لقد أدى موقع " الموقد الثقافي " دوراً هاماً كان يضطلع به ، وخدم الحراك الثقافي برسالته الادبية والتنويرية النهضوية ، واحتضن كل الاقلام الشعرية والقصصية والروائية والنقدية الساطعة المضيئة ، وتميز بمواضيعه القيمة التي كان يختارها صاحبه والمشرف عليه الشاعر سيمون عيلوطي ، بدوقه الرفيع .
لقد شكل " الموقد الثقافية " عنواناً ومدرسة حقيقية ، واتسم بقوة التحرير ، وعمق الموضوعات وتنوعها ، واهتم بنشر الابداع بالنقد والتقييم ، وقام بافراز جيل جديد من المواهب الابداعية التي ينتظرها مستقبل ادبي واعد وزاهر . وكان ايضاً نافذة لاطلالات الاقلام الادبية من الوطن العربي الرحب .
لقد ملأ " الموقد الثقافي " فراغاً وكان له هوية وبصمة كبيرة ، وباحتجابه يترك فراغاً ثقافياً كبيراً ، فتحية حب وتقدير لصاحب " الموقد " سيمون عيلوطي الذي عمل بكل جهد وصدق وأمان ، وادى الرسالة كما يجب ، ونتمنى له حياة عريضة ، وعمراً مديداً زاخراً بالنشاط والعطاء والانتاج الادبي .
سيمون عيلوطي عاطاك العافية ، وهي بلا شك استراحة المحارب .
تعقيب الشاعر سيمون عيلوطي
الموقد كما يراه الأديب شاكر فريد حسن
الأديب شاكر فريد حسن، طالما أَوْقدَ "الموقد" بِمداد عباراته التي تمتاز بفن البوح وأصدقه. يسيّره في كل مّرَّة برؤية حَداثيَّة نَهضويَّة تتَّسم بمواقف طلائعيَّة، يطرحها بِجُرْأَة قلَّ نظيرها في زمن تهاوت فيه عند البعض الثّوابت الوطنيَّة، وهانت عند البعض الآخر ركيزة الهويّة الثقافيَّة المجتمعيَّة، التي كثيرًا ما نادى بإعلاء شأنها في أدبنا وحركتنا الثقافيّة.
وكم أجلَّه لوقوفه إلى جانب المُهمَّشين، ومناصرته للأدباء الّذين يتعرَّضون للملاحقات السّياسيَّة، أو للتَّصفية الجسديَّة بنيران القوى الظَّلاميَّة التي أصبحت أيضًا يدها الغادرة تعيث خرابًا بقبور رموزنا الشّعريَّة والأدبيَّة، مثلما فعلوا في مرقد صاحب "رسالة الغفران"، المعرّي، وغيره من العظماء.
شاكر فريد حسن، يعتبر واحدًا من أوائل المهتمّين والمتابعين لسير حركتنا الأدبيّة، يغوص فيها عميقًا، فتتجلّى بمقالات يكتبها حول أدب هذا الأديب أو ذاك. أعترف بأنه في هذه المقالات، لفت انتباهي إلى أمور هامَّة في أدبنا، تستدعي الوقوف عندها لاكتشافها ورصد دررها القيّمة.
شاكر فريد حسن، كتب قبل سنوات مقالة حول "الموقد"، مبرزًا فيها دوره في تنشيط حياتنا الثقافيّة، ومبيّنًا حسن اختياره في نشر النّصوص الأدبيَّة، ما لفت نظر العديد من الكتَّاب والأدباء، فأصبحوا يخصّون بكتاباتهم "الموقد" أوّلاً.
سرَّني أن "الموقد" حين غادر الشّبكة العنكبوتيّة، كان قد أدّى دوره الثقافيّ بأمانة وبمحبَّة للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق