حوار أجراه: خالد ديريك
ربى نظير بطيخ مهندسة مدنية استشارية تهتم بالموسيقى والشعر والرسم والنحت. تعشق كل الفنون، والدها شاعر زجال ومن أهم شعراء البغدادي وعمها فؤاد سليم كاتب مسرحي من طليعة الكتاب في مدينتها حمص وهي زوجة فنان وأديب وأم لشاب وفتاة لهما مع الفن حكاية طويلة وغنية.
تقول: على صعيدي الشخصي أحب إضافة للشعر كتابة القصة القصيرة، وربما يوماً ما سأحاول كتابة رواية، من يعلم؟ وتضيف: لا طقوس لكتابة القصيدة عندي، هي حالة نفسية
تلبسني فجأة نتيجة مشاعر معينة، فأفرغ أحاسيسي على الورق.
وأنا لست من النوع الذي يستطيع الكتابة في أي وقت. ولا أظن أن للشعر خططاً منهجية وقوانين ثابتة (خارج نطاق الشكل). ولكل شاعر عالم خاص ومجاز بنكهة تميزه عن الآخر، أو على الأقل هذا ما أتمناه أنا.
وترى ربى نظير بطيخ أن الأدب الجيد والمؤثر يحتاج لمناخ من الحرية والوعي والثقافة الدائمة وفي الواقع كل بيئة تفرز آداباً لها شخصيتها وخصوصيتها المستمدة غالباً من واقع تلك البيئة ومعاناتها ومفرداتها.
وهي لا تحب التصنيفات والتمييز، فالإنسان إن كان رجلاً أو امرأة بحاجة للتعبير عن مكنوناته وأحلامه وهواجسه، وتلك الأمور لا تتشابه حتى مع أفراد الجنس الواحد "لكلٍّ تركيبته النفسية الخاصة وبالتالي هواجس ورؤى مختلفة وإن تقاطع بعضها مع الآخرين".
وهي تظن أن القصائد الجميلة العميقة المحكمة عصية على التلف وتبقى في الذاكرة وإن اختلفت اللغة الآن وصارت أكثر بساطة من قبل.
وتؤكد أن اللغة ابنة الحياة والبيئة، ومادام العصر يتجه نحو السرعة والتكثيف ستكون اللغة ضمن هذا المسار.
وتقول: نحن الآن نكتب بلغة أبسط، وبكثافة مشاعر أكثر، ونميل للاختزال لأن مزاج الناس في القراءة بات يميل للنصوص القصيرة، وطبيعة الحياة قد تغيرت. وهناك قيود كثيرة لا يمكنني تجاوزها، بحكم تربيتي وبعض قناعاتي، فأنا متحفظة وخجولة، ولا أدري إن كان هذا في صالحي أم لا.
وأنا لا أحب الهجوم، فهو حالة إقصائية، والجدير بالذكر أن قصيدة التفعيلة تعرضت للهجوم الشديد من كتاب ومتحزبي قصيدة النثر، ولكنها في النهاية وجدت طريقها ومكانتها اللائقة في عالم الشعر والأدب وبرأيي الشعر شعر بكل صنوفه، ما دام في القصيدة روح شاعرية، ومجاز شهي، ومشاعر كثيفة وشجن.
بالنسبة لقصيدة التفعيلة والنثر أتاحت للكثيرين التعبير عن مكنونات الروح والنفس، وفي الحقيقة لا أستطيع أن أقول ما هي مقومات قصيدة النثر الناجحة، فأنا لست ناقدة، ولا أظن حتى الآن على الأقل أننا وصلنا لتصنيف شكلاني مكتمل لقصيدة النثر (هي قيد التجريب ولكل رؤيته وفرادته) لكن ينبغي للشعر الجميل أن يكون صادقاً ونابعاً من النفس لا تكلف فيه أو استعراض.
وترى ربى نظير بطيخ أن الفنون لم تستطع يوماً منع حرب، أو قتل أو دمار، لكنها تؤكد أن الفن يجمّل الحياة ويحاول أن يبني خيراً في نفوس الناس، وحباً للجمال. يحاول أن يسلّط الضوء على الشر ليلعنه، ويخلق المزيد من لاعني الموت المجاني والفقر والجريمة، هؤلاء من سيغيرون الواقع، فالفن قنديل وشمعة، ينير الطريق لكنه لا يرصفه.
وأنا أكتب لأن الكتابة طريقتي في الصراخ، في الاحتجاج، في البكاء، في الصمت، في الحب، في الحلم. أتمنى أن يذكرني الناس يوماً (بأنها كتبت وجعنا، رسمت أمنياتنا، أضاءت طريق الحلم والخير أمامنا).
وقالت: لا أدري كيف يصير الإنسان مبدعاً في الشعر، الإبداع شيء غير محدد فما هو إبداع بنظري قد يبدو لغيري عادياً، وأحياناً لا قيمة له والعكس صحيح، والتلقي بشكل عام يتبع حالة المتلقي وذخيرته الثقافية، لكن من يتعاطون الفن ربما جيناتهم وسعيهم وثقافتهم كلها تلعب دوراً في إبداعهم. وربما البعض ولد معجوناً بالموهبة، ويحتاج فقط للظرف والاستفادة من تجارب الآخرين ليبدع ويشق طريقه.
بالنسبة لي عرفني الكثيرون من خلال صفحتي على النت، ومن منتدى الثقافي ثقافي، الذي أنتج ديواناً لمائة شاعر (إبحار في الرغيف) وكرمني بقصيدة لي فيه، ومن كثير من المواقع التي نشرتُ فيها ونشرتْ لي مشكورة كالأيقونات السورية وواحة الفكر ومنبر العراق الحر وغيرها الكثير.
وتتحدث ربى نظير بطيخ عن حكايتها مع الرسم فتقول: حكايتي مع الرسم بدأت منذ الطفولة، في المدرسة ومع الأصدقاء. كان أساتذتي يحبون ما تخرطشه يداي وتلونان.
كنت أرسم على الجدران بأبسط الأدوات وعلى القماش والخشب والفخار، وهكذا حتى كبرت وصار لي مرسمي وألواني وفراشاتي.
بالنسبة لي لست خبيرة بالمدارس الفنية، ولكن أظنني أميل للانطباعية. ولا أدري إن كان هناك علاقة بين الرسم والشعر تحديداً كأن أقول ما يقول غيري (الرسم شعر بالألوان، والشعر رسم بالكلمات(.
أنا وجدت نفسي أحب كل الفنون، ومن كل فن منحتني الحياة حفنةً.
ولكنني من ناحية أخرى لست عضواً في أي اتحاد أو رابطة حتى الآن، لم أفكر في الأمر ولم يعرضه أحد علي.
وتضيف: في بلدي مثقفون جميلون يحاولون دائماً رسم الأماني الطيبة وسط الخراب، يكتبون عن الموت والحرب ويلعنون الشر، يكتبون عن الحب ويحاولون زرع الأمل على طريق خيباتنا الكثيرة، ولهم كل التحية والمودة.
وتتحدث عن مكان إقامتها وعلاقته بالثقافة فتقول: بالنسبة لمكان إقامتي الحالي (مشتى الحلو) هناك ملتقى ثقافي (تجمع أهلي جميل) يهتم بكل الفنون، ويقيم لها مهرجانات، ويستقبل الضيوف والفنانين بشكل دائم، ليغني الحركة الثقافية في المنطقة، خصوصاً في مجال النحت.
وكان لي بعض المشاركات الثقافية من خلاله (معرض رسم – أمسيات شعرية موسيقية _ توقيع ديوان بنفسج). وقد أقمت معرضين للرسم والنحت مع عدة أمسيات شعرية وموسيقية في السنوات الأربعة الأخيرة، وشاركت سابقاً في مؤتمرات ومهرجانات للموسيقى في مصر واليونان بسبب وجودي لفترة من الزمن كمغنية (كورال وصولو) في فرقة (حمص لإحياء التراث) و (فرقة نقابة المعلمين بحمص).
صعدت كثيراً على خشبة المسرح، وأظن أنني أسعدت الكثيرين بما قدمت وشاركت فيه.
لي ولدان جميلان، جواد شاب عظيم الموهبة في التصوير الضوئي والعزف على آلة البزق، ورحاب أستاذة في الموسيقى تعزف على آلة العود ولها صوت رائع، تقيم الآن في لندن بعد نيلها درجة ماستر من جامعة لندن الدولية، وأتمنى منهما أن يقدما للحياة الكثير من الخير والجمال.
ربى نظير بطيخ مهندسة مدنية استشارية تهتم بالموسيقى والشعر والرسم والنحت. تعشق كل الفنون، والدها شاعر زجال ومن أهم شعراء البغدادي وعمها فؤاد سليم كاتب مسرحي من طليعة الكتاب في مدينتها حمص وهي زوجة فنان وأديب وأم لشاب وفتاة لهما مع الفن حكاية طويلة وغنية.
تقول: على صعيدي الشخصي أحب إضافة للشعر كتابة القصة القصيرة، وربما يوماً ما سأحاول كتابة رواية، من يعلم؟ وتضيف: لا طقوس لكتابة القصيدة عندي، هي حالة نفسية
تلبسني فجأة نتيجة مشاعر معينة، فأفرغ أحاسيسي على الورق.
وأنا لست من النوع الذي يستطيع الكتابة في أي وقت. ولا أظن أن للشعر خططاً منهجية وقوانين ثابتة (خارج نطاق الشكل). ولكل شاعر عالم خاص ومجاز بنكهة تميزه عن الآخر، أو على الأقل هذا ما أتمناه أنا.
وترى ربى نظير بطيخ أن الأدب الجيد والمؤثر يحتاج لمناخ من الحرية والوعي والثقافة الدائمة وفي الواقع كل بيئة تفرز آداباً لها شخصيتها وخصوصيتها المستمدة غالباً من واقع تلك البيئة ومعاناتها ومفرداتها.
وهي لا تحب التصنيفات والتمييز، فالإنسان إن كان رجلاً أو امرأة بحاجة للتعبير عن مكنوناته وأحلامه وهواجسه، وتلك الأمور لا تتشابه حتى مع أفراد الجنس الواحد "لكلٍّ تركيبته النفسية الخاصة وبالتالي هواجس ورؤى مختلفة وإن تقاطع بعضها مع الآخرين".
وهي تظن أن القصائد الجميلة العميقة المحكمة عصية على التلف وتبقى في الذاكرة وإن اختلفت اللغة الآن وصارت أكثر بساطة من قبل.
وتؤكد أن اللغة ابنة الحياة والبيئة، ومادام العصر يتجه نحو السرعة والتكثيف ستكون اللغة ضمن هذا المسار.
وتقول: نحن الآن نكتب بلغة أبسط، وبكثافة مشاعر أكثر، ونميل للاختزال لأن مزاج الناس في القراءة بات يميل للنصوص القصيرة، وطبيعة الحياة قد تغيرت. وهناك قيود كثيرة لا يمكنني تجاوزها، بحكم تربيتي وبعض قناعاتي، فأنا متحفظة وخجولة، ولا أدري إن كان هذا في صالحي أم لا.
وأنا لا أحب الهجوم، فهو حالة إقصائية، والجدير بالذكر أن قصيدة التفعيلة تعرضت للهجوم الشديد من كتاب ومتحزبي قصيدة النثر، ولكنها في النهاية وجدت طريقها ومكانتها اللائقة في عالم الشعر والأدب وبرأيي الشعر شعر بكل صنوفه، ما دام في القصيدة روح شاعرية، ومجاز شهي، ومشاعر كثيفة وشجن.
بالنسبة لقصيدة التفعيلة والنثر أتاحت للكثيرين التعبير عن مكنونات الروح والنفس، وفي الحقيقة لا أستطيع أن أقول ما هي مقومات قصيدة النثر الناجحة، فأنا لست ناقدة، ولا أظن حتى الآن على الأقل أننا وصلنا لتصنيف شكلاني مكتمل لقصيدة النثر (هي قيد التجريب ولكل رؤيته وفرادته) لكن ينبغي للشعر الجميل أن يكون صادقاً ونابعاً من النفس لا تكلف فيه أو استعراض.
وترى ربى نظير بطيخ أن الفنون لم تستطع يوماً منع حرب، أو قتل أو دمار، لكنها تؤكد أن الفن يجمّل الحياة ويحاول أن يبني خيراً في نفوس الناس، وحباً للجمال. يحاول أن يسلّط الضوء على الشر ليلعنه، ويخلق المزيد من لاعني الموت المجاني والفقر والجريمة، هؤلاء من سيغيرون الواقع، فالفن قنديل وشمعة، ينير الطريق لكنه لا يرصفه.
وأنا أكتب لأن الكتابة طريقتي في الصراخ، في الاحتجاج، في البكاء، في الصمت، في الحب، في الحلم. أتمنى أن يذكرني الناس يوماً (بأنها كتبت وجعنا، رسمت أمنياتنا، أضاءت طريق الحلم والخير أمامنا).
وقالت: لا أدري كيف يصير الإنسان مبدعاً في الشعر، الإبداع شيء غير محدد فما هو إبداع بنظري قد يبدو لغيري عادياً، وأحياناً لا قيمة له والعكس صحيح، والتلقي بشكل عام يتبع حالة المتلقي وذخيرته الثقافية، لكن من يتعاطون الفن ربما جيناتهم وسعيهم وثقافتهم كلها تلعب دوراً في إبداعهم. وربما البعض ولد معجوناً بالموهبة، ويحتاج فقط للظرف والاستفادة من تجارب الآخرين ليبدع ويشق طريقه.
بالنسبة لي عرفني الكثيرون من خلال صفحتي على النت، ومن منتدى الثقافي ثقافي، الذي أنتج ديواناً لمائة شاعر (إبحار في الرغيف) وكرمني بقصيدة لي فيه، ومن كثير من المواقع التي نشرتُ فيها ونشرتْ لي مشكورة كالأيقونات السورية وواحة الفكر ومنبر العراق الحر وغيرها الكثير.
وتتحدث ربى نظير بطيخ عن حكايتها مع الرسم فتقول: حكايتي مع الرسم بدأت منذ الطفولة، في المدرسة ومع الأصدقاء. كان أساتذتي يحبون ما تخرطشه يداي وتلونان.
كنت أرسم على الجدران بأبسط الأدوات وعلى القماش والخشب والفخار، وهكذا حتى كبرت وصار لي مرسمي وألواني وفراشاتي.
بالنسبة لي لست خبيرة بالمدارس الفنية، ولكن أظنني أميل للانطباعية. ولا أدري إن كان هناك علاقة بين الرسم والشعر تحديداً كأن أقول ما يقول غيري (الرسم شعر بالألوان، والشعر رسم بالكلمات(.
أنا وجدت نفسي أحب كل الفنون، ومن كل فن منحتني الحياة حفنةً.
ولكنني من ناحية أخرى لست عضواً في أي اتحاد أو رابطة حتى الآن، لم أفكر في الأمر ولم يعرضه أحد علي.
وتضيف: في بلدي مثقفون جميلون يحاولون دائماً رسم الأماني الطيبة وسط الخراب، يكتبون عن الموت والحرب ويلعنون الشر، يكتبون عن الحب ويحاولون زرع الأمل على طريق خيباتنا الكثيرة، ولهم كل التحية والمودة.
وتتحدث عن مكان إقامتها وعلاقته بالثقافة فتقول: بالنسبة لمكان إقامتي الحالي (مشتى الحلو) هناك ملتقى ثقافي (تجمع أهلي جميل) يهتم بكل الفنون، ويقيم لها مهرجانات، ويستقبل الضيوف والفنانين بشكل دائم، ليغني الحركة الثقافية في المنطقة، خصوصاً في مجال النحت.
وكان لي بعض المشاركات الثقافية من خلاله (معرض رسم – أمسيات شعرية موسيقية _ توقيع ديوان بنفسج). وقد أقمت معرضين للرسم والنحت مع عدة أمسيات شعرية وموسيقية في السنوات الأربعة الأخيرة، وشاركت سابقاً في مؤتمرات ومهرجانات للموسيقى في مصر واليونان بسبب وجودي لفترة من الزمن كمغنية (كورال وصولو) في فرقة (حمص لإحياء التراث) و (فرقة نقابة المعلمين بحمص).
صعدت كثيراً على خشبة المسرح، وأظن أنني أسعدت الكثيرين بما قدمت وشاركت فيه.
لي ولدان جميلان، جواد شاب عظيم الموهبة في التصوير الضوئي والعزف على آلة البزق، ورحاب أستاذة في الموسيقى تعزف على آلة العود ولها صوت رائع، تقيم الآن في لندن بعد نيلها درجة ماستر من جامعة لندن الدولية، وأتمنى منهما أن يقدما للحياة الكثير من الخير والجمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق