اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أحلم بعينين مفتوحتين_ قصة قصيرة | ليانة بدر

كيف يمكن ان يعثر المرء على سبب دوافعه للكتابة فيما يبدو وكأنه عملية أخرى من عمليات تنفس الهواء، اجتراع هواء الحرية بما يكفي لرفد الدهاء برغبة العيش، وانتفاضة الامل رغم المستحيلات؟ أيمكن ان نتجه بسؤالنا لأي كاتب في الوقت الذي يعرف فيه نفسه بكتابته اكثر من خطوط بصمات أصابعه، "نوع شعره ولون عينيه؟

أكتب لانه من المستحيل على من كانت مثلي مصابة بالتحسس من الغبار والرطوبة ولقاح الازهار التنفس الحر في معظم فصول السنة، فكيف لو كانت محاطة بفيض من أوضاع اجتماعية صعبة حولها، وظروف سياسية تفت الحديد او الحجر، فكيف يبني الانسان؟



أكتب لانني امرأة تعاني اضطهادا مسبقا لمجرد فكرة وجودها، سيما وان امي التي كان يطلق عليها "ملكة جمال البلاد" ماتت اكتئابا لان احدا لم يكلف خاطره بالالتفات الى ذكائها وقدراتها المتكاملة، بل وان انجابها لخمس فتيات صغيرات عفيات وذكيات حسب اعتقادها اكسبها بغض المجتمع متوجا بلقب "ام البنات".

أكتب لانني كنت سعيدة في بيت أهلي حين كنت في السنة الثانية الابتدائية. لكنني لم أعد الى بيتنا ابدا منذ تواصل مكوث أبي في السجن السياسي، وكان قبلها نزيلا متقطعا له، كم كان لذيذا العودة الى أحضان الوالدين كلما استغرقتني غفوة دافئة اثنا0احدى سهراتهما في بيوت الاصدقاء، وذلك الشعور بالاستسلام بين أيدي الكبار وهم يحطونني الى الفراش وأنا اخفي رفرفة الجفنين كيلا يعرفونا اني قد صحوت وأنا التي لا أريدهم ان يعرفوا ذلك.

أكتب لانني نلت ما يكفي من الخناقات مع أمي ومع الاقارب من حولي على عدم فهمي والتزامي بما يتحتم على أية صبية طيبة الالتزام به، لذلك ضجرت واردت ان أضع لنفسي جناحي حورية من ذهب، اطير وقتما أريد، واحط متى وددت. وارسم وحدي مع أهل الحكاية خطط الرجوع او الذهاب او التحليق فوق. بعيدا الى الأعلى، او الى اسفل الجحيم ذاته.

وقد كتبت قصتي القصيرة الاول لكي تكون مبردا للتداول مع الشاب الاول الذي زينت فتنة وسامته حياتي المراهقة آنذاك، ولكنه أفلتها من يده بابتسامة تفهم لحماقتي، ولم يعد أبدا الى طرق أي موضوع يتعلق بكتابتي مرة اخرى.

ومع هذا فقد كنت أذكر قبلها نبوءة غامضة لآمي من مبصرة استانبولية قابلتها في شهر عسلها، وأخبرتها بان ابنة لها سوف تحكي عنها كثيرا من خلال كتاباتها المنشورة والتي سوف تحصل على شهرة كبيرة في المستقبل.

وربما أكتب لانفي لا اجيد شيئا آخر عدا الحلم بعينين مفتوحتين حسب اعتقادي بحيث لا استطيع ان أقنع أحدا حول بثقل وجودي بما يتجاوز صفحات كتاب أو رواية. ولم لا؟ مادمت أعيش وسط شعب يقكن يوميا من أرضه مه اشجار الزيتون الرومانية المعمرة لكي يرضي نهم الشركات الاستيطانية الاستعمارية التي تهدي بلادنا شبرا شبرا لمهاجرين فقدوا اتصالهم بالوطن، ولا يجدون حرجا في مواصلة التهام أرضنا واضطهادنا، وتدمير حياتنا بحجة أن غيرنا اضطهدهم ودمر حياتهم قبل أكثر هن خمسين عاما.

لهذا كتبت عن الحروب، وعن القلق، وعن ضرورة اكتشاف المرء لموقعه في عالم تتضارب فيه القيم، وتباع فيه الاشياء حسب براعة وكلا0الدعاية ومديري التسويق، عالم يحاول ازالتنا من الوجود كشعب حر يحتفظ بقيمه وثقا فته، ليرضي عقدة الذنب الاوروبية واطماع الدول الكبرى في استمرار الكولونيالية على أرضنا.

حين كتبت رواية "بوصلة من اجل عباد الشمس" كنت أريد التأقلم مع عالم فقد طراوته ويناعته بسبب من الحروب المتواصلة في منطقتنا. تلك الحروب التي بدأت عام 1948. حين جرى طرد الفلسطينيين من أرضهم. وتم استبدالهم بالعنف والابادة. جرى في فلسطين منذ تلك الايام ما يجري في كوسوفا اليوم، لكن أجهزة التصوير التليفزيوني والكاميرات لم تتوافر في تلك الايام لتشهد العالم على ما ارتكب بحقنا. الأدب هو الشهادة الحية لما عاشه الناس، ولما عانوه في فلسطين، ليس فقط أثناء النكبة، وانما في حروب أخرى فيما بعد.

أحكي في "بوصلة من أجل عباد الشمس" عن المعاناة الشخصية التي عشتها خلال حرب 1967، حين وجدت نفسي مع اهلي على قارعة الطريق بين أريحا وعمان في طريق بلا عودة، والطائرات الاسرائيلية المغيرة تسقط خزانات النابالم فوق رؤوسنا. ذلك اليوم الذي ماتت فيه ابنة صفي "هند" متفحمة مع عائلتها في سيارة مدنية عادية. وفي الرواية أتأمل الحروب المتواصلة التي وقع فيها الفلسطينيون أسرى وضحايا لها بسبب من هجرتهم المأساوية عام 1948، وأحاول تأمل موضوع النضال وعامية معنى الارهاب، لكي نميز الفرق بين اتجاهات البوصلة، وفعل المقاومة الحقيقي دون شعارات مسبقة تبرر ما لا نريده.

لهذا كتبت رواياتي "عين المرآة" و "نجوم اريحا" و "بوصلة من أجل عباد الشمس"، ولهذا ولدت بقية كتبي من مجموعات قصصية او شعر، لكي تعمق الاسئلة الوجودية التي تحيطني، أكتبها بحثا عن أجوبة للاشياء المستحيلة التي أواجهها كامرأة تنتمي الى شعب مطحون بالهجرة والابادة، لكن نهاية كل عمل ترسم مرحلة لا أكثر، ففي بوصلة من أجل عباد الشمس قلق البدايات لحركة التحرر والمقاومة للفلسطينيين، وأسئلة حول نهج الاستعداد الذاتي لمن يحاولون فهم نهج البطولة. وفي "عين المرأة" سؤال وجودنا الحائر أمام المجازر المتواصلة التي نتعرض لها بدءا من تل الزعتر الى صبرا وشاتيلا، وفي "نجوم اريحا" تساؤل القلق الذي اثارته حرب الخليج الأليمة ومحاولة استعادة متخيلة للوطن عبر نجوم أريحا التي هي ذاتها نجوم بيت لحم. أما في "شرفة علي الفاكهاني" التي كتبتها على شكل مجموعة من القصص الطويلة. "نوفيللا" فهناك أسئلة فرح حياتنا الاعتيادية حين تدمرها قنابل الطائرات المغيرة دون ان تتكلف أجهزة الرادار عناء تقصي اعداد البشر العاديين والأطفال وطيور الكناري التي تتناثر أقفاصها مع خمل الشعر الآدمي الأثاث الممزق بعد الغارات.

لهذا أيضا كتبت عديدة هما كتبت للاطفال قصصا تحمل كل منها أصواتا لبشر وموسيقى وأفراحا او احزانا عرفت فيها خصوصية الأوضاع الفلسطينية التي تعيش دوما على حواف المنفى والهجرة او الابادة.

وكل ذلك، وكل ما يمكن أن أكتبه فيما بعد، ليس الا أسئلة تتمحور حول الهوية والذاكرة. فيتهيأ لي بأننا لن يمكننا استرداد هويتنا التي مزقتها المنافي والحروب الا باعادة صياغة العلاقة الحيوية مع الذاكرة، وقبل كل شيء.

وربما لهذا السبب أحاول التفتيش في كتاباتي عن معنى كوني امرأة، وفلسطينية، في عصر فقد معنى الانصاف.


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...