⏪1
عبيد بن الأبرص هو واحد من أهم شعراء المعلقات ، الذي عرفوا في العصر الجاهلي و يذكر أنه يعتبر من شعراء الطبقة الأولى .
– عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وقيل أيضا ان اسمه
عبيد بن عوف بن جشم الأسدي من قبيلة بني أسد الخندفية المضرية ، و هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، و قد عاصر امرؤ القيس و كتب العديد من الأشعار و القصائد معه ، و يعتبر من دهاة الجاهلية .
– و قد شارك في العديد من الأحداث الهامة التي مرت بقومه ، و منها حربهم مع الغساسنة ، و قد عاش عمر مديد مما مكنه من معاصرة العديد من الأحداث .
وفاة عبيد بن الأبرص
أما عن وفاته ، فقد تم قتله ، و يذكر أنه قتل على يد ملك الحيرة الذي كان يعرف بإقامته ليوم النعيم الذي يكرم فيه الزائر إليه ، و يوم البؤس الذي يقتل فيه من يفد إليه فكان من يذهب له في يوم النعيم من الممكن أن يخرج من عنده مالكا 1000 بعير و بقي على هذا الأمر فترة من الزمن و في أحد الأيام أطل عليه عبيد بن الأبرص و لحظه العسر كان هذا هو يوم بؤسه ، فقيل أنه هم بقتله و لكنه لم يجزع و قال بعض الكلمات من الشعر وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه ، خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَق ، كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً ، سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ ، سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ ، فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ و الجدير بالذكر أن إنشاده عجب الملك فظل ينشد حتى تم قتله أمام الملك و قد ألقى عليه بعض الكلمات .
بعض الأبيات من معلقة عبيد بن الأبرص
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عيناك دمعهما سروب***كأن شأنيهما شعيب
واهية أو معين ممعن***من هضبة دونها لهوب
أوفلج ببطن واد***للماء من تحته قسيب
أو جدول في ظلال نخل***للماء من تحته سكوب
تصبو وأنى لك التصابي***أنى وقد راعك المشيب
أن يك حول منها أهلها***فلا بدي ولا عجيب
أو يك قد أقفر منها جوها***وعادها المحل والجدوب
فكل ذي نعمة مخلوسها***وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروث***وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يؤيب***وغائب الموت لايؤوب
أعاقر مثل ذات رحم***أو غانم مثل من يخيب
من يسأل الناس يحرموه***وسائل الله لايخيب
بالله يدرك كل خير***والقول في بعضه تلغيب
والله ليس له شريك***علام ما أخفت القلوب
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف***وقد يخدع الأريب
لا يعظ الناس من لا يعظ الدهر***ولا ينفع التلبيب
إلاسجيات ما القلوب**وكم يصيرن شانئا حبيب
ساعد بأرض إذا كنت بها**ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النائي*وقد يقطع ذو السهمة القريب
والمرء ما عاش في تكذيب**طول الحياة له تعذيب
بل رب ماء وردته آجن**سبيله خائف جديب
ريش الحمام على أرجائه**للقلب من خوفه وجيب
قطعته غدوة مشيحا**وصاحبي بادن خبوب
عيرانة موجد فقارها**وكأن حاركها كثيب
أخلف ما بازلا سديسها**لا حقة هي ولا نيوب
كأنها من حمير عانات**جون بصفحته ندوب
أو شبب يرتعي الرخامى**تلفه شمأل هبوب
فذاك عصر وقد أراني**تحملني نهدة سرحوب
مضبر خلقها تضبيرا**ينشق عن وجهها السبيب
زيتية نائم عروقها**ولين اسرها رطيب
كأنها لقوة طلوب**تخر في وكرها القلوب
باتت على إرم عذوبا**كأنها شيخة رقوب
فأصبحت في غداة قرة**يسقط عن ريشها الضريب
فابصرت ثعلبا سريعا**ودونه سبسب جديب
فنفضت ريشها وولت**فذاك من نهضة قريب
فاشتال وارتاع من حسيس**وفعله يفعل المذؤوب
⏪2
*
تأبط شرا هو أحد أهم الشعراء العرب ، و هو من أشهر الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي ، و قد ترك إرثا هاما في الأدب العربي.
تأبط شرا
ثابت بن فؤاد بن حامد بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و له أربعة أخوة ، و قد لقب باسم تأبط شرا عندما كان سائرا في الصحراء ، و إذا به يجد كبشا في الصحراء و ظل الكبش يبول عليه في طريقة ، و عندما اقترب من الحي كان الكبش قد ثقل عليه فألقاه ، فعندما رآه قومه سألوه عن ما يتأبط ، فرد قائلا غول ، فقالوا له لقد تأبطت شرا ، و قيل أيضا أنه سمي بذلك لأنه كان كلما خرج لغزوة حمل سيفه تحت إبطه ، و قيل أنه قد قتل في بني النفاثة و كان ذلك في عام 530 م .
أشعار تأبط شرا
قصيدة أبعد قتيل العوص
أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتىً
وَصَاحِبِهِ أَوْ يَأْمُلُ الزَّادَ طَارِقُ
أَأَطْرِدُ نَهْبَاً آخِرَ الَّليْلِ أَبْتَغِي
عُلاَلَةَ يَوْمٍ أَوْ تَعُوق الْعَوَائِقُ
لَنِعْمَ فَتىً نِلْتُمْ كَأَنَّ رِدَاءَهُ
عَلَى سَرْحَةٍ مِنْ سَرْحِ دَوْمَةَ شَانِقُ
لأَطْرُدَ نَهْبَاً أَوْ نَرُودَ بِفِتْيَةٍ
بِأَيْمَانِهِمْ سُمْرُ الْقَنَى وَالْفَتَائِقُ
مَسَاعِرَةٌ شُعْتٌ كَأَنَّ عُيُونَهُمْ
حَرِيقُ الْغَضَا تُلْفَى عَلَيْهَا شَقَائِقُ
فَعُدُّوا شُهُورَ الحُرْمِ ثُمَّ تَعَرَّفُوا
قَتِيلَ أُنَاسٍ أَوْ فَتَاةً تُعَانِقُ
قصيدة أغرك مني
أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي
عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي
وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها
وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ
سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني
فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ
فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها
نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ
وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ
وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ
قصيدة ساري الغمام
عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ
غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ
عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا
وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ
وَيَومِكَ يَومُ العَيكَتَينِ وَعَطفَةٍ
عَطَفتَ وَقَد مَسَّ القُلوبَ الحَناجِرُ
تَجولُ بِبِزِّ المَوتِ فيهِم كَأَنَّهُم
بِشَوكَتِكَ الحُدّى ضَئينٌ نَوافِرُ
وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ
لَها نَفَذٌ تَضِلُّ فيهِ المَسابِرُ
إِذا كُشِفَت عَنها السُتورُ شَحا لَها
فَمٌ كَفَمِ العَزلاءِ فَيحانُ فاغِرُ
يَظَلُّ لَها الآسي يَميدُ كَأَنَّهُ
نَزيفٌ هَراقَت لُبَّهُ الخَمرُ ساكِرُ
فَيَكفي الَّذي يَكفي الكَريمُ بِحَزمِهِ
وَيَصبِرُ إِنَّ الحُرَّ مِثلَكَ صابِرُ
فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها
وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ
فَما كانَ بِدعاً أَن يُصابَ فَمِثلُهُ
أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ
قَضى نَحبَهُ مُستَكثِراً مِن جَميلِهِ
مُقِلّاً مِنَ الفَحشاءِ وَالعِرضُ وافِرُ
يُفَرِّجُ عَنهُ غُمَّةَ الرَوعِ عَزمُهُ
وَصَفراءُ مِرنانٌ وَأَبيَضُ باتِرُ
وَأَشقَرُ غَيداقُ الجِراءِ كَأَنَّهُ
عُقابٌ تَدَلّى بَينَ نيقَينِ كاسِرُ
يَجُمُّ جُمومَ البَحرِ طالَ عُبابُهُ
إِذا فاضَ مِنهُ أَوَّلٌ جاشَ آخِرُ
لَئِن ضَحِكَت مِنكَ الإِماءُ لَقَد بَكَت
عَلَيكَ فَأَعوَلنَ النِساءُ الحَرائِرُ
وَمَرقَبَةٍ شَمّاءَ أَقعَيتَ فَوقَها
لِيَغنَمَ غازٍ أَو لِيُدرِكَ ثائيرُ
وَأَمرٍ كَسَدِّ المِنخَرَينِ اِعتَلَيتَهُ
فَنَفَّستَ مِنهُ وَالمَنايا حَواضِرُ
وَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني بَعدَ ما تَرى
وَهَل يُلقَينَ مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
لَأَلفَيتِني في غارَةٍ أَعتَزي بِها
إِلَيكَ وَإِمّا راجِعاً أَنا ثائِرُ
فَلَو نَبَّأَتني الطَيرُ أَو كُنتُ شاهِداً
لَآساكَ في البَلوى أَخٌ لَكَ ناصِرُ
وَإِن تَكُ مَأسوراً وَظَلتَ مُخَيّماً
وَأَبلَيتَ حَتّى ما يَكيدُكَ واتِرُ
وَحَتّى رَماكَ الشَيبُ في الرَأسِ عانِساً
وَخَيرُكَ مَبسوطٌ وَزادُكَ حاضِرُ
وَ أَجمَلُ مَوتِ المَرءِ إِذ كانَ مَيِّتاً
و َلابُدَّ يَوماً مَوتُهُ وَهوَ صابِرُ
وَخَفَّضَ جَأشي أَنَّ كُلَّ اِبنِ حُرَّةٍ
إِلى حَيثُ صِرتَ لا مَحالَةَ صائِرُ
وَأَنَّ سَوامَ المَوتِ تَجري خِلالَنا
رَوائِحُ مِن أَحداثِهِ وَبَواكِرُ
فَلا يَبعَدَنَّ الشَنفَرى وَسِلاحُهُ
الحَديدُ وَشَدٌّ خَطوُهُ مُتَواتِرُ
إِذا راعَ رَوعُ المَوتِ راعَ وَإِن حَمى
حَمى مَعَهُ حُرٌّ كَريمٌ مُصابِرُ
⏪3
*
عبيد بن الأبرص هو واحد من أهم شعراء المعلقات ، الذي عرفوا في العصر الجاهلي و يذكر أنه يعتبر من شعراء الطبقة الأولى .
– عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وقيل أيضا ان اسمه عبيد بن عوف بن جشم الأسدي من قبيلة بني أسد الخندفية المضرية ، و هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، و قد عاصر امرؤ القيس و كتب العديد من الأشعار و القصائد معه ، و يعتبر من دهاة الجاهلية .
– و قد شارك في العديد من الأحداث الهامة التي مرت بقومه ، و منها حربهم مع الغساسنة ، و قد عاش عمر مديد مما مكنه من معاصرة العديد من الأحداث .
وفاة عبيد بن الأبرص
أما عن وفاته ، فقد تم قتله ، و يذكر أنه قتل على يد ملك الحيرة الذي كان يعرف بإقامته ليوم النعيم الذي يكرم فيه الزائر إليه ، و يوم البؤس الذي يقتل فيه من يفد إليه فكان من يذهب له في يوم النعيم من الممكن أن يخرج من عنده مالكا 1000 بعير و بقي على هذا الأمر فترة من الزمن و في أحد الأيام أطل عليه عبيد بن الأبرص و لحظه العسر كان هذا هو يوم بؤسه ، فقيل أنه هم بقتله و لكنه لم يجزع و قال بعض الكلمات من الشعر وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه ، خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَق ، كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً ، سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ ، سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ ، فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ و الجدير بالذكر أن إنشاده عجب الملك فظل ينشد حتى تم قتله أمام الملك و قد ألقى عليه بعض الكلمات .
بعض الأبيات من معلقة عبيد بن الأبرص
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عيناك دمعهما سروب***كأن شأنيهما شعيب
واهية أو معين ممعن***من هضبة دونها لهوب
أوفلج ببطن واد***للماء من تحته قسيب
أو جدول في ظلال نخل***للماء من تحته سكوب
تصبو وأنى لك التصابي***أنى وقد راعك المشيب
أن يك حول منها أهلها***فلا بدي ولا عجيب
أو يك قد أقفر منها جوها***وعادها المحل والجدوب
فكل ذي نعمة مخلوسها***وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروث***وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يؤيب***وغائب الموت لايؤوب
أعاقر مثل ذات رحم***أو غانم مثل من يخيب
من يسأل الناس يحرموه***وسائل الله لايخيب
بالله يدرك كل خير***والقول في بعضه تلغيب
والله ليس له شريك***علام ما أخفت القلوب
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف***وقد يخدع الأريب
لا يعظ الناس من لا يعظ الدهر***ولا ينفع التلبيب
إلاسجيات ما القلوب**وكم يصيرن شانئا حبيب
ساعد بأرض إذا كنت بها**ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النائي*وقد يقطع ذو السهمة القريب
والمرء ما عاش في تكذيب**طول الحياة له تعذيب
بل رب ماء وردته آجن**سبيله خائف جديب
ريش الحمام على أرجائه**للقلب من خوفه وجيب
قطعته غدوة مشيحا**وصاحبي بادن خبوب
عيرانة موجد فقارها**وكأن حاركها كثيب
أخلف ما بازلا سديسها**لا حقة هي ولا نيوب
كأنها من حمير عانات**جون بصفحته ندوب
أو شبب يرتعي الرخامى**تلفه شمأل هبوب
فذاك عصر وقد أراني**تحملني نهدة سرحوب
مضبر خلقها تضبيرا**ينشق عن وجهها السبيب
زيتية نائم عروقها**ولين اسرها رطيب
كأنها لقوة طلوب**تخر في وكرها القلوب
باتت على إرم عذوبا**كأنها شيخة رقوب
فأصبحت في غداة قرة**يسقط عن ريشها الضريب
فابصرت ثعلبا سريعا**ودونه سبسب جديب
فنفضت ريشها وولت**فذاك من نهضة قريب
فاشتال وارتاع من حسيس**وفعله يفعل المذؤوب
⏪4
*
لبيد بن ربيعة
-
آخر تحديت: 2020-06-30
معلقة لبيد بن ربيعة أشهر شعراء الجاهلية
يعتبر لبيد بن ربيعة واحد من أهم شعراء الجاهلية الذين أدركوا الإسلام ، و وفدوا على النبي و قد عاش عمرا مديدا ، و كان من أصحاب المعلقات الشعرية .
لبيد بن ربيعة
– هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو أحد أشراف الجاهلية ، ولد في نجد في عام 560 ميلاديا ، و قد كان من أشهر شعراء الجاهلية ، حيث أنه واحد من كتاب المعلقات و كان يعمل بالتجارة و قد عرف بانشاده أثناء عمله .
– عاش لبيد في الكوفة بعد أن أسلم و قد عاش عمر مديد ، حيث أنه توفى عن عمر يناهز 157 عام ، و كان ذلك في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان ، حيث عاش تسعون عاما من عمره في الجاهلية و باقي عمره مسلما .
– من أهم المواقف التي ذكرت عنه حينما قام حاكم الكوفة بإرسال طلبا له ليلقي بعض الشعر ، فقام بقراءة سورة البقرة و قال قولته الشهيرة ، منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلما ، و حينما سمع عمر بن الخطاب عن ذلك ، منحه مبلغ من المال كمكافئة له .
معلقة لبيد بن ربيعة
عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقـامُـهَــا بـمـنًـى تـأبَّـدَ غَـوْلُــهـا فَـرِجَــامُـهَــا
فـمـدافـعُ الـرَّيَّـانِ عـرِّيَ رسْــمُــهــا خـلـقـاً كـمـا ضَـمِنَ الوُحِيَّ سِـلامُـها
دمِـنٌ تَـجَـرَّمَ بـعـدَ عَـهْـدِ أنِـيـسِــهَــا حِـجَـجٌ خَـلَـوْنَ حَـلالُـهَـا وحَـرَامُـهَـا
رزقَـتْ مـرابـيـعَ الـنُّـجـومِ وصـابَهَا ودقُ الـرواعـدِ جـوْدُهَـا فـرهـامُـهـا
مـنْ كـلِّ سَـارِيَــة ٍ وغــادٍ مُــدْجِــنٍ وعـشــيَّـة ٍ مــتــجــاوبٍ إرْزامُــهَــا
فَـعَـلا فُـرُوعُ الأيْـهُـقَـانِ وَأطْـفَــلَـتْ بـالـجـلـهـتـيـن ظـبـاؤهَـا ونـعـامُـها
والـعـيـنُ سـاكِـنــةٌ عـلـى أطْـلائِـهـا عُـوذاً تَـأجَّـلُ بـالـفـضَـاءِ بِـهَـامُـهــا
وجَـلا الـسُّـيـولُ عـن الـطّلُولِ كأنّها زبـرٌ تــجِـدُّ مــتــونَــهــا أقْـلامُــهــا
أوْ رَجْـعُ واشِـمـة ٍ أُسِـفَّ نَـؤورُهَــا كـفـفـاً تـعـرَّضَ فـوقَـهـنَّ وشـامُـهــا
فـوقـفـتُ أسْـألُـهَـا،وكـيـفَ سُـؤالُـنَـا صُـمّـاً خـوالـدَ مـا يُـبــيـنُ كـلامُـهـا
عـرِيـتْ وكـان بـها الجميعُ فأبكرُوا مـنـهـا وَغُـودرَ نُـؤيُـهَـا وَثُـمَـامُــهـا
شـاقـتـكَ ظُـعْـنُ الـحيِّ حينَ تحمّلُوا فـتـكـنَّـسُـوا قُـطُـنـاً تَـصِـرُّ خِـيَامُـها
مـن كـلِّ مَـحْـفُـوفٍ يُـظِـلُّ عِـصِـيَّـهُ زوْجٌ عــلــيــه كــلَّــة ٌ وفـرامُـــهَــا
زُجَـلاً كـأنَّ نِـعَـاجَ تُـوضِـحَ فَـوْقَـهَا وظِـبـاءَ وجـرَة َ عُــطَّـفـاً آرَامُــهَــا
حُـفِـزَتْ وَزَايَـلَـهَـا الـسَّـرَابُ كـأنها أجْـزَاعُ بِـيـشـة َ أثْـلُـهَـا وَرُضَـامُهَا
بـلْ مـا تـذكـرُ مـنْ نـوارَ وقـد نـأتْ وَتَـقَـطَّـعَـتْ أسْـبَـابُـهَـا وَرِمَــامُـهَــا
مُـرِّيَّــة ٌ حَـلَّــتْ بِـفَــيْـدَ وَجَــاوَرَتْ أهْـلَ الـحِـجَـازِ فـأيْنَ مِـنْكَ مَـرَامُهَا
بـمـشـارقِ الـجـبـلـيـن أو بِـمُـحَجَّرٍ فَـتَـضَـمَّـنَـتْـهَـا فَـرْدَة ٌ فَـرُخَـامُــهَــا
فَـصُـوَائــقٌ إنْ أيْـمَــنَـتْ فَـمَـظِــنَّـة ٌ فـيـهـا وحـافُ الـقَـهْرِ أوْ طِلْـخامُهَا
فـاقـطـعْ لُـبـانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ ولَـشـرُّ واصـلِ خُـلَّـة ٍ صَـرَّامُــهــا
واحـبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ بـاقٍ إذا ضـلـعَـتْ وزاغَ قــوامُــهَـا
بِـطَـلــيـحِ أسْــفَـارٍ تَــرَكْـنَ بـقــيَّـة ً مـنـهـا فـأحـنـقَ صُـلْـبُـها وسـنامُها
وإذا تـغـالـى لـحـمُـهـا وتـحـسَّـرتْ وتَـقَـطَّـعَـتْ بـعـد الـكَـلالِ خِـدَامُـهَا
فـلـهـا هـبـابٌ فـي الـزِّمــامِ كـأنَّـها صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَـهَامُـها
أو مـلـمِـعٌ وسـقَـتْ لأحـقـبَ لاحَـهُ طَـرْدُ الـفُـحـول وَضَـرْبُهَا وَكِدَامُهَا
يـعـلـوُ بـهـا حـدبُ الإكـامِ مـسحَّجٌ قَـد رابَـهُ عـصـيـانُـهَـا ووحَـامُـهـا
بـأحِـزَّة ِ الـثَّـلَـبُـوتِ يَـرْبَـأُ فَـوْقَـهَـا قَـفْـر الـمَـرَاقِـبِ خَـوْفُـهَـا آرامُـهَــا
حـتـى إذا سَــلَـخَـا جُـمَــادَى سـتَّـة ً جَـزءاً فـطـالَ صِـيـامُـهُ وَصِـيَامُها
رَجَـعَـا بـأمـرهــمـا إلـى ذي مِـرَّة ٍ حـصـدٍ، ونـجـحُ صـريمة ٍ إبرامُهَا
ورمـى دوابـرَهَـا الـسَّـفَـا وتهيَّجَتْ ريـحُ المـصايِـفِ سَـوْمُهَا وسِهامُهَا
فـتـنـازعـا سَـبِـطـاً يـطـيـرُ ظـلالُهُ كـدخـانِ مُـشْـعَـلـة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
مـشـمُـولـة ٍ غلِـثَتْ بنابـتِ عـرْفَـجٍ كَـدُخَـانِ نـارٍ سَــاطِـعٍ أسْــنَـامُـهـا
فـمـضـى وَقَـدَّمَـهَـا وكـانـتْ عـادة ً مـنـه إذا هِـيَ عَــرَّدَتْ إقــدامُــهــا
فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصـدَّعـا مـسـجـورة ً مـتـجـاوراً قُـلاَّمُــهَــا
مـحـفـوفـة ً وسـطَ الـيـراعِ يُـظِـلُّها مِـنـه مُـصَـرَّعُ غَــابـة ٍ وقِـيـامُـهـا
فَـتِــلْـكَ أم وحْــشِـيَّـة ٌ مــسبـوعَـة ٌ خـذلتْ وهـاديـة ُ الصِّـوارِ قِـوَامُـها
خَـنْسـاءُ ضَـيَّـعَـتِ الفَـريرَ فلمْ يَرِمْ عـرضَ الشَّـقـائِـقِ طوفُها وبغامُها
لِــمُـعَــفَّـرٍ قَــهْــدٍ تَــنَــازَعَ شِــلْـوَهُ غُـبْـسٌ كـواسِـبُ لا يُـمَـنُّ طَـعَامُها
صَـادَفْـنَ مـنـهـا غِـرَّة ً فَـأصَـبْـنَهَا إنَّ الـمـنـايـا لا تـطـيـشُ سهـامُـهَا
بـاتَـتْ وَأسْبَـلَ واكـفٌ مـن ديـمـة ٍ يـروِي الـخـمـائـلَ دائـماً تسجامُها
يـعـدُو طـريـقـة َ مـتـنِـهَـا مـتـواتِرٌ فـي لـيـلـة ٍ كَـفَـرَ الـنُّـجومَ غَمَامُهَا
تـجـتـافُ أصْـلاً قـالِـصـاً مـتـنـبّذاً بـعـجـوبِ أنْـقـاءٍ يـمـيـلُ هُـيَـامُـها
وتُضـيءُ في وَجْـهِ الظـلام مُنِـيرة ً كـجـمـانَـة ِ البـحريِّ سُـلَّ نـظامُها
حتى إذا انحـسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ بـكـرتْ تـزلُّ عـن الثَّرَى أزْلامُها
عَـلِـهَـتْ تَـرّدَّدُ فـي نِـهاءِ صَعَائِـدٍ سَـبْــعــاً تُــؤامــاً كـامـلاً أيَّـامُـهـا
حـتـى إذا يَـئسَـتْ وأسْـحَقَ حَالِقٌ لـم يُـبـلـهِ إرْضـاعُـهـا وفِـطَـامُـها
عبيد بن الأبرص هو واحد من أهم شعراء المعلقات ، الذي عرفوا في العصر الجاهلي و يذكر أنه يعتبر من شعراء الطبقة الأولى .
– عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وقيل أيضا ان اسمه
عبيد بن عوف بن جشم الأسدي من قبيلة بني أسد الخندفية المضرية ، و هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، و قد عاصر امرؤ القيس و كتب العديد من الأشعار و القصائد معه ، و يعتبر من دهاة الجاهلية .
– و قد شارك في العديد من الأحداث الهامة التي مرت بقومه ، و منها حربهم مع الغساسنة ، و قد عاش عمر مديد مما مكنه من معاصرة العديد من الأحداث .
وفاة عبيد بن الأبرص
أما عن وفاته ، فقد تم قتله ، و يذكر أنه قتل على يد ملك الحيرة الذي كان يعرف بإقامته ليوم النعيم الذي يكرم فيه الزائر إليه ، و يوم البؤس الذي يقتل فيه من يفد إليه فكان من يذهب له في يوم النعيم من الممكن أن يخرج من عنده مالكا 1000 بعير و بقي على هذا الأمر فترة من الزمن و في أحد الأيام أطل عليه عبيد بن الأبرص و لحظه العسر كان هذا هو يوم بؤسه ، فقيل أنه هم بقتله و لكنه لم يجزع و قال بعض الكلمات من الشعر وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه ، خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَق ، كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً ، سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ ، سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ ، فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ و الجدير بالذكر أن إنشاده عجب الملك فظل ينشد حتى تم قتله أمام الملك و قد ألقى عليه بعض الكلمات .
بعض الأبيات من معلقة عبيد بن الأبرص
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عيناك دمعهما سروب***كأن شأنيهما شعيب
واهية أو معين ممعن***من هضبة دونها لهوب
أوفلج ببطن واد***للماء من تحته قسيب
أو جدول في ظلال نخل***للماء من تحته سكوب
تصبو وأنى لك التصابي***أنى وقد راعك المشيب
أن يك حول منها أهلها***فلا بدي ولا عجيب
أو يك قد أقفر منها جوها***وعادها المحل والجدوب
فكل ذي نعمة مخلوسها***وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروث***وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يؤيب***وغائب الموت لايؤوب
أعاقر مثل ذات رحم***أو غانم مثل من يخيب
من يسأل الناس يحرموه***وسائل الله لايخيب
بالله يدرك كل خير***والقول في بعضه تلغيب
والله ليس له شريك***علام ما أخفت القلوب
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف***وقد يخدع الأريب
لا يعظ الناس من لا يعظ الدهر***ولا ينفع التلبيب
إلاسجيات ما القلوب**وكم يصيرن شانئا حبيب
ساعد بأرض إذا كنت بها**ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النائي*وقد يقطع ذو السهمة القريب
والمرء ما عاش في تكذيب**طول الحياة له تعذيب
بل رب ماء وردته آجن**سبيله خائف جديب
ريش الحمام على أرجائه**للقلب من خوفه وجيب
قطعته غدوة مشيحا**وصاحبي بادن خبوب
عيرانة موجد فقارها**وكأن حاركها كثيب
أخلف ما بازلا سديسها**لا حقة هي ولا نيوب
كأنها من حمير عانات**جون بصفحته ندوب
أو شبب يرتعي الرخامى**تلفه شمأل هبوب
فذاك عصر وقد أراني**تحملني نهدة سرحوب
مضبر خلقها تضبيرا**ينشق عن وجهها السبيب
زيتية نائم عروقها**ولين اسرها رطيب
كأنها لقوة طلوب**تخر في وكرها القلوب
باتت على إرم عذوبا**كأنها شيخة رقوب
فأصبحت في غداة قرة**يسقط عن ريشها الضريب
فابصرت ثعلبا سريعا**ودونه سبسب جديب
فنفضت ريشها وولت**فذاك من نهضة قريب
فاشتال وارتاع من حسيس**وفعله يفعل المذؤوب
⏪2
*
تأبط شرا هو أحد أهم الشعراء العرب ، و هو من أشهر الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي ، و قد ترك إرثا هاما في الأدب العربي.
تأبط شرا
ثابت بن فؤاد بن حامد بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و له أربعة أخوة ، و قد لقب باسم تأبط شرا عندما كان سائرا في الصحراء ، و إذا به يجد كبشا في الصحراء و ظل الكبش يبول عليه في طريقة ، و عندما اقترب من الحي كان الكبش قد ثقل عليه فألقاه ، فعندما رآه قومه سألوه عن ما يتأبط ، فرد قائلا غول ، فقالوا له لقد تأبطت شرا ، و قيل أيضا أنه سمي بذلك لأنه كان كلما خرج لغزوة حمل سيفه تحت إبطه ، و قيل أنه قد قتل في بني النفاثة و كان ذلك في عام 530 م .
أشعار تأبط شرا
قصيدة أبعد قتيل العوص
أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتىً
وَصَاحِبِهِ أَوْ يَأْمُلُ الزَّادَ طَارِقُ
أَأَطْرِدُ نَهْبَاً آخِرَ الَّليْلِ أَبْتَغِي
عُلاَلَةَ يَوْمٍ أَوْ تَعُوق الْعَوَائِقُ
لَنِعْمَ فَتىً نِلْتُمْ كَأَنَّ رِدَاءَهُ
عَلَى سَرْحَةٍ مِنْ سَرْحِ دَوْمَةَ شَانِقُ
لأَطْرُدَ نَهْبَاً أَوْ نَرُودَ بِفِتْيَةٍ
بِأَيْمَانِهِمْ سُمْرُ الْقَنَى وَالْفَتَائِقُ
مَسَاعِرَةٌ شُعْتٌ كَأَنَّ عُيُونَهُمْ
حَرِيقُ الْغَضَا تُلْفَى عَلَيْهَا شَقَائِقُ
فَعُدُّوا شُهُورَ الحُرْمِ ثُمَّ تَعَرَّفُوا
قَتِيلَ أُنَاسٍ أَوْ فَتَاةً تُعَانِقُ
قصيدة أغرك مني
أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي
عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي
وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها
وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ
سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني
فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ
فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها
نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ
وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ
وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ
قصيدة ساري الغمام
عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ
غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ
عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا
وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ
وَيَومِكَ يَومُ العَيكَتَينِ وَعَطفَةٍ
عَطَفتَ وَقَد مَسَّ القُلوبَ الحَناجِرُ
تَجولُ بِبِزِّ المَوتِ فيهِم كَأَنَّهُم
بِشَوكَتِكَ الحُدّى ضَئينٌ نَوافِرُ
وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ
لَها نَفَذٌ تَضِلُّ فيهِ المَسابِرُ
إِذا كُشِفَت عَنها السُتورُ شَحا لَها
فَمٌ كَفَمِ العَزلاءِ فَيحانُ فاغِرُ
يَظَلُّ لَها الآسي يَميدُ كَأَنَّهُ
نَزيفٌ هَراقَت لُبَّهُ الخَمرُ ساكِرُ
فَيَكفي الَّذي يَكفي الكَريمُ بِحَزمِهِ
وَيَصبِرُ إِنَّ الحُرَّ مِثلَكَ صابِرُ
فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها
وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ
فَما كانَ بِدعاً أَن يُصابَ فَمِثلُهُ
أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ
قَضى نَحبَهُ مُستَكثِراً مِن جَميلِهِ
مُقِلّاً مِنَ الفَحشاءِ وَالعِرضُ وافِرُ
يُفَرِّجُ عَنهُ غُمَّةَ الرَوعِ عَزمُهُ
وَصَفراءُ مِرنانٌ وَأَبيَضُ باتِرُ
وَأَشقَرُ غَيداقُ الجِراءِ كَأَنَّهُ
عُقابٌ تَدَلّى بَينَ نيقَينِ كاسِرُ
يَجُمُّ جُمومَ البَحرِ طالَ عُبابُهُ
إِذا فاضَ مِنهُ أَوَّلٌ جاشَ آخِرُ
لَئِن ضَحِكَت مِنكَ الإِماءُ لَقَد بَكَت
عَلَيكَ فَأَعوَلنَ النِساءُ الحَرائِرُ
وَمَرقَبَةٍ شَمّاءَ أَقعَيتَ فَوقَها
لِيَغنَمَ غازٍ أَو لِيُدرِكَ ثائيرُ
وَأَمرٍ كَسَدِّ المِنخَرَينِ اِعتَلَيتَهُ
فَنَفَّستَ مِنهُ وَالمَنايا حَواضِرُ
وَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني بَعدَ ما تَرى
وَهَل يُلقَينَ مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
لَأَلفَيتِني في غارَةٍ أَعتَزي بِها
إِلَيكَ وَإِمّا راجِعاً أَنا ثائِرُ
فَلَو نَبَّأَتني الطَيرُ أَو كُنتُ شاهِداً
لَآساكَ في البَلوى أَخٌ لَكَ ناصِرُ
وَإِن تَكُ مَأسوراً وَظَلتَ مُخَيّماً
وَأَبلَيتَ حَتّى ما يَكيدُكَ واتِرُ
وَحَتّى رَماكَ الشَيبُ في الرَأسِ عانِساً
وَخَيرُكَ مَبسوطٌ وَزادُكَ حاضِرُ
وَ أَجمَلُ مَوتِ المَرءِ إِذ كانَ مَيِّتاً
و َلابُدَّ يَوماً مَوتُهُ وَهوَ صابِرُ
وَخَفَّضَ جَأشي أَنَّ كُلَّ اِبنِ حُرَّةٍ
إِلى حَيثُ صِرتَ لا مَحالَةَ صائِرُ
وَأَنَّ سَوامَ المَوتِ تَجري خِلالَنا
رَوائِحُ مِن أَحداثِهِ وَبَواكِرُ
فَلا يَبعَدَنَّ الشَنفَرى وَسِلاحُهُ
الحَديدُ وَشَدٌّ خَطوُهُ مُتَواتِرُ
إِذا راعَ رَوعُ المَوتِ راعَ وَإِن حَمى
حَمى مَعَهُ حُرٌّ كَريمٌ مُصابِرُ
⏪3
*
عبيد بن الأبرص هو واحد من أهم شعراء المعلقات ، الذي عرفوا في العصر الجاهلي و يذكر أنه يعتبر من شعراء الطبقة الأولى .
– عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وقيل أيضا ان اسمه عبيد بن عوف بن جشم الأسدي من قبيلة بني أسد الخندفية المضرية ، و هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، و قد عاصر امرؤ القيس و كتب العديد من الأشعار و القصائد معه ، و يعتبر من دهاة الجاهلية .
– و قد شارك في العديد من الأحداث الهامة التي مرت بقومه ، و منها حربهم مع الغساسنة ، و قد عاش عمر مديد مما مكنه من معاصرة العديد من الأحداث .
وفاة عبيد بن الأبرص
أما عن وفاته ، فقد تم قتله ، و يذكر أنه قتل على يد ملك الحيرة الذي كان يعرف بإقامته ليوم النعيم الذي يكرم فيه الزائر إليه ، و يوم البؤس الذي يقتل فيه من يفد إليه فكان من يذهب له في يوم النعيم من الممكن أن يخرج من عنده مالكا 1000 بعير و بقي على هذا الأمر فترة من الزمن و في أحد الأيام أطل عليه عبيد بن الأبرص و لحظه العسر كان هذا هو يوم بؤسه ، فقيل أنه هم بقتله و لكنه لم يجزع و قال بعض الكلمات من الشعر وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه ، خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَق ، كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً ، سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ ، سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ ، فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ و الجدير بالذكر أن إنشاده عجب الملك فظل ينشد حتى تم قتله أمام الملك و قد ألقى عليه بعض الكلمات .
بعض الأبيات من معلقة عبيد بن الأبرص
أقفـرَ من أهلهِ مَلْحـوبُ *** فالقُطبيَّــات فالذَّنوبُ
فَراكِـسٌ فثُعَيـلٍبــاتٌ *** فَـذاتَ فَـرقَـينِ فالقَـلِيبُ
فَعَـرْدةٌ، فَقَفــا حِـبِرٍّ *** لَيسَ بِها مِنهُــمُ عَـريبُ
وبُدِّلَتْ مِنْ أهْلِها وُحوشًا *** وغًـيَّرتْ حالَها الخُطُــوبُ
أرضٌ تَوارَثَهـا الجُدوبُ *** فَكُـلُّ من حَلَّهـا مَحْـروبُ
إمَّـا قَتيـلاً وإمَّـا هَلْكـًا *** والشَّيْبُ شَـيْنٌ لِمَنْ يَشِـيبُ
عيناك دمعهما سروب***كأن شأنيهما شعيب
واهية أو معين ممعن***من هضبة دونها لهوب
أوفلج ببطن واد***للماء من تحته قسيب
أو جدول في ظلال نخل***للماء من تحته سكوب
تصبو وأنى لك التصابي***أنى وقد راعك المشيب
أن يك حول منها أهلها***فلا بدي ولا عجيب
أو يك قد أقفر منها جوها***وعادها المحل والجدوب
فكل ذي نعمة مخلوسها***وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروث***وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يؤيب***وغائب الموت لايؤوب
أعاقر مثل ذات رحم***أو غانم مثل من يخيب
من يسأل الناس يحرموه***وسائل الله لايخيب
بالله يدرك كل خير***والقول في بعضه تلغيب
والله ليس له شريك***علام ما أخفت القلوب
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالضعف***وقد يخدع الأريب
لا يعظ الناس من لا يعظ الدهر***ولا ينفع التلبيب
إلاسجيات ما القلوب**وكم يصيرن شانئا حبيب
ساعد بأرض إذا كنت بها**ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النائي*وقد يقطع ذو السهمة القريب
والمرء ما عاش في تكذيب**طول الحياة له تعذيب
بل رب ماء وردته آجن**سبيله خائف جديب
ريش الحمام على أرجائه**للقلب من خوفه وجيب
قطعته غدوة مشيحا**وصاحبي بادن خبوب
عيرانة موجد فقارها**وكأن حاركها كثيب
أخلف ما بازلا سديسها**لا حقة هي ولا نيوب
كأنها من حمير عانات**جون بصفحته ندوب
أو شبب يرتعي الرخامى**تلفه شمأل هبوب
فذاك عصر وقد أراني**تحملني نهدة سرحوب
مضبر خلقها تضبيرا**ينشق عن وجهها السبيب
زيتية نائم عروقها**ولين اسرها رطيب
كأنها لقوة طلوب**تخر في وكرها القلوب
باتت على إرم عذوبا**كأنها شيخة رقوب
فأصبحت في غداة قرة**يسقط عن ريشها الضريب
فابصرت ثعلبا سريعا**ودونه سبسب جديب
فنفضت ريشها وولت**فذاك من نهضة قريب
فاشتال وارتاع من حسيس**وفعله يفعل المذؤوب
⏪4
*
لبيد بن ربيعة
-
آخر تحديت: 2020-06-30
معلقة لبيد بن ربيعة أشهر شعراء الجاهلية
يعتبر لبيد بن ربيعة واحد من أهم شعراء الجاهلية الذين أدركوا الإسلام ، و وفدوا على النبي و قد عاش عمرا مديدا ، و كان من أصحاب المعلقات الشعرية .
لبيد بن ربيعة
– هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو أحد أشراف الجاهلية ، ولد في نجد في عام 560 ميلاديا ، و قد كان من أشهر شعراء الجاهلية ، حيث أنه واحد من كتاب المعلقات و كان يعمل بالتجارة و قد عرف بانشاده أثناء عمله .
– عاش لبيد في الكوفة بعد أن أسلم و قد عاش عمر مديد ، حيث أنه توفى عن عمر يناهز 157 عام ، و كان ذلك في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان ، حيث عاش تسعون عاما من عمره في الجاهلية و باقي عمره مسلما .
– من أهم المواقف التي ذكرت عنه حينما قام حاكم الكوفة بإرسال طلبا له ليلقي بعض الشعر ، فقام بقراءة سورة البقرة و قال قولته الشهيرة ، منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلما ، و حينما سمع عمر بن الخطاب عن ذلك ، منحه مبلغ من المال كمكافئة له .
معلقة لبيد بن ربيعة
عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقـامُـهَــا بـمـنًـى تـأبَّـدَ غَـوْلُــهـا فَـرِجَــامُـهَــا
فـمـدافـعُ الـرَّيَّـانِ عـرِّيَ رسْــمُــهــا خـلـقـاً كـمـا ضَـمِنَ الوُحِيَّ سِـلامُـها
دمِـنٌ تَـجَـرَّمَ بـعـدَ عَـهْـدِ أنِـيـسِــهَــا حِـجَـجٌ خَـلَـوْنَ حَـلالُـهَـا وحَـرَامُـهَـا
رزقَـتْ مـرابـيـعَ الـنُّـجـومِ وصـابَهَا ودقُ الـرواعـدِ جـوْدُهَـا فـرهـامُـهـا
مـنْ كـلِّ سَـارِيَــة ٍ وغــادٍ مُــدْجِــنٍ وعـشــيَّـة ٍ مــتــجــاوبٍ إرْزامُــهَــا
فَـعَـلا فُـرُوعُ الأيْـهُـقَـانِ وَأطْـفَــلَـتْ بـالـجـلـهـتـيـن ظـبـاؤهَـا ونـعـامُـها
والـعـيـنُ سـاكِـنــةٌ عـلـى أطْـلائِـهـا عُـوذاً تَـأجَّـلُ بـالـفـضَـاءِ بِـهَـامُـهــا
وجَـلا الـسُّـيـولُ عـن الـطّلُولِ كأنّها زبـرٌ تــجِـدُّ مــتــونَــهــا أقْـلامُــهــا
أوْ رَجْـعُ واشِـمـة ٍ أُسِـفَّ نَـؤورُهَــا كـفـفـاً تـعـرَّضَ فـوقَـهـنَّ وشـامُـهــا
فـوقـفـتُ أسْـألُـهَـا،وكـيـفَ سُـؤالُـنَـا صُـمّـاً خـوالـدَ مـا يُـبــيـنُ كـلامُـهـا
عـرِيـتْ وكـان بـها الجميعُ فأبكرُوا مـنـهـا وَغُـودرَ نُـؤيُـهَـا وَثُـمَـامُــهـا
شـاقـتـكَ ظُـعْـنُ الـحيِّ حينَ تحمّلُوا فـتـكـنَّـسُـوا قُـطُـنـاً تَـصِـرُّ خِـيَامُـها
مـن كـلِّ مَـحْـفُـوفٍ يُـظِـلُّ عِـصِـيَّـهُ زوْجٌ عــلــيــه كــلَّــة ٌ وفـرامُـــهَــا
زُجَـلاً كـأنَّ نِـعَـاجَ تُـوضِـحَ فَـوْقَـهَا وظِـبـاءَ وجـرَة َ عُــطَّـفـاً آرَامُــهَــا
حُـفِـزَتْ وَزَايَـلَـهَـا الـسَّـرَابُ كـأنها أجْـزَاعُ بِـيـشـة َ أثْـلُـهَـا وَرُضَـامُهَا
بـلْ مـا تـذكـرُ مـنْ نـوارَ وقـد نـأتْ وَتَـقَـطَّـعَـتْ أسْـبَـابُـهَـا وَرِمَــامُـهَــا
مُـرِّيَّــة ٌ حَـلَّــتْ بِـفَــيْـدَ وَجَــاوَرَتْ أهْـلَ الـحِـجَـازِ فـأيْنَ مِـنْكَ مَـرَامُهَا
بـمـشـارقِ الـجـبـلـيـن أو بِـمُـحَجَّرٍ فَـتَـضَـمَّـنَـتْـهَـا فَـرْدَة ٌ فَـرُخَـامُــهَــا
فَـصُـوَائــقٌ إنْ أيْـمَــنَـتْ فَـمَـظِــنَّـة ٌ فـيـهـا وحـافُ الـقَـهْرِ أوْ طِلْـخامُهَا
فـاقـطـعْ لُـبـانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ ولَـشـرُّ واصـلِ خُـلَّـة ٍ صَـرَّامُــهــا
واحـبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ بـاقٍ إذا ضـلـعَـتْ وزاغَ قــوامُــهَـا
بِـطَـلــيـحِ أسْــفَـارٍ تَــرَكْـنَ بـقــيَّـة ً مـنـهـا فـأحـنـقَ صُـلْـبُـها وسـنامُها
وإذا تـغـالـى لـحـمُـهـا وتـحـسَّـرتْ وتَـقَـطَّـعَـتْ بـعـد الـكَـلالِ خِـدَامُـهَا
فـلـهـا هـبـابٌ فـي الـزِّمــامِ كـأنَّـها صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَـهَامُـها
أو مـلـمِـعٌ وسـقَـتْ لأحـقـبَ لاحَـهُ طَـرْدُ الـفُـحـول وَضَـرْبُهَا وَكِدَامُهَا
يـعـلـوُ بـهـا حـدبُ الإكـامِ مـسحَّجٌ قَـد رابَـهُ عـصـيـانُـهَـا ووحَـامُـهـا
بـأحِـزَّة ِ الـثَّـلَـبُـوتِ يَـرْبَـأُ فَـوْقَـهَـا قَـفْـر الـمَـرَاقِـبِ خَـوْفُـهَـا آرامُـهَــا
حـتـى إذا سَــلَـخَـا جُـمَــادَى سـتَّـة ً جَـزءاً فـطـالَ صِـيـامُـهُ وَصِـيَامُها
رَجَـعَـا بـأمـرهــمـا إلـى ذي مِـرَّة ٍ حـصـدٍ، ونـجـحُ صـريمة ٍ إبرامُهَا
ورمـى دوابـرَهَـا الـسَّـفَـا وتهيَّجَتْ ريـحُ المـصايِـفِ سَـوْمُهَا وسِهامُهَا
فـتـنـازعـا سَـبِـطـاً يـطـيـرُ ظـلالُهُ كـدخـانِ مُـشْـعَـلـة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
مـشـمُـولـة ٍ غلِـثَتْ بنابـتِ عـرْفَـجٍ كَـدُخَـانِ نـارٍ سَــاطِـعٍ أسْــنَـامُـهـا
فـمـضـى وَقَـدَّمَـهَـا وكـانـتْ عـادة ً مـنـه إذا هِـيَ عَــرَّدَتْ إقــدامُــهــا
فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصـدَّعـا مـسـجـورة ً مـتـجـاوراً قُـلاَّمُــهَــا
مـحـفـوفـة ً وسـطَ الـيـراعِ يُـظِـلُّها مِـنـه مُـصَـرَّعُ غَــابـة ٍ وقِـيـامُـهـا
فَـتِــلْـكَ أم وحْــشِـيَّـة ٌ مــسبـوعَـة ٌ خـذلتْ وهـاديـة ُ الصِّـوارِ قِـوَامُـها
خَـنْسـاءُ ضَـيَّـعَـتِ الفَـريرَ فلمْ يَرِمْ عـرضَ الشَّـقـائِـقِ طوفُها وبغامُها
لِــمُـعَــفَّـرٍ قَــهْــدٍ تَــنَــازَعَ شِــلْـوَهُ غُـبْـسٌ كـواسِـبُ لا يُـمَـنُّ طَـعَامُها
صَـادَفْـنَ مـنـهـا غِـرَّة ً فَـأصَـبْـنَهَا إنَّ الـمـنـايـا لا تـطـيـشُ سهـامُـهَا
بـاتَـتْ وَأسْبَـلَ واكـفٌ مـن ديـمـة ٍ يـروِي الـخـمـائـلَ دائـماً تسجامُها
يـعـدُو طـريـقـة َ مـتـنِـهَـا مـتـواتِرٌ فـي لـيـلـة ٍ كَـفَـرَ الـنُّـجومَ غَمَامُهَا
تـجـتـافُ أصْـلاً قـالِـصـاً مـتـنـبّذاً بـعـجـوبِ أنْـقـاءٍ يـمـيـلُ هُـيَـامُـها
وتُضـيءُ في وَجْـهِ الظـلام مُنِـيرة ً كـجـمـانَـة ِ البـحريِّ سُـلَّ نـظامُها
حتى إذا انحـسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ بـكـرتْ تـزلُّ عـن الثَّرَى أزْلامُها
عَـلِـهَـتْ تَـرّدَّدُ فـي نِـهاءِ صَعَائِـدٍ سَـبْــعــاً تُــؤامــاً كـامـلاً أيَّـامُـهـا
حـتـى إذا يَـئسَـتْ وأسْـحَقَ حَالِقٌ لـم يُـبـلـهِ إرْضـاعُـهـا وفِـطَـامُـها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق