اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

زهر الأوهام | قصة قصيرة ...* قصيرة نغم داؤد


⏫⏬
في الماضي كنتُ أتذمّر كثيرًا من عملي اليوميّ في محلّ الزهور، من التاسعة صباحًا حتّى الثامنة مساءً، بفواصلَ قصيرةٍ لا تكفي إلّا لتناولِ الطعام في المنزل والعودةِ إلى العمل من جديد.

ولكنّني أصبحتُ أحبُّ كلَّ هذه المنغِّصات منذ أن قصدْتَ المحلَّ لأوّل مرّة الشّهرَ الماضي. قلبي يُخبرني بأنّكَ ستأتي اليوم أيضًا. أُسرعُ إلى مرآتي حالما أستيقظ. أرتدي ثوبي الليلكيّ. أصفّف شعري بعناية. لا تعجبني تسريحتُه. أجرّبُ تسريحةً أخرى. حتّى أستقرَّ على واحدة.

أنقِّلُ عينيَّ بين أركان حُجرتي التي تعمُّها الفوضى، مفتّشةً عن حقيبتي. ماذا لو وضعتَ لي رسالةً صغيرةً في الحقيبة من دون أن أنتبه؟ ولكنْ كيف لك أن تفعلَ ذلك وأنا أضعُها دائمًا قربَ الباب؟ حسنًا إذًا، لا ضيرَ في أن أضعَها اليومَ على الكرسيّ في الداخل، أو قربَ الورودِ الحمراء، أو خلفَ واجهةِ المحلّ.

تقعُ عينايَ على حقيبتي المستقرّة على الأريكة أمامي تمامًا. عجبًا كيفَ لم أنتبِه لها! أفتحُها، فلا أجدُ شيئًا جديدًا. أهمسُ لنفسي: "ربّما أجدُ اليومَ أو غدًا." أحملُها و أمضي.
---
أبدأُ يومي - كالمعتاد - بشئٍ من الرّتابة. أرتّبُ المكان، ثم أرشُّ الورودَ بالماء، فيعبق الهواء برائحتها. يُشعرني مزيجُ العطور هذا بالرّغبةِ في الرّقص، ولكنّني أكتفي بوضع شريطٍ لإديث بياف في المسجِّلة. أسترخي على الكرسيّ.

مراقبةُ المارّة من خلف الزجاج أكبرُ مؤشِّرٍ على بلوغ أعلى درجات الملل. تُحزنني رؤيةُ العالم يتحرّكُ وأنا ساكنةٌ أفكّر في السنوات الأربع التي هدرتُها من حياتي وأنا أتمُّ دراستي الجامعيّة وأفكّر في مدينتي التي لا يتجدّد فيها شيء إلّا المشكلات، خصوصًا البطالة.

عندما دخلتُ الجامعة كانت أحلامي تتراقص حولي. تعبتُ كثيرًا لأعيلَ أمّي وأختيَ الصّغرى. كنتُ أعدهما بأنّ أحوالنا ستتحسّن بعد أن أتخرّج. لم أكن أعلم أنّني سأكونُ ضحيّةً أخرى لكذبةٍ كبيرةٍ انساقَ خلفَها الكثيرون قبلي.

يدخل المحلَّ رجلٌ أربعينيّ. أساعده في إعداد باقةِ زهورٍ جميلة لزوجتِه في ذكرى زواجهما. يخرج، فتأخذني أفكاري نحوَكَ مرّةً أخرى: هل ستأتي اليومَ أيضًا عند السادسة؟ سأتعمّدُ البطءَ في إعداد الباقة بينما نتجاذبُ أطرافَ الحديث كما فعلنا يومَ الثلاثاء عندما سلّمتُكَ الباقةَ فقلتَ لي معتذرًا: "إنّها السادسة و النصف! يا لي من زبونٍ ثقيلٍ لا يكفّ عن الثرثرة." ولكنّني لم أعرف بماذا أجيبك فبقيتُ صامتةً. تعمّدتَ المغادرةَ سريعًا في اليومين التّاليين رغمَ أنّني بدوتُ مهتمّةً بحديثِكَ وكنتُ كذلك فعلًا.

آملُ ألّا تغادرَ اليومَ قبلَ السادسة والنّصف ولكنَّ جلوسي في هذا المكان علّمني أن أقلّلَ احترامَ الوقت وأن أحترفَ إضاعتَه.

نصفُ ساعة أو خمسُ دقائق... هذا غيرُ مهمٍّ بالنّسبة إليّ. المهمّ أن تأتي!
---

إنّها السادسةُ إلّا ربعًا. أنهضُ من مكاني لأرشَّ الزُّهورَ بالماء من جديد، فتتجدّدُ رائحةُ العطر وتتغلغلُ في الهواء. أصبحَ صوتُ بياف مُضجِرًا بعد أن قضت كلَّ هذه السّاعات تغنّي. أسحبُ الشريط من المسجِّل، وأضع "فالس الربيع" لشوبّان.

أضعُ حقيبتي قرب الورود، وأراقب الساعةَ المدوّرةَ تتثاءب وتنقسمُ إلى نصفيْن متناظريْن. أنظر ناحيةَ الباب، لأجدَكَ تجتاز الشارع. يرتعش ظلُّكَ الملتصق بكَ على ضوءِ مصباح الليل، ثمّ تمتزجُ رائحةُ عطرِكَ برائحةِ المكان.

بدا عليكَ السّرور وأنا أخبرُكَ بأنّكَ الوحيد الذي نجح في تغييرِ رأيي في هذا الحيّ منذ أن انتقلتَ إليه، بعد أن كنتُ مقتنعةً بأنّ فكرة افتتاح محلّ الزّهور هنا هي أفشلُ فكرةٍ أتت بها صاحبةُ المحلّ. سررتُ بدوري وأنا أصغي إليكَ تتحدّثُ عن حيِّكَ القديم وبعضٍ من ذكريات طفولتِك.

انتهيتُ من إعداد الباقة عندما دقّت الساعة السادسة والرّبع وشعرتُ بالحزن وأنا أحيطُها بالشريطة وأقدّمها إليك. حاولتُ أن أسألكَ: "إلى أين تذهبُ أيّها الغريب حاملًا باقتَكَ وعطرَكَ؟" لكنّني خبّأتُ سؤالي، الذي يطاردُني في كلِّ مرّة من السادسة إلى ما بعدَ السادسة بكثير، في ابتسامةٍ خفيفةٍ وأنا أقول لكَ عند الباب: "وداعًا."

عُدتُ إلى الزّهور أرشّها بالماء من جديد. وأخذتُ أفكّر: لعلّه سيعود صديقَه المريض. وماذا لو أنّه يحبُّ الزّهور، لا أكثر ولا أقلّ؟ ليس من الضروريّ أن تكونَ الباقةُ لفتاة!
---
إنّها السابعة صباحًا. أنهضُ من نومي. أُسرِعُ إلى المرآة لأغيّر تسريحةَ شعري. أفتحُ حقيبتي، فلا أجد جديدًا فيها. أهمس لنفسي: "سأضعُها على الكرسيّ هذه المرّة."

أفتحُ البابَ و أمضي.

* نغم داؤد
اللّاذقيّة - سورية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرشيف مجلة الآداب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...