ها هي صفحاتُ كتابي تطوي أوراقها الأخيرة معلنةً اقتراب أجلي...أنظرُ بعينين ذابلتين إلى الساعة التي باتت عقاربها في كل حركةٍ منها تبثُّ قلقاً بداخلي..قلقاً لدنوّ نهايتي..أضحيتُ أترقبّ دَقّتها التي سيُعلَن فيها رحيلي عن هذا العالم
لم يتبقّ منّي شيءٌ يتحرك سوى عينيّ.. أحركهما و أنقلهما بين بياضٍ يغطي المكان وبين عيون الأطباء والممرضات التي برغم ما مرّ عليها من مشاهد قاسية إلا أن الرحمة لازالت ممزوجة فيها..
رأسي لا زلتُ لا أشعر بها كما هو حال قدميّ و ذراعيّ ...جلّ ما استطعتُ فهمه أن شظيّة استقرت في رأسي شلّت حركتي بالكامل لكنها لم ترسم نهايتي في أخرِ صفحات كتابي
وشظيّة أخرى وجدت طريقها لتتربع قرب قلبي دون أن تخترقه..مزّقت ما حوله لكنها لم تقتله
علمتُ أن موتي يدنو مني شيئاً فشيئاً..
كل ما كنت أتمنى قوله رغم عجزي عن تحريك لساني أو حتى يدي للإشارة
أنني أريد الاستلقاء في الخارج في أي مكان مفتوح يظهر فيه القمر لي والنجوم.. وتلفح وجهي نسمات ليل دمشق ولو لمرة واحدة و أخيرة.
تكون قربي ياسمينة أستمر في استنشاق عبقها حتى يخدّرني و يغيّبني عن هذا العالم، ويطير بي على جناح غيمة الى الجنة.
أأبكي حرقة وألماً وقهراً لوجعي المستقر قرب قلبي وفي رأسي ،أم لأنهم لا يسمعونني لا يفهمون مقصدي ولن تتحقق أمنيتي..
رجائي الوحيد ووصيتي الأخيرة ياسمينة دمشقية على قبري..تؤنس وحدتي ويترحّم مستنشقو عطرها على من التحف التراب تحتها.
نهايتي تُخطّ الآن على الورقة الأخيرة
والآن وفي هذه اللحظة آلاف الكتب تَفتح دفتيها لتسطّرَ انتصارات وانهزامات ،قصص حب وحرب وصراعات للاستمرار..
لم ولن تنتهي الحياة عند توقف سيمفونية قلبي.. ستبقى ياسمينات دمشق مزهرة شامخة
الكلمات الأخيرة في كتابي سطّروها على قبري
"عاش عاشقاً للياسمين و مات حالماً به.".
______________
عائشة مصطفى ياسين
لم يتبقّ منّي شيءٌ يتحرك سوى عينيّ.. أحركهما و أنقلهما بين بياضٍ يغطي المكان وبين عيون الأطباء والممرضات التي برغم ما مرّ عليها من مشاهد قاسية إلا أن الرحمة لازالت ممزوجة فيها..
رأسي لا زلتُ لا أشعر بها كما هو حال قدميّ و ذراعيّ ...جلّ ما استطعتُ فهمه أن شظيّة استقرت في رأسي شلّت حركتي بالكامل لكنها لم ترسم نهايتي في أخرِ صفحات كتابي
وشظيّة أخرى وجدت طريقها لتتربع قرب قلبي دون أن تخترقه..مزّقت ما حوله لكنها لم تقتله
علمتُ أن موتي يدنو مني شيئاً فشيئاً..
كل ما كنت أتمنى قوله رغم عجزي عن تحريك لساني أو حتى يدي للإشارة
أنني أريد الاستلقاء في الخارج في أي مكان مفتوح يظهر فيه القمر لي والنجوم.. وتلفح وجهي نسمات ليل دمشق ولو لمرة واحدة و أخيرة.
تكون قربي ياسمينة أستمر في استنشاق عبقها حتى يخدّرني و يغيّبني عن هذا العالم، ويطير بي على جناح غيمة الى الجنة.
أأبكي حرقة وألماً وقهراً لوجعي المستقر قرب قلبي وفي رأسي ،أم لأنهم لا يسمعونني لا يفهمون مقصدي ولن تتحقق أمنيتي..
رجائي الوحيد ووصيتي الأخيرة ياسمينة دمشقية على قبري..تؤنس وحدتي ويترحّم مستنشقو عطرها على من التحف التراب تحتها.
نهايتي تُخطّ الآن على الورقة الأخيرة
والآن وفي هذه اللحظة آلاف الكتب تَفتح دفتيها لتسطّرَ انتصارات وانهزامات ،قصص حب وحرب وصراعات للاستمرار..
لم ولن تنتهي الحياة عند توقف سيمفونية قلبي.. ستبقى ياسمينات دمشق مزهرة شامخة
الكلمات الأخيرة في كتابي سطّروها على قبري
"عاش عاشقاً للياسمين و مات حالماً به.".
______________
عائشة مصطفى ياسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق