⏬
ما زال يمارس طقوسه التي ألف لم تمنعه السنوات الثقيلة المترسبة على كاهله و لا الخطوط المنحوتة على وجهه و لا شعره الذي ترسب عليه الثلج كجبل عال...يمسك بخيوط الذكرى و يحركها كيفما شاء أنى شاء...لا تكل عيناه عن صناعة القسوة و لا تتوانى شفتاه على دلق الكلمات الدامية...يلقاني و في داخله السواد و على شفتيه ابتسامة واهنة واهية...يطفق وضع الورد على أشواك زرعها...ترعرعت على يده كفسيلة وقعت بيد فلاح كسول فاشل...كنبات لم يسق إلا من جود السماء...نشأت و كفى و لا أدري كيف نشأت سويا بين ركام هذا الزمان و آكامه...أنحت أثلاما على البياض...أروي أوراقا عطشى...يربت على كتفي غير آبه بأنه يضع يده على جرح لم يندمل...بلغ من العمر عتيا و كلانا لم يتب:لم أغفر له الخطايا...كما أنه لم يستطع أن يمسح مقلتي المغرورقتين منذ سنين...لا أعلم إن كان الذي بداخلي حبا أم شفقة أم إحسانا...كما لا أدري أيضا ما الذي بداخله...إن كان عطفا أم مودة أم غفرانا...قد عكر صفو مرآتي...إذ لم تعكس شيئا داخلي...تجعلني أصدقه و لو كان صادقا...و لو علمت أنه الصدق بعينه.
*مصطفى خالد بن عمارة
تيارت - الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق