لروحِ أخي الفيلسوف الفنان معين حاطوم
سَكَنَت شُموعُ البَيتِ، وانطَفَأَ الصّهيل
سأراكَ في ليلِ التّصافي نسمَةً
نامَت تُحاضِنُ شُعلَةَ الإحساسِ راضِيَةً
يًراوِدُها نقاءُ القلبِ عن قَبَسٍ..
وعَن دِفءٍ وعَن أُنسٍ جميل
سأراكَ في صدرِ الليالي وَمضَةً
قَبَسَت شُموخَ الرّوحِ من وَهَجِ الرُّؤى
وَمَضَت تُوَزِّعُ دِفأها حُبًا
وتمنَحُ للرُّوى نورَ السّبيل.
سَكَنَت شموعُ البيتِ...
ما تاهَت خيوطُ النورِ عن عَيني
وأنتَ لها الدّليل..
سأراكَ كَرمَةَ كَرمِلي وأراكَ زيتونَ الجَليل
أحياكَ سرَّ سكينَتي يا عطرَ نسمات الأَصيل
يا صوتَ أمنِيَةِ العَنادِلِ عانَقَت سرَّ الشُّجون
عادَت مَراقي الرّوحِ تَسكُنُني ...
أرى فيكَ ارتِعاشاتِ المدى
ثَغرًا يُصاحِبُ كلَّ مَوّالٍ رَزين
سَكَنَت مَراقي الصَّمتِ أورِدَتي
مَضَت تَحكي لعاصِفَةِ المَواجِعِ أنّنا
طَيفانِ في حُلُمٍ سَماوِيٍّ
تَعانَقنا.. اعتَصَرنا صفوَةَ الفِكرِ... ارتَوَينا..
يا أيُّها النّورُ الذي مادامَ يَسكُنُنا... انتَظِر!
أرجوكَ لا تَعجَل علينا
أسرِجِ الأرواحَ مِن أشجانِنا
أو ذَوِّبِ الأنفاسَ ألحانًا لناياتٍ ستَعزِفُ عُمرَنا
نَغَمًا تُعانَقُهُ الأزاهِرُ في ربيعِ الشّوقِ... سِرِّ الرّاحِلين..
عَصَفَت بيَ الأشواقُ بَعدَكَ يا مُعين
يا شُعلَةً قَبَسَت عيوني ضوءَها
وكَم استَمَدَت دِفئَها
ما كانَ ضَرَّكَ لو صَبَرتَ على تَباريحِ الحنين؟!
وأقمتَ في حُلَلِ الوَقارِ... سكَينةَ العُمرِ الرّزين؟
عصَفَت بنا الأشواقُ بَعدَكَ يا أخي
تبكيكَ ألحانٌ سَكَبْتَ فُنونَها... ورَشَفتَها مِلءَ الجُنون
وفنونُ شِعرٍ عشتَ تستَجلي صَداها
أو تُعانِقُ أُنسَها دفئًا يُساكِنُ أضلُعَك
آهٍ أخي..
قد ضاعَ ذاكَ النّورُ مني، وانطَفا يومي..
وما عادَت تُشِعُّ النّورَ في دَهري،
تُعيدُ النّبضَ والإحساسَ في صَحراءِ قلبي...
بَسمَةٌ غابَت مَعَك
تاهَت حروفُ النّورِ عَنّي...
ابتَسِم! كي أسمَعَك
ذا زمهريرُ الكرمليُّ* يشعُّ نورًا أشعَلَك
والعِشقُ والإدراكُ* نبضُكَ والمَعاني طِعْنَ لَك
والسّمفوسردياتُ* تحكي عَزفَ حسٍّ دَوزَنَك
إني أحبُكَ مثلَ دَمعي* فابتَسِم قَلبي مَعَك
فعلُ استِحالاتِ الحياةِ* غدا يُطيعُ أَصابِعَك
ما زلتَ ذاكِرَةً وَتَقطُرُ في دَمي*.. ما أروَعَك
هَمَساتُ روحِكَ حكمَةٌ* شَعَّت بِفَجرٍ أينَعَك
أشرِق كَزَهرٍ ينتَشيكَ، كأن يكونُ* تَضَوَّعَك
قلبي عليكَ اللآنَ.. بل قلبي معَك
عَصَفَت بِيَ الأشواقُ بعدَكَ يا أخي..
حُلُمي يَقودُ خُطايَ كَي ألقاكْ
ورُؤايَ تَسكُنُ ماطِراتِ نِداكْ
شوقُ الغَريبِ إلى منابِعِ صُبحِهِ
شوقي لأفكارٍ تُعيدُ صَداكْ
وَأراكَ في شَجَرٍ كَساكَ عَبيرُهُ
وأراكَ في طَيرٍ شَجاهُ غِناكْ
وأراكَ قلبَ (الدّالِيَةْ)، ورَبيعَها
تَزهو كَصُبحِ باسِمٍ بِرُؤاكْ
هذا الحنينُ يُمِضُّني يا صاحٍبي
والشِّعرُ يَحمِلُ لي صَدى نَجواكْ
تَبكي وتَضحَكُ أحرُفٌ حَمَّلتَها
آفاقَ فِكرِكَ.. تَستَغيثُ صَفاكْ
لا أستَطيعُ فراقَهُ الأمسِ الذي
أودَعتَهُ حِكَمًا تَعيشُ شَذاكْ
وَعدًا أخي سأظَلُّ أطلُبُهُ غَدًا
أوصَيتَني أن أصطَفيهِ مَحَبَّةً
بِجَواهِرِ الرّوحِ التي خَلَّدتَها
وخَلَدتَ فيها شامِخًا بِعُلاك
نَم يا أخي بِجِوارِ رَبِّكَ هانِئًا
الحُبُّ روحُكَ... والوِدادُ نَداك
::: صالح أحمد (كناعنة) :::
___________________
* إشارة إلى عناوين بعض إبداعاته
سَكَنَت شُموعُ البَيتِ، وانطَفَأَ الصّهيل
سأراكَ في ليلِ التّصافي نسمَةً
نامَت تُحاضِنُ شُعلَةَ الإحساسِ راضِيَةً
يًراوِدُها نقاءُ القلبِ عن قَبَسٍ..
وعَن دِفءٍ وعَن أُنسٍ جميل
سأراكَ في صدرِ الليالي وَمضَةً
قَبَسَت شُموخَ الرّوحِ من وَهَجِ الرُّؤى
وَمَضَت تُوَزِّعُ دِفأها حُبًا
وتمنَحُ للرُّوى نورَ السّبيل.
سَكَنَت شموعُ البيتِ...
ما تاهَت خيوطُ النورِ عن عَيني
وأنتَ لها الدّليل..
سأراكَ كَرمَةَ كَرمِلي وأراكَ زيتونَ الجَليل
أحياكَ سرَّ سكينَتي يا عطرَ نسمات الأَصيل
يا صوتَ أمنِيَةِ العَنادِلِ عانَقَت سرَّ الشُّجون
عادَت مَراقي الرّوحِ تَسكُنُني ...
أرى فيكَ ارتِعاشاتِ المدى
ثَغرًا يُصاحِبُ كلَّ مَوّالٍ رَزين
سَكَنَت مَراقي الصَّمتِ أورِدَتي
مَضَت تَحكي لعاصِفَةِ المَواجِعِ أنّنا
طَيفانِ في حُلُمٍ سَماوِيٍّ
تَعانَقنا.. اعتَصَرنا صفوَةَ الفِكرِ... ارتَوَينا..
يا أيُّها النّورُ الذي مادامَ يَسكُنُنا... انتَظِر!
أرجوكَ لا تَعجَل علينا
أسرِجِ الأرواحَ مِن أشجانِنا
أو ذَوِّبِ الأنفاسَ ألحانًا لناياتٍ ستَعزِفُ عُمرَنا
نَغَمًا تُعانَقُهُ الأزاهِرُ في ربيعِ الشّوقِ... سِرِّ الرّاحِلين..
عَصَفَت بيَ الأشواقُ بَعدَكَ يا مُعين
يا شُعلَةً قَبَسَت عيوني ضوءَها
وكَم استَمَدَت دِفئَها
ما كانَ ضَرَّكَ لو صَبَرتَ على تَباريحِ الحنين؟!
وأقمتَ في حُلَلِ الوَقارِ... سكَينةَ العُمرِ الرّزين؟
عصَفَت بنا الأشواقُ بَعدَكَ يا أخي
تبكيكَ ألحانٌ سَكَبْتَ فُنونَها... ورَشَفتَها مِلءَ الجُنون
وفنونُ شِعرٍ عشتَ تستَجلي صَداها
أو تُعانِقُ أُنسَها دفئًا يُساكِنُ أضلُعَك
آهٍ أخي..
قد ضاعَ ذاكَ النّورُ مني، وانطَفا يومي..
وما عادَت تُشِعُّ النّورَ في دَهري،
تُعيدُ النّبضَ والإحساسَ في صَحراءِ قلبي...
بَسمَةٌ غابَت مَعَك
تاهَت حروفُ النّورِ عَنّي...
ابتَسِم! كي أسمَعَك
ذا زمهريرُ الكرمليُّ* يشعُّ نورًا أشعَلَك
والعِشقُ والإدراكُ* نبضُكَ والمَعاني طِعْنَ لَك
والسّمفوسردياتُ* تحكي عَزفَ حسٍّ دَوزَنَك
إني أحبُكَ مثلَ دَمعي* فابتَسِم قَلبي مَعَك
فعلُ استِحالاتِ الحياةِ* غدا يُطيعُ أَصابِعَك
ما زلتَ ذاكِرَةً وَتَقطُرُ في دَمي*.. ما أروَعَك
هَمَساتُ روحِكَ حكمَةٌ* شَعَّت بِفَجرٍ أينَعَك
أشرِق كَزَهرٍ ينتَشيكَ، كأن يكونُ* تَضَوَّعَك
قلبي عليكَ اللآنَ.. بل قلبي معَك
عَصَفَت بِيَ الأشواقُ بعدَكَ يا أخي..
حُلُمي يَقودُ خُطايَ كَي ألقاكْ
ورُؤايَ تَسكُنُ ماطِراتِ نِداكْ
شوقُ الغَريبِ إلى منابِعِ صُبحِهِ
شوقي لأفكارٍ تُعيدُ صَداكْ
وَأراكَ في شَجَرٍ كَساكَ عَبيرُهُ
وأراكَ في طَيرٍ شَجاهُ غِناكْ
وأراكَ قلبَ (الدّالِيَةْ)، ورَبيعَها
تَزهو كَصُبحِ باسِمٍ بِرُؤاكْ
هذا الحنينُ يُمِضُّني يا صاحٍبي
والشِّعرُ يَحمِلُ لي صَدى نَجواكْ
تَبكي وتَضحَكُ أحرُفٌ حَمَّلتَها
آفاقَ فِكرِكَ.. تَستَغيثُ صَفاكْ
لا أستَطيعُ فراقَهُ الأمسِ الذي
أودَعتَهُ حِكَمًا تَعيشُ شَذاكْ
وَعدًا أخي سأظَلُّ أطلُبُهُ غَدًا
أوصَيتَني أن أصطَفيهِ مَحَبَّةً
بِجَواهِرِ الرّوحِ التي خَلَّدتَها
وخَلَدتَ فيها شامِخًا بِعُلاك
نَم يا أخي بِجِوارِ رَبِّكَ هانِئًا
الحُبُّ روحُكَ... والوِدادُ نَداك
::: صالح أحمد (كناعنة) :::
___________________
* إشارة إلى عناوين بعض إبداعاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق