أخترت اليوم شاعرين متوافقين ومختلفين في حياتهما وجنسهما وسوف نختار نصين ونرى انعكاسات حياتهما على البنية اللغوية وانتاجهما للشعر وقبل الخوض علينا ان نذكر ان هذه الدراسات تتمحورعلى شخصية الشاعر ابو مهدي صالح وفك الغموض عن مايلي:-
1- تغير اسمه على كل انتاج ان كان شعرا او نقدا او تاريخا
2- سبب ابتعاده عن الشهرة
3- عدم انتماءه الى العائلة الادبية في أي اتحاد اوبناء صداقات ادبية او فكرية
قد تكلمنا عن حياته سابقا لكن اليوم المقارنه مع حياة شاعرة عراقية (كه زال ابراهيم خدر)من اقاصي الشمال (كوردستان) وهذا اول اختلاف مابين السهل المنبسط وجبال
والهضبة,والاختلاف في النوع ذكر= انثى , واختلاف في القومية واللغة عربي = كردي , اختلاف في الحضور فالشاعرة اكثر حضورا في الامسيات والمهرجانات بينما لانجد الشاعر غير مهرجانين في الرابع اعدادي احدهما المسرحية والثاني شعر, ظهور الشاعرة كه زال على الصفحات بينما لانجد للشاعر حتى صفحة الا من محبية الخاصين جدا قد عملوا صفحة ونشرورا له
اما التوافق فيظهر مايأتي :- فكلاهما يتيمان من صغرهما , وكذلك متقاربان في العمر,لم يهاجرا العراق , غنا للوطن سويا نصوصهما تعج بالصرخة ناتجة عن ظلم , لم يحبا النظام السابق ,
اخترنا النص (التاريخ)علينا ان نجد في الموسيقية الشعرية صوت المتخفي خلف حياتهما وعلى حد قول عدنان بن ذريل في اللغة والاسلوب((ان الموسيقية او التلاؤم او الهرمونية هي كلمة جامعية لكل وصف لابد منه في اللفظ,ليكون الكلام خفيفا على اللسان , مقبولا في الاذن,مطابقا لطبيعة الفكرة, او الصورة , او العاطفة التي يعبر بها الكاتب او الشاعر)) فالشاعران اتخذا مفردة التاريخ لتداخلها في حياتهما والتصاقها في واقع مرير ومنه احسا بواقع الموسيقى الترتب عليها شعرا لذا كان معرف عندهما جيد فالشاعرة كه زال اخذته بالضمير الجماعي معبرة عنه للكرد حسب قضية باتت متوارثة وعقدة في نفس الطفل بين الشتات والوحدة في شعب وارض تقاسمته الشعوب ولم يحكم نفسه فالحكم حلما على الرغم من الرسم التاريخ بالدم , بينما عند الشاعر ابو مهدي صالح عرفه بال كي لايختص به ويعطيه عمق ابعد من عمق التشتت والثورات الشيعية بل خص به العالم بكافة قومياتهم واديانهم ,استخدمت الشاعرة بكل انثويتها الارض , الدفلى , الخضرة , وماتمليه عليه طبيعتها الكوردستانية فالعشب الاخضر اجمل وحياة ارفه يتحول في تاريخ دموي الىعشب اصفر اما الشاعر فيرى اللون عبارة عن انعكاسات للجوع والفقر والتاريخ يبنيه كل الفقراء والمساكين الذين يموتون ليضع اكليل على رأس القائد وتنسى كل اهات الايتام والاجيال كلها بلا صوت وعنوان وذكر كلها بلا مقبرة بل يصبح القبر الوحيد والذكر الوحيد للقائد الذي من الممكن انه لم يخرج سيفه من غمدة ,بينما المسحوقين ومن كتبه واصبحت دماءه محبرة لقلم التاريخ لااحد يعرف عنهم شيء لذا يتسائل هل يعلم العالم كم من الاهات والانات تحت حجارة واحدة من الاهرام كم ماتوا كم من الايتام والارامل تحت هذه الحجارة لم يتحسسها غير اهلها والاجيال عبارة عن مقبرة ضائعة حتى بالتفكير والاحاسيس لان حتى المسحوق ينبهر لفرعون لولا يتذكر شيء من طبقته ولا يتحسس بالصراخ الذي تحت الحجارة فابو مهدي ربط بين السمينتيك والسمولوجيا بين علم الدلالة وعلم العلامات لايربطها بابناء وطنه اللامتناهي وطن اليتم الذي عاشة والقهر من دولة عانت حصار فقط على طائفة معينة من دون اخرى ليضع اللون الاصفر والغبرة على كل الايتام , بينما لم تسجل لليتم في التاريخ شيء عند الشاعرة مستخدمة الجملة الفعلية ,مبتعدة عن الاسمية دليل على انحراف التاريخ وقابلية تغيرة فهي تنتظر التغير ومرارة الدفلى لابد يوما ان تكون حلوة , بينما يتم وقهر وتشتت الشاعر اشعره بالضياع ويعتقد ان انحراف التاريخ لامتناهي لذا اتى بالجملة الاسمية وهي عنوان للثبوت , ظهر الجبل بكل وضوح فتحدثت الشاعرة عن اليأس بطريقتين الاولى للحب فالتاريخ الدموي ينسى الحب والثانية الناي الحزين , بينما عبر الشاعر عن البوار والسباخ لانه في ارض(غرب نهر الغراف –الشطرة)اصابها الجدب واهمال الدولة والعطش حتى بدا في الديوان كله العطش وتموز والغرثى مفردات مصاحبة للشاعرة قافزة من تاريخ حياته الجنوبية كما قفز من تاريخ حياة الشاعرة الشمالية انوثة الهضبة مع المطر بالعشب الاخضر الذي يموت بالتاريخ الدموي بينما تبقى الملائكة في تاريخ ابو مهدي صالح الوحيدة التي لا تدفن سجل الاحداث
ارى ان انعكاس حياتهما واضح في شعرهما والبحث هنا يطول واختصره ان الشاعرين اجادا فاحسنا وظهر في كه زال ماتريده للظهور بينما مال ابو مهدي للتخفي فالملائكة صورة للخفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق