابته أمه حسنا يا صغيري تصبح على خير
وفي صباح اليوم التالي عندما جاءت الأم لتوقظ حسام ، تفاجأت حين وجدت حسام مستيقظا يقف أمام النافذة ينظر منها للخارج ،
قالت له : صباح الخير يا حسام
لقد استيقظت ها أنت أصبحت شابا ولست بحاجة الى أمك كي توقظك ولا إلى المنبه أيضا .
فقال لها حسام : لا يا أمي لم أستيقظ من تلقاء نفسي لقد ايقظني صديقي.
فقالت له الأم مستغربة: صديقك ؟!
من هو صديقك ؟! لم يأتي أحد لزيارتك اليوم
فقال حسام : صديقي العصفور إنظري أين هو ؟!
لقد استيقظتُ على صوت زقزقته اللطيف صباحا .
كم هو وفي؟! إنه يبادلني المعروف يا أمي . قالت الأم : نعم يا بني ، علينا أن نفعل الخير والأفياء فقط يحفظونه ولا ينسونه أبدا.

*نرجس عمران

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...