إصبر لاتجزع من ضُرِّ نصف الإيمان مع الصّبر
ماصبرك إلا بالله. عاقبة الصّبر إلى الخير
من بُليَ فصبر على البلوى. لم يهلع من وقع الخبر
لم يعص الله بأفعال مُخجلة.....بكلام الكفر
أوشقّ ثيابا.....أتبعها لطما للوجه وللصّدر
بل قال رضيت بما يُرضى ربّي أسلمت له أمرى
لله يؤوب ويذكره دوما فى اليسر وفى العسرى
رسلٌ من قبل قد افتتنوا ماغفلوا قطّ عن الذّكر
ذا النّون ينادى سبحانك. من غيرك يدرى بمقرّى
فى بطن الحوت يسبّحه يدعوه دعاء المضطرّي
فأتاه المدد على الفورِ يلقيه الحوت إلى البَرِّ
وإذا اليقطين يظلّله. يُبرئه من مسّ الضُّرّ
سبحان القادر سبحانه. من كاشف ضُرِّ مُقتدر
يوسف يحسده إخوته. يلقوه جحودافى البئر
الذئب برئٌ من دمه. ويدان ذئابٌ فى البشر
قافلة جاءت تنقذه. بقضاء الله وبالقدر .
ولمصر كانت وجهتهم. ليباع بسوق للبشر
فرحوا بدراهم معدوده أيباع نبى...... بالدّرِّ ؟
فى القصر زليخة تدعوه لجمال أخّاذ مُغري
ببريق الحسن تراوده. وتُغلّق أبواب القصر
إنّي زينت وهُيئت. والرغبة تزأر فى صدرى
أطفأ نيرانى أنقذنى. من نار العشق المستعرى
قدذابت نفسى تحنانا. شوقا لوصالك يا قدرى
فُتنت بالحسن ونعذرها أيلام العاشق للقمر؟
ونساء بعد لرؤيته. قطّعن الأيد من السّحر
همّت بالأمر فلم يحفل. بالفتنة فى أبهى صور
هو ربى أحسن مثوايا حاشا لله. ..من الغدْر
للنفس ميولٌ جامحةٌ والنفس تميل إلى الفُجر
من يخش الله ويزجرها ينجيه الله من الخُسر
يوسف قد صبر على الظّلم قد مكث سنينا فى الأسر
جازاه الله فأخرجه. ليكون وزيرا ذا قدْر
فى مصر خزائن لا تحصى تَعصى وتعزّ على الحصْر
الأرض الخصبة تربتها. تُخرج ما طاب من الثّمر
وكنوزٌ فى جوف الأرض. وجبالٌ تزخر بالتّبر
يوسف قد ملك خزائنها. مُلكت بالعفّة والطّهر .
من خشي الله وراقبه. دوما فى الظاهر والسّر
يعطيه الله ويكرمه. من غير حساب أو حصْر
يعقوبُ ابيضت عيناه كمدا .. قد حُرم من البصر
ويبثُّ الحزن إلى الله. أعواما عاش مع الصّبر
يعقوب رُدّ له البصر واجتمع بيوسف فى القصر
لم ييأس من روْح الله. فأتاه الفرج مع الصبر
زكريّا وهب على الكِبَرِ من فضل الله المقتدر
موسى فى اليم فتقذفه أمواج البحر إلى القصر
أخته فى الشاطئ ترقبه لتجئ لأ مّه بالخبر
ثبّتها الله فلم تجزع لم تبد لأحد بالسّرِّ
جاؤا بنساء ترضعه. يأبى أن يَرضع من صدر
كافأها الله بعودته وليرضع منها بالأجر
موسى قد شُقّ له البحر. فرعون غرق من الكبر .
قد صبر القوم فأنجاهم. من بعد سنين فى القهر
يصبر هابيل على القتل. ليبوء القاتل بالخسر
ونبيٌ يلقى فى النار. لا يشعر فيها بالحرِّ
بل كانت بردا وسلاما. وانتصر الخيرُ على الشّرِّ
ونبيٌّ يدعى للذبح. فيلبِّي الأمر على الفور
إفعل ماتؤمر يا أبتى بالله نلوذ وبالصبر
ففداه الله بأضحية. ووقاه الله من النّحر
ماپين شروق وغروب من ذا ينبئك عن الخبر
أحوال ربي.ينشأها ما بين سرور أو ضجر
وأمور شتّى نُنكرها لا ندري الحكمة فى الأمر
فصبي يرفل فى النّعم وصبي يشقى فى الصِّغر
وسقيمٌ يحيا أزمنة. وسليمٌ يرحل للقبر
وفقيرٌ أصبح ذا مال وغنيٌّ مات من الفقر
وكثيرٌ سافر للرزق. مارجعوا بعد من السفر
منهم من هرب من القتل. ليموت غريقا فى البحر
وكثير تاهوا فى الدنيا ذاقوا الأهوال من القهر .
وكثير ظلما قد قتلوا. تحت الأنقاض وبالغدر
الأعلى يهبط للأدنى والأدنى يصعد للصدر
تلك الأيام يداولها. للعبرة .هل من معتبر؟
لله أمور يبديها تبدو واضحة للنّظر
وأمور تخفى حكمتها. لا تدرك إلا بالصّبر
الكون يدار بحكمته. لا أحدٌ يدرك مايجرى
قد تبدو الحكمة أو تخفى فالله عليم بالأمر
قد يأتى الشّرُّ من الخير. أو يأتى الخير من الشّرِّ
مكتوب رزقك فى الرّحم لا تشغل بالك بالفِكر
لا يحدث شئٌ فى الدنيا. إلا فى اللّوح المستطر
اصبرْ والله سيفرجها. وعليه توكّلْ كالطير
إصبرْ فالصبر سيوصلك لنعيم الخلد المنْتَظر
لجنان يُبهر منظرُها. ولحورٍ عينٍ فى الخِدر
لاتؤثر دنيا. خادعةً ما دامت قبلك للغيْر
كم أغرت قبلك أقواما. كم قتلت قبلك من غِرِّ
ما تجمع منها تتركه تذهب عريانا للقبر
لن تجد رفيقا تصحبه إلا ما كان من البِرِّ
أخلص أعمالك لله. لا تعبأ أبدا بالبشر
النفس تضيق فصبّرها أيقظها لصلاة الفجر
أخرج صدقاتك فى السّرِّ ينجيك الله من الفقر
لاتحمل غِلّا أوحسدا بل سارعْ دوما فى الخير
ازرع فى الجنّة أشجارا فغراس الجنة بالذكر
ليلا ونهارا سبّحهُ تحظى بالبركة فى العُمر
من ذكر الله سيكرمه يحفظه الله من الشّر .
الجاحد يكفر بالنّعم والشاكر برأ من الكفر
أعوام تمضى مسرعةً ساعاتٌ تأكل فى العُمر
ماصبرك إلا أيامٌ والراحة بعد مدى الدّهر
شبرا فى الجنة تملكه. بالدنيا يعدِلُ بل يُزرى
*.د.مختار أحمد هلال
مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر ت فى ديوان
من قبل....وللمؤلف حقوق الملكيه الفكريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق