اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

إطلالة على رواية (بغل الطاحون) للأستاذ عبد العزيز الموسى | وليدة محمد عنتابي

من خلال حوار داخلي , ينمو ويتصاعد, بين (فضلو )المرئي وفضلو غير المرئي بطل رواية عبد العزيز الموسى /بغل الطاحون/ .
يشرئب البغل حيناً فحيناً من أعماق (فضلو) يرفع قائمتيه الخلفيتين , يرفس ... يلبط ... غير أنّ الهواء والأشياء تبقى كما هي , تستمر في الخارج غير آبهة لذلك المجهول الذي يتكشّف باستمرارشرارات خاطفة .تضيئ حوالك الداخل المكتظّ بالبطلان , والمترع بافتراعات حركية تركض وراء أشكالها التي تفلت منها على الدوام .
يتمحور الحدث حول البطل في حوار الأعماق التي ما إن يطفو خبؤها على السطح , حتى تتشظّى صورة المعاش المثقل بالمفارقات .

لعبد العزيز الموسى رؤية فنية متميزة , تنهض على أسس من ثقافة رفيعة المستوى , ترقى إلى اندماج المألوف باللا مألوف , وتلازم النفساني بالاجتماعي , في صيرورة تأثيرية متنامية , متبادلة, حيث يفضي الاستبطان الدائم لأعماق المخلوقات التي تشكل العالم المرئي المحيط ب(فضلو) بطل الرواية , إلى تماس قريب من درجة الوعي ,حيث تولد شرارات خاطفة تومض في حركيتها النامية من خلال المغاير والمفارق للحلم ,تكشف الكمونات الراسبة في قاع الذات , موقظة تلك اللكمات المريرة التي تترنح تحتهاالروح, روح البطل المحكومة بالقهر والاستلاب .
من خلال ارتكازه على النفسي يعري عبد العزيز الموسى الاجتماعي الزائف من بهارج الحضارة وأكاذيب المظاهر , وأساطير العدالة .
فهو في مواجهة سافرة تجمع بين البدائي الراقد فينا , والعصري الهابط من شبكة المعلوماتية .
تنسج اللغة في روايته خصوصيتها المتميزة في اندماج عفوي بين الشكل والمضمون , فإذا الألفاظ كائنات تسعى على قدمين أوتطير بجناحين , بينما تزحف أخرى ما شاءت لها نواميس القوة ودساتير القهر , وبرمجات الإحباط .
لبغل الطاحون عربة ملأى بالأحداث , حيث تتصارع كائناتها في سباق محموم للوصول , وماإن تقترب لحظة التّماس حتى ينشرخ الواقع المحكوم ببطلانه وتشيوئه.
يحاول (فضلو) بطل الرواية أن يخرج من مستنقع يأسن بجراثيم التناقضات وحمّيات السير على جثث الآخرين , يحاول أن يطلق صوته من علبة الصدأ ,وحين يهمّ بالصراخ يتولاه شعور ضاغط موتور يحاصر الروح ويستلب كل مقاومة , ويلقي بالحسد المشلول على قارعة التدمير .
تتسيّد المرأة في رواية عبد العزيز الموسى سدّة السبب , إنها في تأثيرها الأنثوي الطاغي تتبدى لنا في صور تتكامل لتعطي رؤيا شخصية لمؤلف الرواية ,ترسم فيها مسارات تؤدي بالمرأة إلى هيمنة سوداء على منافذ الزمن و حيث يستحيل الماضي إلى إحساس مثقل بالصدمات والخيبات والتشوهات , ويتبدّى الحاضر محكوماً بالتفاهة والشهوة والخبث . حاضرٌ لا مستقبل له ,إنه يدمرّ نفسه باستمرار .
هذا الوجه الأسود للمراة في رواية عبد العزيز الموسى يكاد يقابله شبح هزيل لنموذج أنثوي أبصر أكثر بقليل ممّا يبصر الآخرون .
وعندما حاول هذا النموذج المتجسّد في (ربوة) أن يواجه السيل المندفع من تحت بكل ما يعج به من التلوّث جرفه ذلك السيل في اجتياحه العارم , وصفّاه جسدياً , وبالتالي فكرياّ .
كلّ محاولة فردية للمواجهة محكومة بالفشل . هل يمكن لإيديولوجية ثورية أن تستمرّ في براءتها حين ينتهي بها الطموح إلى الكرسيّ ؟
(بغل الطاحون) صورة البغل ذلك الكائن الهجين والمضنى بالشك في نسبه وانتمائه الطبقي , في أخوّته ل (ربوة ) في علاقته الحميمة بالمرأة , حيث تتراجع فحولته منسحبة في هلامية يفرزها ضباب الذاكرة , وينضجها مرجل اللاشعور .
في البرهة الّلذية يطغى الاإحساس بالرضوخ لآلية اللحظة, لحتمية القوى الضاغطة من أعلى , ولاندفاعات الشروخ المشرئبة من أعماق الذات , في ماضيها الذي سُرقت براءته ,وتشوهت عفويته .
ذلك الإحساس المهيمن , بآلية حياتها يتحول إلى وسيلة , إلى دمية تحركها خيوط سرّية , لتدمير ذاتها وعقوبتها .
بتطبيق وصفة عدوانية تتقنّع بالتطهير , وتطالب بالاغتسال , لتنتقل من حالة الخمود إلى حالة الإخماد .
عبد العزيز الموسى يتغلغل من خلال روايته في نفوس شخصياته معريّاً ومحلّلاً , تلك الشخصيات المحكومة بمنطق عبثيّ , تتواترحوادثها ,وتستفحل حالاتها, وترتفع درجة حرارتها لتبلغ ذروة التأزّم .
ذلك الشعور القاتل بالبؤس وفوضى الأشياء , وانفلات السيطرة على ما يحيط بالذات من خارجها , وما يفيض من أعماقها تنتهي بسوداوية تكرّس عالماً يحكمه الشرّ, وتطعن كلّ ما هو صميمي فينا ,وتبيد كلّ ماهو شخصيّ
وتؤكّد العبث , وتدمغ بالباطل جبهة الحق .
إنها تفترع بكارة الأمل وتتركه يتأرجح على ذاكرة المشنقة واقفاً على ذلك الكرسيّ القابل لانسحاب من تحت قدميه في أية لحظة .
(بغل الطاحون ) رواية تشق طريقها بجهدها الخاص , حيث تؤسلب الحدث , وتدفعه في سياق متنام ومتصاعد يحمل ألقه معه أينما حلّ ويلقي ظلاله وراءه كلما غادر المكان في محاولة لاصطحاب الزمان ممتطياً صهوة الموج في أبدية المد والجزر .

كتب هدا النّص عام 1998
ولدة محمد عنتابي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...