اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

في ظلال الصَّفْصَاف ـ قصة قصيرة....*نهى الطرانيسي ـ مصر

القرية تبدو ضئيلة في نظر القادم من بعيد، نُسجت جميعها من لون الحياة الأخضر.. لا تكاد تفرق بين الأرض والشَّبَكة المورقة المتدلية من الشرفات.. مع زوال لهيب الشمس ورضاها عن العالمين تتعالى نغمات لا يَعِيها من بعيد إلا ذوو القلوب الخضراء التي لم تلمَس الدنيا قلوبَهم بأظافرها بعدُ.
(اتفرج يا سلام.. قَرّب أنت وهي) نادى دافعًا أمامه صندوق الحكايا، مسرح على الرغم من ضآلته وضآلة المشاهدة من فوّهة ضيقة، فإن قطع الرسوم تتوالى متزامنة مع سرد المنادي، يرسم لك خيالُكَ مسرحًا أوسع، وأحلامًا لا تفارق روحك.
تتهافت الأرجل الصغيرة وتتعالى الضحكات، يترجى الصغار أمهاتهم للفوز بدراهم معدودة لمشاهدة صندوق الحكايا.
يتسابقون للفوز بالمقعد الأول تحت أشجار الصفصاف التي تتحرك أوراقها لتسمح بمرور نسيم شفاف يروي ظمأ الأطفال قبل بدء الحكاية:
(كان ياما كان.. ولا يطيب الكلام إلا بذكر النبي عليه السلام.. يحكى عن ثلاثة من الفرسان الأشدّاء الشجعان، سيوفهم ذوات نصل شديد الحدة تقسم الشعرة إلى نصفين.. في وقت الحرب والطّعان تُذكر أسماؤهم، فهم حاضرون في الصفوف الأولى دائما.. كم توالت حروب إلى أن عمّ السلام واستقرت الأوطان.. تزوج الفرسان الثلاثة ومُنحوا هبة الدنيا من المال والبنين والبنات.. وفي يوم لم تطلع عليه شمس ضَحوك، ظهر عدوّ غريب.. أعداء وجوههم، وإن عَلَتها بسمة الرياء، إلا أنها تنبئ بما هو أسوأ، وهيئتهم قطع من الليل المظلم، يمشون بانحناء مقيت، لا يُخلفون خطواتهم، يعرفون أين مَوطِئ أقدامهم.. وصلت أخبار ذاك العدو إلى الفرسان الثلاثة، فاجتمعوا بأولادهم حتى يجدوا حلا لدفع هذا العدو الأسْوَد!!
قال الفارس الأول: ننظم جيشًا فنقطع دابر الأعداء. وردّ الثاني: نحاورهم لنعرف ما وراءهم ونجنّبَ بلادنا ويلات الحروب. وأما الثالث فكان صامتًا، وبعد بُرهة قال: سأخبركم بخطتي بعد أن أنتهي منها ...)
صاح المنادي بانتهاء الحكاية وسط امتعاض الأطفال، فقد مرّ الوقت سريعًا، وصاحوا: (ما الخطة؟)
غابت الشمس على استحياء خلف شجرة الصفصاف التي أسدلت أوراقها مُعلنةً وقت التفكير والتأمل..
توالت خُطا منادي (صندوق الحكايات) على القرية، على الرغم من ظهور الشيب الحي بين خصلات شعره، وانحنائه للأمام قليلا.. ما زال يسرد الحكم والعظات بين الحكايات، ويترك للأطفال فرصة إيجاد النهايات! كان يخبرهم أنه كبِر ولم يعد يعرف الحلول.. (أما أنتم فعقولكم فَتِيّة، جِدُوا النهايات وأخبروني).
توالت السنون مثل عشية او ضحاها، فأزهرت العقول الصغيرة عن رجال وفتيات، كلما مروا على صاحب المسرح الصغير تبسموا له حبًّا واحترامًا وشوقًا لزمن الطفولة، كان يمثل لهذه القرية رمز السلام.
خلا مكان صاحب المسرح في ظلال شجرة الصفصاف، وتساءل أهل القرية متعجبين: تُرى هل ذهب بحثًا عن الرزق في القرى المجاورة؟ ام خانته قدماه فسقط ومات غريقًا في مجرى النهر بجانب شجرته المعهودة؟ كثرت التساؤلات، وملأت الحيرة قلوب الأطفال حزنًا، وتملك العجب الكبار.
ظلت ذكرى صاحب المسرح لا تفارق القرية سنين طويلة، لم يستطع أحد ملء هذا المكان خلفه، وكلما حاول أحدهم شغل هذا المكان انفضّ الأطفال عنه لاستخفافه بعقولهم.. كانوا كلما ذكر أمامهم صاحب المسرح الصغير ترحموا على ذكراه العابرة البعيدة، ودعوا له بالحفظ، وتمنوا لو يلقونه قريبا.
أرجُلٌ شاحبةٌ مليئة بالبقع الزرقاء، ولحية تشبه لحى الزاهدين، دل جفاف الشفاه على أنها اتخذت هذا الطابع منذ عهد ليس بالقصير، نحول الوجه تعادل مع عظام الصدر البارزة من الثياب الممزقة.. وُجِد مُلقًىً تحت شجرة الصفصاف العتيقة، فاقدًا لمهارة ترتيب الكلمات، لا يتذكر اسمه، الشيء الوحيد الذي ردده بحروف مقطعة وصوت نم عن إعياء أذهب أحباله الصوتية إلا الضئيل منها كان قوله (هُـ...ـمْ سَـ...وَادْ)!!
لم يعِ أحدٌ من القرية ما يقصده، حملوه وقاموا على رعايته، لم يستعد ذاكرته، ولم يفق لسانه من كبوته، كان صاحبَ المسرح المفقود! تحلّق الشباب حوله، وأخذوا يسترجعون حكاياه، تفتق ذهن أحدهم عن خاطر مفاجئ: تُرى هل يكون الناس ذوو السواد هم ذلك العدو الغريب الذي كان يقصّه علينا في حكاياته القديمة؟!.. لاقى الخاطر موافقة الحاضرين!
كتهافُت أرجلهم في الصغر، وتطايُر ذرات التراب من حولهم، تسارعت الأرجل لإحضار المسرح القديم وإصلاحه.. أجلسُوا صاحب المسرح، وشرعوا في تعليمه الحكمة الذائبة في الحكاية ذاتها التي تغذّوا عليها في الصغر، وإن استعصى عليه النطق باللسان.. يكفي أن عقله قد عاد إلى التفكير والتأمل من جديد.. فذلك هو جهادُه القديم!!

نهى الطرانيسي 
 قاصة من مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...