(يا قدس)
القهر أثمر يا قدس وتحرّك الدم في الشرايين اليابسة
جاءَ الباطلُ وثارتْ عواطف وتمركز في العقول بصيص
وفي القلوب لون آفاق صافية
"رُبَّ ضارة نافعة" يا قدس ما ضاقت إلاّ كي يبزغ الفجر
وتتحقق أمنيات وتخبو مواجع
..
(نفحات)
ليل يُقاسمني السهر
ونهار يأخذ الدفء
مِن لظى ضلوعي
حرماني مصدر إلهامي
كما الحياة عامرة بألوان الدهشة
صرتُ مجبولة مِن تناقضات
ألا تعذرني خالقي
أستمدّ الصواب مِن بئر ضلال
والعبقريّة مِن نبع جنوني
وأسري مُتقافزة أستهدي
على حافة بصيص نحيل
..
(مُفارقة)
مهمَا يكن يا قدس
الزمن يقدّم اعترافه الصريح
بينَ المُهاترات جاءَ مَن يُعلن الباطل
لتستيقظ الحقيقة وتنهض على قدم ثابتة
مُفارقة مُثمرة يا قدس ستستبقي البصيص
على قيد أمل
..
(تفاصيل صغيرة)
في رهبة ليل يتربع ويستطيل
تزحف هواجس
وأطماع
وذكريات
كَمْ كَانَ بِودّي أنْ أتعلّمَ التفصيل والخياطة
طلبتُ مِن والدي أكثر مِن مرّة أنْ أجلسَ فترة
عند الخياطة جارتنا في الطابق الثالث
كنت أرقبها وأنا أطلع إلى أسطوح البناية
لنشر الغسيل لوالدتي
تجلسُ في الصالون الكبير والباب على مصراعيه
كونها في الطابق الأخير لا يصعد درجها إلاّ أقاربها
وبنات البناية لنشر الغسيل
كان القماش دائماً على الأرض يُغريني
مع المقص الكبير والمغناطيس والدبابيس
وصابون أبيض لتحديد القياس المطلوب
تبتسم في وجهي بحنان
- تعالي متى أردتِ مستعدة لتعليمك يا ابنتي
كانت حميدة جارتنا سريعة البديهة
أراها قرأت رغبتي قبل البوح
وأصرّ والدي أنْ أتعلم مصلحة أمّي
في الحلاقة والتجميل
يقول لي أمّك تحتاجك أكثر
وتعلمت مهنة والدتي مُرغمة
لكنّني لمْ أستمرّ
كانت الدراسة تشغلني أغلب الوقت
وفي عطلة الصيف كنت أقضي الوقت عابثة
أضيّع وقتي في الرقص والغناء وأرسمُ أحياناً
وأبعثرُ وريقات أكتبُ عليها ما اتفق مِن سطور عابرة
في رأس فارغة مشغولة تحلم وتسرح وتغيب عن أرض الواقع
المحدود بحواجز مصنوعة مِن قِبل الأهل والمجتمع المُحيط
اليوم بيدي جاكيت جوخ قديم لا ألبسه رُبّما صرت أسمن عن ذي قبل
مِن الجلوس الطويل وأنا أقرأ وأكتب على كمبيوتري القديم
لو أستطيع تحويله إلى شيء أستفيد مِنه
ليت أبي تركني بعض وقت على حريتي لكنت خياطة ماهرة
في رأسي أعشق تحويل القطع القديمة رُبمّا إلى وجه وسادة
أو ما شابه مِن مستلزمات صارت بثمن لا يتوقعه مخلوق
أنْ يصلَ إلى هذا السعر الغريب
رحمك الله أبي لماذا حجزتني في مقاس يعجب هواك فقط
وكثير مِن البشر يشبهون أبي رحمه الله يخططون
مستقبل أولادهم كما يرغبون دون سؤال
وحتى الأجوبة عندهم هي نفّذ
ولا تعترض
تفاصيل تمرّ في رأسي
بعضها يجعلني أتحسّر وأشياء تفرحني
وعلى جميع الأحوال أحياناً أقنع نفسي أنّني بخير
أعودُ وأبتسم والكلّ حولي يظنّ أنّني ساذجة بسيطة
كون هذا الوقت البخيل لا شيء يفرح بين ثناياه
..
(ماذا بعد)
هل يتسع القلب للمزيد
وماذا بعد وقد أُشبِعت الأرض بالدم
أسرفَ الظلم والضلال والهروب والهذيان
وسادت لغة البؤس والقهر والضياع
هُباء يتلوه هُباء وماذا بعد يا الله
..
هُدى الجلاّب
القهر أثمر يا قدس وتحرّك الدم في الشرايين اليابسة
جاءَ الباطلُ وثارتْ عواطف وتمركز في العقول بصيص
وفي القلوب لون آفاق صافية
"رُبَّ ضارة نافعة" يا قدس ما ضاقت إلاّ كي يبزغ الفجر
وتتحقق أمنيات وتخبو مواجع
..
(نفحات)
ليل يُقاسمني السهر
ونهار يأخذ الدفء
مِن لظى ضلوعي
حرماني مصدر إلهامي
كما الحياة عامرة بألوان الدهشة
صرتُ مجبولة مِن تناقضات
ألا تعذرني خالقي
أستمدّ الصواب مِن بئر ضلال
والعبقريّة مِن نبع جنوني
وأسري مُتقافزة أستهدي
على حافة بصيص نحيل
..
(مُفارقة)
مهمَا يكن يا قدس
الزمن يقدّم اعترافه الصريح
بينَ المُهاترات جاءَ مَن يُعلن الباطل
لتستيقظ الحقيقة وتنهض على قدم ثابتة
مُفارقة مُثمرة يا قدس ستستبقي البصيص
على قيد أمل
..
(تفاصيل صغيرة)
في رهبة ليل يتربع ويستطيل
تزحف هواجس
وأطماع
وذكريات
كَمْ كَانَ بِودّي أنْ أتعلّمَ التفصيل والخياطة
طلبتُ مِن والدي أكثر مِن مرّة أنْ أجلسَ فترة
عند الخياطة جارتنا في الطابق الثالث
كنت أرقبها وأنا أطلع إلى أسطوح البناية
لنشر الغسيل لوالدتي
تجلسُ في الصالون الكبير والباب على مصراعيه
كونها في الطابق الأخير لا يصعد درجها إلاّ أقاربها
وبنات البناية لنشر الغسيل
كان القماش دائماً على الأرض يُغريني
مع المقص الكبير والمغناطيس والدبابيس
وصابون أبيض لتحديد القياس المطلوب
تبتسم في وجهي بحنان
- تعالي متى أردتِ مستعدة لتعليمك يا ابنتي
كانت حميدة جارتنا سريعة البديهة
أراها قرأت رغبتي قبل البوح
وأصرّ والدي أنْ أتعلم مصلحة أمّي
في الحلاقة والتجميل
يقول لي أمّك تحتاجك أكثر
وتعلمت مهنة والدتي مُرغمة
لكنّني لمْ أستمرّ
كانت الدراسة تشغلني أغلب الوقت
وفي عطلة الصيف كنت أقضي الوقت عابثة
أضيّع وقتي في الرقص والغناء وأرسمُ أحياناً
وأبعثرُ وريقات أكتبُ عليها ما اتفق مِن سطور عابرة
في رأس فارغة مشغولة تحلم وتسرح وتغيب عن أرض الواقع
المحدود بحواجز مصنوعة مِن قِبل الأهل والمجتمع المُحيط
اليوم بيدي جاكيت جوخ قديم لا ألبسه رُبّما صرت أسمن عن ذي قبل
مِن الجلوس الطويل وأنا أقرأ وأكتب على كمبيوتري القديم
لو أستطيع تحويله إلى شيء أستفيد مِنه
ليت أبي تركني بعض وقت على حريتي لكنت خياطة ماهرة
في رأسي أعشق تحويل القطع القديمة رُبمّا إلى وجه وسادة
أو ما شابه مِن مستلزمات صارت بثمن لا يتوقعه مخلوق
أنْ يصلَ إلى هذا السعر الغريب
رحمك الله أبي لماذا حجزتني في مقاس يعجب هواك فقط
وكثير مِن البشر يشبهون أبي رحمه الله يخططون
مستقبل أولادهم كما يرغبون دون سؤال
وحتى الأجوبة عندهم هي نفّذ
ولا تعترض
تفاصيل تمرّ في رأسي
بعضها يجعلني أتحسّر وأشياء تفرحني
وعلى جميع الأحوال أحياناً أقنع نفسي أنّني بخير
أعودُ وأبتسم والكلّ حولي يظنّ أنّني ساذجة بسيطة
كون هذا الوقت البخيل لا شيء يفرح بين ثناياه
..
(ماذا بعد)
هل يتسع القلب للمزيد
وماذا بعد وقد أُشبِعت الأرض بالدم
أسرفَ الظلم والضلال والهروب والهذيان
وسادت لغة البؤس والقهر والضياع
هُباء يتلوه هُباء وماذا بعد يا الله
..
هُدى الجلاّب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق