اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

السقوط ـ قصة قصير... * فؤاد حسن محمد


أنا في الداخل، من داخل المرآة أشير له بيدي ،بنفس الطريقة التي أثارت أعصابه،وحين يتوقف أبقى هكذا لا أتنفس،صمت تام يرقبنا،شيء ما يدفعنا للنظر إلى بعضنا، وعلى ما يبدو كل المتشابهات تحمل في جنباتها رغبة هامدة،لا محالة أن يحطم أحداهما الآخر.

قلت له بشيء من الكبرياء :
- لا بأس.
عينه تشبه عين سمكة مملحة، تنتقم مني بطريقة لزجة، وتفح في وجهي بدناءة،أمر غير مريح وغير لائق،أشعل سيجارته ولسبب مجهول تحرك خطوة إلى الوراء، ثم أكمل خطواته متجاوزا إطار المرآة ،حتى غاب عن نظري،استنفرت كل مقومات بطولتي،وقلت له :
- ليذهب كل من في طريقه؟؟؟؟
جمد في مكانه ، وأعوزتني بضع ثواني كي أؤكد له:
- اذهب لو سمحت
عندما يرتسم رأسك في عمق المرآة تصاب بعدوى الصورة،وبضيق أفق يتناسب مع ما يوحيه إليك الانعكاس، ولا تفهم سر هذه العلاقة بينكما،لكن حتى مع هذه الحماقة لا تستطيع إلا أن تستفيق لتتذكر ما اسمك ، وبالعجز عن الكمال .
الآن لا أراه لكني أسمع صوته يلتقط هذيانه،ويجدف شتائمه، وأنا محبوس هناك في المرآة، خائفا ، أنتظر قدومه كلما نظرت إليه كلما فجر عينيه وازدادت قسوة، أغلقت عيني وأخذت نفسا عميقا لتهدئة أعصابي ،منهك وتائه،وأحصر ذهني مثل العاشق في استدعاء ما أحب أن أكونه.
أطفأ كل الأضواء في الحجرة، ومن دون أن يثير أي ضجة ، دنى من المرآة ،ووقف قبالتي ، في البدء حدتني ملاطفا:
- من سواي أنا وأنت يستطيع أن يحس بالامنا.
هو لا يخرج من دائرة المأساة، لذلك يبقى دائما حبيس الصرخات والإنهيار، ملوث باثم الفشل، ويأكله الشعور بالإثم.
واجتازني بسؤال هائل:
- لماذا أخسر أنا دون الاخرين
وتابع:
طلب مني أن أبقى غدا يقظا، وأخبرني أن حارس المرمى مثل كلب الصيد يشم مسار الكرة قبل أن تنطلق،وغمز شخص يقف بجواره ساخرا وقال له بصوت خفيت حصلنا على كلب،وتابع متوجها إلي: يتربص ويرى الكرة تتناقل بين أقدام اللاعبين ، ويلهث دائرا بعينيه وهو جامد الحركة، ويواصل الشمشمة والمراقبة ،ليحمي مرماه ، وحين تنطلق الكرة صوبه يطير كالنسر رافعا كلتا يديه ليلتقي به قبل أن تهز شباك المرمى.
ربما بدا ذلك كله قبل أن ولدت..أو في حمص في ذلك الغد عندما لعبنا كرة القدم مع حارة كرم اللوز وخسرنا بهدفين،خسارة لا سابق لها ، كنت ألعب حارس مرمى أزود الجناحين وخط الوسط بكرات وأصد الكرات،كنت لا عبا نشطا متحمسا،أعيش كرة القدم كليا مع أنفاسي.
بعد خمسة عشر دقيقة سدد الجناح الأيسر للفريق الخصم كرة ردتها دعامة المرمى،لتعود مباشرة إلى قلب الهجوم الذي أرسل بثقة عالية كرة مسقطة انحنت ببطء، وقتها مثل النابض قفزت لألمسها بأصابع يدي ،وأخرجها بعيدا عن المرمى ، ثلاثة أقدام عن الأرض...و...و..بم ... وقعت على الأرضية ، بينما الكرة تابعت تقوسها لتهز الشباك.
بوم... خبطت على ظهري تمددت باسطا يداي، لا أستطيع أن أتحرك إنشا واحدا ،للحظة خلت أن الأرض تميد بي ، بعدها تأكدت وبصراحة قاسية جدا وعرفت أن الهزيمة قديمة جدا جدا جدا أقدم من أي شيء أعرفه.
مضت لحظات وأنا أحدق في الصورة التي أمامي ببلادة ، وتصاعدت في داخلي أن أمحو تاريخه،وأعيده القهقرى إلى سلسلته جذوره الأولى .كان كلانا يقترب من الآخر ثم يقع بينها التنافر،يتسلق الواحد الآخر أسفل و أسفل، وهذا ما وجدت من أجله المرآة،أما أنا الذي أذهلني هزيمة ضدي وباطنيته ، تلمست فيه مكامن ضعفي، لا شيء غير الخصومات الكبيرة معه،ويصير هاجسي أن يحرق أحدنا الآخر أو يشويه.

*فؤاد حسن محمد
 جبلة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...