اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

نظرةٌ على كتابِ فوزي ناصر: "خَطواتٌ على طريقِ الذاتِ" .. بقلم: سيمون عيلوطي

حين أطلَعني صديقي الكاتبُ فوزي ناصر على مخطوطةِ كتابِه "خَطواتٌ على طريقِ الذاتِ"، قبل أن يدفَعَهُ للمطبعةِ، تحمَّستُ كثيرًا لهذا الكتابِ، وذلك لعدَّةِ أسبابٍ، منها: المضمونُ الذي تناولَهُ الكاتبُ، والذي فيما أرى، ما زالَ نادرًا في أدبِنا المحلّيِ، وربَّما العربيِ أيضًا، وهو: العودةُ إلى الذَّاكرةِ ليغترفَ منها ذلكَ المخزونِ الوافرِ عَنْ عُلاقتِهِ بالعَديدِ من الشَّخصيَّاتِ والأماكنِ التي عايشَها وعرَفَها عن كثبٍ، وقد أعجبَني أيضًا أنَّهُ في هذه الكتابةِ جمعَ بينَ السيرةِ الذَّاتيَّةِ، وفنِّ
القصِّ الذي يسردُ فيه أحداثًا واقعيَّةً لا بُدَّ أنْ تُثيرَ اهتمامَ القراءِ، غيرَ أنَّ ما يميّزُها، كما أسلفتُ: الجمعَ بينَ السيرةِ الذَّاتيَّةِ وفنِّ القصِّ، ولعلَّ فوزي هو أولُ من كتبَ بهذه الطّريقةِ.

تْمشّينا خطوِه خطوِه
توخذْنا بْهَالذّكريات
تِسحرْنا مِثْل الغنوِه
تِتْماوَج فيها مْرايات
نجمِه بالوعْد بْتِضوي
نِسمِة بِتَغازِل وردات
تِعزِف موسيقى الكلمِه
تِهدينا أحلى حْكايات!!..

التَّواصلُ الذي أراهُ بين الكاتبِ والقارئِ، يتعزَّزُ من تلكَ المحبَّةِ الصَّافيةِ التي تفوحُ بأجواءِ الكتابِ، فَنُحِنُّ إلى ذلك الزَّمنِ الجميلِ؛ حيث كان الصَّديقُ صَدوقًا، والجَّارُ لا ينامُ قبلَ أنْ يطمئنَّ على جارِهِ.

الكتابُ بهذا المعنى: يُعتبرُ بمثابةِ رسالةَ حبٍّ؛ جاءت في مرحلةٍ اختلَّتْ فيها الموازينُ عندَ البعضِ، واختلَطَتْ فيها الأوراقُ، وتهاوَت الكثيرُ من القيمِ السّياسيَّةِ، الاجتماعيَّةِ، والثّوابتِ الوطنيَّةِ، وباتَ العنفُ سيّدَ الموقف.

أسجّلُ بكلِّ ثقةٍ أنَّ هذا الكتابَ يشكّلُ لما احتواهُ من بَثِّ المحبَّةِ؛ ثورةً على تلكَ الظَّواهرِ المقلقةِ، المذكورةِ سابقًا، ولا أدلُّ على ذلكَ أكثرَ من الإهداءِ، حيث يقول: "إلى أرواح والديّ وأصدقائي الرّاَحلين، وإلى من بقيَ شاهدًا على ما كان، وشريكًا في هذه الذّكريات. وإلى أهلِ بلدتِهِ المهجَّرةِ، إقرث، وإلى كلِّ النَّاس".

حُبِّ النَّاس كْتابَك يحكي
خطوِه خطوِه ماشي الدَّرْب
راسم فوق الشِّفِه ضُحْكي
وردِه تْفوح بْعِطْر القَلْب
ما في يمكن ولا بلكي
حُبِّ الصًّافي حاكي حُب
متمكّن من فنِّ الحَبْكِه
تروي قِصِّة ذكرايات!!

الحياةُ الزَّاخرةُ التي عاشَها الكاتبُ، وتدوينُ ذكرياتِها في كتاب، كانت بلا شكٍّ ثريَّةً بالتَّجاربِ والأحداثِ، لكنَّه لم يعطِ للأنا حقَّها، رغمَ أنَّ ذلكَ ممكنٌ ومشروعٌ، خاصَّةً أنه يستعيدُ سيرتَهُ الذَّاتيَّةَ. لم يتحدّث مثلا عن تعدُّدِ مواهِبِهِ، لم يقلْ بأنهُ يتقنُ كتابةَ الخطِّ العربيِّ، والرَّسمَ التّشكيليَّ، ويكتبُ الشّعرَ والنَّثرَ، لم يذكر أنهُ باحثٌ في معالمِ الوطنِ، ولهُ في هذا المجالِ عدَّةُ كتبٍ. إنَّما استطاعَ بحسِّهِ المرهفِ، وعدستِهِ الفنيَّةِ أن يلتقطَ من حياتِهِ الزاخرةِ صورًا لوقائعَ تستحقُّ الوقوفَ عندَها لما فيها من عِبَرٍ نافعةٍ، أو نوادرَ لا تتكرَّرُ كثيرًا، أو حكاياتٍ تبعثُ على الدَّهشةِ أو السُّرورِ، إلخ...إلخ، وظَّفَها كاتبُنا بأسلوبٍ سلسٍ، مشوّقٍ، وحافلٍ بالحركةِ، ففي حكايةِ "أبو صبحي" مثلا: (ص: 6) الذي (يحلُّ ضيفًا موسميًا على حارتِنا في موسمِ الزَّيتونِ الذي كانت تتغيَّرُ فيه حياةُ القريةِ الرُّوتينيَّةِ، فيأتيها فرّاطونَ وجوَّلاتٍ من قرى أخرى وتنشط الطّرقاتُ بالحميرِ التي تأتي إلى معاصرِ القريةِ التي تنبعثُ منها رائحة الزَّيت). يأتي الكاتبُ من خلالِ أحداثِ هذا النّصِ الأدبيِّ إلى نتيجةٍ مفادُها: الرفقُ بالحيوانِ، ومحبَّةِ الأطفالِ، وصونِ المكانِ الذي يعزّزُ في نفسِ القارئِ شعورَ الانتماءِ إلى مُجتمعِهِ ومُحيطِهِ.

يواصلُ الكاتبُ خطَّ تعزيزِ الانتماءِ إلى هذا الوطنِ عبرَ محطاتٍ كثيرةٍ، أذكرُ منها على سبيلِ المثالِ: (هكذا تعلَّمنا العربيَّة) ص: 102، (وجاء يوم الأرض) ص: 109، (عكا وطقوس الجمعة) ص: 116، (من وحيِ زيارةٍ إلى يافا) ص: 108، التي يروي فيها عن "حجارةِ بيتٍ عتيقٍ في يافا"، وعن صاحبِهِ المهجّرِ الذي تنهمرُ الدُّموعُ من عينيهِ حين جاءَ لزيارتِهِ، وعن الأبوابِ المغلقةِ، والتي تنتظرُ عودةَ أصحابِها.

إنَّ اندماجَ الأنا بالآخر، ولآخرَ بالأنا في هذا الإصدار، جعلَهُ لا ينحصرُ في سيرةِ الكاتبِ فوزي ناصر الذَّاتيَّةِ فحسب، بل يتخطاها إلى السّيرةِ الذَّاتيَّةِ للشَّخصيَّاتِ التي كتبَ عنها، وذاكرةِ الأماكنِ التي عاينَها في كتابِهِ القيِّمِ، والفريدِ من نوعِه، أراها تُبَشِّرُ بولادةِ نصوصٍ أدبيَّةٍ أخرى، ننتظرُ قُدومها بشوق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الكلمة التي ألقيت في الندوة التي أقيمت مؤخَّرًا في نادي الصَّداقة في كفر ياسيف)                   
الشَّخصيَّاتُ التي تجسَّدَتْ في هذا الكتاب، جاءَتْ مُقنِعَةً، نابِضَةً بالحياةِ، شأنُها في ذلكَ شأنُ تلك الشَّخصيَّاتِ التي رأيناها، أو عايشناها في الأعمالِ الرّوائيَّةِ والقصصيَّةِ التي حين رَسَمَها هذا المبدعُ أو ذاكَ، إنَّما تَرَكَ لها حيّزًا واسعًا لكي تتصرَّفَ على سجيّتِها، وفقًا لمركّباتِها النَّفسيَّةِ والثقافيَّةِ والطّبقيَّةِ. كاتبُنا في هذا الجانبِ أتاحَ لشخصيَّاتِهِ أنْ تتحرّكَ تمامًا كما هي بشحمِها ولحمِها، تتحدَّثُ بلغتِها، وتفكّرُ في حدودِ ثقافتِها، ولا تفعلُ غيرَ ما ينسجمُ مع طابعِها وتكوينِها وبيئتِها. وحينَ تفرِضُ عليهِ الأحداثُ، أو الحبكةِ القصصيَّةِ أن يتحدَّثَ هُوَ بلسانِها، أو بالإنابةِ عنها، فإنَّهُ لا يخرجُ عن خاصَّتِها، بل يؤكدُها ويثبّتُها، فتتجسَّدُ بالتَّالي صفاتُها الوطنيَّةُ، وملامحُها الإنسانيَّةُ التي تُشعِرُ القارئَ بأنهُ هو أيضًا يشاركُ الكاتب في صداقتِهِ لشخصيَّاتِهِ.
  
              

            

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...