اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الكِمامة ... *احماد بوتالوحت

⏪⏬
ـ لماذا يضع هذا السيد قناعاً على نصف وجهه ؟ يا أبي

ـ حتى لا يأكل الذباب أنفه .
ـ لماذا تكذب على الصغير ؟ قالت الكلبة لزوجها الكلب
ـ لقد قلت له ما اعتقدته صحيحا ، فطالما ضايقني الذباب وأنا أحشر أنفي في ركام النفايات باحثا عن فضلات طعام ، وطالما فكرت في وسيلة أذود بها عن أنفي كي أبعد عنه تلك الحشرات الوقحة وها أن ذلك الشاب المهذب الأنيق والذي لم يرْمِنا بحجركَعَادة أبناء الزِّنا ، قد ذكرني بكيفية الذود عن وطن أنفي .
ـ إن ذلك القناع يسمى كِمامة والذي يلبسه يفترض أن يكون طبيباً ، قالت الأم لابْنِها الجرو ثم
أضافت ׃
ـ لقد رأيت الأطباء يلبسون الكمامات في مستشفى عمومي حيث كان يصحبني كلب مدير المشفى ، كان الكلب ابن أصُول ومدِينياً وكان الأكل متوفراً في بيت رئيس المستشفى ......
صرخ الجرو ׃
ـ أريد كمامة كي أصير طبيباً .
إضطجع على الأرض وشرع يتمرغ ويعوي ويَرْكل بقوائمه ، مرَّ رجل قريباً منه وسدَّد إليه نظرة أخْرَسَته ، كانت عينا الرجل جاحظتين و مخيفتين .
ـ إنتظر حتى يلتحق أبوك بعمله في المدينة ، ثم يشتري لك دزينة من الكمامات تكفيك لسنوات .
تابعت أسرة الكُليْب سيرها متوجهة خارج الحي حيث تضطجع حاويات مبقورة الأحشاء ومجردة من درَّاجاتها ، عجِب الكلب من خُلُو الدروب من الأطفال الذين كانوا سابقا يملؤونها بضجيجهم وسبابهم االمخل بالحياء وتَنابُزِهِم بألقاب أطلقوها على بعضهم البعض وهم يتقاذفون كرة مهترئة . كما لم يسمع أصوات بائعي السردين ينادون على بضاعتهم تتبعهم القطط الضالة طمعا في حسَك سردينة أو رأسها ، كما لاحظ أن محل الحلاق حميد كان مغلقاً ومن عادته في ذلك الوقت أن يكون قد كنَس الجَزَّة الأولى لأول زبون...وحده " سعيدٌ " البقال كان يبدو من خلف الكونطوان وهو يهرش رأسه الصلعاء .
المسالك داخل الحي شبه خالية ، والأرجل القليلة التي تخطرفي الدروب كانت تلبس كماماتها وتتجنب المرور قرب بعضها البعض .
ـ إني جائع يا أمي!! قال الصغير .
ـ إننا نكاد نصل إلى حيث نتوجه ، قالت الكلبة وأضافت ׃
ـ اسرِعا إذن ، قبل أن يحضر النبَّاشون والمتشردون والمجانين ويمنعون عنا الحاويات .
لمّا أشرفوا على مكان صناديق القمامة ، تفاجؤوا إذ لاحظوا كثرة النفايات التي أحاطت بها
وامتدت على مساحة كبيرة ، لأن شركة تدبير قطاع النظافة لم تُخْل المكان من الأزبال
نظرا لإضراب عمال النظافة . كانت النَّثانَة لا تحتمل . فكر الكلب << ربما لهذا لَبِس سكان الحي الكمامات>> لكنه لم يكلم الكلبة في هذا الشأن خوفاً من أن تسِمَه ب "البلادة والغباء " كما عهدت أن تفعل لما يختلفان في شيء .
لمح الصغيروالأسْرة تقترب من المَطْرح ، شيئاً أثار إنتباهه جرى في اتجاهه ثم إلتقطه وطفق يصرخ ׃
ـ كمامة ! كمامة !
لبسها ثم استدار ناحية أمه
ـ كيف أبدو لك
ـ كجرو جميل . قالت الأم
شرع الأب والأم يتشممان ركام القمامة كان الصغير قد نسي أمر الجوع وتابع تغيير وضع الكمامة على وجهه إلى أن ثبَّتها على وضعية أخيرة أخفت معها خطمه ، مشى فوق كومات الأزبال إلى أن عثرعلى فردة جزمة مطاطية دخلها وَسَوَّى نفسه في وسطها ولم يعد يبدو منه غير وجهه المَخْفي خلف الكمامة ، تسلَّى بتأمل ما حوله ، كانت المزبلة غاصة بالحفاظات وأوراق المرحاض الصحية لكنها لم تَخْل من بعض فُضلات الطعام ، هذا ما خمَّنه لمَّا رأى والديه يقتسمان شيئاً ما ويلوكانه ، لكنه لم يهتم لذلك حيث أَسِرته السعادة التي إسْتشْعرها داخل الفردة الحذائية ولم يفق من غفلته إلا على صوتي والديه يدعوانه إلى الفرار .
ـ وآهرب آلمسخوط ، العتروس جاك .
ليس بعيدا منه ، يتقدم في اتجاهه شبح تعرَّف عليه من خلال سواد بشرة جدعه العاري وشعره الأشعث ثم من خلال سرواله الجينز القصير ، بصعوبة طَفر الجرو من فردة الحذاء وجرى ليلتحق بأبويه حيث ينتظرانه منخرطين في موجة من النباح الهستيري ، إستخرج العتروس حجرا من أحد جيوب سرواله ، قذفه في إتجاه الجرو ، مرَّ الحجر محادياً لإحدى أذنيه .
ـ بقى ليك من الطبيب غير لكمامة ، قريتي بْحَال الطبيب "آلمجحوم " . قال العتروس ساخراً وغاضباً ثم إلتقط قنينة صادفها أمامه بجانب إحدى الحاويات و رشق بها الجرو الذي كان قد أسلم ساقيه للريح ، لم تُخْطئه الزجاجة التي إستقرت على رأسه ، إزداد عواؤه وكان مروَعاً ويسمع أزيزاً داخل جمجمته ، وبدت له المسافة التي تفصله عن أهله ، أبَدِية .
-
*احماد بوتالوحت









ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...