اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

لسعة العقرب | قصة قصيرة ...*رشيد سكري

⏪⏬ كورس كرنفاليٌّ…
هذا الذي عنَّ لي من طاقة البيت الصغير، الممتد بين الأشـُنـَّة والغياض على طول العريش الضليل. عُبَابٌ من غبار يشق العنان،
ويحفر في الذاكرة تاريخا مليئا بحفر لا تكف عن الامتلاء. صاحت أمي نانا المجدليّة بصوت أجش، رفرفت له أسراب القطا من وُكناتها فوق أشجار الصنوبر المنتشرة على حوافي الوادي.. قائلة:
ـ «آيت عبو عزيزة، هي، برجالاتها»
ـ آيت عبو عزيزة، وفي مأمن من لسعات العقرب»
كانت الشمس تزورُّ على اليمين وعلى اليسار، مرسلة أطيافا من أجنحة أرجوانية دامعة، كأنها تفارق هذا الكون الفسيح إلى الأبد. خرجت المجدليّة من البيت الصغير ملسوعة ومخبولة، تزنر جسدها النحيف بدثار أرقط َمُحَجَّلٍ، كأنها تطارد الرَّدى والسَّقم… ها هو قد حل على الأعتاب. أريج موت على الأبواب، إنه أريج موت. ركنت ناقلة جُنـْد على الضفة الغربية من آيت عبو، خرج منها رجلٌ أمردُ وأشمط ُ، خالط السواد والبياض فوديه، حمل مكبر صوت، ونادى بلهفة غامت فيها لـُثغة العقرب:
ـ «العمورية تريد أصواتا كالعرين، الوغى موحش ومُقفر من دون أسود.
ـ قوموا لبوا النداء… العمورية تريدكم»
ارتمت نانا المجدليّة على نجم آفل قاص، وهي تتعلق بمناكبَ وأرداف تتدافع وتتكاثف كأدغال من غابات الصنوبر، تتشرب نقعا مسحوقا كالطين، صخرا مُرتويا بدم القتلى، منحوتا بأظافر الشهداء… وقالت بصوت مهيض:
ـ باتت آيت عبو بيتا صغيرا، باتت آيت عبو يبابا وخرابا.
كانت أمي نانا المجدليّة تنظر، بعيون مائية وحسيرة، إلى ناقلة الجُند، وقد اهتزت وربت وأتـْرَعت بشباب في عنفوان الربيع؛ عناقيدُ عنب كأطياف الظهيرة مسفرة تسري في ارتواء آفل؛ كمُزنة مقرورة، كصهوة غيم في مهب رَوامس الخريف. دنت أمّي المجدليّة من الناقلة، وئيدة كما غدرها الزمن، وتحلـَّبها ألما دفينا؛ سنوات عجاف. وبفم أثـْرمَ تغني لحنا علـَّه يُسعفها على صبر مفقود:
ـ «يا عقة يا صهوة عمري، لا تغادر حنيني،
ـ يا كبدي يا وَثء السنين أعطيتكَ فجرا من وجدي،
ـ بين الجوى والجوانح مهبطك الحامي،
ـ يا عقة الأسد، وتبقى الأسودُ أسود ا»
بأصابعَ عَجْرَاءَ تستند إلى عكاز معقوف القـُنة، اقتربت ودنت دنوا وئيدا؛ لتتحسس عن قرب شبان القرية، الذين سيغادرون آيت عبو إلى ساحة حرب مستعرة. بوجه ممتقع غالبه الحزن والأسى، وبعينين حسيرتين تتفرس وجوها، ينط منهما نزق حامي الوطيس، فبدأوا يتزربعون فوق حاوية الناقلة بحركات بهلوانية؛ بغية إخفاء الوالد وما ولد.
تعرفهم نانا المجدليَّة واحدا واحدا، تجيل الطرف علـَّها تعثر على فلذة كبدها المجوفة بالحرقة والكمد. كان «عقة» مسجَّى فوق مصطبة قصبيَّة متشابكة السَّدى، ملفوفا في خرقة بيضاءَ كالقطن، تكوَّفوا وصعدوا جميعا على جسده المنهوك من التعب، حابسا أنفاسه كان، بدون أن يحدث أنينا أو تأوها. أجالت المجدليَّة النظر، وحوَّطت المكان بعينيها المائيتين من جديد، ليتخطـَّفها صوت محرك ناقلة الجنود.
رسم الرجل الرَّبعة الأشمط على صفحة وجهه ابتسامة ماكرة، فظلت أمي نانا المجدلية مشدودة إلى هدير المركبة، حتى ابتلعه صمت المكان. عادت أدراجها، كما يعود الهجير إلى تلك الربوع، وهي تنشد لازمتها:
ـ «يا عَقة يا وَثء السنين يا صهوة عمري، لا تغادر حنيني،
ـ يا كبدي أعطيتكَ فجرا من وجدي»

٭ كاتب مغربي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...