الشاعر محمود حسين مفلح، ولد الشاعر في فلسطين عام 1943م، وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، وهو عضو في اتحادات وروابط أدبية، وحاصل على عدد من الجوائز العربية. ومن أشهر مجموعاته: نقوش إسلامية على الحجر الفلسطيني، المرايا، إنها الصحوة، غرد يا شبل الإسلام.
⏬1عيدٌ آخر
العيدُ جاءَ ولمْ ارْجِعْ إلى بلدي
ولم أقلْ لشقيقي طِبْتَ ياسَندي
العيدُ جاءَ ولم أُوقِدْ به حطباً
ولم أُوزِّع به الحلوى على أحدِ !
ولا شَرِبتُ بهِ مِنْ كفِّ غاليتي
فنجانَ حب. ولا طَوْقتُها بيدي !
ولا قطفتُ لها ورداً يَليقُ بها
مما زرَعتُ لها من ورْدِنا البلدي
بَعدُّتُ عنها وقد جفَّتْ قصائدنا
كأنَّ غُرْبتَنا حبلان من مسدِ !
وكلَّما قُلْتُ حُلَّت عقدةٌ برزت
من عالم الغيبِ آلافٌ من العُقدِ
اللهَ الله يازيتونَ بلْدتَنا
لو كنتُ أفرُش في أفيائهِ جسدي !
لو كنتُ أسمعُ آياتٍ معطرةً
من مسجدِ الحي كي أَروى بها كبدي
يانيلُ ماجئتُ إلا كي أرى وطني
في نخلِ عينيكَ من( قدسي) إلى (صفدي)
ماجئت إلا لألقي فيك سنبلةً
وكي أرى في الزنودِ السمرِ فجرَ غدي
يانيلُ جئتكَ محمولاً على وجعي
أقولُ شُدَّ أخي (هارون)َ من عضدي
يانيلُ كلُّ خيولِ الأرضِ جامحةً
إلا خيولي قد شُدَّت إلى وتدِ
قالتْ له ونداءُ الرُوحِ في فمِها
هوِّن عليكَ فلن نَشْقى إلى الابد
لا تيأسنَّ فإنَّ اللهَ ناصرُنا
ربُّ السماوات لم يُولد ولم يلدِ
⏬2
عناد
ما كنت يوما إذا ما راح أتبعه
ولا إذا قرر الإدبار أرجعه
وكل من قال عمدا لن يودعني
فإنني الف عمد لا أودعه
فالصوت إن طن في أذني سأخنقه
والسهم إن غاص في لحمي سأنزعه
فلست أحرص أن ألقاه مقتنعا
ولست أملك مايغري ويقنعه
ولا أجادل من ضاع الجدال به
فإن وقتي كنز لا أضيعه
ولست أحرص إلا أن يكللني
تاج القصيدة فوق الرأس أرفعه
إذا بكيت فمن عينيه يذرفني
وحين يبكي فمن عيني أدمعه
إن الأمير اذا كانت إمارته
من غير ما رغب منا سنخلعه
وكل مستكبر طاش الغرور به
فإننا بحرير القول نردعه
سرنا طويلا على درب الشقاء معا
وكان يحصد قمحي حين أزرعه
فكل من كان خلف الباب يدفعني
فإنني صرت قبل الباب أدفعه
⏬3
العقد الفريد
هناك شهيدة وهنا شهيد
وغزة بالذي ملكت تجود
يحاصرها الحصار فلا قريب
لنجدتها يهب ولا بعيد
تغرد وحدها وبنو ابيها
كأنهم الحجارة والحديد
وغزة وحدها. شذت. خطاها
مضت صعدا. واغراها الصعود
تقول لكل من جمعوا وكادوا
الا ياايها الجبناء كيدوا
إذا ما دت جبال الأرض طرا
فإن جبال غزة. لاتميد...
وان وهن الرجال فإن فيها
رجالا لايفلهم الحديد
هم الآيات فوق الأرض تمشي
وهم فيها الشهادة والشهيد
وملح الأرض حين تخون ارض
وعزف الرعد. ان. سكتت رعود
هم التاريخ يملانا فخارا
هم الأقمار والايام. سود...؛
ولو القى العدو جبال. نار
لما. رجفوا ولا اختلج الوريد
وغزة. أشرقت من بعد ليل
ومن وجع المخاض. أتى الوليد
وغزة كلما نضجت جلود
لمن. غدروا بها. سقطت جلود
تعلمنا. القراءة كل يوم
وتبدئ. في القراءة. أو تعيد
هم الشهداء. ينتظمون. عقدا
وليس. سواهم العقد الفريد..
وغزة. تمنح الأحجار نبضا
وفيها يركض الرجل القعيد
هنا القرآن يورق كل يوم
هنا تحلو التلاوة. والسجود
وغزة ترضع الأطفال عزا
وغزة. جيلها. جيل. فريد
اقول. لكل من صمتوا. انتظارا
على. قلق. لقد وصل البريد
⏬4
لماذا اخاف من الموت؟
كنت أخشى من الموت
لكنني الان كيف اخاف من الموت
وحولي قد ماتت الأمنيات ؟
وكل العصافير ماتت وايامنا الحالمات ؟؟
واقدامنا فوق هذا الرصيف الذي قد الفناه يوما تموت
واشجارنا والبيوت
وكل الذي كان يوما عماد الظهور وعطر البخور كل هذا توارى
سوى شاهدات القبور !!
لماذا اخاف من الموت وأنا ميت من زمان
ومنذ شربنا وحتى الثمالة كأس الهوان
ومنذ خسرنا ومن قبل أن تبدأ الخيل خيل الرهان
ومنذ علا من مساماتنا كل هذا الدخان !!
ومنذ تحكم في لقمة العيش وغد جبان
وانجب كل المخانيث عصر القيان !!
لماذا اخاف من الموت والقبر أوسع من هذه الارض
والصمت في القبر ارحم من غربتي القاتلة
وفي القبر يحنو على التراب
يمد أصابعه الناعمات ليغمض عيني في رقة ويغلق هذا الكتاب
وليس به أخوة كالذئاب ولا أخوة كالذباب !!
انام كما اشتهي بل أُوَسِّدُ رأسي على حجر دونما طلقة كنت أخشى بأن تستقر به
ذات ليل
ودون جنود يدقون أبوابنا في الهز يع الأخير وتسبقهم عاهرات السباب !!
ودون رغيف يتيم اخبئه تحت رث الثياب
لماذا اخاف من الموت
قل لي
أجب ايهذا الخراب ؟؟
⏬5
قافلة
أَلْقيْتَ نفسَكَ فوقَ الماءِ والنارِ
ورُحْتَ تَضْرِبُ أصفاراً بأصفارِ
ورُحْتَ تَضْرِبُ أصفاراً بأصفارِ
حتى بطونِ الأفاعي حينَ تلْمَسُها
ترنو إليها بإعجابٍ واكبارِ
ترنو إليها بإعجابٍ واكبارِ
ورُبّ جارٍ إذا عاشَرْتَهُ وقفت
كلُّ الموازينِ تشكو خسَّةَ الجارِ !
كلُّ الموازينِ تشكو خسَّةَ الجارِ !
أبناءُ عمِّكَ لا بِيضٌَ فتَعْرِفَهُم
ولا نجومٌ بها قد يَهْتدي الساري !
ولا نجومٌ بها قد يَهْتدي الساري !
صَفِّقْ كما شِئتَ إن اَهْدَوا لكم رُطباً
وأرْقُص كما شِئتَ في عُرسِ ( ابن دينارِ )
وأرْقُص كما شِئتَ في عُرسِ ( ابن دينارِ )
وحينَ تَسْمعُ ما قالتْهُ ( فاطمةٌ )
فقُلْ سمِعتُ الذي قالتْهُ ( هيلاري )
فقُلْ سمِعتُ الذي قالتْهُ ( هيلاري )
( هي الأمور كما شاهدتها دول )
من عصرِ آدمَ حتى حفلة الزارِ
من عصرِ آدمَ حتى حفلة الزارِ
سبعونَ قد أُفْلِتَت مني على عجلٍ
وما جنيت. سوى تكسيرِ أحجارِ !
وما جنيت. سوى تكسيرِ أحجارِ !
سبعونَ والقلمُ العاتي يُؤنِّبُني
قِفْ عِندَ حَدّكَ لا تنفُخْ بمزمارِ
قِفْ عِندَ حَدّكَ لا تنفُخْ بمزمارِ
فتحتُ عيني فلم أُبْصِر سوى جدثٍ
يرنو إلى جدثٍ جارٍ وحفّارِ
يرنو إلى جدثٍ جارٍ وحفّارِ
وما حَمَلْتُ سوى نعشي على كَتِفي
قد راحَ يَصرُخُ من دَقٍ لمِسْمارِ
قد راحَ يَصرُخُ من دَقٍ لمِسْمارِ
هَوّن عليكَ فما تَنْفكُ مُورِقةً
هذي الحروف وفيها سِرُ أَسْراري
هذي الحروف وفيها سِرُ أَسْراري
اسْتغفِرُ الله إني لَستُ مُكتَئِباً
قد يهطلُ الغيثُ في (آبٍ) و(آيّارِ)
قد يهطلُ الغيثُ في (آبٍ) و(آيّارِ)
قد يرحلُ الغيمُ في ( آذارٍ) عن وطني
وقد يكونُ لنا عُرسٌ ب (آذارٍ)
وقد يكونُ لنا عُرسٌ ب (آذارٍ)
وقد تعودُ إلينا اليومَ قافلةٌ
تُهدي إلى. الناس. اكليلا من الغارِ
تُهدي إلى. الناس. اكليلا من الغارِ
لَهْفَةُ أَب
مَالِي وَقَد حَانَ الوَدَاعُ يَدَانِ
مَالِي سَوى دَمْعِي سَوَى هَذَيَانِي
نَضَبَ الكَلامُ وَلَمْ يَعُدْ فِي مُكْنَتِي
أنْ أَرْدِمَ الأحزانَ بِالاحْزانِ
هَذَا خَرِيفُ العُمرِ يَقرَعُ مَسْمَعِي
وَزُهُورُهُ جَفَّتْ عَلَى أَغْصَانِي
أَتْلُو كِتَابَ اللهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَتَشُدُّ أَزْرِي سُورَةُ (الرَّحْمَنِ)
يَارَبُّ إنَّ بِلَادَنَا مَقْهُورَةٌ
وَبِهَا تُدَاسُ كَرَامَةُ الإنْسَانِ
يَارَبُّ عَفْوكَ فَالمَسَاجَدُ دُمِّرَتْ
وَتَطَايَرَتْ سُوَرٌ مِنَ القُرانِ
فِي كُلِّ يَومٍ عَائِدٌ ٌوَمُسَافِرٌ
وَضَجِيجُ طَائِرَتِينِ فِي آذَانِي !
صَلَّيْتُ فِي عِزِّ الظَهِيْرَةِ أَرْبَعَاً
وَنَسِيْتُ إذْ صَلَّيْتُ فَوقَ ثَمَانِ !
مَنْ قَالَ إنَّ العُنْفَ بَعْضُ سَجِيَّتِي
أَوْأَنَّ قَلبِي قُدَّ مِنْ صوان !!
وَأَنَا إذَا مَسَّ الأَحِبَّةُ أَحْرُفِي
بِعِبيرِهَم هَزَّ العَبِيرُ كَيَانِي
وَأَقُولُ إنّي لا أزَالُ مُعَتَّقَاً
بِالشِّعَرِ مَوْصُولَاً إلى (حَسَّانِ)
عُد بِي إلي أَرضِى الحَبِيبةِ مَرَّةً
أَو أنْ يَعُودَ لِحضنها جُثْمَانِي
عُدْ بِي لِأَحْضن. فِي الصَّبِيْحَةِ قَهْوَتِي
وأُعِيدَ رُوحَ البُنِّ لِلْفِنْجَانِ
عُدْ بِي إلى أَرضي. إلى زَيْتُونِهَا
عُدْ بِي إلى غَنَمِي إلى غُدْرَانِي
إنِّي أَخَافُ عَلَى طُيورِ حَدِيقَتِي
مِنْ طُولِ هَذَا البُعدِ أَنْ تَنْسَانِي
وَأَخَافُ أَنْ تَنْسَى الوُرُودُ َمَلَامِحِي
فَيَجِفُّ عِطرُ الوَردِ حِينَ يَرَانِي
وَأَخَافُ إنْ لَاحَتْ دِيَارُ أَحِبَّتِي
أَلَّا تَصِيحُ. بِهَا سِوَى الغِرْبَانِ
⏬7
العَشْرُ الأواخِر
لَمْ تَبقَ إلّا لَيالٍ ثَمَّ تَرتَحِلُ
فَلَا تَنَامَنَّ عَنْهَا أيُّها الرَّجِلُ
إنْ كُنْتَ تَغْسِلُ بِالمَاءِ النَظِيفِ يَدَاً
فَإنَّ قَلْبَكَ بالآياتِ يَغْتَسِلُ
بالأمسِ كانَ هُنَا قُرْبَى يُحدِّثُنِي
وَكَانَ مِنْ كُل حَرْفٍ يَقْطُرُ العَسَلُ
وَاليَوْمَ غَابَ فَلَا حِسٌ ولَا خَبَرٌ
وَلَيْسَ إلّا عُيُونُ الَجَمْرِ تَشْتَعِلُ !
بالأَمْسِ كُنَّا جَمِيعَاً في مَنَازِلِنَا
واليَوْمَ يَبكِي عَلَينَا الَمَنْزِلُ الطَلَلُ !
وَكَانَتْ الأَرضُ كُلُّ الأرضِ مَلْعَبَنَا
واليَومُ ضَاقَتْ وَضَاقَتْ عنْدَنَا الحِيَلُ
لَمْ تَبقَ إلّا لَيالٍ ثَمَّ تَرتَحِلُ
يَارَب إنَّ كِرَامَ النَّاسِ قَد قُتِلُوا !!
لَمْ تَبقَ إلّا لَيالٍ ثَمَّ تَرتَحِلُ
والجَائعُونَ مِنَ الأيتَامِ مَا أَكَلُوا !!
لَعَلَّ بَعضَ رُكَيعَاتٍ على مَهَلٍ
بِهِنَّ يَنْصُرُ رَبِّي كُلَّ مَنْ خُذِلُوا
لَعَلَّ قَلْبَكَ إنْ فَاضَ الخُشُوعُ بِهِ
رَاحَتْ مَوازِيْنُ كُلّ الأرضِ تَعْتَدِلُ
لَعَلَّ دَمْعَةَ مَظْلُومٍ إذَا نَزَلَتْ
تُبَدِّلُ الحَالَ لا عُزَّى ولا هُبَلُ !
⏬8
"غابي وكومو" والغُرابُ
والقدسُ يصهرُها العَذابُ
النارُ تأكلُها وأن
تمْ لا سؤالَ.. ولا جوابُ
لو إصبعٌ تمتدُّ لو
عينٌ يلوحُ بها العِتابُ
لو واحدٌ هجرَ المنا
مَ وراحَ يهدرُ لاسترابُوا
لو قطةٌ خمشَتْ لكا
نَ لها إلى الشرفِ انتسابُ
هذا الدمُ المسفوحُ في
بلدي يجودُ به الشبابُ
فئةٌ تقاتلُ عن عَقِي
دَتِها ومنهجُها الكتابُ
وعصابةٌ جمَحَ الجنو
نُ بها وطارَ بها الصوابُ
هل يُتركُ الإرهابُ مُنْ
طَلِقاً تُذَلُّ له الرِّقابُ!؟
هل يُتركُ الإجرامُ يَبْ
طُشُ لا حِسابَ.. ولا عِقابُ؟
تأبى الدوابُ بأن تُضا
مَ أليسَ تُقنعُنا الدَّوابُ!؟
هدمُوا المساجدَ والمنا
بِرَ واستشاطُوا واستطابُوا
لو ماتَ كلبٌ في أقا
صي الصينِ لارتفعَ السبابُ
لو زحزحَ الدولارُ سَنْ
تِيمَاً لكانَ بكم غِضابُ
أفلا تهزُّكم المجا
زِرُ والخناجرُ والحِرابُ
شهرانِ والدَّمُ يَستغي
ثُ فلا يردُّ عليهِ بابُ
شهرانِ والأيَّامُ في
بلدي رصاصٌ والتهابُ
شهرانِ والتاريخُ مَذْ
بوحٌ وساحتُهُ خِضَابُ
كلُّ النجومِ ترنَّحتْ
والشمسُ أرهقَها الحِجابُ
وحرائرُ البلدِ الحبي
بِ تضرَّجَتْ وهي العِرابُ
هتكُوا حجابَ المؤمنا
تِ ألا يغارُ له الحجابُ!؟
سفكوا الدماءَ أليسَ لل
دَّمِ في شريعتِكم حِسابُ!؟
عربٌ وأينَ النخوةُ ال
عَرباءُ والنسبُ اللُّبَابُ؟
هذا القِرابُ ولم يودِّ
عْ سيفَ نخوتِكم قِرابُ
جفَّتْ أحاسيسُ الرجا
لِ فلا يحرِّكُهم مُصابُ
لهفي على بلدِ العقي
دةِ وهي يثقلُها العَذابُ
لهفي عليكِ وأنتِ وح
دَكِ والشهادةُ والثوابُ
كالقلعةِ الشَّمَّاء تنْ
تصبينَ وحدَكِ يا عُقابُ
غابَ الذين رجوْتِ يا
أُخْتَ العقيدة..ِ بل تغَابُوا
⏬9
الأيدي الأثيمة
أيتُها الأيدي الأَثيمهْ
عربدي ما شئْتِ في ليلِ الجريمهْ
وأحيلي كلَّ شيءٍ عندَنا موتاً
ودُقِّي في سلامِ الناسِ إسفيناً
ولا تُبقي على أسمائِنا الخُضرِ الحميمهْ
فغداً يأتيكِ سيفُ اللَّهِ..
باسم الله يأتيكِ، يهزُّ الواقع المنحورَ
يستلُّ من القلبِ المجوسيِّ سمومَهْ..
-
أيتها الأيدي الأَثيمهْ
منذُ عَشْرٍ والنفاياتُ تُغطِّي وجهَكِ الموبوءَ
والأيامُ سَكرى
منذُ عَشْرٍ وهواءُ الناسِ ممزوجٌ بكم برًّا وبحرا
تَعِبَ القنْصُ من القنْصِ
وضاقَ القتلُ بالسَّفاحِ صدرا
تعِبَ القتلُ
وما زلْتِ تسنِّينَ الردى ناباً وظُفْرا
مزِّقي الأطفالَ
صبُّي حقدَكِ المجنونَ في الأقداحِ خمرا
إنَّ بعدَ العُسرِ يُسرا
إنَّ سيفَ اللَّهِ آتٍ
إنَّ سيفَ اللَّهِ أدرى
كيفَ يجتَثُّ المبَاءَاتِ ويهوي بالنفاياتِ
يعيدُ الصَّلَفَ المجنونَ قَبرا
-
أيُّها الوجهُ المجرثَمْ
أيُّها الواغلُ في الحقدِ تكلَّمْ
كم من الأطفالِ يتَّمْتَ؟
من الأكواخِ هدَّمْتَ؟
ولـمـَّا تتلعْثَمْ!؟؟
-
باسمِ مَنْ تعشقُ هذا الفنَ في الفتْكِ
وتجتاحُ عصافيرَ المخيَّمْ؟
باسمِ من تقذِفُ هذا البلدَ الآمنَ في نارِ جهنَّمْ؟
إنَّهُ كسرى الذي يطعمُ للنارِ ضحايانا
وللنارِ وشيكاً... سوفَ يطُعَمْ!
-
أيُّها الوجهُ المغامِرْ
يا سليلَ الحقدِ يا رمزَ المجازِرْ
إنَّ ربَّ الناسِ قادِرْ..
أنْ يُحيلَ الشوكَ في أرضِ الملايينِ ورودا
إنَّ ربَّ الناسِ قادِرْ
أن يُري (فرعونَ) يوماً أغبرَ الوجهِ
ويجتثَّ الجنودا
ويعيدَ الأمنَ والإسلامَ والحبَّ
إلى لُبنانِنا عَوْدًا حميدا.
⏬10
إليك يا قمري الـمـسجى
إلهي، قد طغى الموجُ العُبابُ
وقد ضلَّت مسيرتَها الرِّكابُ
وقد شدَّتْ معاصمَنا قيودٌ
وغاصَتْ في جوانحِنا الحرابُ
أَنبقى والسِّياطُ تشبُّ فينا
مواقدها ويصهرُنا العَذابُ؟
وتكتبُنا الخناجرُ حاقداتٍ
وتقطفُ في ظهيرتِنا الرِّقابُ
ونحن نطيرُ من بابٍ لبابٍ
ولم يُفتَحْ على الطُّرَّاقِ بابُ
وما زالَتْ قوافلُنا عِطاشاً
ويضحكُ من بلاهتِنا السَّرابُ
ننامُ على الفجيعةِ والضحايا
ونصحو والتراشقُ والسِّبابُ
وتقرعُنا القوارعُ لا نبالي
ويبقى العرسُ ما بقيَ المصابُ
كأنَّ دماءَ إخوتِنا شرابٌ
تُدارُ بهِ الكؤوسُ فيُسْتَطابُ
فيا ذلَّ القوافلِ والقوافي
إذا غابَ المُخَضَّبُ والخِضابُ
وأسألُ: كيفَ لا تَلِدُ الليالي
فتاها، والدُّجى ظِفْرٌ ونَابُ؟
ولم تَعشقْ رماحُ الفتحِ أفقاً
أماتَتْ في أسنَّتها الرِّغابُ؟
وكيفَ تظلُّ واجمةً خيولٌ
وفوقَ الشمسِ كانَ لها قِبابُ
وتغفو أمةٌ ولها حُداءٌ
متى نطقَتْ بهِ.. نطقَ الصوابُ
وأسألْ عنكَ يا قَمري المُسَّجى
أمَا همسٌ لديكَ.. أمَا جوابُ؟
ألم تبصرْ هَوَامَ الأرضِ سَكرى
على دَمِنَا ويحتفلُ الذُّبابُ؟
صراخُ القدسِ في أذني شُوَاظٌ
وفي لبنانَ قد نعَقَ الغرابُ
ونحن نغطُّ تتخمُنا الأماني
وتُسكُرنا الربيبةُ والربابُ
وأعجبُ كيفَ تقتلُنا الصحارى
وهذا البحرُ غمرٌ وانسكابُ
وكيفَ يُمزِّقُ الآلافَ جوعٌ
وفوقَ رؤوسِنا رقَصَ السَّحابُ؟
وكيفَ نظلُّ والصحراءُ تيهٌ
ومثلَ الشمسِ قد سطعَ الكتابُ
أفيقي أُمَّةَ الإسلامِ.. هُزِّي
سيوفَ الفتحِ فالرومانُ آبوا
أما آنَ الأوانُ ليومِ فصْلٍ
بهِ تُشفَى المُصابةُ والمُصابُ
فيا ربِّي لجأْتُ إليكَ أشكو
وقد حطَّتْ بساحتِكَ الرِّكابُ
نُمرِّغُ في حماكَ وجوهَ ذُلٍّ
ونضرَعُ أن يكونَ لنا انتسابُ
تلاحقُنا الكبيراتُ اللواتي
ننوءُ بها ويفضحُنا الكتابُ
ونقرأُ كيفَ نقرأُ شائهاتٍ
من الأعمالِ.. طارَ بها الصوابُ
فيا رُحماكَ إنَّ دَمِي سؤالٌ
وإنَّ رضاكَ عن دَمِيَ الجوابُ
إليكَ إليكَ ترتحلُ المطايا
فأنتَ لنا البدايةُ والمَآبُ
*الشاعر محمود مفلح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق