اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

و الله جوعان - قصة قصيرة ...*جهاد الدين رمضان


  من لا يعرف شحاذ حلب المشهور بوسيلته الطريفة بالتسول، حيث ينطّ في وجهك رجل نحيل طويل، كبير السن، رث الثياب، اشعث الشعر، تلوح في قسمات وجهه علامات غلب الزمان و قهر الأيام ، يمد يده للأمام محني الظهر، و يقول متضرعاً : ( و الله
جوعان) ؟ اتخذ ذلك الشحاذ القسم الغربي من شارع "القوتلي" بين مقهى "الموعد" على ناصية تقاطع شارع " بارون" العريق مع شارع القوتلي، و بين مقهى "المُنتدى" المطل على ساحة "سعد الله الجابري"، كان يجلس القرفصاء على الرصيف الملاصق للمقهيين و بينهما ، و ما إن يقترب أحد العابرين منه، يهبّ واقفاً في وجهه نصف قومة رجل واحد ، و يمدّ يده باسطاً راحته قائلاً بصوت عالٍ حزين يستدعي الإشفاق : و الله جوعان.
أعجبني الرجل ، و اشفقت عليه مراراً و تكراراً رغم أنه لا يشبع أبدا، و دليل اتهامي له بعدم الشبع، أنني رأيته في أحد الأيام بعد انصرافي من المحكمة العسكرية مع زميلي و صديقي فيما بعد "أبو حمزة"، كان يأكل صندويشة فلافل دبل شغل محل "فلافل الفيحاء" تُشبع جَمَلاً كما يقال ، و لما صرنا بجانبه امسك عن قضم اللفافة و امسكها بيده اليسار ، و مدّ يده الثانية نحونا، و رفع عقيرته بنغمته المعتادة : ( و الله جوعان ).
كيف يجوع و هو ما يزال يأكل؟ قلت في نفسي، و ضحكت مع أبي حمزة في الحال ، مع ذلك ناولته ما فيه النصيب و الدعاء بالشبع، سحبني صديقي أبو حمزة من يدي قائلاً لي :
و حق المصحف لو كان يشتغل مع "حنّا كعدة" في مطعم "الشباب" على شَوِي الفرّوج و الشقف و الكباب، ما راح يشبع في عمره.!
لا تقل هذا، حرام عليك، هذا الرجل معه جوع مزمن، و ربما لا تكفيه لفافة واحدة.
طيب تعال نشرب فنجان قهوة على جوع في "الموعد" لأحكي لك كيف صار بي و بأبن عمتي "حسن" مثل ما صار مع "والله جوعان".
يا الله هيا بنا.
قعدنا في المقهى جانب نافذة تطل على الشارعين، القوتلي الرئيس و بارون حلب ، و أخرج صديقي باكيت " الحمراء " ذات الطول الفاخر، و ناولني منه سيكارة مصنوعة من أفخر أنواع التبغ الوطني، و طلب لنا فنجاني قهوة "اسبريسو" فاخرين، و شرع يقصّ علي حكاية الجوع المزمن :
قصتي تبدأ في أول عهدي بالوظيفة في " الطابو" و لا تنتهي حتى اليوم، كان يتردد علينا في الدائرة أحد أغنياء حلب الكبار، الكبار في السن و في الجاه و الأملاك، صاحب أراضي و عقارات و عمارات كثيرة، خدمتُه لله عدة مرات، و يسّرت أمره لكبر سنه، و في يوم من آخر أيام الصيف الماضي قبل التحاقي بخدمة العلم، عزمني الرجل على حفل "تلبيسة" ابنه في أحد "المقاصف" على طريق "الصنم"** نسيت اسمه، ألحفَ عليّ بطلب قبول الدعوة و الحضور مع من أشاء، و أكد لي كذا مرة قائلاً :
ها، لا تتعشى استاذ ، الحفلة تتضمن عشاء فاخر يليق بالمقام !
تكرم يا حاج، سأحضر بإذن الله.
أخذت منه "كرت" الدعوة الفخم لأستدل على مكان العرس، و دعوت حسن لرفقتي. لبسنا أفخم الثياب، و تهندسنا على أكمل وجه، و مضينا في سبيلنا إلى الحفل بدون عشاء. كان الحاج "الزنكين" (الثري) والد العريس يستقبل المعازيم على باب المقصف مع بعض الشباب، سلّم علينا بحرارة و لطف مع كثير من الشكر، و قادنا إلى طاولة مميزة قرب المسبح، و أوصى بنا الخدم خيرا، و انصرف معتذراً من عدم جلوسه معنا. و بالفعل أحسن علينا الخدم بالخدمة و الضيافة بشكل ملحوظ ، هنا أركيلة "تنباك عجمي" و هناك أركيلة "معسل" تفاحتين فاخر، و كل قليل يصبّ لنا "الكرسون" فنجان قهوة عربية مُرّة، ثم يكسره تحت أقدامنا طمعاً في البخشيش ، حتى مرمرت معدتينا و خوّرت من الجوع ، و حسبنا الكرسون يملك مصنع فناجين "بورسلان" متصل بمطبخ المقصف.
توقف الراوي قليلاً، و ارتشف من فنجانه رشفة كبيرة، و أخرج سيكارتين لي و له من باكيته الثاني "البول مول " الورقي الطويل، و أكمل قائلاً :
هادا يا طويل العمر، و بلا طول سيرة، كانت معدتي تقرقع مع كل قرقرة في ماء الأركيلة ، قلت لرفيقي حسن الذي بان عليه الجوع بشكل حسن، طوّل بالك بعد شوي يأتي العشاء، لفيت "القمجة" (النربيش) على الأركيلة مثل رفيقي ، و حلفت على صاحب القهوة المرة بأن أكسر الدلّة على رأسه إن عاد.
كان داعينا والد العريس يتفقدنا كل حين، و يسألنا كيف الحال؟. قلت له الحمد لله كل شي تمام و عال العال. لكن في الواقع لم أقل الحقيقة للرجل إذ قتَلَنا الجوع، و عصافير بطوننا كادت تنتحر من كثرة ما زقزقت و ناحت، و تأملنا بسرعة الشفاء في صواني العشاء الفاخر، و كم كانت خيبتنا كبيرة عندما حضر العشاء : قطعة موز و تفاحة و صرّة "ملبّس" فيها قطعة راحة بالفستق الحلبي أصغر من أصبع الببو الرضيع ..!
قام حسن عن كرسيه قومة رجل واحد كاملة، و شدني من يدي حالما شاهد "سفرة" الطعام، و زمجر في وجهي بغضب ملحوظ :
هيا قم. عليك اللعنة انت و "معزبك" البخيل، عليّ الحرام أفقر واحد من حارتنا في "المرجة" أكرم منه و من أجداده، قال زنكين قال.!
و الله معك حق يا خال ، أنا تفاجأت مثلك و جقمني الجوع، هيا ننصرف قبل أن يرانا "المعزب" *** و يعذبنا أكثر من الجوع.. "وبا" ان شاء الله .
توقف أبو حمزة هنا قليلاً ليسحب أنفاسه، و كم سحبة من سيكارته الثالثة مع بضع رشفات من فنجان القهوة، فسألته بعد سكوت طال :
اي، شو عملتوا بعدها؟
انسحبنا بهدوء على "النسّ النسّ" كيلا نلفت الأنظار، و خرجنا من الحفل بسلام، اوقفنا تكسي على السريع و قلنا يا فكيك، و لما صرنا في المرجة قرب " الحاووظ " شاهدنا بسطة " شوّا " على باب الزقاق، قلنا للسائق توقف ها هنا بالله عليك خلّنا نسدّ رمقنا ببعض اللقيمات الشهيات، نقدناه أجره الرسمي و زيادة، و قلنا يا ميسر نحو رائحة الشواء ، طلبنا من الشوّا لفافتي كباب محترمتين، و نزلنا فيهما بلا رحمة و لا شفقة مثل صاحبنا الشحاذ الجوعان ، و لولا تأخر الوقت لأيقظت أمي لتضع لي المزيد من الطعام بعد التهامي لتلك اللفافة الكبيرة من الكباب .
يعني ما شبعت يومها، و نمت جوعان ؟
لا والله، ليش الكذب؟ شبعت. و حمدت ربي أنا و أبن عمتي حسن كثيرا.. نحن شغلتنا درويشة و على قدّ الحال ، صندويشة فلافل أو "فشافيش" أو معلاق أو صحن "مجدرة" تشبعنا ، لك حتى خبزة حاف نأكلها و نشبع، و نحمد الله على ما قسم لنا .
بس قلت لي قصتك مع الجوع لم تنتهي حتى اليوم، كيف هيك ؟ ما فهمت عليك!
قصدي نحن ناس شبعانين من جوّا بفضل القناعة، رغم بساطتنا و بساطة مدخولنا، ما في شي بعيوننا.. بس للأسف بعض الناس تأكل الأخضر واليابس ولا تشبع، ألا ترى هؤلاء الباعة و أصحاب المطاعم و المحلات في المحكمة العسكرية ما أكثر قضايا الغش و التدليس المحكومين بها ؟ هل نسيت قضية الغش في اللحم التي اسميناها قضية لحم الحمار؟ ألا تتذكر كيف ورد فيها بأن بطلها كان يخلط لحم الحمير بباقي اللحوم، و يقدمها للزبون على أنها من أجود أنواع اللحم البلدي؟ هل نسيت ذلك الرجل بياع الفرّوج الذي لم يكتفِ بنقع الدجاج في الماء و حسب، بل كان يحقنهم بأبر المي لزيادة وزنهم بضعة غرامات؟... الطمع يا صديقي ليس له شبع.. و هذا الشحاذ صار جوعه وسيلة لجني المال، فكيف يشبع من لفافة فلافل أو اثنتين؟ لم يعد يسعى لتسكيت جوعه للطعام بقدر سعيه لتسكيت جوعه للمال.!
نعم، صدقت في هذه يا صديقي، بعض الناس عيونها لا يملؤها إلا التراب. صحيح أن القناعة كنز لا يفنى، لكن لا تقنعني بأنك ستشبع من صندويشة فلافل أو فشافيش بعد سماع هذا الحديث المفجع ألماً و جوعاً... هيا بنا نسكت جوعنا في شي فروجة دسمة مشوية على مهل بمطعم "الكهف" القريب، لعلنا نسدّ كهف المعدة الخاوي من الطعام .

*جهاد الدين رمضان
 فيينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*النص من وحي مذكراتي و بعض خيالي .
**الصنم : تمثال لشخصية شاعر حلب "أبو فراس الحمداني" يزين مدخلها الغربي، اعتاد أهل حلب التنزه في الطريق المتفرع منه إلى جهة الشمال المسمى بالمحلق، لانتشار الأشجار و المطاعم و المقاصف ( الكافيتريات ) على جانبي الطريق.
***المعزّب : المضيف صاحب الوليمة. و الفشافيش : ضرب رخيص من لحم المري و الرئتين ، يقطع و يشوى و يباع على البسطات و في المطاعم الشعبية. و المجدرة أكلة شعبية قوامها العدس و البرغل أو الرز المسلوق و المقلي بالبصل و الزيت أو السمن . و الأسماء بين قوسين صغيرين مزدوجين هي أسماء أماكن و أشياء و أشخاص يعرفها معظم سكان حلب، و يمكن الإطلاع على شرحها بالرجوع إلى النت بسهولة.

⏬⏬ملحق ثقافي بقصتي ( و الله جوعان)
تعودت في مهنة المحاماة على إرجاء كتابة الدفوع و الطعون المهمة، إلى آخر مدة ممكنة قبل نهاية المهلة القانونية، أقرأ القضية جيداً عدة مرات، و أقلبها على نار خفيفة حتى تنضج الفكرة في رأسي تماماً ، خلال فترة طبخ الأفكار و في مناماتي، غالباً ما أجد حلول ما استعصى علي من غموض، هذه العادة صاحبتني بعد هجري للمحاماة رغم أنفي بسبب اللجوء ، و انتقلتْ معي من مجال القانون إلى كتاباتي الأدبية – هوايتي القديمة الجديدة – و لا سيما في هذه الأيام بعد هجر الوطن و الخلان، فما أكثر الوجوه و الوقائع و الغرائب التي تتزاحم على مخيلتي و تحتل مناماتي، و أحياناً كثيرة تتحول الحوادث في شريط الأحلام إلى كوابيس مزعجة و مرهقة، كوابيس حقيقية تمنعني من الحركة و تشلّني، و تجعلني اصرخ بكلام غير مفهوم، و الحمد لله أرسل لي حوريتي من أرض بعيدة لتشاركني حياتي و تقاسمني حمولتي بفرحها و حزنها و آلامها و آمالها ، حوريتي تعلّمتْ – منذ أول كابوس داهمني في فراش الزوجية – أن توقظني عندما تسمع صراخي و تخريفاتي ، تهزني بعنف و تشدني من يدي لأستفيق من الحلم / الكابوس المزعج..
منذ فترة غير بعيدة، كنت أفكر بكتابة قصة ( و الله جوعان ) التي نشَرَتْها – مشكورة - مؤخراً مجلة المصباح ، و كنت أحاول صياغة النص بطريقة تناسب صنعة الأدب، و تتناسب مع الحدث / الموضوع بكل أدب ، شغلني النص كثيراً، و تسكّر مخي على الآخر، أنام و أهدسُ فيه، استيقظ و أهدس فيه، أقلّبُ الأفكار ذات اليمين و اليسار و أبقى محتار، في آخر الأمر استعصى عليّ النص و أعجزني، كيف أجمع وجوه أحبتي في نص واحد موضوعه الرئيسي (الجوع) ؟
جاءني الجواب آخر الأمر على هيئة كابوس ظريف هذه المرة ، كنت جائعاً يومها انتظر استواء "اليبرق" و "الكوسا محشي" الذي تطبخه حوريتي على نار خفيفة جداً، سألتها كم يطول وقت نضوج المحشي؟ قالت لي : يا عمري بدو شي ست ساعات على الأقل، روح نام لحتى يستوي.
و من فرط جوعي للكتابة و الطعام، ما كذبت خبراً للمدام، و ما قلت لها لأ.. نمت من فوري و أنا أحلم بوجوه بعيدة تقاسمني لقمتي، لا أعرف كيف استغرقني النوم؟ و لا كم من الوقت نمت؟.. شعرت فجأة بيد حوريتي تهزني بعنف، و تشدني للنهوض من فراشي، نهضت مذعوراً سائلاً إياها : خيراً؟ ما الأمر؟ هل احترق البيت أم احرقتِ يديك في مرقة المحشي؟ ضحكت حوريتي، و قالت لي : لا، لا هذا و لا ذاك. البيت سليم و الحمد لله، و اليبرق لسة على النار. بس انت صرت تصرخ و تدمدم بصوت عال، عرفت إنك واقع تحت سطوة كابوس لعين، فهرعت لكي اوقظك في التوّ و الحين ، خير شو كنت شايف بمنامك؟ كأنك كنت عم تصرخ : جوعان؟!
استعذت من الشيطان، و استغفرت الرحمن، و قلت لها : شفت اختي زبيدة بمنامي، و تذكرت يوم اللي رحنا فيه معاً إلى سينما الكندي لحضور فيلم "الليل" للمخرج محمد ملص، يمكن صرخت في منامي على رائحة المحاشي من شدة الجوع، مثل صرخة بطل الفيلم "فارس الحلو" : جوعاااان !
ضحت حوريتي، و قالت لي : ما على قلبك شر يا روحي، قم اغسل وجهك، و اشرب قهوتك، و صحصح كويس، و أحكي لي ما حكايتك.
دخلت الحمام، و غسلت وجهي، و تشاهدت بالرحمن، و دخنت سيجارتي مع رشفات من قهوتي ، ثم دخلت الغرفة – و هي بيتنا كله – و جلست أسرد لها قصتي مع اختي الكبيرة زبيدة "أم عطا" ، قلت لها :
يا ستي في النصف الثاني من التسعينات، كنتِ أنتِ في زيارة لأهلك، فزرتُ بغيابك اختي "ام عطا" في بيتها، و دعوتها للنزهة في "البلد" على أن نتغدى خارج بيتها ، و من باب "النقرشة" فحسب ، حسبتْ اختي حسابها ببضعة فطائر درعوزية نسميها " خشانات " ** و بعض المكسرات، تمشينا قليلاً في مركز المدينة بعد شراء تذاكر السينما ريثما يحين وقت العرض، رأينا الرجل الأصفر "أبو زكور" يمشي و يتمختر في شارع بارون، استغربتْ اختي من زيه الأصفر المتكامل من رأسه (قبعته الفرنسية) حتى جواربه و حذائه، كله أصغر في أصفر، لدرجة أنه صبغ شاربيه باللون الأصفر كمان. خفتُ أن ينزعج الرجل الأصفر الغامض من تحديق اختي فيه، فطلبت منها أن تكفّ عن النظر إليه، و سحبتها من يدها لنعبر الشارع، و نتجاوز الرجل بسلام، و اكملنا مسيرنا باتجاه السينما في شارع "القوتلي" الرئيس السوري المشهور ، و ما هي إلا دقائق و فُتح لنا الباب، جلسنا في مقاعدنا نهرش الخشانات و نفصفص البزورات أثناء مشاهدة الفيلم الرتيب ، كان الفيلم قد أحدث ضجة في الإعلام قبل عرضه بزمان، و قيل عنه الكثير من الكلام، مما شوقني لحضور عرضه الجماهيري الأول في سينما الثقافة الجادة بصالة "الكندي"، و رأيت الفيلم مناسباً لحضور النساء طالما لا يحتوي على ما يخلّ بالحياء ، و يا ستي الله وكيلك ما فهمت من الفيلم شي، غير صرخة البطل : جوعان .
ضحكت زوجتي و فرطت من الضحك، و سألتني ماذا فعلتما بعد ذلك؟
قلت لها : تحاملت على ذائقتي الثقافية، و معدتي الخاوية، حتى وصل الفيلم لمشهد الرئيس السوري السابق "القوتلي" و هو يعاين طعام الجنود في أحد الثكنات، لما رأيت حلل الطعام تغلي و تبربق ، و سمعت عصافير بطني تصفّر و تزقزق، نهضت من مقعدي، و سحبت يد اختي، و قلت لها : هيا بنا نأكل طعام حقيقي نسند به بطوننا، أشرف لنا و أحسن من أكل الهوا ها هنا.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...