اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

من رواية "رجل الضفّتين" ... لـ صفية قم عبد الجليل

⏪⏬
... قيل لي إنّهم بعد الإسعافات الضّروريّة، نقلوني إلى بيتي تحت المراقبة الأمنيّة والصحيّة. ووجدتُ نفسي بين المُعزّين الّذين أعرف بعضهم ولا أعرف أكثرَهم، صمّاء بكماء، أنظر إليهم في بلاهةِ من لم يستوعب ما حدث! أبنائي حولي واجمون، صامتون وعيونهم تهمي مدرارا. يرشّون وجهي وأطرافي ببعض ماء الزهر والورد ويقبّلونني بلا هوادة ويسقونني ماء ليس كالماء ويجثون تحت قدميّ كمن يخشى رحيلي بعد أن اكتووا بجهنّم موت أبيهم المفاجئ الغريب. أهلي وصديقاتي يحُفّون بي ويجتهدون في مواساتي ويبكون لبكائي ويمسحون دموعي الّتي أبت أن تجفَّ. خلق كثير جالسون، قائمون، متململون، يثرثرون كثيرا ويصمتون قليلا. صوتُ عبد الباسط يتلو آيات بيّنات في هذا المشهد السرياليّ الّذي باغتني ولم أَستعدّ له، ولا أحد يُنصتُ إليه فيعتبر! أفواج تأتي وأفواج تغادر، وأنا جاثمة في ذات المقعد كصنم أبي الهول، عاجزة حتّى على ردّ التعازي بكلمة "يْعَيِّشِكْ" الّتي تتلجلج في صدري ولا ينطقها لساني! كنتُ كآلة مبرمجة، أومئ برأسي وكَفَّيَّ كمن سيُقيم الصّلاة! حملوه في تابوت خشبيّ إلى مثواه الأخير. لم أحضر تغسيلَه ولا تكفينه! قيل لي إنّ المستشفى قام بالواجب، بعد التّحاليل والتشريح! ولم أفهم لماذا فعلوا به ذلك! هل هو من مدمني الحشيش أم وجدوه سكران ليعبثوا بجثّته؟! منعوني رغم إصراري وتوسّلاتي من مرافقته إلى سَكَنه الجديد! قالوا إنّ هذا ليس من عُرْفنا! احتججتُ بأنّ الدين لم يمنع، فأيّهما الأجدر بالاتّباع؟! قالوا: "ليس الآن وقت حجاج وتفلسف. لا يُشيِّع الميتَ غيرُ الرّجال!" انتحبتُ ضعفين، عليه وعليّ! ولذتُ بغرفتي أندُبُ حظّي وترمّلي، بل وثكلي... رضوان ليس زوجا فحسب. هو صديقي وحبيبي وزوجي وابني المدلّل أيضا، طيلة فترة مرضه وهشاشته... أخرجوني من غرفتي، وألزموني بتلقّي التعازي ممّن أعرف وممّن لا أعرف، ممّن تألّموا لمصابي وجاؤوا باكين مواسين وممّن اقتضت العادات أن يتردّدوا على دار الميّت، نهارا وليلا، يثرثرون ويتناقلون الأخبار وينصرفون كأنّ شيئا لم يكن! في غمرات حزني عليه، لم أُسْأَلْ عن ظروف موته، ولم أسأَلْ أحدا، واكتفيتُ بما قيل لي يوم عثروا على جثّته؛ فمصيبتي كانت أكبر من أن أبحثَ لها عن عِلَلٍ. بقلبي مقبرة، يُقيمُ فيها كلّ حزني عليه ودفنتُ بجانبه كلَّ الفرح والوعود الّتي كانتْ. رضوان لم يقتله المرضُ ولا الإرهاقُ. لقد تغلّبنا عليهما، وكدنا ننتصر ونحتفل ببدء عهد جديد. رضوان قتله الأجلُ! ضربةٌ مجنونةٌ قاصمةٌ قتلت الحلمَ الوليد، غرّةً بعد معاناة مريرة وشرّدت اللّوحة الفريدة أشلاء، حتّى لا يبقى له أثر يُخلّدُه كما أراد وكما حلم. يدٌ غادرة أردته عدما! لا مجال للفنّ والحلم في أرض قاحلة بور؛ لا مجال لمن يُغرّد خارج السرب! هذه الأرض لم تكن بورا ولا قاحلة. التتار الجديد أحرق الأخضر واليابس، ونبش القبور والزّوايا، وأعدم الفكر والفنّ، وحارب النور ليسدل العتمة... رضوان كان علامة مميّزة لفسيلة نادرة نبتت وسط القحط. لم تجد من يرعاها فذبُلت ثمّ ماتت وبها ظمأ إلى النّور، نور الفنّ الأصيل والحياة السامية... منْ قتل رضوان؟! هذا السّؤال يغتالني كلّما اختليتُ بنفسي! رضوان كان بينه وبين الشمس خطوة! اغتيل بليل، بظلمة حالكة. أجهضوا حلمه وقد أوشك على الوضع بعد مخاض عسير! التقرير الشرعيّ ينصّ على إرهاق مزمن، فارتجاج بالجمجمة على صخرة ناتئة، فنزيف داخليّ حادّ... هل أصدّقهم والبلاد كلّها تعيش كذبة كبرى؟! الكذبة الكبرى أن تكذب وتعلم أنّك تكذب وتعمل جاهدا على أن يُصدّقك الآخرون! كذا شأن ساسة هذا البلد والقائمين عليه... فهل أصدّقكم؟! لا اعتراض على حكمك يا الله، أيا أعدل العادلين؛ لعلّك أرحتَ رضوان من مآل أسوأ، في بلد لا يزال ليلُه طويلا، طويلا...

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...