اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

جانيت ونترسن: أنا حكّاءة.. فثِق بي

لمَ نثق بالقصص في عالم تجاوز الحقائق؟
حين ألفت روايتي الثانية، لم نكن نحيا في عالم من تجاوز الحقائق، أو هكذا ظننا. لقد حدث ذلك في العام الذي تلا إلغاء الرقابة على السوق، وبداية نشاط الاقتصاد الذي نجم عنه أعظم انهيار اقتصادي عرفه التاريخ بعد عشرين عامًا. لذا كان كل ما يقال لنا وكل ما نعيشه يخلو من الحقيقة، إن كانت الحقيقة دائمة ومستقلة وممكنٌ إثباتها.

أدركت بعد ثلاثين سنة، وبتفكيري في القصص مقابل الكذب، كل الأمور الواضحة المتعلقة بالابتكار بوصفه وسيلة لبلوغ حقيقة أعمق، وبالكذب بوصفه وسيلة لتجنب قول الحقيقة مطلقًا، أو أسوأ من ذلك، بوصفه وسيلة لخلق عالم مخيف لا شيء فيه كما يبدو، ولا يمكن فيه الاتكاء على شيء، ولكننا نعلم  أن العقل البشري لا يمكنه الانسجام مع ذلك، فيتشبث غريزيًا بـ”الإنسان القوي” الذي يكون عادة أكبر الكذابين في الجماعة. وهذا كله شديد الوضوح، أما أن تكون القصة نفسها وسيلة أكثر من كونها غاية، وخارطة أكثر من كونها وجهة، فهي مسألة أقل وضوحًا. وهذا هو القاسم المشترك بين القصص والحب، فالحب وسيلة لا غاية، والحب خارطة لا وجهة. ولهذا ليس هنالك شيء من قبيل “وعاشا في سعادة أبدية”. وهذا هو ما يجعل المشهد الخامس من مسرحيات شكسبير الكوميدية كثيرًا ما يكون شديد الإرباك. إذ نعلم مسبقًا أن ما يلي الجذل وحل العقدة هو بداية مسرحية أخرى ورحلة أخرى، والحب ليس إلا الطرف الظاهر من الخارطة المطوية.
لذا كان ارتباطي في قَصّ الحكايات، مثل ارتباطي بالحب، إن هو إلا ارتباط بالقلق لا الأمان. بالمغامرة لا القناعة، بالاحتمالات لا الإجابات، وبوسعكم رؤية ذلك لأنه واضح جدًا للحد الذي يضطرني لقوله، إن الكذب كثيرًا ما يُقدم على أنه إجابة.  أما الحقيقة فهي مكان ملغز، ومكتظ بالأسئلة من قبيل ماذا لو؟ ما؟ من أكون أنا؟ من تكون أنت؟ بم أؤمن؟ لِمَ أؤمن به؟ 
نطرح هذه الأسئلة بطرق أخرى، فنحن نسألها بالطبع سياسيًا وفلسفيًا وروحانيًا، ونحددها مباشرة. 
وهذا هو الاختلاف، برأيي، لأن البشر لا يمكنهم دومًا، أو حتى على نحو مثالي، أن يحددوا العظيم والمعتم والعسير والمخزي والمذنب والمجرم والمجنون مباشرة، كما استنتج فرويد في مطلع القرن العشرين. بل علينا الذهاب إلى الطرق الجانبية ونحو الأسفل والذهاب بعيدًا دون الهرب، فنستخدم الوسائط والأقنعة وهذا ما يوجِد القصص.
كنت أتساءل دومًا عن حياة أميرات القصص الخرافية، وحين أدركت أنني كاتبة أدركت أن بمقدوري معرفة ذلك.
وقد اقتحمت الكاتبات البريطانيات من أمثال أنجلا كارتر وميشيل روبرتس وسارا متلاند  الغرف المقفلة والمختومة للقصص الخرافية، وأعدن روايتها، دون أن تكون تلك نسخًا نسوية بالضرورة، لادعائهن حقهن في إعادة كتابتها وهو جزء من الأطروحة النسوية. وكان النص على الدوام، بدءًا بالكتاب المقدس، وسيلة لادعاء المعرفة والتقاليد، وكان النص سلاحًا في حرب الطبقات لإبقاء الناس في مواضعهم، وسلاحًا جندريًا أيضًا، من المسموح له بالقراءة؟ ومن المسموح له بالكتابة؟ ما الناموس؟ ما الأدب؟ ومن يزعمهما؟ 
كنت واعية لنفسي لكوني امرأة من الطبقة العاملة تكتب، وكنت سعيدة بأن أُغير مثل قرصان وأستولي على صندوق الكنز المسمى بالماضي. على أية حال، تصبح القصص راسخة حين تدون فحسب، فقد وجدت الأساطير والخرافات والقصص الخرافية، وما زالت موجودة، بنسخ شفهية متعددة، لكن النسخة المكتوبة قائمة على الفرضية، أليس كذلك؟
فلمَ لا نقترح إذًا شيئًا مختلفًا؟ 

إن الكتابة محاولتي لخلق عالم، وكنت أحكي لنفسي قصة نفسي، لكن الكتابة أكبر من محتواها، وأكبر من القصص التي نحكيها. فالأدب هو انهماك بذواتنا الأكثر عمقًا، وصوغ لغة للحديث عن هوياتنا، بعيدًا عن العبارات المبتذلة والمقاربات، بعيدًا عن التعميم وأنصاف الحقائق. والأدب وسيلة لئلا تضطر للحديث عن أي شيء.  فاللحظة التي تضع الكتاب فيها جانبًا،  واللحظة التي تحدق فيها في الفراغ، تعني معرفة تتجاوز المعرفة العادية، هل هي عزم؟ أم سلام؟ أم استنارة؟ إنها العودة إلى الصمت عبر اللغة. نبدأ بالصمت وننتهي إليه، لكننا لا نستطيع العودة دون لغة تهدينا إليه،  لأن الكلمات ليست سوى جزء  من الصمت الذي يمكن نطقه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة : بثينة الإبراهيم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...