اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ضد مجهول | مقطع قصصي ... *نجيب محفوظ

⏪⏬
لم يكن بالشقة شيء غير مألوف يلفت النظر، أو يمكن أن يفيد منه المحقّق. كانت مكوّنة من حجرتين ومدخل، وبصفة عامة كانت غاية في البساطة. أما ما استحق الدهشة حقًا فهو بقاء حجرة النوم في حالة طبيعية، واحتفاظها بنظامها العادي رغم أنّ جريمة قتل
فظيعة ارتكبت بها. حتى الفراش ظلّ عاديًّا، أو لم يتغيّر إلا بالقدر الذي يطرأ عليه عقب النوم. غير أنّ الراقد عليه، لم يكن نائمًا، كان قتيلاً لمّا يجفّ دمه، وهو قد مات مخنوقًا كما يدلّ على ذلك أثر الحبل حول عنقه وجحوظ عينيه، وتجمّد الدم حول أنفه وفيه، ولا أثر وراء ذلك لعراك أو لمقاومة، سواء في الفراش أو في الحجرة، أو في بقية الشقة، كلّ شيء طبيعي ومألوف وعادي.

وقف ضابط المباحث ذاهلاً، يقلّب عينيه المدرّبتين في الأنحاء، يلاحظ ويتفحّص، ولا يخرج بطائل. إنّه يقف أمام جريمة بلا شك، والجريمة لا توجد إلا بمجرم، والمجرم لا يُستدلّ عليه إلا بأثر. وها هي النوافذ مغلقة جميعًا بإحكام. فالقاتل جاء من الباب، ومن الباب خرج. ومن ناحية أخرى فالرجل مات مخنوقًا بحبل فكيف تمكّن القاتل من لفّ الحبل حول عنقه. لعله تمكّن من ذلك وضحيته نائم، فهذا هو التفسير المقبول لعدم وجود أيّ أثر للمقاومة.

وثمّة تفسير آخر، أن يكون غدر به من وراء حتى أجهز عليه، ثم أنامه في فراشه وسجاه وأعاد كل شيء إلى أصله وذهب غير تارك أيّ أثر! أيّ رجل؟ أيّ أعصاب؟ يعمل بأناة ورويّة وهدوء وإحكام كما يقع في الخيال. يسيطر على نفسه وعلى القتيل وعلى الجريمة وعلى المكان كلّه ثم يذهب في سلام! أيّ قاتل هذا؟ ورتب خطوات التحقيق في ذهنه، الباعث على الجريمة، التحقيق مع البواب، والخادمة العجوز، وافترض افتراضات شتى، وقاوم ما استطاع انفعالاته الشديدة، ثم عاد إلى التفكير في المجرم الغريب، الذي تسلّل إلى الشقة، وأزهق روحًا ، ومضى بلا أثر، كأنه نسمة هواء لطيفة أو شعاع من الشمس. وفتّش الصوان والمكتب والثياب، فوجد حافظة نقود وبها عشرة جنيهات، كما وجد الساعة وخاتمًا ذهبيا، يبدو أن السرقة لم تكن الباعث على الجريمة، فما الباعث إذن.

واستدعى البواب لاستجوابه، وهو نوبيّ طاعن في السنّ، يعمل في العمارة الصغيرة بشارع البراد بالعباسية منذ عشرات السنين، وقد أدلى بأقوال لها أهميتها، فقال عن القتيل إنه مدرّس بالمعاش، يُدعى حسن وهبي، فوق السبعين، يعيش وحده مذ توفّيت زوجته، وله بنت متزوجة في أسيوط، وابن طبيب يعمل في بورسعيد، وهو أصلا من دمياط، وتقوم على خدمته أمّ أمينة فتجيئه حوالي العاشرة صباحًا وتغادره حوالي الخامسة مساء.

• وأنت ألا تؤدي له بعض الخدمات أحيانًا؟
فقال العجوز بسرعة وتوكيد:
• ولا مرة في السنة، أنا لا أراه إلا أمام الباب عند ذهابه وإيابه.
• خبرني عن يوم أمس؟
• رأيته وهو يغادر البيت في الثامنة.
• ألم يكلفك بتنظيف الشقة؟
فقال الرجل بشيء من العصبية:
• قلت ولا مرة في السنة، ولا مرة في حياته، أم أمينة تجيء في العاشرة فتطهو طعامه، وتنظف الشقة وتغسل الثياب.
• هل ترك نوافذ شقته -أو بعضها- مفتوحة؟
• لا أدري.
• ألا يمكن أن يدخل أحد من النافذة؟
• شقته في الدور الثالث كما ترى، فالأمر غير ممكن، ثم إن العمارة محاطة بالعمارات من ثلاث جهات، والجهة الرابعة تطلّ على شارع البراد نفسه!
• استمرّ في حديثك.
• غادر البيت في الثامنة ثم رجع في التاسعة، وهذه هي عادته كل يوم منذ أكثر من عشر سنوات، ويبقى بعد ذلك في شقته حتى صباح اليوم التالي.

• ألا يزوره أحد؟
• لا أذكر أني رأيت أحدًا يزوره عدا ابنه أو ابنته.
• متى زاراه لآخر مرة؟
• في العيد الكبير.
• ألا يزوره اللبان أو بائع الجرائد؟
• الجرائد يعود بها بعد مشوار الصباح، أما الزبادي فتتسلمه أمّ أمينة عصرًا.
• هل تسلّمته أمس؟
• نعم، رأيت الغلام وهو يصعد إلى الشقة ورأيته ذاهبًا.
• متى غادرت أم أمينة الشقة أمس؟
• حوالي المغرب.
• ومتى جاءت اليوم؟
• حوالي العاشرة، ودقت الجرس فلم يفتح

*نجيب محفوظ

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...