اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ثمّة بوْح صاخب على شفتي امرأة ــ نصوص... *عطا الله شاهين

1
ثرثرة مع امرأة

أقفُ في طابورٍ طويلٍ لشراءِ علبة دخان.. امرأةٌ شقراء تقفُ أمامي وتثرثرُ عبر موباليها الحديث عن سهرةٍ تخططُ لقضائها مع حبيبها في مقهى عصري.. امرأةٌ أخرى تقفُ خلفي وتتذمّر من بطءِ تحركِ الطابور، تقول لي: لا أرى أية مواد غذائية بيديكَ، أردّ عليها: أريد شراءَ علبة دخّانٍ فقط، لأن هذا السوبرماركت الوحيد الذي أجدُ فيه سجائري، فتقول: وما اسم سجائركَ؟ أرد عليها: دافيدوف تقول: جيّد أنّكَ ذكّرتني، فزوجي أيضا يدخّن مثل سجائركَ.. الطابور يتحركُ ببطءٍ شديد.. نقترب من كاونتر المحاسبة أرى هناك امرأةً جذّابة تحاسبُ الزّبائن، لكنها تبدو لي متعبة، فأقولُ في ذاتي: امرأةٌ جذابة تعمل محاسبة، فهذه المرأة لو عندنا لا تقبل بأن تعمل هكذا.. المرأة التي تقفُ خلفي تقول: اقتربنا أكثر، فزوجي سيجنّ، لم يبق معه أية سيجارة.. المرأة الشّقراء تطلب من حبيبها هديةً ثمينة أسمعه يقول لها: سأحاول.. تقاطعه المرأة، وتقول: لا تحاول، بلْ أريد هديةً هذه الليلة، لقدْ مللت من وعدكَ لي.. أصلُ أخيرا إلى الكاونتر.. أطلب علبة دافيوف.. تناولني المحاسبة.. أدفع ثمن علبة السجائر، وأخرج، أتفاجأ بسقوطِ المطر.. أرى المرأة المتذمّرة تقترب مني، وتقول: أيوجد معكَ سيارة؟ أردّ عليها بلى، فتقول: لو توصّلني أكون لك شاكرةً، أردّ عليها: حسنا.. تجلسُ في المقعد الخلفي وتقول: متى ستتوقفون عن التّدخينِ؟ أردّ عليها: لا أدري، ربما عندما سنقتربُ من الموت، أدري بأن التدخينَ عادةٌ سيئة، ولا أحبّذ أن يدخّن شبابنا اليوم.. تصمتُ المرأة وتقول: مصيبة ما أراه من شبابنا الشّره لتدخين النرجيلة، لكن ما العمل؟ أصمت قليلا، وأقول بات التدخين موضة، لكن يجب توعيةُ الأطفالَ في المدارس عن مضارِ التدخين.. نصل إلى بوّابةِ بيتها، تنزل، وتشكرني، أقودُ بتمهلٍ، وأقول ما أروع هذه الثرثرة مع امرأة جيّدة تخاف على صحة زوجها والشبان..

2
امرأة في عتمة حمراء

لم يطل القمر في تلك الليلة بسبب كثافة دخان القصف المجنون من طائرات مجهولة على بلدة اختبأ فيها المسلحون المرتزقة، فخافت امرأة في مقتبل عمرها من شدة القصف، فقررت في تلك الأثناء الهرب من بيتها، وسارت تحت القصف، ومن اشتعال نيران القصف كانت العتمة حمراء، بينما راحت هي تركض صوب جبال بعيدة، لكي تحتمي من قصف مجنون طال قريتها..
سارتْ حافية القدمين، وارتعبتْ من دوي القصف من قذائف دكّت القرية، لكن المرأة تعبت من السير، واستراحت تحت شجرة صنوبر قديمة، وراحت تراقب قريتها من بعيد، وبعد عدة ساعات صمت القصف، لكن النيرات ظلت تضيء سماء القرية، وبدت العتمة حمراء..
وفي الصباح رأت أناسا يعودون إلى القرية، وسألتهم هل انتهى كل شيء؟ فردوا عليها بلى، لقد فرّوا المسلحون من القرية، فعادت معهم، وحين وصلت بيتها شكرتْ الله على بقاء بيتها دون أية أضرار، وراحت تسمع المذياع، وسمعت خبرا بأن البلدة باتت آمنة، ففرحت من سماعها الخبر، وراحت ترتب بيتها بكل هدوء .. وقالت: العتمة الحمراء كانت مخيفة..

3
ثمّة بوْح صاخب على شفتي امرأة

تريد أن تبوحَ بكلِّ جُنونٍ عن أشياء تزعجها.. لم تعدْ قادرة على حبسِ رغبتها.. تريد أن تبوحَ له عن الحُبِّ.. فهو ينظر إلى عينيها ويرى البوْحَ، ويشعر بأنَّ البوْحَ يراه صاخبا على شفتيها، حينما يلامسهما بهدوء.. امرأة تريد أن تبوحَ عن رغبةِ اشتهائها للحُبِّ الغير عادي.. تريد عناقاً مختلفا عن أيّ عناقٍ.. تريد أن تشعر معه بحُبٍّ صاخبٍ، فالبوْح على شفتيها ما زال صاخبا، رغم أنه يفهم بماذا تريد أن تبوحَ له في ساعات الغسق، لأنها تجنّ من منظرِ غروبِ الشّمس ولوْنها الأحمر الضّارب إلى الصّفرة، وترغبُ لحظتها في البوْحِ بصخب مجنون رغم أنّه يعانقها بكلّ هُدوءٍ، لكنّها لمْ تبح له بعدْ عن جنونِ رغبتِها.. فهو يظلُّ ينظر إلى عينيها الشّغوفتين لحُبٍّ مختلفٍ عن أيّ حُبٍّ.. فثمّة بوْح صاخب على شفتي امرأة ترغبُ أنْ تطفئ رغبتها بالبوْحِ على شفاهٍ محرومة من الملامسة منذ زمن بعيدٍ..

4
رسمتُ على جسدِها كبتي

لمْ أعرف الرسم من قبل.. كنت أهربُ من حصّة الفن، لأنني كنت أفشل في رسم أشياء من الحياة، لكنني وجت نفسي مبدعا ذات مساء سقط فيه الثلج بغزارة، حينما رسمتُ كبتي على جسد امرأة وقعت في حبها ذات زمن ولّى، ففي ذاك المساء رحت أرسم كبتي بكل الألوان، رغم أنني كنت أرتجف تحت الضوء الخافت، لكن اللوحة بدت رائعة من لمسات يدي..

وجدت حينها بأن الرسم سهل، لا سيما حينما أخرجت كل كبتي الدفين وجعلته ينتصر تحت الضوء الخافت.. كنت طالبا يافعا لم أعرف ما هو الحبّ، إلا حينما التقيتُ ذات مساء بامرأةٍ تعشق الأناقة، وعلمتْ بأنني لا أنتمي لذاك المكان، فملامحي الشرقية دلتها على أنني لست من هناك، فوقعت هي الأخرى في حبّي، رغم أنني كنت أتهرّب منها في بعض الأحيان، فسألت نفسي ذات مساء لماذا كنتُ أفشل في الرسم، ولماذا كان قلم الرصاص ينكسر على الورقة البيضاء؛ وهنا لم ينكسر أي شيء، وكبتي رسمتُه بجنون...

5
دردشة في السوبرماركت مع امرأة

أكره الوقوف في طابور لشراء أي شيء، لكنني أضطررت أن أقف في ذاك المساء في سوبرماركت حديثٍ لشراء علبة سجائر دافيدوف، كانت تقف خلفي امرأة عادية وسمعتها تتأفف من طول الطابور، فسمعتني أتكلم مع صديقي وقلت له أقف في طابور طويل لشراء سجائري، فسمعت المرأة كلمة سجائر دافيدوف، وبعد إنهاء مكالمتي مع صديقي ربتت المرأة على كتفي وقالت: لقد ذكرتني بأن زوجي قال لي لا تنسي أن تشتري لي سجائري، فهو يدخن مثل دخانكَ، ورحنا ندردش عن جنون التدخين، وقالت ألا تريدون الكفّ عن التدخين؟ فقلت لها: أريد الكفّ عن التدخين، لكنني لا أستطيع، فالمشاكل والهموم كثيرة، والتدخين يريّح أعصابي، فقالت: زوجي مثلك يدخن من جنون الهموم، التي باتت تكثر علينا.. وحين وصلتُ إلى الكاونتر طلبتُ سجائري ودفعت للمرأة المحاسبة، وخرجت من السوبرماركت، فتبعتني المرأة التي دردشتُ معها وقالت: منذ زمن لم أدردش مع أي أحدٍ، فالدردشة معك كانت رائعة، رغم أنها كانت عن التدخين..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...