اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ابن اللعيبة | قصة قصيرة ...*دعاء البطراوي

⏪⏬
لبثتُ واجما على الفراش، وسلمى بجواري في فستانها الأبيض المنفوش ترمقني بخجلٍ كأنما تتزوج لأول مرة! أحسستُ بغصة متأملا وجهها البريء، وتذكرتُ زميلتنا مدام رجاء الجالسة وسط المعازيم وهي تصفق في حرارة على أنغام ال (دي جي) ثم تحني رأسها لي في امتنانٍ لا أستحقه! حينها شعرتُ أن جسدي يتبخر في الكوشة حتى لم يعد ظاهراً!

سلمى التي لا ترفع عينيها لأحدٍ من شدة حيائها، ولا يُسمع حسها في الشركة إلا حثيثا، ولا تشترك في نميمة الزملاء والزميلات، هي نفسها التي وثقت بي، وفتحت لي قلبها بسخاءٍ كبير! ربما رأتني مختلفا عن الجميع، فقد عاملتها بجدية محسوبة ولطفٍ حذر دون أي تلميحاتٍ مقلقة مثلما فعل الزملاء الآخرون، وصارت بيننا علاقة قوية دون أن نحدد إطارها ولا كنهها، لكنها كانت كافية لبعث حالة من السعادة بمجرد التقاء الأعين، وعلى إثرها تفتحت الحوارات بيننا خارج إطار العمل على غير عادتها المتحفظة، فاستطعتُ أن أعرف الكثير عن زوجها الراحل الذي مات في أوج شبابه بنوبةٍ قلبية حادة.
أمعنتُ النظر في صورته على هاتفها، وكتمت غيرتي وهي تتكلم عنه بإجلالٍ وتقدير كبيرين:
- كان رجلا شهما وصبورا.. تحملني ثلاث سنوات... لم يفكر أن يتزوج عليّ رغم أنني لم أحقق حلمه في إنجاب طفلٍ من صلبه... ترك لي ثروةً كبيرة جعلتني لا أمد يدي لأحد.. الله يرحمه.
عندما كانت سلمى في تدريبٍ خارج الشركة، انتهزت مدام رجاء -مستودع الأسرار كما يُطلق عليها- الفرصة وسألتني كأنها توقع بي:
- هل تحب سلمى يا بهاء؟
شردت لحظتها في السؤال الذي يراودني بضراوة من حينٍ لآخر "هل سأتحمل أن أعيش الحياة بلا أولاد لو تزوجت سلمى؟"
ويبدو أنني تأخرت بالإجابة عن مدام رجاء التي صاحت محتدة كأنما أجبتها بالنفي على سؤالها:
- حرام عليك والله... إنها تحبك.
ابتسمت مبتهجا، ثم سألتها:
- هي من صرحت لكِ بذلك؟
- لا... عيناها تقولان هذا.
تنهدت، ثم قلت في صدق:
- أخشى أن أظلمها معي وأطالبها بما لا تقدر عليه.
- إذن دعها وشأنها... ولا تعشمها يا بهاء.. الله يرضى عليك.
- أنا لا أعشمها صدقيني.
- كلامك اللطيف ونظراتك إليها وسؤالك عنها.. كل هذا ما معناه؟
أصابني الخرس، ونكستُ رأسي، فسمعتها تقول مستعطفة:
- لن تجد مثلها أبدا يا بهاء صدقني.. سلمى طيبة وعلى نياتها.
ناوشني السؤال الذي ينغصني تارة أخرى، فزفرت مبتئسا، وقلت لها راجيا:
- مدام رجاء.. عندي طلب... لو تستطيعين الحصول على الفحوصات والتحاليل الطبية لسلمى لأعرضها على طبيب دون أن تخبريها بالطبع... سيكون جميلا لن أنساه لكِ أبدا.
فطنتُ أنها استحسنت الفكرة، ورأتها بداية موفقة للم الشمل، فقد قالت في حماسٍ زائد:
- سأفعل... سأخبر سلمى أنني حكيت لطبيبة ذات ثقة عن مشكلتها.. وأنها طلبت أن ترى التحاليل والفحوصات... وستعطيني سلمى إياها على الفور.
- ماذا لو رفضت؟ أو شكت في الأمر؟
- سلمى لا ترفض لي طلبا أبدا... كما أنها تثق بي جدا.. إنها طيبة للغاية والله.. ولكن بختها قليل.
حين تحصٌلتُ على ما أريد، طرت إلى صديقي إبراهيم طبيب النساء، وانتظرت رأيه بفارغ الصبر.
رأيته يخلع نظارته الطبية، ويقول مؤكدا:
- جميع التحاليل سليمة ولا يوجد عائق للإنجاب... حتى أشعة الصبغة على الرحم تؤكد أنه لا يوجد أي انسداد في قناتي فالوب.
أخذتني مشاعر متناقضة ما بين الفرحة والدهشة والصدمة، ولبثتُ في تفكيرٍ وحيرة مما سمعته، ويبدو أن إبراهيم التقط ما أنا فيه من تخبط، فأوضح لي:
- واضح جدا أن العيب في زوجها ولم يخبرها ذلك.. ربما خشيَ أن تطلب الطلاق فأوهمها أن العيب منها وليس منه.
حركت رأسي مستنكرا، وغلى الدم في عروقي متخيلا حال المسكينة التي عاشت ثلاث سنوات في كذبة كبيرة مع زوجٍ يخدعها كي يضمن ولاءها له حيا ثم ميتا! والأنكى من ذلك أنها تعتقد في قرارة نفسها أنها لم تكن تستحق ذلك الكرم الاستثنائي منه! كورت قبضة يدي كي ألطم ذلك المحتال الذي تمثل أمامي، وغمغمت حانقا كأنني أحدثه:
- يا ابن اللعيبة.
وها أنا ذا أجلس على الفراش، وسلمى بجواري بفستانها الأبيض المنفوش، تبتسم لي كملاكٍ لا يعرف ألاعيب البشر، أعطيتها حبة مستديرة، فتناولتها في استسلام، وشربت بعدها جرعة من الماء، لم تكن الحبة إلا مجرد حبة فيتامينات، لكنني أخبرتها أنها علاج لحالتها المستعصية وتساعد على تنشيط الرحم! لمعت عيناها بابتسامة شكر، فشعرت بالخجل من نفسي، وكدتُ أنطق بالحقيقة التي تقف على أعتاب لساني، لكنني ابتلعتها في شقاء، لحظتها رأيت زوجها الراحل يقف أمامي وهو يضرب كفيه ضاحكا، ويقول لي غامزا:
- يا ابن اللعيبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المجموعة القصصية أشتاتا أشتوت_دارالمفكر_العربي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...