هو شبه كاتب، بالكاد يعرف أن يدبّج
سطرين، بمستوىٰ أقلّ من العادي، لكنّه
يحوز على موقعٍ الكتروني للنشر .
نشر لي باحتفاءٍ شديد، كان يقدّمني بطريقةٍ
فيها من التفخيمِ والتبجيلِ والتكبيرِ،
وشكرته أنا على أيّ حال.
طلب منّي راجياً، أن أعرّجَ على صفحتهِ
(الفيسبوكية)، وأمرّ على كتاباتهِ المتواضعةِ
- على حدّ قولهِ - لأكتبَ له ملاحظاتي كي
يستفيد منها.
وحين قرأت كتاباته، أعطيته إعجاباً على
العام، من دونِ تعليق، ودخلتُ (الميسنجر)
على الخاص ، لأقول له رأيي بصراحة،
وأقدّم له النصح والإفادة.
طلبتُ منه أن يتعبَ على نفسهِ أكثر، لم أقل
له أنتَ لست موهوباً ولا تصلح للكتابة، فهذا
حرام في عالَمِ الأدب، ولا يحق لي، أو
لغيري..
قلت:
- عندكَ موهبة، وعليكَ تنميتها.
حدّثته كثيراً.. ومراراً.. وشرحتُ له مطوّلاً..
لدرجة أنّه شكرني، وقال:
- أستاذي، أنتَ الوحيد، الذي لم يجاملني،
كالآخرين... فهم يخدعونني، وأنا أعرف هذا،
يمدحون كتاباتي، لكي أقوم بالنشرِ لهم.
وكان يلحّ عليّ، في كلّ نصٍّ يكتبه، يريد
معرفة انطباعي.
قلت له:
- أنت ستكرهني قريباً، وستحظرني،
وتتخلّى عن صداقتي، وتتوقّف عن النشر
لي.
وكان يؤكّدُ، ويُقسمُ، بأنّه يقدّر صراحتي،
ويحترمها، وبأنّه أخذ يستفيد من
إرشاداتي... وهو يعتبر كلّ من يمتدح
كتاباته، مجرّد منافق، وممسّح جوخ لا أكثر.
لكنّه لم يصمد، فجأةً توقّفَ عن النشر لي، ثم
حذف كلّ الروابط التي تخصّني،
واستبدلني بشاعرة مبتدئة، كانت قد لجأت
إليّ، وأنا بدوري دعمتها عنده، وطلبتُ منه
أن ينشر لها... لكنّها (حربوقة)، أخذت تغدقُ
عليه المديح المجّاني، لدرجة أنّي صرت
بحاجةٍ لها، لكي تتوسّط لي عنده، عساه
يتكرّم، وينشر لي ..
فهل من واسطاتٍ لي .. يا أهل الخير؟! .
مصطفى الحاج حسين
سوريا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق