اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

من يوميات طبيبة مطلقة ...**سما حسن

حين كنت أهمّ، في الصباح الباكر، أن أغلق باب البيت خلفي، لاحقني صوت أبي محذّراً بألا أتأخر عن موعد عودتي، مهما كان السبب، وهو يعرف أنني طبيبةٌ أعمل في مستشفى، وربما يطرأ أمر خارج عن إرادتي ويستدعي تأخيري، لكنه أعاد تحذيره، وسمعته يهمس لأمي أن عليّ أن أخفف من المساحيق على وجهي. وفي الحقيقة، أنا أكثر منها لأخفي شحوب بشرتي، والهالات الداكنة التي أطلت بقبح لا يوصف تحت عيني. وأغلقت الباب خلفي على صوت أمي، وهي تدعو الله أن يرزقني بابن حلالٍ يسترني، عاجلاً غير آجل. عندما كنت أسير في الشارع، لكي أقف
على ناصيته، في انتظار سيارة أجرة تقلني إلى المستشفى الذي أعمل فيه طبيبة، أشاحت جارتي الشابة بوجهها بعيداً، وهي تطارد نظرات زوجها الذي يقف إلى جوارها في انتظار سيارة أجرة، وفهمت أنها تخشى أن ينظر إلي، فأنا أفوقها جمالاً، ولكني لست "خطّافة رجالة" كما تتوقع، وحين وقفت سيارة أجرة ركبت فيها، ولم تفكّر جارتي أن تلحق بي، على الرغم من أن السيارة كانت بلا ركاب. حين وصلت إلى العمل، توقفت زميلتان عن الثرثرة بمجرد قدومي، وألقى زميل ثالث دعابة سمجة عن حظ الجميلات العاثر، وحظ الدميمات الذي يكال بالحفنات، فلوت كل واحدة منهما وجهها، وكأن شيطاناً مريداً حلّ في المكان، ولم يرد على تحية الصباح سواه، ولكني تعجلت المرور على المرضى في القسم، لكي لا أبقى في مكانٍ تفوح منه الكراهية والنفاق، ويُنصب لي فيه فخٌّ على هيئة مجاملة. بدأت في المرور على المرضى، حتى وقفت بالقرب من مريضةٍ، بدأ لسانها يلهج بالدعاء لي؛ لأني أنقذتها من موتٍ محققٍ بعد عون الله بالطبع. وقالت لي فيما قالت: يا رب يرزقك بابن الحلال قريباً.. فكتمت زميلةٌ لي ضحكة، وهمست لزميلٍ آخر: إني قد حصلت على فرصتي، وعلى المريضة أن تدعو لي بدعاء آخر، وتصنّعت بالطبع أني لم أسمع، وإن كان قلبي يبكي بصمت. في اجتماع المدير مع الأطباء، ألمح المدير بكلماتٍ سمجة، وبنظرات قاتلة كالسهام، أن على الطبيبات المحافظة على سمعة مستشفاه الخاص، وكأني أنا التي تشوّه سمعة مستشفاه، على الرغم من أن فضائح كثيرة تصل إلى مسامعه عن علاقة ممرضات بأطباء، ولكنه كان يراني مصدر الشر، وحاولت أن أتشاغل بالعبث بأظافري حتى أنهى اجتماعه، وكنت أول المنسحبين من غرفته مكيفة الهواء قبل أن أختنق. في باحة المشفى، كنت أهم بالرواح، لكني تلكأت، لأستمتع بمنظر الورود المنتشرة بشتى ألوانها. وفجأة ظهر أحد الأطباء الذي نُقل إلى المستشفى منذ أيام، وبدأ يصرخ في وجهي، متهماً إياي بأني خدعته، فهو وقع في غرامي، بمجرد أن رآني، لكنه عرف اليوم أني مطلقة. ويرى أني قد تعمدت إيقاعه في حبائلي، ولم يمنحني فرصةً للدفاع عن نفسي، وتركني، وأنا أشعر أنني مجرمة، لأني مطلقة. وصلت إلى باب البيت، ورأيت جارتي العجوز تنظر إلي نظرةً بمعنى أنه لا يحق لي الخروج من الأساس. وبمجرد أن دلفت من الباب، عاجلني أبي بعرض زواجٍ تقدم به رجلٌ لديه زوجة وعدة أطفال، ويريدني زوجة ثانية، لمجرد أنه يمتلك مالاً كثيراً، ويتذرع بأن الشرع حلل له أربعاً، ولا يرى أبي بأساً أن أتزوج من رجل مثله، لأني مطلقة. دخلت إلى غرفتي، ولم أحر جواباً على أبي الذي لم ينس أن ينبهني أنني تأخرت في عودتي إلى البيت. ولم يكن تأخيري إلا تلك الدقائق التي تأملت فيها الطبيعة الجميلة في حديقة المشفى، ووقفت أمام مرآتي أنظر إلى نفسي؛ فلم أتعرفها، لم أرَ سوى مطلقة، على الرغم من أنني تزوجت شهراً واحداً، ولم يجمعني الفراش بمن تزوجته سوى مرة واحدة، ثم طلقني وتزوج ثانيةً بفتاة جديدة، حيث رحب به أهلها أيما ترحيب لثرائه وصيت عائلته، وبذلك منحه المجتمع فرصة للحياة، فيما وصمت إلى الأبد بلقب مطلقة.

*سما حسن

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...