حين أعبر بوابة الذكرى،يعتريني الذهول و الحسرة،فأغرق في دأماء دهماء كنت أعيشها ذات زمن،سنين معجونة بالعبرات و الألم،إذ أتذكر شخصا كان و لا زال يدعى أبي،أو كما كنا نسميه-أنا و إخوتي-(بالدكتاتور) فالبسمة كانت لا تعرف لشفتيه سبيلا و الحنان لا يعرف لقلبه دربا،فإذا بنا اليوم نتندر على كل هذا بمجلسنا و في أفئدتنا غصة لا تمحيها الأيام و لا تزيلها السنون،
قد كبرنا بلا حنان لا نجد دثارا دافئا حين برد المتاعب و المصاعب،و هو في غفلة عنا خارج البيت و نحن نتململ و نكتوي بنار الحياة و أحبولة الشباب فلم نكن نراه إلا نادرا إذ كان يخرج من البيت صباحا و لا يئيب إليه إلا و نحن نيام في مضاجعنا،كنا لا نجسر الاقتراب منه لسطوته و جبروته،فوقت طرقه للباب نتوقف عن الكلام أو الضحك فنحسب أن ألسنتنا قد خرست أو أنها لا تعرف غرف الكلم من جوف عقولنا في حضوره،حتى المرأة –أمي- التي عرفها و تزوجها و هو لم يتعد عقده الثاني عانت من كل ما كنا نعانيه إذ لا تجرؤ على إبداء رأيها في شأن كان حتى حسبتها يوما أنها أمة لا أم جارية لا صاحبة بيت،كبرنا و لم نعش صغرنا و لم نذق طعم الطيش و النزق و هفوات الطفولة،كبرنا بتعاقب الزمن كأننا ولدنا كبارا ليس كباقي البشر،يمرون بمراحل الحياة الطبيعية العادية.صرنا اليوم و الشيب يملأ رؤوسنا مثل الثلج في فصل القر و ما نزال نحتاج إلى ذاك الحضن الذي لا يضاهيه حضن ننسى فيه الهموم و العثرات ندفن فيه الأتراح و الأحزان،ما زلنا اليوم و نحن على مشارف القبر نأمل أن نطوق بذراعي والدي و نبكي بكاء الطفل الحزين،الذي كبر و ما يزال طفلا حزينا.أبتي:( أحبك،و سأبقى كذلك،فالدم الذي يسري في شراييني هو دمك و الاسم الذي أحمله هو اسمك،و سأبقى أدعو لك ربي في السراء و الضراء كي يحفظك من كل سوء و يغفر لك و لي الذنوب و الخطايا) *******
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
قد كبرنا بلا حنان لا نجد دثارا دافئا حين برد المتاعب و المصاعب،و هو في غفلة عنا خارج البيت و نحن نتململ و نكتوي بنار الحياة و أحبولة الشباب فلم نكن نراه إلا نادرا إذ كان يخرج من البيت صباحا و لا يئيب إليه إلا و نحن نيام في مضاجعنا،كنا لا نجسر الاقتراب منه لسطوته و جبروته،فوقت طرقه للباب نتوقف عن الكلام أو الضحك فنحسب أن ألسنتنا قد خرست أو أنها لا تعرف غرف الكلم من جوف عقولنا في حضوره،حتى المرأة –أمي- التي عرفها و تزوجها و هو لم يتعد عقده الثاني عانت من كل ما كنا نعانيه إذ لا تجرؤ على إبداء رأيها في شأن كان حتى حسبتها يوما أنها أمة لا أم جارية لا صاحبة بيت،كبرنا و لم نعش صغرنا و لم نذق طعم الطيش و النزق و هفوات الطفولة،كبرنا بتعاقب الزمن كأننا ولدنا كبارا ليس كباقي البشر،يمرون بمراحل الحياة الطبيعية العادية.صرنا اليوم و الشيب يملأ رؤوسنا مثل الثلج في فصل القر و ما نزال نحتاج إلى ذاك الحضن الذي لا يضاهيه حضن ننسى فيه الهموم و العثرات ندفن فيه الأتراح و الأحزان،ما زلنا اليوم و نحن على مشارف القبر نأمل أن نطوق بذراعي والدي و نبكي بكاء الطفل الحزين،الذي كبر و ما يزال طفلا حزينا.أبتي:( أحبك،و سأبقى كذلك،فالدم الذي يسري في شراييني هو دمك و الاسم الذي أحمله هو اسمك،و سأبقى أدعو لك ربي في السراء و الضراء كي يحفظك من كل سوء و يغفر لك و لي الذنوب و الخطايا) *******
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق