اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

معًا في هذا الطريق الطويل | قصة قصيرة ...*فراس حج محمد - فلسطين

⏪⏬
امرأة أعرفها مسبقا، لم نكن أصدقاء، كانت بيننا مشاحنات طفيفة، لسوء فهم، كنت قد ناقشتها بذلك الخلاف، تراضينا، وأصبحت علاقتنا عادية. انقطعتُ عن محادثتها سنتين وربّما أكثر، عدتُ إلى الفيسبوك بشخصيةٍ متنكرا تحت اسم مستعار، تبادلنا الأفكار
والأشعار والكتابات، وحدثتني عن مغامراتها مع أصدقائها، واستفاضت في الحديث عن صديق لها كان يخاف من الجنس، كان يسرد لها الحكايات وهي متوسّدة ركبته، ويلعب بشعرها. لقد بكت عندما غادر ولم يودعها. لم يضاجعها إطلاقا كما قالت. أطلعتني على نص كتبته من وحي علاقتها به، كان نصا مدهشا، مفعما بالحب والشقاوة.
امرأة جميلة، سمراء، ثلاثينية، تضج بالنشاط، تحب الحرية كثيرا، بل إنها لا تحب إلا الحرية. معجبة جدا بشخصية أبيها الذي أطلعها على الكتب وشجعها على قراءتها. وهي ابنة ثلاثة عشر ربيعا، قرأتِ اللاز، وعرس بغل للطاهر وطار تلك الرواية التي تدور في بيت دعارة والشيخ فيها حشاش والأحداث بين العاهرات والقوادين، واطّلعت على شكسبير، وويليام بلايك، وت. س. إليوت، وريلكة، وأبو نواس، وراشد حسين. بل أصبحت قارئة نهمة، وكاتبة محترفة شعرا وقصص، ومواقف حياة.
تتحدث عن أبيها بحب ظاهر، بدت مغرمة به بلا وعي، وعلاقتها به تشبه علاقة جمانة حداد بأبيها. تخبرني أن أباها هو الذي علمها الحبّ والرقص (الفالس، والسالسا، والتانجو) قبل أن يعلمها الدبكة، أو الرقص الشرقي، وقد شربت لأول مرّة من يديه النبيذ، كان أبوها شخصية متحررة، شيوعيا، مثقفا، ورثت عنه مكتبة كبيرة متنوعة. وهو كذلك من علمها أن تكون امرأة، وعلمها أن الفستان هو الذي يمنح المرأة جمالا وأناقة وحضورا أنثويا.
كثيرة هي الأفكار التي تناقشنا فيها، امرأة كما تصف نفسها "ألترا ليبرالية"، تكره المتحرشين بها جنسيا، مع أنها كانت تمارس الجنس مع من ترغب، كأنها تتناول كأس شاي أو فنجان قهوة أو تدخن سيجارة، وعندما تتجلى علاقتها الجنسية بمن تحب ترتفع الرغبة في الممارسة كأنها تؤدي عملا عظيما أو تقرأ في كتاب مقدّس.
تعشق العمل الصفحي جدا، ومستعدة كما قالت أن تستغني عن كل احتياجاتها الجسدية والنفسية والمعنوية لأجل هذا العمل، تنبش في قضايا كثيرة، وتعد التحقيقات الصحفية، ولديها هوس التفوق الذي عبرت عنه مرارا في متابعة عدد القراء لموادها التي تنشرها في المواقع الإلكترونية، تختزن في ذاكرتها كثيرا من الفضائح حول الوسط الثقافي لكتّاب كبار وصغار وكاتبات يمارسن الغواية قبل أن يمارسن الكتابة. تعارضني في موقفي من بعض القضايا الثقافية، ولكنه لم يفسد هذا الخلاف علاقتنا قطّ.
لم أكن قد قابلتها في يوم من الأيام، لكن أخبارها الكثيرة كانت تصادفني، كنت كثيرا ما أقف أتأمل صورتها وجسمها، واكتناز صدرها، وسمرتها الشهية. كانت مثيرة بالفعل، كل شيء فيها يدعو إلى اشتعال اللذة في حريق طويل اللهب.
عندما كنت أعرض عليها بعض النصوص ويمرّ فيها بعض الألفاظ كانت تعبر عن حبها لألفاظ معينة، وكرهها لألفاظ أخرى، لم تكن تحب كلمة "نهد" في القصائد، كانت تفضل استخدام "الصدر"، فالصدر أشمل وأوسع وأبهج، والنهد فيه اختصار واختزال، ربما بتأثيرها ووجاهة قولها صار للصدر حضور كثيف في قصائدي.
لقد كشفتني مرتين، مرة عندما عرّتني من ذلك القناع الفيسبوكيّ الذي كنت أتخفّى خلفه، ومرة عندما كانت ترى حضور المرأة السرابية في نصوصي، لا شك في أنها رثت لحالي، مع أنها أوجعتني في كلتا المرتين.
كانت وحيدة، تسكن في المدينة، ذات ارتباطات متعددة وصداقات متشابكة، دعتني لأقضي في ضيافتها يوما كاملا، ووعدتني بوجبة طعام من إعدادها، كنت مسرورا بذلك، وأنا الذي كنت أحلم برضاها والجلوس إليها، ها أنا في بيتها، لا ثالث بيننا، ولم يحضر الشيطان. عرّفتني على بيتها، وتناولنا الطعام، والشاي والقهوة والأحاديث، تحرّرت من ملابسها الرسمية، وارتدت ملابسة زادتها جمالا وفتنة. كانت متألقة بالفعل، يعلو وجهها مسحةٌ من النور، وبسمتها شفافة، وقد أخذ شعر أبطيها بالظهور. لم أشته شيئا وقتذاك كشهوتي للنظر إلى هذه المنطقة من جسمها وتأمّلها.
قضينا شطرا من الليل ونحن نتحدث، ربما شتمنا بعض المستغلّين والفاسدين، وربما شتمنا الحياة كلها، تقرأ لي وأقرأ لها، نضحك سوية. كان صوتها رخيما رعويا إنشاديا ظريفاً، تأسرني وهي تتحدث بنعومة. يأتيها اتصال مفاجئ يدعوها لتغادر البيت، تركتني وحيدا، بعد أن أوصتني أن أكون كأنني في بيتي، صمتت قليلا ثم أضافت: عندك البيت كلّه بما فيه، كن فيه كما تشاء، وانظر إن أحببت في كل شيء وتأمل كل شيء. لقد رأيت أين هي خزانة ملابسي، تأملها ريثما أعود، قد أتأخر قليلا. حضنتني بحيادية وقبّلتني على وجنتي. خرجت وهي تغمزني بلطف. لم أنتبه لدفء صدرها أو طعم قبلتها. كانت قبلة باردة جدا، ليس فيها ما يبشّر بخلق جو من المتعة بيننا فيما تبقى من ليل.
ذهبت أولا لمكتبتها، ثمة كتب غريبة باللغة الفرنسية والإنجليزية، عرفت بعضها بالمقاربة أو باسم المؤلف، تناولت بعض الكتب العربية وقرأت فيها، إذ إن حظي مع اللغات الأجنبية معدوم. حضّرت لنفسي قدحًا ساخنا من الشاي، وتأملت صورها المركونة في زاوية من زوايا المكتبة. كم هي جميلة وشهية.
بعد ساعة من المكوث مع الكتب، توجهت لخزانتها، كانت عامرة بالكثير من الفساتين، ويفوح من بعضها روائح عطرية، وأخرى يفوح منها رائحة جسمها، يبدو أنها لم تغسلها. كانت رائحة جسمها منعشة إلى حدّ الجنون، تأملت كل فساتينها واحدا واحدا، بعضها رأيتها ترتديه في صورها المبعثرة في المكتبة أو في صفحات الإنترنت. بحثت عن مكان ملابسها الداخلية... ها هي، قطع أرى مثلها لأول مرة، وألوانها حمراء وسوداء وبيضاء ونهدية، وذات أشكال وتفصيلات تثير كل الحواس لأتخيلها وهي ترتديها واحدا واحدا. انتبهت، ثمة قطعة على السرير، التقتطها، تحسستها، فيها بعض البلل، شممتها، ذات رائحة أثارت جنوني، فانتصبت، وبلا وعي، فركت قضيبي به، فبللته كله، لم أفكر بردة فعلها، ساعتئذٍ، كل ما كنت أريده هو أن يختلط مائي بمائها ولو خارج رحمها.
لم أكد أخرج من حالتي وتمالك نفسي، حتى وجدتها واقفة خلفي بكامل نشوتها وهي تضحك، وبيدها "الكلوت الأحمر" المبلل، وقفت أمامها، أخذت تفرك به صدرها العاري، وتنظر إلي بشهوة. جذبتني إليها.
لحظات، لا أدري كيف مرت، وإذ نحن في السرير، فقت من سكرتي، وهي تئن نشوى، وأنا أتلوى، فوقها مرة ومرة تحتها، حتى انتهى كل شيء. حدقت بي وانهمرت ضاحكة، وما هي إلا لحظة قصيرة حتى غرقت معها في موجة ضحك هستيرية ونحن ممدان على السرير عاريين. تكفّ فجأة عن الضحك. وأنا توقفت، متوقعا أن ينقلب المشهد إلى ضده، اعتدلت في جلستها، ودعتني لأفعل فعلها. ارتسمت على وجهها ملامح الجدية ثم قالت: هل تعلم أنني لم أغادر البيت، كنت أراقبك ماذا ستفعل.
- ولكنني رأيتك قد خرجت من الباب.
- نعم، صحيح، ولكنني دخلت من باب آخر، ورأيت كل أفعالك.
قلت وأنا أشعر بالغضب، إذ كيف عرّتني للمرة الثالثة، بل إنها المرة الرابعة: هل تعمدتِ أن تمتحنينني؟
- أبدا، ليس امتحانا، ولكنها لعبة طريفة لأراك دون حجاب، ربما لم تكن جديرا بي.
- وماذا كانت نتيجة اللعبة؟
ضحكت بعلو صوتها، وبسرعة خاطفة جذبتني إليها، وأخذت تقبلني على فمي ورقبتي، واعتلتني مرة أخرى، فشعرت بجسمها كله يتغلغل في جسمي.
في صباح اليوم التالي كانت قد أفاقت من نومها أبكر مني، انتظرتني حتى صحوت فاغتسلنا معا، وارتدت ملابسها قطعة قطعة أمامي، نظرتُ إلى وجهها منعشا كأنه مجبول بخضرة النعنع ورائحة الياسمين. أعدّت فنجانين من القهوة، وأهدتني نصًّا بخطّ يدها كتبته عن ليلتنا، خرجنا من البيت وقد أمسكت بيدي، وقالت: لا نريد سيارة، هل ترغب في أن نقطع المسافة معا مشيا على الأقدام؟ أجبتها وأنا رغبتي تفوق رغبتها في ألّا نستقلّ سيارة: بكل تأكيد، فلا يحلو أن نكون إلّا معا في هذا الطريق الطويل.
______________________
* نص من كتاب "نسوة في المدينة" معدّ للنشر.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...