اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لمحة عن الكتابة القصصية في الجزائر .... * حسيبة ساكر

الكتابة القصصية في الجزائر

لقد عرف التراث الأدبي العربي القديم أشكالا قصصية كثيرة ومتنوعة، أُتخذ منها أداة للتعبير عن آراء الكتاب في عصرهم, كقصص كليلة ودمنة والحكايات والنوادر والمقامات والسير الشعبية، إلا أن هذه الأشكال لم تتطور, إذ «لم يسع الكتاب إلى تطويرها بعد وفاة مبدعيها، فكان أن بقيت على حالها طوال قرون الضعف وكأنها من تحف التراث»[1].
إلى أن ظهرت فكرة إحياء التراث الأدبي في بداية عصر النهضة، فكانت المقامة أحد الأشكال
القصصية العربية القديمة, التي حاول الكتاب إحياءها وتطوير شكلها، ومن هؤلاء: ناصيف اليازجي، محمد المويلحي، حافظ إبراهيم، وبالرغم من تجاربهم الجيدة إلا أنها باءت بالفشل، ولعل مرد ذلك إلى «أن أساليبهم ومضموناتها أقرب إلى روح التراث الأدبي العربي منها إلى الحياة المعاصرة»2.

لكن القصة العربية الحديثة استطاعت الانعتاق من القديم ،ونزعت نحو التجديد, ف«تطور شكلها وملامحهما الفنية في أدبنا الحديث بعد ازدهار حركة الترجمة»3، وتطور الصحافة العربية, إضافة إلى البعثات العلمية التي أثرت الحركة الأدبية العربية بنماذج رائدة.
أما عن القصة في الجزائر, فقد كان ظهورها متأخرا مقارنة بما شهده العالم العربي، نتيجة الظروف التي مرت بها الجزائر، لذا مرت في نشأتها وتطورها بعدة مراحل نعرض لها بنوع من التفصيل فيما يلي:

* القصة الإصلاحية:

لقد تضاربت آراء الباحثين والدارسين حول أول محاولة قصصية ظهرت في الأدب الجزائري الحديث، لكن سرعان مازال هذا السجال، ف«نتلمس تاريخا محددا لميلاد القصة الجزائرية، و هو التاريخ الذي نُشرت فيه قصة فرانسوا و الرشيد لمحمد سعيد الزاهري»4،التي اعتبرها بعض الباحثين شجاعة سياسية كبيرة، تبينوا من خلالها مدى انتشار الوعي السياسي في صفوف الكتاب و الأدباء الجزائريين5، لذا يمكننا «أن نعده أول من بذر بذرة القصة الجزائرية العربية الحديثة»6

وقبل أن تبلغ القصة الجزائرية مرحلة النضج الفني، أخذت صورة شكلين قصصيين هما: المقال القصصي والصورة القصصية.

أ- المقال القصصي:

كان يحمل بذور القصة ولكنه لا يعد قصة فنية، لأنه كان متأثرا في شكله و موضوعاته بالمقال الديني الإصلاحي، فكانت «القصة بهذه الصفات مجرد ثوب ارتدته الأفكار الإصلاحية»7.

ب- الصورة القصصية:

ظهرت في المرحلة التي نشأ فيها المقال القصصي، لكنها لم تختلف عنه كثيرا سواء من حيث الموضوعات التي تناولتها أو من حيث الجانب الفني، فهي أشبه ما تكون بلوحة تنقل الواقع وتسجله تسجيلا لا فن فيه، وإن توفرت على بعض عناصر القصة.

و يعد محمد سعيد الزاهري، و محمد بن العابد الجلالي، و أحمد عاشور، من أهم كتاب القصة الإصلاحية، فقد نشر محمد سعيد الزاهري قصة (فرانسوا و الرشيد) سنة 1925م في جريدة الجزائر، و التي أُعتبرت أول محاولة قصصية في الأدب الجزائري الحديث، أتبعها بقصص أخرى، نشر أغلبها في مجلة الفتح.

أما محمد بن العابد الجلالي، فقد نشر في مجلة الشهاب سبع قصص هي:

(في القطار، السعادة البتراء، الصائد في الفخ، أعني على الهدم أُعينك على البناء، تموز، الملاقاة، على صوت البدال).

في حين كتب أحمد عاشور زهاء مائة قصة أهمها:

(صالح و خطيبته، من حديث الحجاج في الدكاكين، الرجلان و الدب الأبيض).

و يبدو أن تجارب هؤلاء الكتاب « لم ترق فنيا إلى مستوى القصة القصيرة الفنية »8 ، إلا أن هذه المرحلة قد اتسمت بالنضج الفني والموضوعاتي في تجربة الأديب أحمد رضا حوحو، فاستحق بذلك أن يلقبه النقاد بالرائد الأول للقصة الجزائرية المكتوبة باللغة العربية.

وبالرغم من بساطة الشكل الفني للمقال القصصي والصورة القصصية، إلا أنهما لعبا دورا كبيرا في نشأة القصة الجزائرية، فمن رحم القصة الإصلاحية خرجت إلى الوجود القصة الفنية.

* القصة الفنيــة:

بلغت القصة مرحلة النضج الفني بمعية عدة ظروف سياسية واجتماعية أهمها:

تكون وعي ثقافي بعد الحرب العالمية الثانية, أثر في الحياة الأدبية الجزائرية, بفضل الاحتكاك المباشر لبعض الكتاب الجزائريين بالحركات الأدبية المعاصرة, نتيجة تواجدهم في البلدان العربية.

كما لا يفوتنا ذكر مجهودات الصحافة العربية التي «أسهمت إلى حد كبير في نشر القصة الجزائرية والدعاية لها، ونظرت إليها على أساس أنها لون أدبي ينبغي دعمه وإعلاءه»9، بعدما كانت تعتبرها مجرد قضية وطنية, يجب أن تكون لها أولوية النشر، إضافة إلى اندلاع الثورة التحريرية الكبرى التي أثرت في شكل ومضمون القصة، فتراجعت فيها الموضوعات الإصلاحية, وحل محلها موضوعات جديدة, استلهمت من الواقع الجديد المفعم بالمضامين الثورية المنفعلة.

هكذا, يعود الفضل للثورة الجزائرية في ظهور القصة الفنية في الأدب الجزائري، ليس فقط المكتوبة باللغة العربية، بل وباللغة الفرنسية أيضا، التي كتب بها بعض الأدباء كمحمد ديب.

وعلى الرغم من السجال الذي دار حول القصة المكتوبة باللغة الفرنسية، غير أن كل النقاد في الجزائر يجمعون على أن القصة الجزائرية الفنية الناضجة, قد ولدت فعلا وتطورت على أيدي أدباء جيل الثورة.

وبانتهاء الثورة التحريرية بدأت القصة الجزائرية عهدا جديدا.

* القصة الجـديـدة:

عرفت القصة الجزائرية بعد الاستقلال أقلاما كثيرة أثرت التجربة الفنية العربية، بفضل ما أتاحته لهم الظروف الجديدة من حرية وتعليم، وإنشاء عدة منابر إعلامية اهتمت بنشر أدب المواهب الشابة، وعودة عدد كبير من المثقفين والمبدعين إلى الجزائر، بعد أن غادروها قهرا أثناء الحرب التحريرية، فأسهموا في نشر اللغة العربية وغذوا الصحف والمجلات بمقالاتهم المتنوعة، علاوة على القصص والقصائد. كما دُعم الوضع الثقافي والأدبي من قبل البعثات العلمية الوافدة إلى الجزائر في إطار التعاون بين الجزائر والبلدان العربية، فأدى هذا الوضع إلى بروز اتجاهين في القصة «أحدهما يحافظ قدر المستطاع على الملامح الفنية للقصة القصيرة»10، فسعى أعلامه إلى تطوير أساليبهم القصصية، فتبنوا موضوعات جديدة هدفها نقد الواقع الاجتماعي والارتقاء به إلى مجتمع أفضل.
ورغم ذلك, فإن إبداعاتهم تعد امتدادا لتجارب سابقيهم خصوصا تجربة أبي العيد دودو، وعبد الحميد بن هدوقة ، والطاهر وطار.
أما فيما يخص الاتجاه الثاني, فقد كان «يجرب باحثا عن أشكال جديدة لها متأثرا في ذلك بما ظهر في الغرب والمشرق بعد الحرب العالمية الثانية»11 على أيدي بعض القاصين الشباب, مثل: جروه علاوة وهبي، حرز الله محمد الصالح، عبد الحميد بورايو، عمار بلحسن، واسيني الأعرج، أمين الزاوي، الذين ولعوا ولعا شديدا بكتابة القصة التجريبية, « حتى كادت بعض كتاباتهم تتحول إلى مخبر التجارب لأشكال القصة»12.
كما اهتموا بما جد في المجتمع أكثر من اهتمامهم بموضوعات الثورة، فجاءت قصصهم «عالية التقنيات مشرئبة إلى الالتصاق بالواقع الاجتماعي الأكثر يومية»13.
وإن كانت القصة الجزائرية تنتهج الواقعية في معالجة مختلف القضايا، فإنها قد أصبحت تميل إلى الرمز والتنويع في أشكال القص, واستخدام التقنيات القصصية السردية مع جيل الثمانينيات وجيل التسعينيات14،الذي تميزت كتاباته بالكثافة والتنوع والإصدارات الكثيرة، حيث يصدر كل عام في الجزائر العديد من المجموعات القصصية نذكر من بينها: (جنية البحر) لجميلة زنير، (لمن تهتف الحناجر) لعز الدين جلاوجي، (أمطار الليل) لبشير مفتي، (وفاة الرجل الميت) لسعيد بوطاجين…الخ.
هكذا, اتخذت القصة الجزائرية «مسارا نهائيا أو شبه نهائي، وإذا هي تترجم إلى بعض لغات عالمية»15.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:

[1] – شريبط أحمد شريبط: تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة، دار القصبة للنشر، الجزائر،2009، ص 60.
2 – المرجع نفسه، ص 60.
3 – المرجع نفسه، ص 61.
4 – المرجع نفسه، ص 65.
5– عبد المالك مرتاض: فنون النثر في الأدب الجزائري(1931م- 1945م)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1983م، ص 164.
6– شريبط أحمد شريبط: تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة، ص 65.
7– المرجع نفسه، ص 67.
8- المرجع نفسه، ص80.
9- المرجع نفسه، ص 167.
10 – المرجع نفسه، ص 361.
11 – المرجع نفسه، ص 316.
12 – المرجع نفسه، ص 266.
13 – عبد المالك مرتاض: القصة الجزائرية المعاصرة، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1990، ص 08.
14 – محمد الصالح خرفي: مدخل إلى القصة الجزائرية القصيرة، إتحاد الكتاب العرب، 22-12-2007، الموقع: http//www .awu-dam.org
15 – عبد المالك مرتاض:القصة الجزائرية المعاصرة، ، ص 08.

* باحثة أكاديمية من الجزائر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...