حدّثيني على رؤوسِ الأنامِ
أنتِ يا سرّ ثورتي وهيامي
حدّثيني فما لغيركِ أُصغي
أنتِ نبضُ قلبي على الأيّامِ
وكسا قامتي نعيمُك حتّى
كنز اللحمُ واستقرتْ عظامي
وترعرعتُ ثُمّ صرتُ فتيّا
ناعمَ البالِ بين َ أهلٍ كرامِ
وغدا ماؤك الطّهورُ وُضوءاً
ودواءً يردّ عنِي سقامي
وغزاها الطّغاةُ والعُرْبُ شُلّوا
ورَمَوْها بسقطِ سقطِ الكلامِ
تركوها ضحيّةً واستناموا
كيف نرجو خلاصها من نيامِ
لملمتْ قدسُنا الجراح َ وقامت
لم تُوَقِعْ على مخازي السّلامِ
آهِ يا موطني غزتك َ ذئابٌ
وتداعى عليك كلُّ اللئامِ
وأنا الشّعبُ من يكابدُ همّاً
وشقائي من أُمّةٍ كالنّعامِ
وعصاباتٌ أمعنت في فسادٍ
تنهبُ الأرضَ ، يا عروبة نامي
وحروبٌ قد جرّدوها فنالوا
ما أرادوا ، والعُرْبُ دفعُ الكلامِ
ضيّعوها بجهلهم وتبارَوْا
أيّهم أدنى من( ربيب الحرام)
غيّبونا على المدى وأثاروا
فِتناً تُرخي سدولَ الظّلامِ
وجنانٌ تحكي البريّةُ عنها
ضيّعوها بجبنهم في الزّحامِ
آهِ ،يا قدسُ كم غُصّةٍ أورثتنا
رعشةُ الجبنِ عندَ كلّ زحامِ
لن تقومَ على المدى قائماتٌ
لشعوبٍ تعيشُ في الأوهامِ
حطّموا القيدَ قبلَ أن تستدرّوا
من ربيبِ الأحقاد صعبَ المرامِ
إنّما الحربُ صارمٌ ويمين ٌ
ودمٌ سار في السّواعدِ حامِ
*حسن كنعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق