اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

معطف لرجل طويل القامة | ثلاث قصص ...*جنات بومنجل - الجزائر

⏪حي الفقراء

أضاع بابا نويل كيس هداياه في ليلة الميلاد، فراح يبحث عنه في المنازل المجاورة ويطل من شرفات الفلل الفاخرة لعل طفلا شقيا خطفه وفرّ به، وحين عجز عن إيجاده، دلف إلى الغابة المؤدية إلى حي الفقراء. جلس تحت شجرة التوت العملاقة، وراح يحدق من
بعيد بالفتيات وهن يصنعن دمى قطنية بيضاء، يخطن لها من بقايا قماش فاض عن خيّاطة الحي فساتين وتنانير وقبعات ملونة، وصبايا تترنح الضفائر السود قريبا من أكمام أثوابهن. حين تتقافز الحجرات الخمس فوق أيديهن كما حمائم تنقر الحب في وداعة ولطف، نظر إلى يساره فرأى أطفالا يصنعون من جواربهم القديمة كرات ترتفع إلى السماء. تتبادلها الأقدام وتطاردها العيون بهجة أو صخبا مع كل هدف يضعه هذا الفريق أو ذاك في شباك الخصم، وأحصنة خشبية يركض عليها البعض الآخر، ممتطين براءاتهم وهم يفرون نحو الأفق، وغير بعيد عنهم كانت نظراته تعلو وتهبط مع حركة غصن اللوز الذي يكاد يفر من جذع شجرة تصنع بهجة الواقفين تحت ظلها منتظرين دورهم في أرجوجة الحبل. يغمضون أعينهم لحظة اندفاعهم إلى أعلى، حالمين، مبتسمين.

أطال بابا نويل جلوسه بين صرخاتهم وقهقهاتهم. بين فرحهم وسبابهم. فغط في نوم عميق.. ليصحو في العام الجديد.

⏪الساحر

الفناء يعج بالصغار الراكضين في كل صوب، العلم يتوسط ساحة المدرسة، والمطر يلامس السقوف بشوق في آخر الرواق، ضفائر صغيرة مشدودة برباطين أحمرين وطفلة تقضم خبزها برفق وخجل.

نظرت إلى زميلتها:
– هل سيأتي الساحر؟
– هكذا قالت المعلمة هذا الصباح.
– كم المبلغ؟
– نصف دينار.
– يااااه نصف دينار!
– سأطلبه من أمي.

الذكريات تركض بها سريعا إلى ذلك الزمان، حيث الطفولة والنبوغ، وحيث كان هناك رجل ما، اسمه الساحر. لم تره، ولكنها كانت تريد.

– لا مال لديّ.
– والساحر يا أمي؟
– في العام المقبل سترينه!
– ولكن!

الأطفال تجمعوا في انتظار الساحر. الرجل الذي قالت المعلمة إنه يمكن أن يجعل النقود في جيوبنا الفارغة ويحول المنديل إلى حمامة والورق إلى أرنب. كم كانت الفكرة جميلة، ولكن نصف الدينار، وأمي.. و.. و.. كل التلاميذ يتجمعون في قاعة الأشغال. كان الساحر هناك، لم يكن غيرها في البيت. فكرها مع رجل تخيلته كثيرا. الحمامة، الأرنب، والنقود الكثير..

إنها الذكريات، الطفولة، المدرسة والساحر. شريط راكض بها إلى أيام خلت، وإلى حلم لم تكن تراه إلا كطيف توقف عند عتبة الممكن.

الأطفال عادوا مساء يتحدثون عن الساحر. كيف كان سريعا في إبهار الحاضرين! وكيف كان يعرف مكان النقود دون أن يخبره أحد!

انتفضت زينة من مكانها.

– ولكن!

إنها السنوات التي تنساب من بين الأنامل، رملية، زئبقية، تلك الذكريات الممتلئة بالأشياء المختلفة، الحزينة، المفرحة.

– حبيبتي جاء وقت العمل. ثم ماذا ستفعلين بأول راتب لك؟

هكذا نطقت الأم.

– لا شيء يا أمي، لا شيء كل هذه النقود. لكن هل يعود الساحر؟

⏪معطف لرجل طويل القامة

أعجبها المعطف الرجالي الأسود الذي كان معلقاً على دمية العرض مقابل جناح الملابس النسائية، عثرت عليه أثناء بحثها عن قميص ترتديه في أول يوم عمل بعد انقضاء العطلة المدرسية. اقتربت منه وتفحصته من كل الجهات. تحسست نوع القماش ونعومة ملمسه، تأملته كأنما تختار بينه وبين معاطف أخرى لأجل الرجل الذي تحلم به كل ليلة.

ابتسمت، وفي أعماقها قررت “سيناسبه لونه ومقاسه”، فهو أسمر، طويل القامة مع شعر مجعد قليلا وشارب كثيف. تخيلته وهو يرتديه ويبدو جميلا عليه، لمست أزراره وكمية الطويلين، رأت أن بذلة بنية وقميصا أبيض وربطة عنق مخططة قد تبدو أكثر أناقة لو لبسها مع المعطف الجديد.

سبحت بخيالها نحو مظهره الذي يعدله في مرآة غرفة النوم. تشبثت برقبته، ودفنت وجهها في دفء صدره. نفضت عنه بعض الغبار العالق، فتشت في جيوبه عن أثر امرأة أخرى، شعرت بغيرة شديدة: امرأة أخرى؟ لا يمكن أن يحدث ذلك أبدا!

ملأت صدرها بعطر أنفاسه، رأته وهو يربت على كتفيها ويطوقها ويضمها إليه بذراعيه القويتين حتى أحست بهشاشتها، حلّقت بعيدا في أحضانه، فكرت أن تسأله لماذا تأخر والجو ماطر في الخارج وهي منذ ساعات تنتظره من خلف زجاج النافذة وقد أشعلت الشموع وجهزت العشاء، لكنها فضلت أن تصمت مكتفية بضم كفيه بين كفيها، قربتهما من شفتيها، قبلتهما. كم تعشق خشونة ملمسهما. وملمس المعطف الناعم، غير أن المعطف قد بيع قبل ساعات وصاحبه سيأتي لاستلامه!

هكذا جاءها صوت البائع الواقف خلفها، قبل أن يردف قائلا: تعالي الأسبوع المقبل. سنستلم بضاعة جديدة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...