اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

المثقّفون وجريمة صناعة الدكتاتور ...*فراس حج محمد - فلسطين

⏪⏬
أسوأ ما يقوم به شعب ومثقّفون وشعراء وملحّنون ومغنّون وإعلاميّون ونقابيّون وأحزاب وسياسيّون هو صناعة دكتاتور. نحن في أسوأ مرحلة من المرحلة الأسوأ في تاريخنا ونمجّد الأشخاص ونصنع دكتاتوراً.
الأمر ليس بسيطاً أو هيّناً، يبدأ بكلمة وبيت شعر، ولكنّه سينتهي إلى منظومة فكريّة كاملة ونهج سياسي وحياتي راسخ، وستجد بعد فترة شبّيحة له يدافعون عنه. ولماذا بعد فترة؟ إنّهم موجودون الآن شبّيحة النظام السياسي. موجودون على الفيسبوك ذباباً إلكترونيّاً أزرق عفناً. كما أنّهم موجودون في الشارع والمؤسّسات. ففي كلّ مؤسّسة مهما كانت طبيعة عملها هناك شبّيحة يحرسون الفساد من الانهيار. قد يكون رأس المؤسّسة نفسه وقد يكون الأدنى منه. وقد تتحوّل المؤسّسة كلّها إلى مجموعة شبّيحة تدافع عن الفساد وتتنمّر ضدّ المجتمع.

مبادرتان شهدتهما الساحة الفلسطينيّة في السنوات الأخيرة، كانتا تومئ إلى تمجيد الأشخاص، وترسيخ ما جابهه المثقّف الفلسطينيّ الواعي خلال عقود من النضال الثقافي والسياسي، مبادرة "رئيسنا قدوتنا"، وأوبريت "ملاك السلام"، مبادرتان لهما التوجّه نفسه في تصنيم الحاكم ورفعه إلى رتبة غير بشريّة، وقد تصدّى المثقّفون عموماً إلى المبادرة الأولى "رئيسنا قدوتنا"، وأفشلوا مشروع تعميم كتاب "رئيسنا قدوتنا" على المدارس، لتفرض دراسته على الطلّاب، واعتبار ما جاء فيه مقدّساً، ويستحقّ أن يدرس وأن يخلّد وأن يحتذى به. ففي الوقت الذي يسعى فيه المثقّف بنزع "برنس القداسة" عن شخصيات تاريخيّة لها إنجازاتها المهمّة التي لا يشكّ بها أحد، ويناضل من أجل تأريضها وإثبات بشريّتها المحضة وإخضاعها للمسائلة البحثيّة الصادقة والموضوعيّة، أتت هذه المبادرة لتضرب الأساس الفلسفي الذي يعمل عليه المثقّف الفلسطينيّ، فتروّج لصناعة "قدوة" ذات أعمال لا يُنظر إليها إلّا أنّها نهج سياسي مرحلي لا يدوم ومن طبيعته أنّه لا يدوم، نهج يتّفق معه من يتّفق، وله من يختلف معه وعليه، فلا يشكّل والحالة هذه أن يكون "قدوة" أو أساساً صالحاً ليكون كذلك.

أمّا الأوبريت فإنّه يدلّ على أنّ من قام بكتابته لا يتمتع بأيّ نوع من المسؤوليّة تجاه الثقافة أوّلاً، وثانياً تجاه نفسه، فلو كان هناك سلام لكان منطقيّاً، لكنْ أن يولد الأوبريت في ظلّ أسوأ وضع فلسطينيّ سياسيّاً واقتصاديّاً هنا تكون الكارثة حيث انعدام كلّ فرص السلام الحقيقي، وليس على الأرض سوى القتل والاعتقال والحواجز والإذلال والاستيطان والإجرام. نأتي في ظلّ هذا الوضع ونتحدث عن السلام. هنا يكون الوضع مسخرة وضحك على الشعب واستهزاء بتضحياته وإهمال لمشاكله واستبعاد لقضايا الأسرى والاستيطان وكلّ ما يعاني منه هذا الشعب الواقف على فوّهة بركان قريب الانفجار.

هنا يظهر أنّ هذا النوع من المثقّفين الذين ساهموا في إنتاج هذا العمل: كاتب الكلمات، والملحّن، والموزّع، والموسيقيّين وتسجيل الأغنية، وكلّ ما يتطلّب ذلك من عملٍ إعلاميٍّ هم نتاج وضع سياسيّ وفكريّ غير مستقيم، وهم عناوين مرحلة بائسة جدّاً في تاريخ الأغنية الفلسطينيّة المقاومة. تلك الأغنية التي أنتجها كتّاب وملحّنون وفنّانون عظماء كانت تتلاشى ذاتيّتهم لتبرز الفكرة، ولم تكن تحفل الأغنية الوطنيّة الفلسطينيّة آنذاك بالشخص أيّاً كان موقعه، بل شاعت فيها مفردات العمل النضالي المرتبط بالشعب والأبطال على أرض الواقع.

لعلّ تينك المبادرتين قد ماتتا، ولم يعد يلتفت إليهما، لكنّهما يوفّران فرصة وأرضيّة لصناعة المثقّف السلطوي المدجّن الذي يسير في ركاب النظام الحاكم، ويسبّح بأمره، وهذا ما يلاحظه المتابع للشؤون الثقافيّة الفلسطينيّة، وكيف تتمّ- مثلاً- انتخابات اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين، إذ لا بدّ من أن يكون الأمين العامّ والأعضاء من حزب السلطة والأحزاب الموالية لها والداخلة بشراكة سياسيّة معها، فلا أعضاء مستقلّون إلّا إعلاميّاً، وهم في الحقيقة محسوبون على الحزب الحاكم، ولا انتخابات نزيهة ألبتّة، ولا أعضاء من أحزاب أخرى، كحماس والجهاد الإسلامي مثلاً. هذه الحالة الثقافية المرَضية أنتجت كياناً ثقافيّاً نقابيّاً هزيلاً، تابعاً للسلطة ولأجندتها السياسيّة وبوقاً لسياستها، فيسكت عندما يرى أنّه لا بدّ من الصمت، والصمت عندئذٍ علامة موالاة وليس علامة رضا فقط، ويرفع عقيرته بالصراخ عندما يُطلب منه ذلك، ولا أدلّ على ذلك من موقف الاتّحاد من تطبيع دولتي الإمارات والبحرين لعلاقتهما مع دولة الاحتلال، فقد هاجم الاتّحاد الدولتين بمفردات سلطويّة بداية الأحداث، ولكنّه صمت وبسذاجة مطلقة عندما أعادت السلطة العلاقات الدبلوماسيّة مع دولتي الإمارات والبحرين، وكأنّ الاتّحاد لا يسمع ولا يرى، لأنّه لا يحسن الكلام في مثل هذه المواقف، فلا يريد أن يُحرج نفسه مع وليّ نعمائه ومناصب أعضائه؛ الأمين العام والمعاونين له. وعلى العموم، فإنّ تتبّع مواقف اتّحاد الكتّاب السلطويّة المتناقضة يلزمها دراسة مفصّلة ليس هذا هو محلّها. قد أتفرّغ لها يوماً ما ليرى المتابع أيّ نوع من المثقّفين كان يضمّ هذا الاتّحاد. حالة أنتجها النظام السياسي في سيطرته على المثقّف ليحتويه ويجعله "حذاء" ينتعله متى ما أراد ذلك، ورأى أنّه من مصلحته كدكتاتور أن يفعل ذلك.

إنّ ما وقع فيه، مجبراً أو مختاراً، اتّحاد الكتّاب وقعت فيه اتّحادات أخرى، ولعلّ أهمّ اتّحاد من ناحية ثقافيّة بعد اتّحاد الكتّاب هو اتّحاد المعلّمين، بل إنّ خطر اتّحاد المعلّمين أشدّ تأثيراً من اتّحاد الكتّاب، نظراً للمساحة التي يتحرّك فيها هذا الاتّحاد؛ وهي المدارس، وتعدّى عمله الناحية النقابيّة المتّصلة بحقوق المعلّمين والدفاع عنها- تلك الحقوق التي قصّر فيها الاتّحاد كما يرى المعلّمون- إلى التدخل في شؤون التعليم، بل وتجرأ أحياناً على أن ينازع وزارة التربية والتعليم عملها ودورها، ويتّخذ عنها قرارات تمسّ العمليّة التعليميّة، ناهيك عن دوره السياسي الداعم للسلطة، فقد تكوّن وولد بالعقليّة ذاتها التي ولد بها اتّحاد الكتّاب، ولذلك فهما- مع الاتّحادات الأخرى- دعامتان أساسيّتان للسلطة، فليس فيه مستقلّون، ولا يسمح لأبناء الحركات الأخرى أن يكونوا فيه.

بسبب هذا الوضع للاتّحادين صار ينظر إلى إليهما نظرة التابعيّة، وأنّهما ليسا أكثر من منفّذين لما يقرّره الجانب الأمني في السلطة، ولذلك فقدا الثقة بين جمهور المثقّفين والمعلّمين والطلّاب، وأنتج حركة من التملل والتمرّد ضدّ ما يقومان به، فلم يعد المعلّمون مثلاً يثقون بدعوات الاتّحاد للإضراب؛ معتبرين ذلك مسرحيّة وتمثيلاً، وراءها مكاسب خاصّة ونفعيّة لأعضاء الاتّحاد أو للتغطية على أعمال السلطة السياسيّة، أو للالتفاف على التحركات الاحتجاجيّة في الميدان التربوي الخارجة عن سيطرة الاتّحاد والأجهزة الأمنيّة، فصاحب المصلحة هو من يصدق الاتّحادين علانية، ولكنّه بينه وبين نفسه يرى أنّهما كيانان تدجينيان تابعان، وليسا ديمقراطيّين نهائيّاً، وإنّما يمارسان الدكتاتوريّة على وهج من تلميع صورة الدكتاتور الأكبر المتربّع على عرشه، متمسّكاً بالكرسي، ويقول كما قال غيره "أنا ربكم الأعلى"، ولا يؤمن بفكرة تداول السلطة أو الشراكة الحقيقيّة، فأنتج هذا طبيعيّاً المثقّف المقولب الذي يؤمّن على قول الدكتاتور ويرضى أن يسايره وأن يكون له ظلّاً أحياناً، وأحياناً أحطّ من ذلك، ويتابعه طمعاً في منصب أو حتّى صورة عابرة ينشرها على حسابه في الفيسبوك، رافضاً كالدكتاتور تماماً فكرة الديمقراطيّة الحقيقيّة ويستبعد إمكانية تداول السلطة، فهو هو، وإمّا لا أحد، هذا لسان حال الدكتاتور الثقافي الذي صنعه الدكتاتور السياسي الذي هو بدوره أيضاً صنعه وحماه الدكتاتور الثقافي. فأيُّ مسخٍ ثقافيّ أنتج الدكتاتور؟ وأيُّ دكتاتورٍ مسخٍ لمّعه المثقّف المزيّف، وجعله إلهاً علّق صورته على حائط ليقدّسها كلّما هلّ صبح جديد؟

إنّ ما وصله المثقّف من حال متردّية يلزمها "ثورة" شاملة على كلّ تلك الأسس العفنة، وترسيخ أسس فاعلة، تساهم في إعادة إنتاج ثقافة مقاومة، ليس للاحتلال فقط، بل مقاومة لكلّ الفكر الفئوي الفاسد الذي يريد أن يحصر المثقّفين فيه، فالمثقّف ضمير الأمّة، أفإن مات الضمير ما معنى أن تكون مثقّفاً أساساً؟


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...