ذاتَ يَومٍ من عام 1973 ، وكُنتُ في التاسِعَةَ عشَرَةَ طالِبًا أدرُسُ الفنونَ وأرودُ المُتْحَفَ المصريَّ أتَدَبَّرُ آياتِهِ وأفُضُّ عن أسرارِها مغاليقَها ، مَددتُ يَدي أتَفَحَّصُ ثَنِيَّاتِ تُحفَةٍ مِمَّا خَلَّفَهُ المِصريُّونَ الأقدَمونَ .. يومَها كانَت مِصرُ تَستَشْرِفُ الرَّوحَ ولَم يَكُنْ خَيَّمَ على أهلِها الضَّيْمُ ولا راحَ سُفَهاؤها يَنفضونَ بِجَهلِهِم مَرقًى شادَهُ بدمائِهم ناشِدو المَجْد ..
يَومَها لَم تَكُنْ دِرعُها قَد انقَلَبَتْ عليها نكالًا يُريقُ على جَوانِبها الدَّمَ..
ولا مُحَكَّموها قد استَحالوا علَيها زَبانِيَةً يَجْتَرِحونَ الإفكَ ويُهدِرونَ - زَعَموا ، في حظوظِ أنفُسِهِم ومَرقاتِها - العَدل..
ولا أعلامُ إعلامِيِّيها قد انبَعَثوا أبواقًا تُذيعُ الباطِلَ وتخضدُ شأفَةَ الحَقِّ .
يومَها كانَت جَميمَةَ الأطرافِ ، يَستَرسِلُ نيلُها بينَ ربوعِها في غَيرِ تَوَجُّسٍ مِن فَوتِ الفَيْضِ أو دَرْكِ الغَوْر .
وكانَتْ حَرائِرُها في مَنَعَةٍ مِن نَخوَةٍ ، وأحرارُها في حِرزٍ من النَّصَفَة .
وكانَ جَدُّها صَاعِدًا ورِفدُها عامِرًا ورَغدُها واعِدًا وبِشرُها في تَوَثُّبٍ مِن عَمايَةِ النُّكْر فما رابَني حِينَها أن ارتَجَلتُ بينَ الصَّحبِ :
بَـصَّـرتُ كَـــفِّي بالـحَجَرْ
ما إِنْ دَنَتْ حتَّى اسْتَعَرْ
شَهِــــدَ البَنَـانُ بِلَمْسِهِ
أمجادَ جِيـــلٍ قَد غَبَــــرْ
(محمد رشاد محمود)
يَومَها لَم تَكُنْ دِرعُها قَد انقَلَبَتْ عليها نكالًا يُريقُ على جَوانِبها الدَّمَ..
ولا مُحَكَّموها قد استَحالوا علَيها زَبانِيَةً يَجْتَرِحونَ الإفكَ ويُهدِرونَ - زَعَموا ، في حظوظِ أنفُسِهِم ومَرقاتِها - العَدل..
ولا أعلامُ إعلامِيِّيها قد انبَعَثوا أبواقًا تُذيعُ الباطِلَ وتخضدُ شأفَةَ الحَقِّ .
يومَها كانَت جَميمَةَ الأطرافِ ، يَستَرسِلُ نيلُها بينَ ربوعِها في غَيرِ تَوَجُّسٍ مِن فَوتِ الفَيْضِ أو دَرْكِ الغَوْر .
وكانَتْ حَرائِرُها في مَنَعَةٍ مِن نَخوَةٍ ، وأحرارُها في حِرزٍ من النَّصَفَة .
وكانَ جَدُّها صَاعِدًا ورِفدُها عامِرًا ورَغدُها واعِدًا وبِشرُها في تَوَثُّبٍ مِن عَمايَةِ النُّكْر فما رابَني حِينَها أن ارتَجَلتُ بينَ الصَّحبِ :
بَـصَّـرتُ كَـــفِّي بالـحَجَرْ
ما إِنْ دَنَتْ حتَّى اسْتَعَرْ
شَهِــــدَ البَنَـانُ بِلَمْسِهِ
أمجادَ جِيـــلٍ قَد غَبَــــرْ
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق