*حينما تبوح لي عينيها بكلّ صمتٍ
نظرات عينيها الصامتة تبوح لي عن رغبتها في قتلِ الضجر بنظراتِ الحُبّ، التي تدكّ فيها عيني كلما أدنو منها من مسافة صفر.. أدرك بأنه أول حبّ، لكنني حينما اقترب أظل عقلانيا حتى لا تعرف بأنني همجي، حتى في اختلاسِ النظرات الصاخبة صوبها وبصمتٍ، فعيناها تبوحان لي بكلّ شيء، وبكل صمتٍ، وفي بحر من ضجر وفي حجرة مليئة بنصوص كتبتها عن امرأة رأيتها في حُلْمٍ ولم أُحِبّها البتّة، لأنها كانتْ عنيفة معي
حتى في نظراتها لكنني أعشق الكتابة عن تلك المرأة لأنني رأيتها في الحلم امرأة سادية النظرات حادة حتى أنني هربتُ منها ووصلتُ إلى حافة الكون، وهناك استيقظتُ من حُلْمي ولم أعدْ أتذكر أي شيءٍ عنها، أما هذه التي أراها أمامي فهي تبوح لي بكل صمتٍ عن حُبٍّ دفينٍ في قلبها، لكنها تريد من خلال نظراتها البوْحَ عن حبٍّ يريد صخبا.. فلا أستطيع الإفلات من بوْح عينيها، وأظل مصغياً للصّمت المجنون ومشتاقا لبوح عينيها في حجرةٍ مكركبة منذ زمنٍ..
*امرأة على وجهها تجاعيد الزمن
امرأة حفرتْ التجاعيد وجهها في سنين عمرها، وظلت تكدّ لكي لا تمدّ يدها لأحدٍ، واظبتْ على زراعة أرضها لئلا تذهب لقطعانِ المستوطنين.. فتحتَ أشعة الشّمس تراها تنكشُ الأرضَ بكلّ حُبٍّ، ومن ثمار مزروعاتها تبيع الخضروات، وحين تنظر بتمعنٍ إلى وجهها المليء بتجاعيدٍ حفرها الزمن تدركَ مدى عشقها للأرض.. فهي امرأة تحبُّ أرضها بكل جنونٍ، فمن مزروعاتها تعتاش، وبنفس الوقت تحافظ على أرضها كي لا تستولي عليها قطعان المستوطنين.. امرأة وجهها يشرق أملا.. التجاعيد على وجهها لوحة حُبٍّ لأرضٍ تعشقها.. ما أجمل عشق الأرض هكذا تردد لأناسٍ حينما يأتون لشراء ما تبيعه من خضروات.. رائحة الوطن تشمّها منها.. ما أقسى الزمن في وطن ما زال شعبه معذبا من الاحتلال.. امرأة لا تريد شيئا من هذه الحياة سوى حماية أرضها.. فعلى وجهها تجاعيد حفرها الزمن، لكنها تظل امرأة عاشقة لأرضها.. امرأة ترى في عينيها عشقها لوطنٍ بات مُستباحاً من قطعانِ المستوطنين وقوات الاحتلال، فهي امرأة تحِبُّ الحياة، رغم كل المعاناة.. امرأة تأمل أن ترى وطنها محررا ذات يومٍ..
*على مفترقِ حُلْمٍ غريبٍ
بلغَ ذاك الشّابّ مفترقَ حُلْمٍ بدا له منذ البداية بأنه حلْم مليء بالغرابة، حينما وجدَ نفسه عالقا في حضنِ امرأةٍ رآها منذ كان طفلاً صغيرا، وتذكّرها على الفورِ، وقال لها: أأنتِ تلك الطّفلة، التي كنتِ تأتين إلى دارنا، حينما كانتْ أُمُّكِ تذهبَ إلى عند الطبيب لعلاج مرضِها، وتوصي والدتي لكيْ تهتمّ بكِ؟ فقالت له: كلا، أنتَ تهذي الآن من دفئِي.. أنتَ الآن في عالمٍ آخر وفي أبعد نقطةٍ في الكون، وعلى كوكبٍ صامت وبارد، فبدأ ذاك الشّابّ يتجه في حُلْمه باتجاه آخرٍ وراحَ صوب امرأةٍ تحتضنه وأقنعَ نفسه بأنه لا يهذي، وقال في ذاته: إنها هي تلك الطّفلة، التي كانتْ تلعب معي بألعابي، أتذكرها تماما، حينما كبرتْ وباتت تخجل منّي، لأنها بدأتْ تنضج، وجسدُها باتَ يُغريني كلّما كانتْ تمرّ من أمامِ دارنا، فعادَ وسألَها عن اسمِها، لكنّها لم تردّ عليه، وقالت له: أنتَ تهذي في هذا الكوكبِ، فقال لها: لماذا إذن تحضنينني؟ فقالت له: لأنكَ كنتَ رائعاً معي منذ أنْ جئتَ إليكم في أول مرة، فأنت لم تعاكسني البتة، وأعجبتُ بكَ من أول نظرة، فقال لها ذاك الشاب: أُقسم لكِ بأنك أنتِ تلك الطفلة، فصمتتْ، وقالت له: رغم الدفء الذي أمنحكَ إياه، إلا أنكَ لم تهذِ بعد، بلى، أنا تلك الطّفلة، وما هي إلا لحظات حتى صحا من حُلْمِه على صوتِ امرأةٍ كانتْ تتشاجر مع زوجها، في الجهةِ المقابلة لبيته، فذهبَ ذاك الشّابُّ، الذي كانَ يتصبّب عرقاً إلى المطبخِ لشُربِ الماءِ، وقالَ في ذاته ما هذا الحُلْمُ الغريب؟ فتلك المرأة التي رأيتها على مفترقِ الحُلْمِ الغريب للتّوّ ها هي تتشاجر مع زوجها، اسمع صوتها بكل وضوح، ما هذا الحُلْم الغريب؟ هل ما زلتُ أحلمُ بالزّواج منها، ربما، لأنّها تزوّجتْ دون رضاها وبقيتُ أُهلوّس، لأنها لمْ تتزوجني، وأُرغمتْ على الزّواجِ من رجُلٍ لا تحبّه البتّة.. يا لهذا الحُلْم المليء بكُلّ الغرابة..
*إنها الهلوسة
اعتقد في البداية ذاك الشاب بأنه رأى امرأة تبتسم له بينما كان يجلس على شرفة منزله، لكنه اكتشف فجأة بأنه كان طيلة مدة من الزمن يهلوس بسبب انعزاله عن بقية الناس حتى أن أمّه كانت تلحّ عليه، لكي يخرج من عزلته، لكنه كان يزجرها في كل مرة.. كان يرى امرأة تبتسم له بينما كانت تسير في الشارع، وذات يوم رآها وخرج للحديث معها، لكنه تفاجأ بأن لا أحد غيره في الشارع، وعاد إلى شرفته، وقال يبدو بأنني بتّ أهلوس، فرآه رجل عجوز وسأله عمّا يبحث، فردّ ذاك الشاب أبحث عن امرأةٍ تسير هنا كل يوم وتبتسم لي، فقال له الرجل العجوز: هذا شارع مهجور، فمنذ زمن أجلس هنا لوحدي أقرأ الجرائد، ولم أر أية امرأة تمرّ من هنا، فأنت يا بني يبدو بأنك تهلوس، فهز الشاب رأسه وعاد إلى بيته وقال: نعم، إنّها الهلوسة ..
كنتُ بمجرد تفكيري بالاتصال بامرأتيْن وقعتُ في حبيهما ذات زمن ولى، عندما كان قلبي توّاقا لخوضِ تجربة الحُبّ كغيري من الطلاب، الذين وصلوا لتلك البلد للدراسة فيها، لكنني كنتُ أتردد عند وقوفي في كل مرة بالقرب من كابينة الهاتف العمومي، وأقول بمن سأتصل؟ فقلبي يحبهما بذات الدرجة، وبات الحُبُّ مرتبكا عندي، رغم أنني أشعر بأنهما يحبانني بنفسِ الحبّ.. كان ارتباكي في كل مرة يمنعني من مهاتفة أية واحدة من امرأتيْن منحتاني كل الحُبّ، الذي لم أدر من قبل بأن للحُبِّ طعم لذيذ.
امرأتان جعلتا قلبي يخفق بجنون كلما التقيتهما بلقاءات مختلفة، فالمرأةُ التي وقعتُ في حُبّها قبل الأخرى جعلتني أهذي ذات مساءٍ من دفئها المختلف، فهناك رأيتُ جدارا من عطفِ امرأةٍ كان يسوّرني بجنون، ولم أهذِ، إلا من حُبّها الساحر، أما الأخرى جعلتني أهذي ذات ليلة من جوّها الشاعري، فحين كانت تهمس عن الحبِّ، كنت أراني أهذي من شاعرية جسدها الإنسيابي.. فحبّي لهما ظلّ مرتبكا لدرجة أنني بتّ غير قادر على الاتصال بهما، لأنهما امرأتين تساوتا في قلبي من خلال الحُبِّ الذي منحتاه لي ذات زمن ولّى..
نظرات عينيها الصامتة تبوح لي عن رغبتها في قتلِ الضجر بنظراتِ الحُبّ، التي تدكّ فيها عيني كلما أدنو منها من مسافة صفر.. أدرك بأنه أول حبّ، لكنني حينما اقترب أظل عقلانيا حتى لا تعرف بأنني همجي، حتى في اختلاسِ النظرات الصاخبة صوبها وبصمتٍ، فعيناها تبوحان لي بكلّ شيء، وبكل صمتٍ، وفي بحر من ضجر وفي حجرة مليئة بنصوص كتبتها عن امرأة رأيتها في حُلْمٍ ولم أُحِبّها البتّة، لأنها كانتْ عنيفة معي
حتى في نظراتها لكنني أعشق الكتابة عن تلك المرأة لأنني رأيتها في الحلم امرأة سادية النظرات حادة حتى أنني هربتُ منها ووصلتُ إلى حافة الكون، وهناك استيقظتُ من حُلْمي ولم أعدْ أتذكر أي شيءٍ عنها، أما هذه التي أراها أمامي فهي تبوح لي بكل صمتٍ عن حُبٍّ دفينٍ في قلبها، لكنها تريد من خلال نظراتها البوْحَ عن حبٍّ يريد صخبا.. فلا أستطيع الإفلات من بوْح عينيها، وأظل مصغياً للصّمت المجنون ومشتاقا لبوح عينيها في حجرةٍ مكركبة منذ زمنٍ..
*امرأة على وجهها تجاعيد الزمن
امرأة حفرتْ التجاعيد وجهها في سنين عمرها، وظلت تكدّ لكي لا تمدّ يدها لأحدٍ، واظبتْ على زراعة أرضها لئلا تذهب لقطعانِ المستوطنين.. فتحتَ أشعة الشّمس تراها تنكشُ الأرضَ بكلّ حُبٍّ، ومن ثمار مزروعاتها تبيع الخضروات، وحين تنظر بتمعنٍ إلى وجهها المليء بتجاعيدٍ حفرها الزمن تدركَ مدى عشقها للأرض.. فهي امرأة تحبُّ أرضها بكل جنونٍ، فمن مزروعاتها تعتاش، وبنفس الوقت تحافظ على أرضها كي لا تستولي عليها قطعان المستوطنين.. امرأة وجهها يشرق أملا.. التجاعيد على وجهها لوحة حُبٍّ لأرضٍ تعشقها.. ما أجمل عشق الأرض هكذا تردد لأناسٍ حينما يأتون لشراء ما تبيعه من خضروات.. رائحة الوطن تشمّها منها.. ما أقسى الزمن في وطن ما زال شعبه معذبا من الاحتلال.. امرأة لا تريد شيئا من هذه الحياة سوى حماية أرضها.. فعلى وجهها تجاعيد حفرها الزمن، لكنها تظل امرأة عاشقة لأرضها.. امرأة ترى في عينيها عشقها لوطنٍ بات مُستباحاً من قطعانِ المستوطنين وقوات الاحتلال، فهي امرأة تحِبُّ الحياة، رغم كل المعاناة.. امرأة تأمل أن ترى وطنها محررا ذات يومٍ..
*على مفترقِ حُلْمٍ غريبٍ
بلغَ ذاك الشّابّ مفترقَ حُلْمٍ بدا له منذ البداية بأنه حلْم مليء بالغرابة، حينما وجدَ نفسه عالقا في حضنِ امرأةٍ رآها منذ كان طفلاً صغيرا، وتذكّرها على الفورِ، وقال لها: أأنتِ تلك الطّفلة، التي كنتِ تأتين إلى دارنا، حينما كانتْ أُمُّكِ تذهبَ إلى عند الطبيب لعلاج مرضِها، وتوصي والدتي لكيْ تهتمّ بكِ؟ فقالت له: كلا، أنتَ تهذي الآن من دفئِي.. أنتَ الآن في عالمٍ آخر وفي أبعد نقطةٍ في الكون، وعلى كوكبٍ صامت وبارد، فبدأ ذاك الشّابّ يتجه في حُلْمه باتجاه آخرٍ وراحَ صوب امرأةٍ تحتضنه وأقنعَ نفسه بأنه لا يهذي، وقال في ذاته: إنها هي تلك الطّفلة، التي كانتْ تلعب معي بألعابي، أتذكرها تماما، حينما كبرتْ وباتت تخجل منّي، لأنها بدأتْ تنضج، وجسدُها باتَ يُغريني كلّما كانتْ تمرّ من أمامِ دارنا، فعادَ وسألَها عن اسمِها، لكنّها لم تردّ عليه، وقالت له: أنتَ تهذي في هذا الكوكبِ، فقال لها: لماذا إذن تحضنينني؟ فقالت له: لأنكَ كنتَ رائعاً معي منذ أنْ جئتَ إليكم في أول مرة، فأنت لم تعاكسني البتة، وأعجبتُ بكَ من أول نظرة، فقال لها ذاك الشاب: أُقسم لكِ بأنك أنتِ تلك الطفلة، فصمتتْ، وقالت له: رغم الدفء الذي أمنحكَ إياه، إلا أنكَ لم تهذِ بعد، بلى، أنا تلك الطّفلة، وما هي إلا لحظات حتى صحا من حُلْمِه على صوتِ امرأةٍ كانتْ تتشاجر مع زوجها، في الجهةِ المقابلة لبيته، فذهبَ ذاك الشّابُّ، الذي كانَ يتصبّب عرقاً إلى المطبخِ لشُربِ الماءِ، وقالَ في ذاته ما هذا الحُلْمُ الغريب؟ فتلك المرأة التي رأيتها على مفترقِ الحُلْمِ الغريب للتّوّ ها هي تتشاجر مع زوجها، اسمع صوتها بكل وضوح، ما هذا الحُلْم الغريب؟ هل ما زلتُ أحلمُ بالزّواج منها، ربما، لأنّها تزوّجتْ دون رضاها وبقيتُ أُهلوّس، لأنها لمْ تتزوجني، وأُرغمتْ على الزّواجِ من رجُلٍ لا تحبّه البتّة.. يا لهذا الحُلْم المليء بكُلّ الغرابة..
اعتقد في البداية ذاك الشاب بأنه رأى امرأة تبتسم له بينما كان يجلس على شرفة منزله، لكنه اكتشف فجأة بأنه كان طيلة مدة من الزمن يهلوس بسبب انعزاله عن بقية الناس حتى أن أمّه كانت تلحّ عليه، لكي يخرج من عزلته، لكنه كان يزجرها في كل مرة.. كان يرى امرأة تبتسم له بينما كانت تسير في الشارع، وذات يوم رآها وخرج للحديث معها، لكنه تفاجأ بأن لا أحد غيره في الشارع، وعاد إلى شرفته، وقال يبدو بأنني بتّ أهلوس، فرآه رجل عجوز وسأله عمّا يبحث، فردّ ذاك الشاب أبحث عن امرأةٍ تسير هنا كل يوم وتبتسم لي، فقال له الرجل العجوز: هذا شارع مهجور، فمنذ زمن أجلس هنا لوحدي أقرأ الجرائد، ولم أر أية امرأة تمرّ من هنا، فأنت يا بني يبدو بأنك تهلوس، فهز الشاب رأسه وعاد إلى بيته وقال: نعم، إنّها الهلوسة ..
*امرأتان وحُبّ مرتبك
كنتُ بمجرد تفكيري بالاتصال بامرأتيْن وقعتُ في حبيهما ذات زمن ولى، عندما كان قلبي توّاقا لخوضِ تجربة الحُبّ كغيري من الطلاب، الذين وصلوا لتلك البلد للدراسة فيها، لكنني كنتُ أتردد عند وقوفي في كل مرة بالقرب من كابينة الهاتف العمومي، وأقول بمن سأتصل؟ فقلبي يحبهما بذات الدرجة، وبات الحُبُّ مرتبكا عندي، رغم أنني أشعر بأنهما يحبانني بنفسِ الحبّ.. كان ارتباكي في كل مرة يمنعني من مهاتفة أية واحدة من امرأتيْن منحتاني كل الحُبّ، الذي لم أدر من قبل بأن للحُبِّ طعم لذيذ.
امرأتان جعلتا قلبي يخفق بجنون كلما التقيتهما بلقاءات مختلفة، فالمرأةُ التي وقعتُ في حُبّها قبل الأخرى جعلتني أهذي ذات مساءٍ من دفئها المختلف، فهناك رأيتُ جدارا من عطفِ امرأةٍ كان يسوّرني بجنون، ولم أهذِ، إلا من حُبّها الساحر، أما الأخرى جعلتني أهذي ذات ليلة من جوّها الشاعري، فحين كانت تهمس عن الحبِّ، كنت أراني أهذي من شاعرية جسدها الإنسيابي.. فحبّي لهما ظلّ مرتبكا لدرجة أنني بتّ غير قادر على الاتصال بهما، لأنهما امرأتين تساوتا في قلبي من خلال الحُبِّ الذي منحتاه لي ذات زمن ولّى..
*عطا الله شاهين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق