حفر ذاكرتي، يشربُ معي كلّ فنجان قهوة
وكلّ كوب خيال،
كلّ كسرة طرية ويابسة
وكلّما أنظر في وجه مرآة ألمحني مع شعاع قافز
مِن بريق ابتسامة حاضرة.
يُضرم صمته صَخبي ويُصغي كُلّ مَا فيّ علّني أسمع
بينَ ثنايا وهمي وشوشة قادمة.
السلامُ عليكم. مُشتاقة لها الحواس والروحُ العاتبة.
أجمعُ بعضي بينَ حين وتارة علّني أعود لي
وأتحد مع أسراب نفسي،
تزمجرُ آهات ساخطة ودمعات تُطفئ غضبي
وأنسابُ جداول سائحة
والكلُّ يسأل مُستغرباً: مِن أين تأتين بالمطر؟
علميني أيّتها الورود كيفَ تهدين العبق الحلو لأثير غاف؟
أنتن أيّتها الغيمات المُتطوعات
كيف تهبطن كي تسددن ظمأ ملايين الثغور؟
علميني أيّتها الروح كيف أجزل حتى لمنْ
لا يستحق العطاء؟
تلك البراري الوحشيّة التي تسكنني تعلمني
وعبير الحبق والأسراب المُبعثرة
واسمي المكتوب على الرمال بالحصى.
كيف لي أنْ أُصدق المرايا الضيقة أنّني داخل الجسد
القابع بذهول؟ وأنا أجدني أمتطي طبقاً مُجنحاً
وأتنقلُ مِن غيمة إلى سطوح مُتقافزة؟
مع وسادة مُتكتمة لا تخبر بلْ تغرق ساكتة في بحيرة
تحمل رأسي وتدور ثمّ تُلقيني في لجّة مُستنفرة.
تحبسني دوائر مُغلقة ليموت مساء آخر وراء زجاج مُحجّر.
.. هُدى الجلاّب