لم أكُنْ أتمالكُ نفسي عند الإجابة عن الأسئلة الموجهة لي..
يرتعش صوتي، وأتلعثم فاقداً القدرة على موازنة جسدي، فأنحني خافضاً بصري بشكل مذلّ أمام السائل، في حين تبقى قبضتي مشدودة كأنني أمسك نفسي بها قبلَ أن أنهار.
كانَ بإمكان أي شخص ملاحظة ما أمرُّ به، وكنت أدرك أنَّني لا أصلح لأن أكون في المقدمة أبداً.
في المدرسة كنت أختار المقاعد الأخيرة، لائذاً بجسدي عن أعين المعلمة، ومُقنعاً نفسي بأني لست مرئياً.
لكنْ لمرَّةٍ واحدة لسوء حظي كنت أسير في الممر باتجاه الحمام، أفكر بقوام صديقتي الشهي، عندما ظهر في وجهي مدير المدرسة، وكان يحمل عصا في يده، حيثُ بدأ يلوح بها في وجهي وهو يسألني: “ماذا تفعل هنا؟ إلى أين أنت ذاهب؟ هل لديك إذن بالخروج من الحصة”.. أسئلة كثيرة لم أعِ نصفها، إذ كنت أذوب أمامه، وبأفكارٍ مشوشة أخبرته أنَّ قوام فلانة شهي، وإني ذاهب إلى الحمّام..!!
بهذه البساطة وضعت نفسي في ورطة، وتعرّضت للطرد من المدرسة.
خلال سنوات عديدة لم أتمكّن من السيطرة على هذه الحالة، وكنت أجد نفسي في مواقف لا أحسد عليها، كأن أُتّهَمَ بالسرقة لمجرد أن أحدهم سألني أين محفظتي؟ فأرتبك وأقول: “لا أعرف” بصوتي المتهدج لتتلبَّسني التُّهمة تماماً .
مع ذلكَ، كنت في كل يوم أكتسب مهارة جديدة في التخفي والتخلص من المساءلة، حتى بت أمشي في الشارع من دون أن يلاحظني أحد. أجلس في القهوة وأخرج دون دفع الحساب، ولا يدرك أي شخص ذلك. أتكلم بصوت ودود لا يثير الشبهات.
تدرَّجْتُ في وظائفي بالتَّوازي مع تطوُّر موهبة التَّخفّي، ومنذ خمسة عشر عاماً أعمل مُفتِّشاً ماليّاً في إحدى الدوائر الحكومية..!!.
يرتعش صوتي، وأتلعثم فاقداً القدرة على موازنة جسدي، فأنحني خافضاً بصري بشكل مذلّ أمام السائل، في حين تبقى قبضتي مشدودة كأنني أمسك نفسي بها قبلَ أن أنهار.
كانَ بإمكان أي شخص ملاحظة ما أمرُّ به، وكنت أدرك أنَّني لا أصلح لأن أكون في المقدمة أبداً.
في المدرسة كنت أختار المقاعد الأخيرة، لائذاً بجسدي عن أعين المعلمة، ومُقنعاً نفسي بأني لست مرئياً.
لكنْ لمرَّةٍ واحدة لسوء حظي كنت أسير في الممر باتجاه الحمام، أفكر بقوام صديقتي الشهي، عندما ظهر في وجهي مدير المدرسة، وكان يحمل عصا في يده، حيثُ بدأ يلوح بها في وجهي وهو يسألني: “ماذا تفعل هنا؟ إلى أين أنت ذاهب؟ هل لديك إذن بالخروج من الحصة”.. أسئلة كثيرة لم أعِ نصفها، إذ كنت أذوب أمامه، وبأفكارٍ مشوشة أخبرته أنَّ قوام فلانة شهي، وإني ذاهب إلى الحمّام..!!
بهذه البساطة وضعت نفسي في ورطة، وتعرّضت للطرد من المدرسة.
خلال سنوات عديدة لم أتمكّن من السيطرة على هذه الحالة، وكنت أجد نفسي في مواقف لا أحسد عليها، كأن أُتّهَمَ بالسرقة لمجرد أن أحدهم سألني أين محفظتي؟ فأرتبك وأقول: “لا أعرف” بصوتي المتهدج لتتلبَّسني التُّهمة تماماً .
مع ذلكَ، كنت في كل يوم أكتسب مهارة جديدة في التخفي والتخلص من المساءلة، حتى بت أمشي في الشارع من دون أن يلاحظني أحد. أجلس في القهوة وأخرج دون دفع الحساب، ولا يدرك أي شخص ذلك. أتكلم بصوت ودود لا يثير الشبهات.
تدرَّجْتُ في وظائفي بالتَّوازي مع تطوُّر موهبة التَّخفّي، ومنذ خمسة عشر عاماً أعمل مُفتِّشاً ماليّاً في إحدى الدوائر الحكومية..!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق