اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

جريمة افتراضية ــ قصة قصيرة || عبد الرحمن الصوفي

كل مساء تراه منزويا في ركن المقهى المسماة " فردوس الفيسبوك " ..لا ينظر لا يمينا ولا شمالا ..تحدث الكثير من اﻷحداث داخل المقهى لا يعلم بها ..عيناه مركزتان على شاشة هاتفه تمر ساعات من يومه كأنها دقيقة ..لا يرد السلام ..لا يستمع لكلام .. يضحك ..يبتسم ..يكشر على أنيابه ..يحزن ..يتألم في صمت ..لحظات طويلة يقضيها في عالمه الافتراضي ..تعزية .. جيم ..تعليق ..تضامن..تهنئة ..ملاججة ..عتاب ..خصام ..استفزاز ..حظر..نكز ..حذف ..تحديث..نشر ...عالم يتجول فيه دون رقيب او حسيب وبدون جواز سفر إلا ضميره الذي يحاول أن يرضي كل صور الوجوه الافتراضة التي أصبح يعلم عنها ما لا يعلمه عن أبنائه أو أقاربه أو جيرانه...



مرت أكثر من ساعة على نشره قصة قصيرة ، استغرب متسائلا " لم يعلق أحد على قصتي ؟! ..أوف ما الذي حدث ؟! " ..حول بصره إلى جانب الشاشة حيث تظهر صورة صفحته الفيسبوكية وجدها اختفت نهائيا .. " اختفت ! " ..سمعه النادل فقال له : " أنظر استاذ ..إنها تحت الطاولة ! " ..التقط الملعقة ووضعها قرب كأس القهوة البارد ..لا يعلم متى وضع أمامه..يردد في نفسه ألف مرة " اختفت ..اختفت ..اختفت... " وأضاف " ملاعين ..ملاعين ..ملاعين.. سرقوا صفحتي ..أخفوا صفحتي ..لو أخبروني لودعت نفسي الوداع اﻷخير ..ترحمت على نفسي ..دعوت لها برحمة والمغفرة ..وأطلب من أهلي الصبر و السلوان ..وأوصيت أبنائي أن يقرؤوا علي سورة " الملك " عند كل زيارة ..ملاعين ..أولاد الحرام ! ..." ..وهو في هذه الحالة وصتله مكالمة من زوجته ، أول مرة سيفتح معها خط التواصل بسرعة ، ما أن وضع السماعة على أذنه حتي سمها تزغرد ثم قالت : " الحمد لله ماتت الضرة التي سرقتك مني ومن أولادك ..الحمدلله اختفت ..إلى الجحيم ..أنت اﻵن ميت وغير موجود إلا معي ..." .. أبعد السماعة عن أذنه وترك الخط مفتوحا ، لا يريد أن يسمعها وهي تضع الملح على جرحه ...

مسار واحد يتبعه دوما حين يخرج من المقهى عائدا إلى المنزل .. يمر على صاحبه الحلاق ، يقرأ جديده في الزجل ..وعلى بائعة الخبز يقتني منها خبزتين ويخبرها عن أحوال الطقس ..وعن البقال يناوله الحليب وهو يتكلم عن ارتفاع الأسعار ...هؤلاء وغيرهم أصدقاؤه في الواقع وفي الافتراضي ..قرر أن يتحاشى اليوم الكل ..لا يريد نصائح أو تعليقات على اختفاء صفحته الفيسبوكية ..قرر التسلل بين الدوب المظلمة وصولا إلى المنزل ..ومع أول خطواته استوقفه حارس السيارات سلم عليه وهو يقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون " صبركم الله ! " ، تأفف ورد عليه : " اخلف الله ! " .. التحق بهما احد طلابه وعلامة الغضب بادية عليه " طعنوك بخنجر أستاذ ..آه لو أعرفهم لشوهت بهم ! " ، أخذ بيد طالبه وهو يطمئنه هامسا : " سأبحث عن نفسي في ركن المتغيبين " .. وهو في يسير بين الدروب الملوية وردت عليه عدة مكالمات كلها تخبره باختفائه ..أوقف اشتغال الهاتف حتى لا يجن جنونه فيكسره ..دخل منزله وجد زوجته تتفرج على فلم أخبرته بعنوانه : " أخطر المجرمين ! " ..رد عيها : " جريمة افتراضية ! " لم ترد عليه ..همشته كما همشها لمدة طويلة ..تابع معها مشاهدة الفلم الذي انتهى بجريمة بدون عقاب ...
----
عبد الرحمن الصوفي
 المغرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...