اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

إحساس قابل للكسر - قصة قصيرة ... * بقلم على حزين


  يضع يده على فمه.. يُكلمها .. ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء .. وهي ترد عليه .. يبلع ريقه بصعوبة .. يضغط على نظارته المقعرة .. يُثبتها .. ويواصل كلامه معها .. وهى تومئ له برأسها وتبتسم .. يضع قدمه في وجه الجالس أمامه.. يمد يده , يشير إلى
شيء ما , خارج النافذة .. وهو يهمس في أُذنها .. تضحك .. ينبسط .. ينتشي .. وينتشر الدم في وجهه .. أما أنا يمتقع وجهي .. ويفور الدم في عروقي .. مغتاظ .. نظرت إليها , وبركان الغضب بداخلي يكاد ينفجر .. وأما هي لما لاحظت ذلك مني .. ابتسمت .. وألقت بصرها على الأرض .. وأناملها تضرب علي ساعة معصمها .. شردت هنيهة .. يعاود .. يسُّر إليها حديثاً آخر.. ترجع إليه البصر .. فاتراًً .. فيتمكن من جلسته .. يسترخى على مقعده .. همّمّت أن أثب عليه .. أركله .. أصفعه .. بكل ما أوتيت من قوة .. وألقي به من نافذة القطار .. حتى يطفئ بركان الغضب الذي تفجر بداخلي .. حين رأيتهما يتحدثان .. تمنيت لو أن الأرض تنشق فتبلعهما .. أو تنزل عليهما صاعقة من السماء .. أو أني لم أرهما أمامي .. نظرت إليها ثانية .. فألقت عينيها من النافذة .. وأطالت النظر والشرود ... فتحت أجندتي السمراء .. قرأت .. الاسم .... العنوان .... تاريخ أول لقاء بيننا ... رقم الهاتف ....
أذكر أني رأيتها هنا في نفس المكان .. وكانت السماء تشتي علينا .. لن أنسى هذا اليوم ما حييت كانت صدفة جميلة .. تغير بعدها كل شيء في حياتي .. وتغيرتُ في ثانية .. جلست بجوارها.. مرتبكاً .. مرتعشاً من شدة البرد .. دار بيننا حوار طويل .. لا أدري كيف بدأ .. او كيف انتهى .. فقط كل ما هنالك أحسست حينها بأني وجدت النصف الأخر , نصفي الثاني الذي طالما بحثت عنه .. ورأيت فيها إنسانة مختلفة تماماً .. وبكل المقاييس عن اللآتي عرفتهنّ من قبل .. في البداية شدني جمالها , لا أنكر ذلك .. جمالها الهادي .. والرومانسية التي تتملكها .. والهدوء الذي كان يملأ وجهها البلوري المشّرب بالحمرة .. وضحكتها الهادئة الحلوة .. وأدبها الجم .
تضحك بصوت عالِ .. ألتفت اليها .. ها هي تضرب كفها بكفه , يتألق وجهها .. يبرق .. تلمع عيناها.. يا إلهي .. أنا لا اصدق ما أرى .. أهل هذه هي الفتاة التي اعرفها أم فتاة أخرى غيرها.
" أبوها رجل فاضل , وقور .. لكم كان حديثه معي ينم عن عقلية متزنة .. ورأي راجح .." وكنت أستمع إليه , وأنا أسترق النظرات إليها .. من حينِ لآخر.. حتى لا يشك في الآمر .. نظرت إليها .. ارتبكت .. أمسكت قلمي .. تلفت عن يميني .. فتحت صفحةً بيضاء .. وكتبت فيها أقول : ".. لو يأتي أُستاذي الفاضل في تلك اللحظة.. لو يأتي ألان أبوها , لتريني ما تصنع .. حين تسمع وترى بأم راسك وأم عينك .. كتفه في كتفها .. وعيناه في عينيها , وهما يتهامسان , ويضحكان .. تُرى ما أنت فاعل .. وقد رأيت ما رأيت .. وسمعت ما سمعت .. وهي تجلس مع رجلِ غريب آخر غيري , لا أعرفه , وقد التصقت .. الأكتاف .. والأرداف , والساق بالساق .. وأنت الرجل الوقور , الفاضل , العاقل , الرشيد .. ترى ماذا تصنع ..؟..هه .. هه.. لقد أكلت مخي بالفضيلة , والشرف .. وكدت تجعلني مثلك .. مجذوب .. جعلت منك شيخاً .. وصرت لك مريداً .. تسألني , ولا أسألك .. وتعترض على , ولا أعترض عليك , ولا أستطيع الرد .. وأُسلم لك كل شيء .. وأؤمن به , ولا أعترض .. وأعلم انك كاذب .. مخادع .. وعندما أراك قادماً ً.. أقوم إجلالاً .. وإكباراً .. وحباً , وكرامة .. وأُؤثرك على نفسي , بمقعدي برغم الزحام .. لتجلس أنت عليه .. وتتكئ , وتتربع .. وأنا علي رأسك أقف .. أخدمك .. وأقيك الزحام .. وحر الشمس المحرقة في الصيف .. وبرد الشتاء .. لكني الآن أعترف , أن ما فعلته قديماً .. ليس من أجلك .. بل من أجل فتاتك تلك , الطائشة , المستهترة .. ال..........." .. والتي هي الآن تقطع كل حبال الود , والوصل .. وتقلع كل ما زرعته من مسلمات جنونك في عقلي .. فاسمح لي الآن أن أقول لك .. بملأ فمي .. "طظ ".. نعم أقولها لك أنت .. فقد كفرت بك .. وبشرفك الذي تدعيه .. وفضيلتك المزعومة .. فإن فتاتك تلك , اختارت لك مريداً أخر غير .. ربما يكُن أبر مني لك .. يحفظ عهدك .. ولا يعصي لك أمراً .. أو يسألك عن شيء .. فتحدث له ذكرى .. وإن مرقتُ من يديك .. فلا يضيق صدرك مني زرعا .. ولا تحزن .. واطمئن .. لن تدعك فتاتك بدون مريدين .. وأتباع كُثُّر.. يطرقون بابك .. يطلبون رضاك .. ويرجون فتاتك .. أما أنا من اليوم .. كفرت بك ونفضت يدي .. وطهرت .. وألقيت عهودك كاملة .. في المرحاض .. تبرأت منها , ومنك , وبرئت .. فلتقل أنت , ما تشاء .. ولتضحك هي لمن تشاء .. وعلي من تشاء .. "........
تنتهي الصفحة .. أقفل الأجندة في بطء .. وأرفع رأسي فوق .. أتمطَّى .. أشعر براحة غريبة .. وهدوء غريب يملأ نفسي .. وقد هدأ بركان الغضب بداخلي .. رميت عليهما نظرة أخيرة , باردة .. وهو لا يزال يهمس .. وهي تضحك ..
يقترب القطار من المحطة .. أنهض .. أُنزل حقيبتي .. أتمشي في ردهة القطار .. بتؤدة ..ولا ألتفت .. وأنا أُغادرهما .. ترن في أذنه ضحكة مفتعلة .. أضحك في نفسي .. أُقفّز " جاكيتي " الجلد .. والقطار يدخل المحطة .. وأنا أخذ طريقي إلي الباب .. والرصيف يعج بالركاب .........

*على السيد محمد حزين
 طهطا ــ سوهاج ــ مصر
------
من مجموعتي الأولى " دخان الشتاء "

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...