اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

المدن الفاضلة .. مشاريع خيالية متمناة بعيدة عن الواقع

⏫⏬
*د. رائد جبار كاظم
لقد دأب أكثر الفلاسفة والادباء والكتّاب المثاليين، الطوباويين الحالمين، الغارقين في الخيال، الى صناعة عالم فكري سحري جميل
تسوده كل مبادىء الخير والحب والعدل والرحمة والانسانية، عالم بلا حرب ولا صراع ولا خلاف، عالم تختفي فيه كل مظاهر الخلافات والنزاعات والشر، وتنتشر فيه الفضيلة بأسمى صورها ومعانيها، وتنعدم كل صور الرذيلة والفساد فيه، عالم عنوانه السعادة والخير والصلاح، ولا معنى فيه للشقاء والبؤس والفقر أبداً، عالم يوضع فيه الشيء في موضعه، ولا يظلم فيه انسان أو مخلوق ما على سطح هذه الأرض.
لا شك أن هذا الحلم وهذه الامنيات جميلة جداً، ويتمنى كل انسان وكل جماعة مظلومة أو محرومة أن يتحقق وجود مثل هكذا مجتمع سعيد فاضل وصالح، يعُطى فيه كل ذي حق حقه، ولكنني أعتبر أن ذلك محال جداً، وأمر مثالي غير واقعي، هو من صنع أفراد حُرموا من كثير من الحقوق، وفقدوا الكثير من الملذات والشهوات، على أرض الواقع، فما كان منهم الا أن يؤسسوا لهم أماكن ومدناً كما يريدون، يسعون فيها لتحقيق رغباتهم وتعويض أنفسهم ومجتمعاتهم ومن ينتمي لهم للخسائر والحرمان الذي تعرضوا له في سالف أيامهم، ليقنعوا أنفسهم ومن يحبون بالمستقبل القادم، فهو الكفيل بتعويضهم عما فقدوه في حياتهم، أو في سنوات حرمانهم وفاقتهم، فهذا الحلم وتلك الأماني جرعات تعويضية مهدئة تطمأن الروح بأن هناك عالم جميل عادل في المستقبل، وسيتحول فيه كل بؤس وشقاء وألم الى راحة وسعادة ولذة، فمنطق الحياة وسنته لا تُبقي الأمور على أحوالها مهما كانت الأهوال، فلابد في يوم ما أن يتحقق العدل والمساواة والأمن والطمأنينة بين الناس، بعدما عانوا من الظلم والاضطهاد والعبودية، ولكن ذلك ـ في رأيي ـ لن يكون، وهو أضغاث أحلام، ليس من باب التشاؤم وغلق باب التفاؤل، بل أن منطق الحياة والوجود الانساني ينافي ذلك، فلا رحمة ولا عدالة ولا تسامح مطلق بين بني البشر، وكل فرد وكل جماعة تعيش على مصالح الآخرين، ولغة الغاب هي اللغة السائدة في المجتمع البشري، لغة الصراع والنزاع والغلبة، لغة التحايل والمكر والمصلحة الشخصية، وهذا مايدل عليه الواقع والتاريخ، ماضياً وحاضراً، من خلال قصصه وأحداثه ومروياته، بعيداً عن منطق العاطفة والخيال والسحر والبيان، فكل شيء في العالم، علمياً وتاريخياً ودينياً، يدل على أن لغة الصراع والخلاف هي اللغة السائدة بين بني البشر، ما دام الانسان يحمل بين جنبيه نفساً فيها الخير والشر، الحب والكراهية، الحق والباطل، فلن يغير من طبيعته تلك أبداً، الا اذا خلق الله الانسان بهيأة وكينونة ونفس أخرى غير التي هو عليها، فيتحول الى مجتمع ملائكي خالص، لا يعرف للعداء والكراهية والشر شيئاً، ومثل هذا المجتمع لن يكون على الأرض أبداً، فالواقع والحياة والتاريخ، كلها تشير الى عدوانية الانسان وهمجيته وغطرسته وأنانيته، وحبه للغلبة والتسلط وتقديم مصلحته الشخصية على أي مصلحة أخرى، ونفسه توسوس له في كل حين بأنه أفضل خلق الله، وأنه آية الله ويده ولسانه في هذا العالم، وعلى الناس أتباعه في كل صغيرة وكبيرة، وأنه أمين الله وخليفته في أرضه، واجب على الناس طاعته وأتباعه والسير على سيرته العطرة، فهو يهدي الناس الى كل هدى، ويبعدهم عن كل ضلال وردى، وواجب على الجميع الايمان بولايته، والدعوة له، فهو سر الله وخازن علمه ومستودع جواهره وحكمته.
لقد ترك بعض الفلاسفة والأدباء والمفكرين مؤلفات وكتابات كثيرة تبشر بعالم المدن الفاضلة والدول والحكومات العادلة والسعيدة، من جمهورية أفلاطون الى مدينة الله للقديس أوغسطين الى المدينة الفاضلة للفارابي الى مدينة الشمس لتوماس كامبينلا الى يوتوبيا توماس مور، الى الكثير من الكتابات السردية والخيال العلمي في هذا المجال، التي تم تناولها بالدراسة والنقد والتحليل من قبل الباحثين والدارسين، وما يهمنا منها هو معرفة الهدف من كتابة تلك المؤلفات السردية والفلسفية والأدبية، ومدى تحقق تلك الأحلام اليوتوبية من عدمها، وما تركته أحلام المدن الفاضلة من مشاعر وطمأنينة وخيال لدى الشعوب والأمم النائمة والحالمة.
وجهة نظر الكثير من الدارسين والباحثين أن كتابات ومؤلفات المدن الفاضلة والسعيدة انما هي مشاريع سردية خيالية حالمة لا أساس لها من الواقع. وقد عمل هؤلاء الكتّاب والأدباء والفلاسفة الى صناعة عالم يوتوبي جميل، لتشويق الناس للمستقبل وترغيبهم به، أملاً في الخلاص من الواقع الشقي المر المؤلم، ومحاولة لصنع بارقة أمل مستقبلية في حياة الانسان والمجتمع، ليوم موعود يتحقق فيه حلم الانسان ورغبته وطموحه، بعد عناء وشقاء طويل عاشه في تلك الحياة المؤلمة.
وأتفق تماماً مع وجهة النظرالنقدية تلك، التي تفكك وتشرّح الكتابات اليوتوبية بمبضع علمي، بعيداً عن الخيال وجمالياته الأدبية، فالكثير من تلك المشاريع والاحلام السعيدة لم تحقق على أرض الواقع، وكانت دعوات ومشاريع فكرية وأدبية تبث الحياة في قلب ميت، أو محاولة لنقد الواقع السياسي والديني والاجتماعي لمجتمع ما، أو ثورة سردية على نمط ثقافي أو أعتقادي أو فكري ما، ساد في مرحلة زمنية من مراحل التاريخ، بأسلوب أدبي رمزي شيق، يحمل صوراً من الخيال والجمال، والتشويق والأدب الرشيق، ما يستطيع أسعاد الانسان وطمأنته وخلق بصيص أمل في داخله يحاول من خلاله تعويضه عما فقده من أيامه، بعد عناء طويل مع الفقر والحرب والكراهية والعبودية التي مرّ بها. وهذا أمر لا بأس به، من تحقيق تلك المشاعر والأحاسيس النفسية الجميلة، لصناعة قيم انسانية نبيلة، ولكن الأمر المرفوض تماماً هو أن نبقى أسارى لذلك الشعور وتلك الكتابات والمشاريع الحالمة، وأن لا نحرك ساكن من أجل العمل والاصلاح والتغيير، أملاً في تحقيق دولة العدل والرفاهية في المستقبل، تاركين أمرالشعوب والأمم والمجتمعات بيد أناس ظالمين وفاسدين، يصولون ويجولون بهذا العالم، وينهبون خيراته وثرواته، ونحن نغرق بأفيون تلك الكتابات والمشاريع السعيدة الحالمة، التي لا أشك في أن أحدى أسباب تأليفها من قبل البعض هو تنويم هذه الشعوب وتخديرها تحت سطوة تلك الافكار المزيفة، ونشر مثل هكذا فلسفات عدمية تؤجل العمل والتغيير في هذه الحياة ليوم آخر يسعد فيه الانسان ويحيا بنعيم دائم، وهذا ما يجعل أهل الفساد في سعة وحبور وخير وسرور دائم، في هذه الدنيا، في ظل تلك الأفكار الجوفاء، والفلسفات العدمية السحرية الرنانة، أما عامة الناس وبسطائهم فهم يغرقون ببحر الظلم والأمل، وسحر اليوتوبيا وجور الحاكمين، وتحمل المزيد من البؤس والجور والكراهية، أملاً في النعيم المستقبلي القادم، الذي وُعدوا به من قبل قادتهم وحكّامهم ومراجعهم الكبار، ليزدادوا بؤساً الى بؤسهم، وفقراً الى فقرهم، وتعاسة الى تعاستهم، وعبودية الى عبوديتهم، تحت مظلة تلك الافكار والشعارات والمشاريع والفلسفات والخطابات السحرية الأدبية البيانية، التي تدغدغ مشاعر الجماهير وتخدعهم في دنياهم، أما سادتهم فهم في روض وريحان وجنة ونعيم في مخادعهم، لا يشبعون منها ابداً، ولا يخرجون منها حتى بشق الأنفس، فالقوى من يسيطر على تلك الجماهير بهذه الأفكار والفذلكات، ويستطيع غلبتهم بتلك الألعاب الفكرية واللغوية الناجحة التي تحقق المزيد من الهيمنة والسلطة لأصحابها، وتحقق التخلص من كل شخص ينازع هؤلاء على شهوة البقاء والحياة في هذا العالم.فالخلاص الحقيقي هو التخلص من تلك الأفكار والفلسفات والرؤى المثالية الحالمة، لتحقيق عالم عادل وسعيد على أرض الواقع، يعيش فيه الناس بأمن وأمان وطمأنينة تحت مظلة القانون وحقوق الانسان ومحاسبة الفاسدين والظالمين، وما أجمل قول الحكيم الذي رد على صديقه الحكيم الآخر بقوله : اذا رأيت عبداً نائماً فأيقظه وحدثه عن الحرية، بخلاف قول صديقه الذي قال : اذا رأيت عبداً نائماً فلا تيقظه لعله يحلم بالحرية. فما أحوجنا لدولة الخير والعدل والسعادة أن تتحقق على أرض الواقع، وأن نلمسها عياناً جهاراً، دون خطابات وشعارات بيانية ساحرة، تخلب اللب وتسر السامعين.

*د. رائد جبار كاظم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...