اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة لـ قصيدة " القدس " للشاعر تميم البرغوثي

*عتاب السعد- الدراسة الأدبية :

بدأ الشاعر تميم البرغوثي قصيدته القدس بأبيات شعرية اتباعية نمطها وصفي التزم بها قافية واحدة ( /0//0 ) ورويا" واحدا" (حرف الراء) على البحر الطويل وكعادة الشعراء القدماء بدأ بالوقوف على الديار متلهفا لمعالم مدينته القدس الحبيبة التي منعته أسوار
الاحتلال من زيارتها.
ويصف لنا الشاعر شدة تعلقه ببيوت القدس وانبهاره بها من بعيد فهي تسكن العين والوجدان أينما يتلفت يراها .
جاءت ألفاظ الأبيات سهلة موحية ملائمة للمعنى مثال:( دار _ الأعادي _تزورها )
وتراكيب الأبيات مترابطة والجمل طويلةمثال:(وما كل نفس حين ترى حبيبها تسر).
وغلب على النص الجمل الخبرية مثال:(مررنا على دار الحبيب؛ فقلت لنفسي .)
وفيها جمل إنشائية مثال:(فماذا ترى في القدس حين تزورها؟)
ومن المحسنات البيانية في الأبيات الاستعارة في قوله(فردنا عن الدار قانون الأعادي )
ومن المحسنات البديعية التكرار لكلمتي(ترى ، دار ) والطباق بين (الفراق ، لقاؤه)
يتابع الشاعر تميم البرغوثي قصيدته القدس بالانتقال المباشر من الشعر العمودي القديم إلى أسلوب العصر الحديث وشعر التفعيلة فيستخدم تفعيلة متفاعلن.
حيث يتابع الحديث عن مكونات القدس حاليا من أجانب وأغراب ويهود قدموا من بلاد مختلفة ليحتلوا القدس العربية مثال : (بائع الخضرة من جورجيا و يهود متشددون من منهاتن الأمريكية و أحباش ) فيعرض مسألة المستوطنين الاسرائيليين الذين يعتبرون القدس ملكا قديما ويحيون مقدساتهم المزعومة كحائط المبكى .
ويظهر لنا الشاعر بأسلوبه السردي ومذهبه الواقعي الجديد اختلاف نواحي الحياة في القدس فهي تمتلئ بالسياح والمارقين الذين همهم المتعة فلا يبالون بقيمة القدس التاريخية والدينية الإسلامية والمسيحية إضافة إلى الجنود الإسرائيليين المتجبرين الأشرار
حين ينتهي الشاعر من السرد النثري المنغم ينتقل بنا إلى قالب شعري جديد تميزه أفكاره التي تجسد التاريخ
مثال : (وتلفت التاريخ لي مبتسما ) وفي قوله :(ياكاتب التاريخ مهلا فالمدينة دهرها دهران) يقصد.الزمن الذي يستمتع بمآل الفلسطينيين ويجعله في نهاية النص شيخا خاطئا جدا.
كلمات موجعة، لا تطيقها نفس الفلسطيني. حال من الضعف الذي لم تتعوده كرامة الفلسطيني وشموخه، لتعلو فيه صرخة، يردّ بها كل ما رسمه الواقع ووثقته أنامل التاريخ. فالفلسطيني يعرف القدس قبل ميلاده، قبل أن يلازمها التاريخ منذ وجودها ؛ فحقيقة الأمر كما يمنطقها الشاعر، فهي أن الزمن الباطن الذي يعد وحداته في هدوء الخفي، ينتهي بزوالهم لا محالة عن أرض المقدسات. وفي تأكيد على فكرة العلاقة الغريبة المقدسة ما بين القدس والسماء، يرى الشاعر أن الهلال في القدس غير الهلال الذي تراه في سماء المدن الأخرى، فالقباب المتزايدة يوما بعد يوم فيها ما هي إلا استمرار لوجوده.
وفي مشهد يفوح أصالة، يصور لنا الشاعرتميم البرغوثي أعمدة لها تاريخ، قد نقش عليها بالأسود كما دخان سابح على أسطحها الملساء، يطاولها ولا يرضى الانفصال عنها بأي حال. وأما النوافذ فقد خطت معادلة الضوء والظل، إذ رسم لنا الشاعر مشهدا للضوء المنسل من نوافذ المساجد والكنائس ليلعب لعبة الظلال المترامية على الأسطح المزخرفة الملونة، ليغير لك صورة الصبح في الخارج، وكأنها قد قُسّمت الأدوار. مشهد يومي بسيط، إلا أن الشاعر وببراعة قد خصّ بها نوافذ المعابد ليرقى بقدسيتها.
فيقول :
(في القدس أعمدةُ الرُّخام الداكناتُ
كأنّ تعريق الرُّخام دخانْ
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس،
أمْسكتْ بيد الصُّباح تُريه كيف النقشُ بالألوان،
وهْو يقول: "لا بل هكذا"،
فتقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرّ خارج العتبات لكنْ
إن أراد دخولها
فعليه أن يرْضى بحُكْم نوافذ الرّحمنْ )
وهكذا نرى مما سبق لجوء الشاعر إلى الرمز ليظهر رفعة مدينة القدس وقدسيتها
يؤكد الشاعر في نهاية النص على صلة خاصة بين فلسطين والقدس بقوله : (في القدس .من في القدس، لكن لا أرى في القدس إلا أنت )
نجد مماسبق تنوع أساليب كتابة النص من تجسيد ورمز ووصف وسرد استخدمها الشاعر ليعبر عن تمسكه بقضية القدس ، فالقدس عربية وستبقى عربية .

- القصيدة:

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ
...
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
فًارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
...
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
...
والقدس تعرف نفسها،
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيئ في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
...
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
...
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
...
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
...
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً
فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
...
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
...
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
...
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بناية
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
...
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
...
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
أتراها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
...
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...