النص:
تلوّن
يعيشان معاً في جسدٍ واحد، يحمل الأول سبحته متنقّلاً بين دور العبادة، يتصدّق على الأطفال اليتامى ويتحبّب إليهم، وفي الليل يتفقّد الأخرُ أمهاتهم.
*************
العنوان : تلوّنٌ مصدرٌ نكرة ٌللفعلِ الخماسيّ تلوّنَ
نقول: تلوّن الثَّوْبُِ : تَغَيُّرُ لَوْنِه.
ِتَلَوُّنُ الوَجْهِ : اِضْطِرابُهُ ، اِخْتِلافُ أَلْوانِه
ِتَلَوُّنُ آراءِ الرَّجُلِ : تَغَيُّرُها ، عَدَمُ ثُبُوتِها على شَيْءٍ.
فنتساءلُ: ما الّذي قصدهُ الكاتبُ من المعاني السابقة ؟
وأيّ تغيّرٍ يريدُ؟..
لكنّنا بعدَ قراءةِ النّصّ اتّضحَ لنا مقصدهُ.
ولعلّ الكاتبَ أرادَ المعنى الّذي يدلُّ على تغيّرِ الرّأيِّ والموقفِ..
تبعاً لمصالحهِ الشّخصيّة ..
وهو عنوانٌ يلمّحُ ولايكشفُ. ..
الفكرةُ : عالجَ الكاتبَ قضيتينِ أساسيتيّنِ :
الأولى : مشكلةُ ازدواجيّةُ المعاييرِ حسبَ المصالحِ والميول ِالشّخصيّةِ، وهذا مرضٌ اجتماعيٌّ ليسَ حكراً على طائفةِ أو فئةِ معينةِ ..ويثبتُ ذلكَ استخدامهُ كلمةَ ( دور العبادة) دونَ تحديدِ نوعها.
الفكرةُ الثانيةُ: الفسادُ الأخلاقيّ الّذي يمارسهُ بعضُ المستغلينَ الّذينَ ينتهزونَ حاجةَ الفقراءِ لإرضاءِ رغباتهمْ.
فكرتان جميلتان.
عرضَ الكاتبُ فكرتيهِ في قالبِ القصّةِ القصيرةِ جدّاً الّتي امتازتْ بالتّكثيفِ البارعِ ، مستخدماً الأفعالَ المضارعة َ( يعيشان/ يحملُ/ يتصدّقُ/ يتحبّبُ /يتفقدُ /
و الفعلُ المضارع ُفي التّعريفِ يدلُّ على مجموعِ أمرينِ:
حَدَث (مَعْنَى)، وزَمَن صالح للحالِ والاستقبالِ في الأكثرِ الأعمّ .
ثمّ استخدمَ الكاتبُ بعضَ الأسماء ِلتدلّ على الثبوتِ .
وكذلكَ وظّف الكاتبُ جملاً بسيطةً ، غلبتْ عليها الفعليةُ التّي عملتْ على تسريع ِالإيقاعِ السّرديِّ بلا استرسالِ..
أمّا قفلتهُ : فجاءت ْمدهشةً غيرَ متوقّعةٍ ، عندما صدمَنا بأنَّ بطلهُ يعمدُ ليلاً لتفقّدِ أمهاتِ اليتامى الذينَ تصدّقَ عليهم في وضحِ النّهارِ،
ليتركنا في حالةِ إرباك ٍذهنيٍّ تفتحُ لنا أبوابَ التّخيّلِ والتّأويلِ.
نصٌ جميلٌ… بيدَ أنّني كنتُ أتمنّى لو لمْ يستعمل ( في جسدٍ واحدٍ)
حيثُ سرّعتْ في عمليّةِ كشفِ المستورِ المبكرِ عن وصفِ بطلِ القصّةِ
واكتفى ب( يعيشان معاً) لأصبحى المعنى مخفيّاً شفّافاً..
الشكرُ الجزيلُ للكاتبِ الأستاذ هيثم العجيب..
تلوّن
يعيشان معاً في جسدٍ واحد، يحمل الأول سبحته متنقّلاً بين دور العبادة، يتصدّق على الأطفال اليتامى ويتحبّب إليهم، وفي الليل يتفقّد الأخرُ أمهاتهم.
*************
العنوان : تلوّنٌ مصدرٌ نكرة ٌللفعلِ الخماسيّ تلوّنَ
نقول: تلوّن الثَّوْبُِ : تَغَيُّرُ لَوْنِه.
ِتَلَوُّنُ الوَجْهِ : اِضْطِرابُهُ ، اِخْتِلافُ أَلْوانِه
ِتَلَوُّنُ آراءِ الرَّجُلِ : تَغَيُّرُها ، عَدَمُ ثُبُوتِها على شَيْءٍ.
فنتساءلُ: ما الّذي قصدهُ الكاتبُ من المعاني السابقة ؟
وأيّ تغيّرٍ يريدُ؟..
لكنّنا بعدَ قراءةِ النّصّ اتّضحَ لنا مقصدهُ.
ولعلّ الكاتبَ أرادَ المعنى الّذي يدلُّ على تغيّرِ الرّأيِّ والموقفِ..
تبعاً لمصالحهِ الشّخصيّة ..
وهو عنوانٌ يلمّحُ ولايكشفُ. ..
الفكرةُ : عالجَ الكاتبَ قضيتينِ أساسيتيّنِ :
الأولى : مشكلةُ ازدواجيّةُ المعاييرِ حسبَ المصالحِ والميول ِالشّخصيّةِ، وهذا مرضٌ اجتماعيٌّ ليسَ حكراً على طائفةِ أو فئةِ معينةِ ..ويثبتُ ذلكَ استخدامهُ كلمةَ ( دور العبادة) دونَ تحديدِ نوعها.
الفكرةُ الثانيةُ: الفسادُ الأخلاقيّ الّذي يمارسهُ بعضُ المستغلينَ الّذينَ ينتهزونَ حاجةَ الفقراءِ لإرضاءِ رغباتهمْ.
فكرتان جميلتان.
عرضَ الكاتبُ فكرتيهِ في قالبِ القصّةِ القصيرةِ جدّاً الّتي امتازتْ بالتّكثيفِ البارعِ ، مستخدماً الأفعالَ المضارعة َ( يعيشان/ يحملُ/ يتصدّقُ/ يتحبّبُ /يتفقدُ /
و الفعلُ المضارع ُفي التّعريفِ يدلُّ على مجموعِ أمرينِ:
حَدَث (مَعْنَى)، وزَمَن صالح للحالِ والاستقبالِ في الأكثرِ الأعمّ .
ثمّ استخدمَ الكاتبُ بعضَ الأسماء ِلتدلّ على الثبوتِ .
وكذلكَ وظّف الكاتبُ جملاً بسيطةً ، غلبتْ عليها الفعليةُ التّي عملتْ على تسريع ِالإيقاعِ السّرديِّ بلا استرسالِ..
أمّا قفلتهُ : فجاءت ْمدهشةً غيرَ متوقّعةٍ ، عندما صدمَنا بأنَّ بطلهُ يعمدُ ليلاً لتفقّدِ أمهاتِ اليتامى الذينَ تصدّقَ عليهم في وضحِ النّهارِ،
ليتركنا في حالةِ إرباك ٍذهنيٍّ تفتحُ لنا أبوابَ التّخيّلِ والتّأويلِ.
نصٌ جميلٌ… بيدَ أنّني كنتُ أتمنّى لو لمْ يستعمل ( في جسدٍ واحدٍ)
حيثُ سرّعتْ في عمليّةِ كشفِ المستورِ المبكرِ عن وصفِ بطلِ القصّةِ
واكتفى ب( يعيشان معاً) لأصبحى المعنى مخفيّاً شفّافاً..
الشكرُ الجزيلُ للكاتبِ الأستاذ هيثم العجيب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق