اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

باثور رئيس المخفر | قصة : مصطفى الحاج حسين

في صباحٍ مشمسٍ ، وبينما كان رئيس المخفر ، ( أبو رشيد ) يجلس على كرسيه ، فوق المصطبة ، عند باب المخفر ، حيث كان يدخن ، ويتلهى بمراقبة القرية القريبة ، عبر منظاره الجديد ، وإذ به يلمح رجلاً قروياً يتّجه إلى العراء ، وحين ابتعد عن الأنظار ، تلفت يمنة ويسرة ، ثمّ رفع ( كلابيته ) على عجلٍ ، قرفص ، وخلال دقيقة تناول من قربه حصوة ، مسّح بها ثمّ نهض .

استرعى هذا المنظر ، اهتمام رئيس المخفر وفضوله ، فصرخ على الفور ينادي حاجبه ، ولمّا خرج إليه ، الشرطي ، ( خليل ) ، أمره قائلاً :
- إذهب إلى هناك .. وأشار بيده صوب القرية ، ناحية القروي ..
- أحضر ذاك البدوي بسرعة .
امتطى الشرطي حصانه ، وانطلق صوب القرية مسرعاً .
كان الرجل القروي ، قد اقترب من قباب القرية ، حين ناداه الشرطي :
- قف .. عندك .. لا تتحرك .
انبعثت رعشة عنيفة في أعماق القروي ، تلعثمت كلماته :
- خير ياوجه الخير !! .. ماذا تريد ؟!
- امشِ قدامي إلى المخفر .. هيّا تحرك .
تضاعف الخوف في أعماق القروي ، وأراد أن يستفسر :
- ولكن لماذا ياوجه الخير .. أنا لم أفعل شيئاً ؟! .
صاح الشرطي ( خليل ) من فوق حصانه ، الذي لم ينقطع لهاثه ، بعد :
- تحرّك ياكلب .. قسماً سأنزل وأدوسك بحذائي .
- لكن ياحضرة الشرطي ...
لم يتركه يكمل كلامه ، فقد اقترب منه ، وهوى عليه بسوطه .. صارخاً :
- تحرّك .
كان القروي يتعثّر بخطواته بين الفلاة ، والشرطي من فوق حصانه ، يحثّه مرّة على العجلة ، ويسوطه مرّة أخرى .
اقترب من رئيس المخفر ، فتطلّع الرجل إلى ( أبي رشيد ) بهلع ، بينما كانت مفاصله ترتعش .. رمقه رئيس المخفر بنظرة صارمة ، ونهض :
- الحق بي إلى مكتبي .
حين أغلق رئيس المخفر الباب على الرجل ، المرتعد الفرائض ، أيقن أن جريمة فظيعة ، سوف تنسب إليه .
غير أن رئيس المخفر ، نظر إليه وابتسامة لزجة ارتسمت تحت شارببه :
- ما اسمك ؟ .
- أنا ياسيدي .. اسمي .. ( خميس ) أبو حسين .
- أريدك يا أبا حسين أن تحدّثني بصراحة .
واندفع ( خميس ) ليقسم لرئيس المخفر ، وكان الخوف قد بلغ ذروته :
- أنا والله لم أفعل شيئاً .
ابتسم رئيس المخفر ، أدرك أنه رجل ذو هيبة ، يخافه الجميع :
- لقد ساهدتك وأنت تقرفص ( وتفعلها ) بسرعة .
علت الدّهشة وجه ( خميس ) همس كمن يقر بذنبه :
- نعم .. فعلتها .. لماذا أكذب ؟! .. ولكنني لم أكن أعرف أن هذا ممنوع .
صرخ رئيس المخفر :
- اسمعني ياغبي .. لا تقاطعني .. الحكومة لا تمنع مثل هذه الأمور ، لأنها لا تعتبر من الأعمال السياسية .
ثم استدرك محاولا شرح الموقف ، للمواطن ( خميس ) ، الذي لم يزايله الخوف حتى الآن :
- أنت - فعلتها - بسرعة ، وأنا أمضي أكثر من ساعة في المرحاض ، أريدك أن تساعدني حتى أستطيع أن - أعملها - مثلك ، بعجلة .. أنت لا تعرف كم أنا أعاني وأتعذّب كلّ يوم .
بعد جهدٍ استطاع المدعو ( خميس ) أن يفهم مايريده منه رئيس المخفر ، ولأول مرّه يزايله خوفه ، ويتجرأ ويرسم على شفتيه اليابستين شبه ابتسامة :
- أمن أجل هذا أرسلت في طلبي ؟! .
- نعم .
- بسيطة .. ياسيادة رئيس المخفر .. القضية في غاية السّهولة .
وهنا استبشر رئيس المخفر ، خيراً ، فهتف بفرحة :
- كيف ؟؟؟؟؟ .. قل لي .. أرجوك .. فأنا أتعذّب .. وأضيع معظم وقتي داخل المرحاض .
تضاعف شعور ( خميس،) بثقته بنفسه ، فها هي الحكومة بكلّ جبروتها وعظمتها وهيبتها ، تلجأ إليه وتستشيره ، في قضية على غاية من الأهمية .. لذلك أجاب :
- أنا ياسيدي .. عندما أتضايق ، أحاول أن أؤجلها .. وكلما تضايقت أضغط على نفسي ، حتى - أحمّصها - ، وعندها أهرع إلى البريّة ، وخلال دقيقة أكون قد انتهيت .
ابتسم رئيس المخفر .. شعر بالراحة والسعادة ، أخيراً سيضع حداً لهذا العذاب المضني ، وأقسم في أعماقه ، أن يكافئ ( خميس ) إن نجحت وصفته هذه :
- إذاً عليّ أن - أحمّصها - ، أليس كذلك ؟ .
- نعم سيدي .
في اليوم التالي ، رفض رئيس المخفر أن يدخل دورة المياه ، قبل أن يغادر ببته .. توجه إلى المخفر ، وهو يشعر بالضيق بعض الشيء ، لكنه يبنفذ ماطلبه منه ( خميس) سوف - يحمّصها - .
وحين دخل إلى مكتبه ، استدعى كافة عناصره ، كعادته ، ليشربوا الشاي .. لكنه سرعان مابدأ يتململ في قعدته ، فوق كرسيه ، ومع هذا كان يردد بداخله :
- ليس الآن .. عليّ أن أنتظر ، حتى - أحمّصها - ، ( خميس ) قال لي هذا .
مضى كثير من الوقت ، وهو يثرثر مع عناصره ، محاولاً كبح مؤخرته ، عن الانفجار .
أخيراً ، شعر بمغصٍ شديد ، مغص لا يقاوم ، كأنه الطّلق .. نهض عن كرسيه ، حاول أن يتجاوز كراسي عناصره بسرعة ، لكنّ صمام الأمان أفلت منه ، فها هو وقبل أن يفتح الباب يفرقع بقوة ، كانت ( ضرطته ) بقوة انفجار قنبلة .. أحسّ بالخجل الشديد ، لم يلتفت صوب عناصره ، الذين تغامزوا ، وضحكوا بعد خروجه .
وفي الممر .. ممر المخفر الطويل ، وقبل أن يصل إلى بيت - الخلاء - حدث ما لم يكن في الحسبان ، لقد - فعلها - في بنطاله .. ياللعار .
أقسم أنه - سيفعلها - في فم ( خميس) ، حلف أنه - سيخصيه - ، سيدق رأسه ، سيرميه في الزنزانة ، وسيجعله عبرة لكلّ الناس .
وبعد أن غير بذته العسكرية ، رمق عناصره بنظرات حادة وصارمة ، أخرست ضحكاتهم المكتومة ، أمر الجميع ، باحضار المجرم ( خميس ) .
خرجت كوكبة من رجال الشرطة ، هرعوا إلى الاسطبل الملاصق للمخفر ، امتطوا جيادهم بسرعة ، لكزوا الخيول ، فانطلقت محمحمة باتجاه القرية .
حاصروا بيت المدعو ( خميس ) ، صاحب النصائح الكاذبة ، المخادعة ، داهم ( الرقيب خليل ) ، وبعض العناصر ، القبّة الكببرة ، انطلقت صرخة ذعر من امرأة ، كانت تغتسل عند العتبة ، حاولت أن تستر عريها ، لكنّ ( الرقيب خليل ) الذي حاول أن يتراجع ، كان يحدّق بانشداه تام ، إلى هذا الجسد العاري المثير ، والذي تفوح منه رائحة الصابون ، وبخار الماء السّاخن ..وتحيّرت عيناه أين ستركزان النطر ، على النهدين الصاعقين ، أم على الفخذين المكتنزين .
صاحت المرأة ، لتوقظه من دهشته ، واشتعال شهوته :
- ماذا تريدون ؟! .

زئر ( الرقيب خليل ) ، المتأجج بشهوته :
- نريد .. المجرم ( خميس ) . صاحت وهي تحمي نفسها ، لثوبها :
- هل صار زوجي ( خميس ) مجرماً .. ماذا فعل .؟!
ثم أردفت :
- هو ليس هنا .. غير موحود .. نزل إلى حلب .
مدّ ( الرقيب خليل ) رأسه أكثر ، ليستجلي المكان بدقة ، وكانت نطراته تنهشان الجسد العاري ، رغم تستر المنطقة المهمة بالنسبة له ، واستطاعوا رفاقه أن يدلفوا جميعهم ودفعة واحدة ، إلى القبة الطينية ، تسبقهم شهواتهم المتقدة بقوة .فصرخ ( الرقيب ) بوجه المرأة ، ليطيل الوقت أكثر :
- إذاً فعلها زوجك ( خميس ) وهرب .. ولكني سأجده ، وحق المصحف .. سأجده .. لن أتركه يفلت منّي .
شعرت المرأة بذعر شديد .. وكانت قد نسيت ماعليه من عريّ .. سألت :
- ماذا فعل ( خميس ) .. أخبروني ؟!.
- المجرم خدع رئيس المخفر .. وهرب .
عندما عادوا عناصر الشرطة ، بقيادة الرقيب ، إلى المخفر ، وكان قائدهم بانتظارهم مصطحبين معهم غريمه القروي ، ثار عليهم وراح يوبخهم ، لأنهم عادوا من دون ( خميس ) ، مبالغاً بغضبه، لكي يواري خجله منهم ، ولأنه لم يعد يطيق أية نظرة توجه إليه ، من أحد عناصره ، فقد عاد وأمرهم أن يخرجوا إلى الطريق ، وينصبوا كميناً ، بانتظار ( خميس ) ، وأقسم لهم بأنه سيعاقبهم إن لم يستطيعوا القبض عليه اليوم .
حين وصل ( خميس ) مكبلاً ، مدمى الوجه ، وممزق الجسد ، وكان هو الآخر قد - فعلها - من شدّة خوفه وهول ماتلقاه من ضرب مبرح ، حين قبضوا عليه ، بعد أن نزل من السيارة ، العائدة من حلب .
ولمّا صرخ رئيس المخفر بوجهه الشديد الشحوب :
- أتضحك عليّ ياصعلوك ؟! .
رد بصوت منكسر ، فيه من الخوف والرجاء الشيء الكثير :
- ولكن ياسيدي .. أرجوك أن تدعني أشاهد البنطال .
استغرب رئيس المخفر طلبه هذا ، لكن ( خميس ) أصرّ وكرر رجاءه .. باحضار البنطال .
فأمر رئيس المخفر عناصره ، و على مضض منه ، باحضار البنطال فوراً .
وحين أمسك ( خميس ) بالبنطال المبلول ، والكريه الرائحة ، نظر إليه ملياً .. قربه منه .. تفحصه بشدة ، تشممه .. وعاود الشمّ ، ثمّ مدّ أصبعه ، وأخذ من البنطال عينة ، ورئيس المخفر وعناصره ، يراقبونه ، باندهاش وحيرة ، ثم فاجأهم ( خميس ) حين وضع أصبعه وما عليها من براز ، في فمه ، حيث لحس أصبعه ، تذوق ماكان عليها ، ثم التفت إلى رئيس المخفر ، وقال:
- أنا قلت لك ياسيدي ، أن - تحمّصها - ولكنك ياسيدي .. أنت للأسف الشديد ، قد أحرقتها ، وهذا ليس ذنبي .

مصطفى الحاج حسين .
حلب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...