كُنْ ما تشاءُ فأنتَ حُبّي الباقي..
أبداً تظلّ الدّهرَ في أعماقي..
وأهيمُ في ذكرى الحبيبِ تلاوةً
أندى من الأزهارِ والأفاقِ..
وأقولُ شعراً في مفاتنِ قدّها
ليذوبَ حرفي في سما الأوراقِ..
فلتسْقني نخبَ الكؤوسِ طلاوةً
وأملأ فؤادي بالمُنى يا ساقي..
لا، لن أقولَ بأنّني متردّدٌ
إذْ أنتِ نورٌ في عمى الأحداقِ..
لا، لنْ أقولَ بأنني من معشرٍ
منْ مسّ كفّي نالَهُ إحراقي..
لكنّني مثلُ الغمامِ سماحةً
لا تأكلُ النيرانُ من أشواقي..
ماذا بهمسِكِ ياتُرى أيجيرُني؟
قدْ بتُّ في سُكْرٍ وفي إرهاقِ..
ورّطتُ قلبي في هواكِ وأنني
من فرطِ شوقي أكبرُ العُشّاقِ..
من أينَ جئتُ؟ وأيّ دربٍ ساقني
حتى شربتُ السمّ في الترياقِ..
كيفَ السّبيلُ وقدْ رجوتُكِ بالّذي
جعلَ الجمالَ مصيبةَ المُشتاقِ..
ما عدتُ أقوى والسّنونُ تقلّبٌ
قد قيّدتْني شِرْعَةُ الخلاّقِ..
إنّي إليكِ وإنْ غدتْ أيامُنا
حطباً وإن بيعتْ على الأسواقِ..
قالتْ: زَهَدْنا في هواكَ فما الّذي
نجنيهِ من نُبلٍ ومن أخلاقِ..؟
وتفنّنتْ في الصّدِ حتى أنها
غربَتْ وما عادتْ الى الإشراقِ..
*د.وليد جاسم الزبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق