لو أنك تعرفت إلى شخص ما وأعطاك اسمه وعنوانه ودعاك لزيارته ثم اكتشفت بعد ذلك أن هذا الشخص لا وجود له على أرض الواقع رغم الشواهد الدامغة على وجوده، فتوهم نفسك بأنها كانت هلوسات من فراغ تعيشه وتحاول طرد تلك المشاهد من رأسك، وما أن تنسى حتى يتكرر المشهد من جديد، ولكن بسيناريو مختلف وأكثر غرابة وحيرة،
فماذا سيكون موقفك؟
هذه هي قصة "نتاليا" ، إنها الضوء الذي ينتظرك في نهاية النفق، وقد تفعل أي شيء لتصل إليه ، رغم أنك تشك أحياناً بحقيقة وجوده أصلا.
إسمي مُحسن وقد كنت مسجونًا لسبب ستعرفونه لاحقا وهذه قصة أحد زملائي في السجن ، كان اسمه "معتز"، أخبرني قصته بعد أن كنت قد هربت من السجن في لقاء آخر بيننا ،
قال: كنت عائدا للبيت ذات مساء فاستوقفني صوت جاء من الخلف فالتفت وإذا بفتاة تتجه نحوي ببطئ وما أن وقفت أمامي حتى ألقت التحية بابتسامة رقيقة جدًا وبدون أية مقدمات قالت: أنا طالبة جامعية وكنت مسافرة الى أهلي في عطلة نهاية الأسبوع واليوم عُدت وأنا ذاهبة الآن الى المسكن الجامعي حيث إقامتي، وبصراحة أخشى السير لوحدي في مثل هذا الوقت، وسيكون لطفا منك لو رافقتني الى باب المسكن ،
فأجابها: بالتأكيد، على الرحب والسعة ، ومن باب الرقي والعادات حملتُ عنها حقيبتها الكبيرة وبدأنا بالسير ولا أخفي عليك أنني كنتُ أثقل في خطواتي كي يطول الطريق، خصوصًا بعد أن أصبحنا نتبادل الأحاديث الطريفة المصحوبة بضحكات خافته،
وقبل وصولنا وفي لحظة صمت قالت
: إسمي نتاليا
أجبت : وانا معتز
: أهلا بك معتز، إن هذا المعروف سيبقى في ذاكرتي ولن أنساه أبدا،
ثم وصلنا الى المسكن الجامعي وعند الباب كان يقف حارس البناية، تبادلنا التحية والسلام والتقط حقيبتها من يدي ليحملها إلى الداخل ثم نزلت إحدى زميلاتها وهي تركض وأخذت " نتاليا " بالأحضان والقبلات وفي ظل هذا المشهد الحميمي سألتها إن كانت تسمح لي بالمغادرة ؟،
فأمسكت بيدي والإبتسامة تُزين وجهها الجميل وقالت: لا تنسى أن تزورني يا صديقي متى ما سنحت لك الفرصة، شكرًا لك من القلب،
ثم دخلت للبناية وهي تلتفت وتلوح بيدها لي، غادرتُ أنا المكان عائدا الى البيت والسعادة تغمرني وبدا لي وكأنني كنتُ أسمع صوت دقات قلبي،
مرّ يومان حتى قررتُ زيارتها في مكان إقامتها،
أخبروني أن من جئت لأجلها لا وجود لها بين طالبات المسكن ،
وحارس البناية الذي ذكرتُ لهم إُسمه ووصفت شكله أيضًا، قالو: إنه كان يعمل هنا حارسًا لكنه مات منذ سنة أو أكثر!،
وزميلتها في إجازة مرضية منذ أسابيع بعد أن تعرّضت لحادث سير وأصيبت بإصابات خطيرة، فهل يُعقل ما أخبرتنا به الآن؟
رُغم الصدمة التي روعتني بعد أن سمعت ذلك الكلام إلا أنني حاولت مرارًا وتكرارًا أن أقنعهم بأني لست مجنونا ، طلب أحدهم مني مغادرة المكان فورًا أو أنه سيتصل بالشرطة،
تفاديًا للمشاكل غادرت المكان بهدوء رغم هول الصدمة وصرت أتساءل هل أكون قد جننت حقًا؟
ثم حاولتُ معالجة نفسي بالصمت والإنعزال في غرفتي لأيام قبل أن أتحرك وأطلب مساعدة بعض الأصدقاء ليقوموا بالتحرّي عن نتاليا وزميلتها وحارس البناية،
جائني ردهم بعد أيام والذي كان بمثابة ضربة قاضية عندما أخبروني أن لا وجود لهذه الفتاة على أرض الواقع والحارس متوفى فعلًا وزميلتها في إجازة بعد تعرضها لحادث قبل الواقعة .
يتبع
فماذا سيكون موقفك؟
هذه هي قصة "نتاليا" ، إنها الضوء الذي ينتظرك في نهاية النفق، وقد تفعل أي شيء لتصل إليه ، رغم أنك تشك أحياناً بحقيقة وجوده أصلا.
إسمي مُحسن وقد كنت مسجونًا لسبب ستعرفونه لاحقا وهذه قصة أحد زملائي في السجن ، كان اسمه "معتز"، أخبرني قصته بعد أن كنت قد هربت من السجن في لقاء آخر بيننا ،
قال: كنت عائدا للبيت ذات مساء فاستوقفني صوت جاء من الخلف فالتفت وإذا بفتاة تتجه نحوي ببطئ وما أن وقفت أمامي حتى ألقت التحية بابتسامة رقيقة جدًا وبدون أية مقدمات قالت: أنا طالبة جامعية وكنت مسافرة الى أهلي في عطلة نهاية الأسبوع واليوم عُدت وأنا ذاهبة الآن الى المسكن الجامعي حيث إقامتي، وبصراحة أخشى السير لوحدي في مثل هذا الوقت، وسيكون لطفا منك لو رافقتني الى باب المسكن ،
فأجابها: بالتأكيد، على الرحب والسعة ، ومن باب الرقي والعادات حملتُ عنها حقيبتها الكبيرة وبدأنا بالسير ولا أخفي عليك أنني كنتُ أثقل في خطواتي كي يطول الطريق، خصوصًا بعد أن أصبحنا نتبادل الأحاديث الطريفة المصحوبة بضحكات خافته،
وقبل وصولنا وفي لحظة صمت قالت
: إسمي نتاليا
أجبت : وانا معتز
: أهلا بك معتز، إن هذا المعروف سيبقى في ذاكرتي ولن أنساه أبدا،
ثم وصلنا الى المسكن الجامعي وعند الباب كان يقف حارس البناية، تبادلنا التحية والسلام والتقط حقيبتها من يدي ليحملها إلى الداخل ثم نزلت إحدى زميلاتها وهي تركض وأخذت " نتاليا " بالأحضان والقبلات وفي ظل هذا المشهد الحميمي سألتها إن كانت تسمح لي بالمغادرة ؟،
فأمسكت بيدي والإبتسامة تُزين وجهها الجميل وقالت: لا تنسى أن تزورني يا صديقي متى ما سنحت لك الفرصة، شكرًا لك من القلب،
ثم دخلت للبناية وهي تلتفت وتلوح بيدها لي، غادرتُ أنا المكان عائدا الى البيت والسعادة تغمرني وبدا لي وكأنني كنتُ أسمع صوت دقات قلبي،
مرّ يومان حتى قررتُ زيارتها في مكان إقامتها،
أخبروني أن من جئت لأجلها لا وجود لها بين طالبات المسكن ،
وحارس البناية الذي ذكرتُ لهم إُسمه ووصفت شكله أيضًا، قالو: إنه كان يعمل هنا حارسًا لكنه مات منذ سنة أو أكثر!،
وزميلتها في إجازة مرضية منذ أسابيع بعد أن تعرّضت لحادث سير وأصيبت بإصابات خطيرة، فهل يُعقل ما أخبرتنا به الآن؟
رُغم الصدمة التي روعتني بعد أن سمعت ذلك الكلام إلا أنني حاولت مرارًا وتكرارًا أن أقنعهم بأني لست مجنونا ، طلب أحدهم مني مغادرة المكان فورًا أو أنه سيتصل بالشرطة،
تفاديًا للمشاكل غادرت المكان بهدوء رغم هول الصدمة وصرت أتساءل هل أكون قد جننت حقًا؟
ثم حاولتُ معالجة نفسي بالصمت والإنعزال في غرفتي لأيام قبل أن أتحرك وأطلب مساعدة بعض الأصدقاء ليقوموا بالتحرّي عن نتاليا وزميلتها وحارس البناية،
جائني ردهم بعد أيام والذي كان بمثابة ضربة قاضية عندما أخبروني أن لا وجود لهذه الفتاة على أرض الواقع والحارس متوفى فعلًا وزميلتها في إجازة بعد تعرضها لحادث قبل الواقعة .
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق