اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مقتطفات من رواية " أنين الورود" **الأب يوسف جزراوي

بغير وعي انتزعتُ عن وجهه قناع الاوكسجين وصرختُ كالمجنون باسمه،
لكن لم يسمع صدى أنين الفراق غيري. ثم رحتُ اقبله واحاول ان امنح له قبلة الحياة، لكن دون جدوى! اجهشتُ بالبكاء كمن فقد أمه أو ابنته أو أحد أطرافه!
خرجت أنادي الطبيب والممرضات كمن يشحذ الماء في الصحراء، متيقنًا انه لن يعود مجددًا.
انتحبتُ ورحت أسير في الغرفة كاخرس تلتهمه النيران، ولم يكن بوسعي ألا ضمه على صدري كما كنت أفعل معه كلما قست عليه الظروف وضاق به الحال.
مضت الدقائق العصيبة وتم نقله إلى غرفة الموتى. لم أطق فراقه عني وتواجده في ذلك المكان، جريتُ إلى هناك، افتش عنه، أرفع عن وجوه الموتى غطائهم الأخير لكي اعثر عليه.
بعد أن رفعت عنه الغطاء الأبيض الذي يكسو وجهه وجسده، تمامًا كما فعلتُ مع المرحوم أبي في مستشفى ابن النفيس ببغداد، جثوت على ركبتي أبكي كطفل فقد أبيه أو كأب ينعى طفلته. ضّميتُه بين ذراعي رغم ممانعة شقيقته…
تبلل وجهه بدموعٍ ثقبت قلبي. نظرتُ إلى السماء بنظرةِ عتابٍ واستسلام؛ نظرة ترجمة وجع روحي، ملخصة كل الحكاية…ثم غبتُ في بكاءٍ طويل كبكاء كلكامش على موت صديقه إنكيدو.. وتلك كانت أوّل مرّة أبكي امامه وجهًا لوجه، لكن في هذه المرة كان بكائي من أجله وبسبب فقدانه بعد أن فارق الحياة.
أمام مثواه الآخير صرخت ببحة صوت تخنقه دموع الوداع:
أفتقدكَ… كما يفتقد الناس البدر في الليلة الظلماء..ورحت اناجيه بسؤالٍ طرحته نفسي كما تطرح الأرض غبارها في الريح: لماذا رحلت؟ هل أتعبك حماس الحياة، فاستقلّيت قطار الأبديّة نحو عالم آخر بِلا حقائبٍ وبِلا مقدمات؟
ثم عكفتُ على غسل ضريحه المحاط بالورود بدموعٍ صدح منها أنين الفراق….فاللفراق أنين، كأنين وردة قطفت قبل آوانها.
لقد شممتُ رائحة الموت يوم كنتُ في السنة الأولى من دراستي التحضيرية للكهنوت، عندما اقنع الموت والدي بالرحيل معه.
ثم زارني الموت يوم اصطحب جدتي لابي معه إلى حيث لا يعود الناس.
ثم عاد الموت وطرق نوافذي عندما منح جواز عبورٍ إلى ملكوت السموات لأستاذي الأبوين يوسف حبي وبطرس حدّاد.
مرة أخرى جاء الموت وحاول أن يكرر فعلته، عندما حاول اغواء أخي الكبير بشّار بالرحيل معه، لكنه ترأف بنا بعد أن تركنا بسلام ومشى، إذ تماثل أخي الشفاء من مرضٍ خطير كاد أن يلتهم كبده ويفترس حياته بمعجزة ربانيّة. والشكر لله.
لكن في هذه المرّة طرق الموت ابوابي المُحكمة في وجهه مُعلنًا شماتته بانكساراتي. مقتطفًا زهرة فواحة قبل اوانها.
ولا أعلم كيف طاوعه واستسلم له ليمضي في رحلة أبديّة لا عودة منها… فأنني احسب تلك الوردة الفواحة عند ربّ كريم في بستان الخلد السماوي.
إيها الموت،
أعلم أنك ستقنعني يومًا بالرحيل معك لكنك لم ولن تقوى على إيمان غرسته فيّ بشرى القيامة لأن الله اله أحياء لا أموات، بل أنك ستطأطأ رأسك أمام رائحة الورق واريج كلمات حبرها قلم عُني بالإنسان والحياة.
أجل الموت لا يقوى على الكلمة البنّاءة والذكر الطيب والآثر الحسن.

*الأب يوسف جزراوي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...