اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

كتب الدكتور سمير محمد ايوب: تورُّمُ الشَّراكات


⏪عشوائيات في الحب – الثالثة والعشرون
كانت ضيفتي ظهر الأمس ، اخصائية اجتماعية مُتمَيزة . بحكم نظام الخدمة المدنية ، تقاعدَت الشهر الماضي من عملها مستشارة لشؤون الأسرة ، في المحاكم الشرعية في الأردن .

ما أنْ ناوَلَتْها مديرةُ مكتبي فنجالَ قهوتِها ، حتى سارعت تقولُ بقلقٍ : جئتُك يا شيخي كعادتي مستعينة بعلمِك وخبرتِك وأنتَ المُتَخصِّص بشؤون الأسرة في هذا العالم المُتَغيِّر .
قلتُ مُرحبا بابتسامة عريضة مُعتادَةٍ عليها مِني : كلَّ الهَلا تفضلي ، فعلى الرحب والسعة .
فقالت : جئت أسأل عن تجربة الشراكة بين امراة ورجل . أولَيسَت مشروعَ متعةٍ خاصة بينهما ، أو لِنقُل الجانب الرئيسَ مِنها ؟
سارَعتُ بالقولِ دون أنْ تُفارقَني ابتسامتي : مع التسليم بالعلاقة الحميمة بينهما ، إلا أنَّ الارتباط يغيَّرُ ترتيبَها وتراكيبَها . ويجيءُ بأحوالٍ غيرَ مسبوقةٍ في نشأتِها . وهنا يكونُ منَ المناسبِ يا دكتوره ، التذكيرُ بمجموعةٍ من البدهيات المُستبِدَّة ، قبل الاستطراد بالموضوع .
قالتْ مُتلهفة : هاتِ منْ فضلك .
قلتُ وأنا أدقُّ بقلمي أمامي : هي كثيرة ولكن لعل أبرزها :
أن الشراكة على اتساعها ، أحلامٌ واعيةٌ فاعلةٌ ، تقوم على ضروراتٍ واحتياجاتٍ ، ووسائل ومهارات . ولا تقومُ على المزاج الشخصي لهذه أو لذاك ، ممن يستهويهمُ الحب . فتلك وغيرها نزوات وأوهام .
ومنها أنَّ الشراكة كالمطر الطيب ، جالبةٌ للفرحِ وتكديسِ مُتعٍ ، تفوقُ التوقُّعَ في بعض الأحيان . تُبقيها حقائقُ الحياةِ مشروعاً جاذباً لطرفيها ، ولكنْ بحظوظٍ مُتفاوتةٍ . يؤدِّي الحبُّ فيها دورَ القيادة .
ومِنها ، أنَّ الشراكة بين طرفيها ، لا تَظهَرُ بعفويةٍ ولا تكبرُ بِتلقائيةٍ . وإنَّما بدرجةٍ مِنَ القَصْدِيَّةِ ، تتولى تصميمَها وهندسَتَها ، وتوجيهَ حركتِها خطوةً تلوَ خُطوة ، نحو حُلمٍ مُقتدرٍ خلافا لِسفاهاتِ الوَهم .
قالت مُقاطعة : أفهمُ مِما تتفضل به ، أن الشراكة مشروعٌ يستلزمُ مِنْ أطرافه ركوبَ الصِّعابِ واجتيازَها . وأنَّ الحبَّ في ظِلالها ، يحملُ أكثر مِنْ رايةٍ . ويُمثِّلُ أكثرَ مِنْ مَصْلَحة ، تُعادُ صِياغَتَها يوميا .
وأكملَتْ ضيفتي بلهفةٍ : كلُّ محاضرِ المُصلحين في المحاكم الشرعية ووسطاءِ الخير، تؤكد على عدم وجودِ عُلاقةٍ بين أنثى وذَكرٍ ، مُستقرةٌ أو عابرةٌ ، تنامُ في المساء عامرةً ، وتستيقظُ في الصباحِ ، فإذا هي ركاماً وعصفاً مأكولاً ، قادرا على الاطاحة بأطرافه . لقد اكتشفتُ بحكم عمليَ السابق ، أنَّ النقاشَ كلَّما احتدمَ بين طرفي الشراكة ، كان يكشفُ عدداً منَ الاعتراضاتِ التي كانت صامتةً مُتَخفيةً ، وبالارتطام المُستدامِ ، يكتسب المسكوت عنه ، مقدرةَ النُّطقِ وحقَّ الصُّراخ .
قلتُ مُكمِلا وتنهيدةٌ تنجو منْ صدري : للشراكة يا سيدتي قضايا أساسية ، تستدعي التبصُّرَ بشكلٍ مُستدام . ما يجري في ظلالِها منْ مُمارساتٍ ومِنْ ارتداداتٍ ، يُثيرُ التَّوجُّعَ . وسوف تظل كذلك ، حتى يتمالك أطرافُها أعصابَهم وإراداتَهم . دونَ ذلك من وصفات ، ما هي إلا مهدئات سطحية يداري عللها ولا يداويها .
للكشف عما يجري في أي شراكة ، لا بد من الوقوف أمام أطرافها المحتلين لمساحات في بؤرِها المُتَورِّمة ِ، فهُم وحدَهُم الممسكون بمفاتيحِها ، وهُم وحدَهم منْ يديرون تلك المفاتيح ، ويفتحون مُغلقَ الابواب على إتساعها .
قاطعتني وهي مقطبةُ الجبين : وليس أشدُّ إثارةً للمَلَلِ والضباب ، مِنْ هؤلاء الذين ينسبون كلَّ المشاكلِ ، لِلآخر أو للسِّحرِ أو التدخُّلِ أوِ الأخلاقِ أوالتَّربِية ، غيرَ أؤلئك الذين يتوهمون أنهم معصومون ، أو حالمون بأن الشراكةَ مَبَرَّةٌ خيْريَّةٌ عذراء ، تشعُّ فقط حناناً ومُتَعاً .
تابَعتُ لأكملَ ما بدأتَه : والشراكة قِوى لها أفهامٌ وقيَمٌ وتوقعاتٌ ، تختلط من اليوم الأول بالمصالح الشخصية المباشرة والمسكوت عنها. تمارس فعلَها بالارتطام الهيِّنِ في سباقات الحياة ، المندفعةِ بسرعاتٍ تضبِطُها توقُّعاتُ العقل والقلب والوهم . وتجرِّبُ فرضَ أجندتَها بكلِّ الوسائل ، علَنا وسِرَّا ، إقناعا وقَسرا ، وكأنَّها حرْبا مكشوفة أو تربُّصا في الظلام . وهنا يصعب تبرئةَ الآخر ، ويصعب اعتبار الذات بريئة بلا مؤثرات . فلا هو ظالم فيما يجري ، ولا هي ضحية لِما جرى .
الواقعُ أنَّ كل شراكةٍ مُتورِّمَةٍ تكشفُ أشياء ، تضيف إلى أشياء كشفتها تجارب الآخرين . فكلُّ شراكة ظاهرة مستقلة ، أطرافُها مختلفون عمن سبقوهم على نفس الطريق . فمنَ النادر أن لا تختلطَ التجاربُ بالسمات الشخصية المباشرة لأصحابها .
سألَتْ وهي تُشعلُ ليَ لُفافَتي : أصحيحٌ يا شيخنا ، أنَّك ترى في الحبِّ ما لا يراهُ الجَسد ؟
قلتُ بعدَ أنْ نَفثتُ الكثيرَ من دخانِ لُفافتي عالِيا في الهواء : جدلُ الشهوةِ والحبِّ حِكايةٌ أخرى ، مطَرٌ جميلٌ آخر ، نترُكُ الحديثَ عنه لمرة قادمة ، إن شاء الله .

*الاردن

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...