في الهواء الطلق كان المطر حاذقا بحضوره المفاجئ ، وكيف لا يأتي وهو الذي يسمع ما تتمتم به القلوب ، دق الجرس إيذانا بانتهاء الدرس ، لم يكن يعلم بأن قلبي دق قبله بكثير ، خرج المعلم وقد نسي عصاه على الطاولةالخشبية البكماء .
حملت كتابي ثم خرجت كما فعل الآخرون ، لم أكن أريد أن يراني أحد حينها ، كانت عيناي معلقة بها ، إلى أين يمكن أن تذهب ، الوقت قصير ، ربما لا يسعفني للبحث بين جمهرة التلاميذ ، لكنها كانت هناك في زاوية لا يزورها التلامذة إلا نادرا ، وحيدة كانت ، وأنا كذلك ، صرخ قلبي على ألحان المطر المتساقط بلطف وأناة ، تضاربت القرارات في رأسي ، صعد الخجل إلى قمة الجبل ... وأخيرا توجهت بخطاي المتعثرة صوب تلك الزاوية .
وقفت كما جندي بين يدي سيده ، هل فقدت القدرة على الكلام !!! نظرت إلى قدمي الباردتين ، ترددت في إفراغ شحنة تعتري جسدي النحيل ، مسحت شعري من حبات المطر .
- ما بك ياعامر ... لماذا لا تتكلم ...
جاءتني كلماتها كما رصاصة الرحمة ، فقدت تركيزي للحظات وكأنها دهرا ، عدت إلى نفسي فلا وقت كي أفقده الآن .
- لا شيء يا زميلتي ... فقط أردت أن أعتذر منك ...
- عما تعتذر ... من هذه !!!
ولوحت لي بالورقة ، وكأنها تريد أن تخبرني بأني لم اخطئ كي أعتذر .
- نعم ... أقسم لك بأني لم أكتبها من تلقاء نفسي ... هو أحمد من راودني وجعلني أكتب مافيها .
ابتسمت ابتسامة لا تشبه إلا ياسمينة خجلى ، أشاحت عني .
- هل عنيت ماكتبت !!! ... ما الذي أعجبك بي ...
يا إلهي ماذا أسمع ، هل أنا في حلم ، أم أنها حقيقة كحبات المطر .
- لا أدري ... لا أدري ... إذا لم تعجبك كلماتي فمزقي الورقة وانسي ماكتب فيها .
- لا لن أنسى ... هل تريد أنت أن تنسى ...
- أنا ... أبدا ... أبدا ... لكني لا أحب أن ازعجك .
- لعلك تهوى الشعر ... أليس كذلك ؟ ...
- نعم نعم أهوى الشعر وأحب أن أكتبه .
- إذن ستكتب قصيدة لي ... هذا طلب مني .
- لا يمكن لقصيدة أن تصفك ...
- لكني سأقبل بما ستكتب .
قالت تلك الكلمات ثم مضت إلى مكان الاصطفاف ، فقد دق الجرس مرة أخرى ...
- لعنك الله أيها الجرس اللئيم ...
لملمت سعادتي من ذاك المكان ثم انطلقت خلفها إلى الباحة الكبرى ... أتذكرين ...
-------------
وليد.ع.العايش
حملت كتابي ثم خرجت كما فعل الآخرون ، لم أكن أريد أن يراني أحد حينها ، كانت عيناي معلقة بها ، إلى أين يمكن أن تذهب ، الوقت قصير ، ربما لا يسعفني للبحث بين جمهرة التلاميذ ، لكنها كانت هناك في زاوية لا يزورها التلامذة إلا نادرا ، وحيدة كانت ، وأنا كذلك ، صرخ قلبي على ألحان المطر المتساقط بلطف وأناة ، تضاربت القرارات في رأسي ، صعد الخجل إلى قمة الجبل ... وأخيرا توجهت بخطاي المتعثرة صوب تلك الزاوية .
وقفت كما جندي بين يدي سيده ، هل فقدت القدرة على الكلام !!! نظرت إلى قدمي الباردتين ، ترددت في إفراغ شحنة تعتري جسدي النحيل ، مسحت شعري من حبات المطر .
- ما بك ياعامر ... لماذا لا تتكلم ...
جاءتني كلماتها كما رصاصة الرحمة ، فقدت تركيزي للحظات وكأنها دهرا ، عدت إلى نفسي فلا وقت كي أفقده الآن .
- لا شيء يا زميلتي ... فقط أردت أن أعتذر منك ...
- عما تعتذر ... من هذه !!!
ولوحت لي بالورقة ، وكأنها تريد أن تخبرني بأني لم اخطئ كي أعتذر .
- نعم ... أقسم لك بأني لم أكتبها من تلقاء نفسي ... هو أحمد من راودني وجعلني أكتب مافيها .
ابتسمت ابتسامة لا تشبه إلا ياسمينة خجلى ، أشاحت عني .
- هل عنيت ماكتبت !!! ... ما الذي أعجبك بي ...
يا إلهي ماذا أسمع ، هل أنا في حلم ، أم أنها حقيقة كحبات المطر .
- لا أدري ... لا أدري ... إذا لم تعجبك كلماتي فمزقي الورقة وانسي ماكتب فيها .
- لا لن أنسى ... هل تريد أنت أن تنسى ...
- أنا ... أبدا ... أبدا ... لكني لا أحب أن ازعجك .
- لعلك تهوى الشعر ... أليس كذلك ؟ ...
- نعم نعم أهوى الشعر وأحب أن أكتبه .
- إذن ستكتب قصيدة لي ... هذا طلب مني .
- لا يمكن لقصيدة أن تصفك ...
- لكني سأقبل بما ستكتب .
قالت تلك الكلمات ثم مضت إلى مكان الاصطفاف ، فقد دق الجرس مرة أخرى ...
- لعنك الله أيها الجرس اللئيم ...
لملمت سعادتي من ذاك المكان ثم انطلقت خلفها إلى الباحة الكبرى ... أتذكرين ...
-------------
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق