يدي هي يدِي..
تمتد من بعض جسدِي..
أصابعها الطويلة
تتخللها تجعدات البَرَدِ..
ترتعد فوق صدري الصلد..
أخرجت يدي الأخرى
عبر موج البحر
كركام محطم منذ أمدِ..
بزلزال عنيف
مر على رسغ يدِي..
نحو أقصى المدَى..
أرَى
جثتي يخلق منها الصدَى..
تعتريني حالة الرعدَة..
كلما مددت يدِي
إلى تلك الزهرَة..
تستجمع قواها
كي تستبكي الشجرَة..
ولكي لا أستحوذ على قلبها
عندما تُفوّحُ العطرَ..
تتشظى يدي..
إلى أجزاء متعددَة..
منها ما يثبّت زمام القيادَة..
مثل صدفة البحر
مبسوطة
وعلى الشط ممدّدَة..
تنحت سرها في الرمل
لمليون امرأة مترددَّة..
يلسعن أظافرهن مدَّة..
هي ذي يدِي..
من يقدر أن يشتريها مني..؟
حينما تمسك بالحجرْ..
لا تتردد
في اقتحام المعسكرْ..
فيدي هي التي
تتحكم في مصير القمرْ..
لولا يدِي..
ما أصبحت ليدِي..
صورة المتمردِ..
مرة
حدثت عيون المرايا
بل غازلتها بالتحدي..
واستنكرت يدي شارَة..
من أصبع معوج
من قوس ظفر مترد..
يراقب صبية
في نهاية الحارَة..
اعتذرتُ ليدي
حاولتُ ألاّ أعيد النظرْ..
في صبية أخرى
مرتْ أمامي بحبّ
معزولٍ بقدرْ..
يا أيتها يدِي..
تثبّتي..قبل أن تعتريك
هجمة المعتدِي..
أسألكَ أنتَ
هل تملك الأيادِي..؟
أجبني
فواحدة منها
سوف تكون يدِي..
ذلكم إكسير يدي،
صبح أطل من الأفق
يشبه ظل المساءْ..
تتحول فيه يدي الأولى
إلى قطرة ماءْ..
تسيل في وجه الريح
نحو الفناءْ..
فأما يدي الأخرى ستبقى هشّة..
تراقب الحدثَ
بكل دهشَة..
-
*جمال امْحاول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق