كُنت أنظُر فِي ذهول إلَى أمّه، وهِي تدخُل بيتنَا حَاملة طوقًا مِن الياسَمين وقطعةً من الحلوَى، فيمَا رَاح هُو يلتَهمنِي بعُيونِه الجمِيلَة، نعَم لقَد كانَت جَميِلة كَحبتَي اللُّؤلؤ تَتراقَصَا يمنةً ويُسرَة ...أحسَست بنَفسيِ وهِي مُرغمَة علَى أفعَال لَم تعتَدها، بدَأت أفقد توَازنِي بِهَذا الحِذاء ذو الكعبِ العَالي الذِّي أجبِرت عَلى ارتدَائه ...كنتُ أتدَحرج فِي صَمت مِن الذّهُول نحوَ هاوِية فقدَان الوَعي وأنَا أشاهِد أمّي التِّي غَمرتها فَرحَة لَا حدُود لَها، تَحمِل طَوق الياسَمين كأنّهَا تخَاف
أَن يخطَف مِنها، أَمّا أبِي فَراحَ يُمسِك بِيد أبِيه ويُجلِسُه فِي مُتكئ أعِدّ لهَذه المُناسَبة. أخوَاتي يحمِلن صوانٍ مِن الحَلوَى الشَهيّة... لحظَة استِنفار قُصوى لَا أحَد يبَالي للوَجع الذّي استَقر أسفَل قدمَيّ والأسَى الذِّي احتَل قلبِي، إلاّ جِدّتِي التِّي كانَت تَنظر إليَّ مِن وقتٍ لآخَر وكَأنّها تُودِّعنِي باغَتتنِي الدّموع وَأنا أشَاهِد هَذا المَشهد الغرِيب... استأذَنت أمِّي وأمَّه وأبِي وأبَاه والكُل. ..والكُلّ اندَهشُووا من استئذانِي المبَاغِت، فيِما راحَت أمِّي تلطِّف الجَلسة بكذِبها الأبيِض... دخَلت غُرفتِي، ارتَميتُ كالمَجنونَة عَلَى السّرير أحتمِي فِي أحلَامي الجَميلَة التِّي ارتَسَمت على وسَادتِي، انفَجر الدَّمع الذِّي كُنت أكتُم أنفاسَه مُنذ قلِيل. ..أحسَست بالفَرح البَرِيء ينهَار عَلى أطلاَل الحَقيقَة، لم أكُن أعرِف مَاذا أفعَل ظَلّت أخَواتِي وأمِّي ينتظِرنني كَي يُلبسَني المِحبَس... تعَالت فَجأةً زَغاريد خَانقَة أيقَضتنِي مِن شرودِي، استقَمت حامِلة وَجعِي وحقِيقة مفَادها أنَّني سَأتزَوّج قَريبًا...
لَم أعُد البنت الصَّغيرة المُدلّلة التِّي تتَحصّل على كلّ مَا تُريد، أبِي لن يحمَلني علَى ظَهره كمَا اعتَاد دَوما، أمِّي لن تَحكِي لِي حِكايَة ما قبل النَّوم... لم تَعد فَراشَاتِي صَغيِرة، وقِطّتِي سأِتركُها قَريبٍا... لن أتشَاجَر مَع إخوَتِي بَعد اليَوم أيضًا... كلّ شَيء لن يَعودَ كمَا كَان سأُصبِح امرَأة، وأنتظِر مولودا جَديدا...هَذا كُل ما قَالته لِي جَدّتِي عندمَا دَخلت غَرفتِي وهِي تمسَح الدمعَ عن مُقلتيّ، ضمَّتنِي إلى صَدرها أحسَستُ بِها وبِطوقِ الياسَمين الذٌي أحضَره لهَا جَدّي حِين خِطبتها...إنَّها دورَة الحَياة تَبدأ بطَوق الياسَمِين، تأمّلتُ تَجاعيد وَجهِها وتسَاءلت فِي صَمت أحَقًا كَانت صَبيّةً مِثلِي ؟
مريم بغيبغ/ الجزائر.
أَن يخطَف مِنها، أَمّا أبِي فَراحَ يُمسِك بِيد أبِيه ويُجلِسُه فِي مُتكئ أعِدّ لهَذه المُناسَبة. أخوَاتي يحمِلن صوانٍ مِن الحَلوَى الشَهيّة... لحظَة استِنفار قُصوى لَا أحَد يبَالي للوَجع الذّي استَقر أسفَل قدمَيّ والأسَى الذِّي احتَل قلبِي، إلاّ جِدّتِي التِّي كانَت تَنظر إليَّ مِن وقتٍ لآخَر وكَأنّها تُودِّعنِي باغَتتنِي الدّموع وَأنا أشَاهِد هَذا المَشهد الغرِيب... استأذَنت أمِّي وأمَّه وأبِي وأبَاه والكُل. ..والكُلّ اندَهشُووا من استئذانِي المبَاغِت، فيِما راحَت أمِّي تلطِّف الجَلسة بكذِبها الأبيِض... دخَلت غُرفتِي، ارتَميتُ كالمَجنونَة عَلَى السّرير أحتمِي فِي أحلَامي الجَميلَة التِّي ارتَسَمت على وسَادتِي، انفَجر الدَّمع الذِّي كُنت أكتُم أنفاسَه مُنذ قلِيل. ..أحسَست بالفَرح البَرِيء ينهَار عَلى أطلاَل الحَقيقَة، لم أكُن أعرِف مَاذا أفعَل ظَلّت أخَواتِي وأمِّي ينتظِرنني كَي يُلبسَني المِحبَس... تعَالت فَجأةً زَغاريد خَانقَة أيقَضتنِي مِن شرودِي، استقَمت حامِلة وَجعِي وحقِيقة مفَادها أنَّني سَأتزَوّج قَريبًا...
لَم أعُد البنت الصَّغيرة المُدلّلة التِّي تتَحصّل على كلّ مَا تُريد، أبِي لن يحمَلني علَى ظَهره كمَا اعتَاد دَوما، أمِّي لن تَحكِي لِي حِكايَة ما قبل النَّوم... لم تَعد فَراشَاتِي صَغيِرة، وقِطّتِي سأِتركُها قَريبٍا... لن أتشَاجَر مَع إخوَتِي بَعد اليَوم أيضًا... كلّ شَيء لن يَعودَ كمَا كَان سأُصبِح امرَأة، وأنتظِر مولودا جَديدا...هَذا كُل ما قَالته لِي جَدّتِي عندمَا دَخلت غَرفتِي وهِي تمسَح الدمعَ عن مُقلتيّ، ضمَّتنِي إلى صَدرها أحسَستُ بِها وبِطوقِ الياسَمين الذٌي أحضَره لهَا جَدّي حِين خِطبتها...إنَّها دورَة الحَياة تَبدأ بطَوق الياسَمِين، تأمّلتُ تَجاعيد وَجهِها وتسَاءلت فِي صَمت أحَقًا كَانت صَبيّةً مِثلِي ؟
مريم بغيبغ/ الجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق